الأهلي يُكرم عماد النحاس    عبد الواحد: ربما نضم السعيد لقائمة أمم إفريقيا.. والاستحواذ هويتنا    وزير الكهرباء: مشروع الربط المصري-السعودي خطوة مهمة نحو سوق عربية للكهرباء    "بحوث الصحراء" يُعزز جهود استكشاف الموارد المائية والتوسع الزراعي بتقنية جيوفيزيائية فرنسية    هيثم الهواري: قمة شرم الشيخ بداية عهد جديد للسلام الإقليمي والنمو الاقتصادي للمنطقة    رئيس جامعة جنوب الوادي يتابع المشروعات التطويرية بالمدن الجامعية    إيمان كريم: بروتوكول التعاون مع "قضايا الدولة" يعزز دعم ذوي الإعاقة    سليمان: هذا هو الفارق بين مصطفى محمد وأسامة فيصل.. وهذه سياستنا مع الحراس    تعرف على طقس الكويت اليوم الثلاثاء    "الثقافة" تُحيي التراث الموسيقي العربي في أمسية أحمد نافع ببيت الغناء    تعرف على موعد حفل محمد فؤاد وصابر الرباعي وسوما    باستثمارات 20 مليون دولار.. وزير قطاع الأعمال يتفقد التشغيل التجريبي لمصنع بلوكات الأنود    اليوم.. أولى جلسات اللجنة الرئيسية لتطوير الإعلام بمقر الأكاديمية الوطنية للتدريب    بعد استبعاده من «مستقبل وطن».. «الحسيني» يخوض انتخابات مجلس النواب 2026 «مستقلًا»    هل يجب على أعضاء مجلس النواب المعينين في "الشيوخ" تقديم استقالاتهم؟    بورش فنية ومواهب، انطلاق مهرجان النباتات الطبية والعطرية ببني سويف    «ازرع شتلتك».. مواصلة فعاليات النسخة ال4 من مهرجان النباتات الطبية والعطرية ببني سويف    رسميا.. موعد صرف معاش تكافل وكرامة لشهر أكتوبر 2025 (استعلم الآن)    التصديري للملابس الجاهزة: هدفنا التوسع في الأسواق الأوروبية    أبطال وصناع «هيموفيليا»: العرض يتناول فكرة الصراع الإنساني وتجربة بصرية بين الرمزية والواقعية    دار الإفتاء توضح حكم تنفيذ وصية الميت بقطع الرحم أو منع شخص من حضور الجنازة    دار الإفتاء توضح حكم ارتداء الأساور للرجال.. متى يكون جائزًا ومتى يُمنع؟    استشاري تغذية يحذر: الشوفان في الأصل طعام للخيول وسعراته الحرارية أعلى من القمح    تضم 15 سريرًا جديدًا.. محافظ الجيزة يفتتح وحدة الرعاية المتوسطة والداخلي بمستشفى أكتوبر المركزي    الداخلية توقع بروتوكول تعاون مع الاتحاد المصري للكيك بوكسينج لرفع كفاءة طلاب معاهد معاوني الأمن    المتحدث باسم بلدية "غزة" يطالب بفتح جسر بري وبحري وجوي لدعم القطاع    سحب 981 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكترونى خلال 24 ساعة    مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 14-10-2025 في الشرقية    27 مليون دولار وحَملة إعادة إعمار.. بريطانيا تعلن دعمًا لإنقاذ غزة بعد قمة شرم الشيخ    فرانكو دوناتو وأحمد شبراوي ضمن أفضل 10 رماة في العالم    «الصحة» تنظم يوما علميًا للتعريف بالأدلة الاسترشادية بمستشفى المطرية التعليمي    ماكرون: الأسابيع والأشهر المقبلة ستشهد هجمات إرهابية وزعزعة للاستقرار    ارتفاع عدد الوفيات بين تلاميذ تروسيكل منفلوط ل3 أطفال    مهرجان VS-FILM للأفلام القصيرة جدا يكشف عن لجنة تحكيم دورته الثانية    سفير فلسطين بالقاهرة: دور مصر محورى فى وقف الحرب ومنع تهجير سكان غزة    من يريد الوطن يجب أن يصبر.. الفلسطيني المحرر أحمد التلباني: التعذيب بسجون إسرائيل أنساني ملامح أطفالي    وفد رفيع المستوى من مقاطعة جيانجشي الصينية يزور مجمع الأقصر الطبي الدولي    ثلاثية أبطال أكتوبر في قصر العيني.. بطولات تتجدد بين ميادين الحرب والطب والسلام    قمة شرم الشيخ.. الإعلام الأمريكي يبرز كلمة الرئيس السيسي وإشادة ترامب بدور مصر في السلام    طقس الإسكندرية اليوم.. انخفاض في درجات الحرارة وفرص ضعيفة لأمطار خفيفة    عاجل|الصحة تغلق مركزًا غير مرخص للتجميل في مدينة نصر تديره منتحلة صفة طبيب    وزير الصحة يبحث مع وزيرة الصحة الألمانية تعزيز التعاون المشترك    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 14-10-2025 في محافظة الأقصر    اليوم.. الحكم على 4 متهمين ب"خلية الحدائق"    مصرع شاب إثر سقوطه من الطابق الرابع في الغردقة    أسعار اللحوم اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 في أسواق الأقصر    "قمة شرم الشيخ للسلام" تتصدر اهتمامات الصحف الكويتية    الكنيسة الأسقفية تؤيد اتفاق شرم الشيخ وتثمن جهود القيادة المصرية من أجل السلام    بحضور وزير الزراعة السوري.. «سويلم» يفتتح الاجتماع ال38 للشبكة الإسلامية لتنمية وإدارة مصادر المياه    النادي المصري يُثمن جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني    رئيس المجلس الأوروبي: تخصيص 1.6 مليار يورو لدعم السلطة الفلسطينية خلال العامين المقبلين    وفاة شقيق عبد المنعم إبراهيم .. تعرف على موعد ومكان العزاء    هبة أبوجامع أول محللة أداء تتحدث ل «المصري اليوم»: حبي لكرة القدم جعلني أتحدى كل الصعاب.. وحلم التدريب يراودني    «التعليم» توضح موعد بداية ونهاية إجازة نصف العام 2025-2026 لجميع المراحل التعليمية    توتر داخلي وعدم رضا.. حظ برج الدلو اليوم 14 أكتوبر    «زي النهارده».. وفاة الشاعر والإعلامي واللغوي فاروق شوشة 14 أكتوبر 2016    دولة التلاوة.. تاريخ ينطق بالقرآن    ألمانيا تفوز أمام ايرلندا الشمالية بهدف نظيف في تصفيات أوروبا لكأس العالم 2026    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تفنيد علمي لمزاعم الكيان الإسرائيلي عن سلاح الشعاع الحديدي
نشر في الشعب يوم 25 - 05 - 2014

مزاعم "اسرائيل" بتحقيق قفزات نوعية واختراقات علمية في تطبيقاتها حول منظومة "الشعاع الحديدي" بحاجة ماسة الى دلائل حسية ومعلومات موثقة؛ ويرجح استخدامها لتقنية أمريكية تخلت عنها الولايات المتحدة بدوافع الكلفة العالية.
قد لا نأتي بجديد عند القول أن الكيان الصهيوني مسكون بهاجس أزمة وجودية أمنية واستراتيجية، وهوسه بالأمن والدفاع خير دليل على ذلك.
ودشن الكيان مطلع العام الجاري بحملة إعلامية واسعة للترويج إلى عزمه نشر سلاح درع صاروخية جديدة يعزز فعالية منظومة "القبة الحديدية،" يعرف باسم "الشعاع الحديدي Iron Beam" العام المقبل.
نظريا، يعمل السلاح بتكثيف أشعة الليزر الحرارية وتسليطها لاعتراض وتدمير الصواريخ قصيرة المدى وقذائف الهاون - المورتر والطائرات من دون طيار - الدرونز.
وأرفق حملته بأنه يرمي إلى الترويج رسمياً للمنظومة في معرض الصناعات الجوية قبل انعقاده في سنغافورة نهاية شهر شباط/فبراير الماضي، طمعاً في البقاء على قائمة الدول المصدرة للاسلحة. التقنية المعلن عنها هي ذات التطور التقني المستخدم في مسلسل الخيال العلمي الشهير "حرب النجوم".
تقنية "القبة الحديدية" المصممة للمديات القصيرة، تعمل باستشعار أجهزة الرادار لجسم ما وتطلق الصواريخ الموجهة بالتكامل مع نظام صواريخ "آرو 2" لاعتراض الصواريخ الباليستية في الغلاف الخارجي، والذي سيتم دمجه مع الجيل الاحدث للصواريخ "آرو 3،" ومقلاع داوود اللذين لا زالا في مرحلة الاختبار والتجربة. وتجدر الاشارة في هذا الصدد إلى تباين احصائيات فعالية القبة الحديدية التي استخدمت بكثافة إبان العدوان على غزة 2008/2009، والتي تراوحت بين 30% و 80% التي اصرّت عليها القيادات العسكرية الصهيونية، وتزعم ايضا ان نسبة نجاح "الشعاع الحديدي" بلغت 90%، دون توفير ادلة حسية تدعم فرضياتها.
كما ينبغي التنويه إلى انخفاض كلفة تقنية الليزر والتكثيف الحراري لإعتراض وتدمير جسم ما مقارنة مع تحقيق نتيجة مشابهة باستخدام صواريخ اعتراضية.
بعد انقضاء زيارة وزير الدفاع الأميركي، تشاك هيغل، حديثا لفلسطين المحتلة، وبالتزامن مع انعقاد جولة المفاوضات النووية مع ايران المعقودة في باريس، اُعلن عن البدء في مناورات مشتركة يوم 18 أيار/مايو الجاري تستمر لخمسة أيام بين القوات العسكرية الاميركية وقوات "اسرائيلية"، اطلق عليها "كوبرا العرعر 2014"، استمراراً لسياق المناورات المشتركة بينهما منذ عام 2001.
وتدور المناورات في الفضاء الإلكتروني لسلاحي الجو، اسهمت أميركا بوحدات عسكرية قوامها نحو 700 عنصر، يعززها "قوات أميركية أخرى،" تتبع القيادة الأميركية للدفاع الجوي والصاروخي من مقرها في المانيا، ونحو 6،000 عنصر من القيادة المركزية لاوروبا – يوكوم، ومدمرتين مزودتين بنظام ايجيس للصواريخ الموجهة الاعتراضية.
هذا بالاضافة الى ترسانة صواريخ الباتريوت الأميركية المنصوبة في مناطق عدة من فلسطين المحتلة. حيث تجري المناورات بشكل دوري، مرة كل سنتين، بغية "تعزيز مديات التلاحم والتناغم في عمل واداء القوات المسلحة للبلدين تأهباً ومحاكاةً لتعرض اسرائيل لهجوم بالصواريخ الباليستية".
اجراءات التدريب والتحضير "لكوبرا العرعر 14" استغرقت نحو18 شهرا، بعد تأجيل المناورة السابقة التي كان من المقرر ان تجري عام 2012 عزاه البعض الى رغبة الولايات المتحدة في تهدئة سعار التوتر مع ايران، واستعاض عنه بتدريبات اخرى نهاية ذلك العام اطلق عليها مناورات "تحدي التقشف" الصاروخية، للدلالة على تخفيض الميزانية العسكرية في البلدين، نشرت على اثرها الولايات المتحدة بطاريات اضافية لصواريخ باتريوت حول القدس وتل الربيع.جدير بالذكر ان الولايات المتحدة اوكلت لقيادة قواتها المركزية في اوروبا، يوكوم، مهمة "الدفاع عن اسرائيل في حال الطواريء" اطلقت عليها خطة "اوبلان 4305،" كما وثقها الكاتب الاميركي ويليام آركن صاحب المؤلف المفصلي حول توزيع القوات والقواعد العسكرية الاميركية في العالم ("Code Names: Deciphering U.S. Military Plans, Programs and Operations").
ادعاءات فعالية الاوهام
يدرك كل سويّ الفرق الشاسع بين الحقيقة والخيال في استخدام اسلحة تعمل باشعة الليزر والاغراءات التي توفرها المشاهد السينمائية بامكانية التوصل للنتائج المراد زرعها في الذهن البشري. اما تسخير التقنية للاستخدامات العسكرية فهي مقيدة بالقوانين العلمية الصارمة وبعزلة عن الرغبات الذاتية للبعض. من المعروف ايضا ان الولايات المتحدة سخرت جهودا وامكانيات مكثفة فاقت كلفتها كل جهود الدول الاخرى مجتمعة لتطوير اسلحة تعمل باشعة الليزر. والنتيجة، نموذج يتيم تم تحميله على متن سفينة حربية، سيما بالنظر الى حقيقة المعلومات الموثقة بتواضع ادائه وفعاليته مقارنة بما يدعي قادة الكيان العسكريين بانهم استطاعوا "تطويع التقنية للتطبيقات العسكرية بنجاح."
وعليه، ينبغي التعرف عن كثب على ما ينطوي عليه الزعم "الاسرائيلي" بتحقيق اختراق تقني في مجال الاسلحة العاملة باشعة الليزر، وربما الاقرب الى الحقيقة انه تم التوصل الى تطبيق عسكري لاشعة الليزر ينطوي عليه ثغرات كبيرة، تستدعي التدقيق والتمحيص العلمي وتكرار التجربة في مختبرات اخرى.
اشعة الليزر المشبعة بطاقة حرارية عالية ارست ارضية متفائلة للتطبيقات العسكرية الدفاعية، في المجال النظري، ورافقها تحدي لضرورة التغلب على عقبات حقيقية والتي بمجملها اعاقت القدرة على تطوير نموذج صالح للاستخدام خارج مراكز الابحاث العلمية. ما تم التوصل اليه علميا هو انتاج بلور عصا الليزر وشعاع ليزري ينتج عن تفريغ انبوب الغاز واللذين جاءت نتائجهما مخيبة للآمال المعقودة سيما لتدني الفعالية وما نتج عنها من تبديد معدل الطاقة الناجمة الى طاقة وحرارة منفلتة. وعليه، فان نجاح تجربة التوصل الى اشعة ليزرية مشبعة بطاقة عالية تنتج حرارة متبددة ربما تؤدي الى ابطال مفعول المعدات وتدميرها.
وتوصل العلماء الى اكتشاف واعد لشعاع ليزر ناتج عن عملية تفاعل كيميائية، والذي يقارب بالنتيجة عمل محركات صاروخية منه الى شعاع ليزر عادي قابل للتطويع. وتستند التقنية الى استخدام وقود دفع الليزر، ينتج عنه تفاعل واحتراق خليط من العناصر الكيميائية ينفث غازا كيميائيا عادما يتم تكثيف خروجه عبر فوهة انبوب او جهاز، من ضمن خصائصه احتوائه لجزيئات مشبعة بالطاقة الحرارية، والتي تستند طاقتها الاجمالية الى طبيعة وقود الدفع والعناصر الاخرى الاضافية المستخدمة في العملية ويجري تسخين الناتج الى حالة اعلى لانتاج شعاع الليزر. مقارنة مع تطبيقات المجهر – التلسكوب، عند وضع زوج من المرايا المترافقة على جانبي التيار العادم المنبعث، سينتج عنه عملية انتاج شعاع الليزر وتراقص جزيئات الكم الضوئي (الفوتون) بين المرايا، واستخراج الطاقة عبر التحكم بوضعية احدى المرايا.
هكذا ببساطة يتم التحكم بانتاج طاقة الليزر في المختبرات العلمية، والتي ينطوي عليها مستويات عدة معقدة ينبغي التغلب عليها قبل ان تصبح صالحة للتطبيقات العسكرية والتجارية. الطاقة الحرارية العالية الناتجة تصل ما بين 1000 الى 2000 درجة مئوية، تعتمد نتيجتها النهائية على مكونات خليط الوقود المستخدم. تكثيف الطاقة للمرور عبر فوهة انبوب او جهاز تتطلب جهود تحكم بالغة الدقة كي تكتمل دائرة انتاج الشعاع، وخاصة لخليط الغازات المنبعثة ومعدلات الضغط والانسياب المطلوبة. يذكر ان بعض الوقود الليزري وما ينتج عنه من غازات عادمة تتميز بدرجة عالية من السمية والتآكل. تثبيت المرايا المترافقة ينبغي ان يتم باقل معدل خسارة بصرية، اذ ان خسارة نسبة 1% في مجمل ميغاوات حراري ليزري يعادل خسارة 10 كيلواط من الطاقة المبددة على المرايا.
للمقاربة، فان هذه العملية بالغة التعقيد لانتاج شعاع ليزري بالتفاعل الكيميائي الذي يكمن في صلب "الشعاع الحديدي." بعض ابتكارات الغرب العلمية ابتعدت عن انتاج شعاع ليزر فردي، واستخدمت سلسلة من اشعة الليزر ومرآة لانتاج شعاع بطاقة عالية.
تحلى الكيان الصهيوني بالحذر من توفير معلومات دقيقة حول الشعاع وألمح الى ان الليزر ناتج عن تفاعل الكتروني في حالة الصلب، أسوة بانتاج الشعاع الليزري الاول عام 1960. واخفق في توفير مزيد من المعلومات العلمية ربما لزرع الظن انه توصل الى اختراق تقني فريد في هذا المجال لم تقدر اي دولة اخرى على تكرار التجربة. بكلمة اخرى، ما رشح عن الكيان من معلومات هي اقرب الى تضليل الأمم الاخرى.
منذ التوصل الى اكتشاف اشعة الليزر في حالة الصلب المشار اليها، فان اهم عقبة تواجهها هي الكلفة العالية وتطويع التطبيق وتسخير الطاقة الناتجة في تطبيقات اخرى. التقنية "التقليدية" لانتاج شعاع الليزر تستغل نحو 10% كحد اقصى من الطاقة الناجمة وتحويلها الى شعاع؛ اي يبدد ما تبقى من 90% من الطاقة والتي قد تضر بالحالة الصلبة للصمامات الثنائية وتدمرها. "النموذج الليزري الاميركي،" سالف الذكر، سيتم وضعه على متن سفينة حربية في وقت لاحق من فصل الصيف القادم (الذي سيحل في 21 حزيران الشهر المقبل) بقوة تتراوح بين 15-50 كيلواط (اما الرقم الحقيقي فهو حبيس ادراج السرية). الفعالية الثابتة للنموذج هي في التصدي للطائرات الصغيرة او الزوارق سريعة الحركة المتجهة نحو السفينة. يتضح اذا ان سلاح "الشعاع الحديدي" يتطلب طاقة حرارية اكبر من النموذج المذكور، سيما عند الاخذ بعين الاعتبار ان طاقة بقوة 100 كيلواط باستطاعتها تدمير اهداف صغيرة مثل طائرات الدرونز والزوارق الحربية الصغيرة. اما الاجسام والاهداف المتطورة مثل الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، فتتطلب طاقة حرارية بعدة معدلات من الميغاواط. التقنية الراهنة المتوفرة لانتاج الطاقة بحالة الصلب، solid state، بعيدة كل البعد عن الاقتراب من المعدلات الحرارية المطلوبة.
ما يتبقى من خيارات علمية لانتاج الطاقة الليزرية يعيدنا الى الشعاع الناجم عن تفاعل كيميائي، الذي يوفر، نظريا، معدلات طاقة تقاس بالميغاوات.
المعلومات المخبرية لشركة رافائيل "الاسرائيلية،" المنتجة "للشعاع الحديدي،" متوفرة للخبراء والاخصائيين. ويمكننا القول ان ما توصلت اليه ابحاث الكيان هو تقنية مشتقة من تقنية التكثيف الحراري التكتيكي بالليزر (THEL ذيل) التي توصلت اليها الجهود والابحاث المشتركة للولايات المتحدة و"اسرائيل."
رمت المؤسسة العسكرية الاميركية من وراء تقنية "ذيل" الى انتاج سلاح الاشتباك وتدمير الصواريخ قصيرة المدى، مثل الكاتيوشا والقذائف المدفعية والطائرات التي تحلق على علو منخفض – وهي اهداف تتماثل مع نظام "الشعاع الحديدي." استنادا الى المعلومات المعلنة فان النظام ينطوي على توليد طاقة حرارية بمعدل ميغاواط واحد.
اجريت الاختبارات على نظام "ذيل" بين اعوام 2000-2004، وقيل انه استطاع تدمير صواريخ بعيارات عدة (28 و 122 و 160 ملم)، تحاكي صواريخ الكاتيوشا وراجمات الصواريخ وقذائف الهاون وهجوم بصليات من قذائف الهاون.
خلفية علمية
تذكر ادبيات وزارة الدفاع الاميركية انها عاكفة على تطوير ثلاثة نظم اسلحة شعاعية للتطبيقات في الفضاء الخارجي وما دون طبقة الغلاف الجوي، تستند كلها الى تفاعل خليط مواد كيميائية ينتج عنه شعاع ليزري. كما تدل تلك الادبيات الى ان انتاج وتطبيق سلاح ليزري في الفضاء الخارجي سيستغرق عقدين من الزمن، على الاقل. والنظم الثلاث التي تجري التجارب عليها: غاز فلوريد الهيدروجين؛ غاز فلوريد الديوتريوم؛ وغاز اكسجين اليود.
يتميز غاز فلوريد الديوتريوم بتفاعله على نسق نواة الفلوريد بخلاف فلوريد الهيدروجين التي تتم مرحلة التفاعل على مستوى جزيئات الهيدروجين، وذرات غاز الديوتريوم اكبر كثافة من ذرات الهيدروجين، مما يعني انه افضل على السير في الغلاف الجوي محتفظا بخصائصه. التجارب الاولى عليه اشارت الى قوة حرارية ناتجة بمعدل يفوق ميغاواط.
اما غاز اكسجين اليود والذي يعتقد انه يدخل في تطبيقات النظم الدفاعية ضد الصواريخ الباليستية، فان الطاقة تنتج عن تفاعل غازي الكلور وفوق اكسيد الهيدروجين مما يثير ذرات الاوكسجين التي تنقل طاقتها الحرارية الى ذرات اليود. يبلغ معدل طول الموجة الناجمة 1.3 ميكرون (جزء من المليون على المتر)؛ اي اقصر من الموجات المتولدة خلال التفاعلين الاخرين، بلغت طاقتها الحرارية عدة مئات من الكيلواط، اي الافضل مواءمة للاسلحة في الفضاء الخارجي.
تنبهت بعض الدول والهيئات العلمية المعتبرة مبكرا الى خطورة ادخال الاسلحة الى الفضاء الخارجي وتهديده على البشرية بأكملها، وتوصلت الى سن اتفاقية عام 1967 تحرم استخدام الاسلحة في الفضاء والتي تشمل سطح القمر ايضا. وتبنت الامم المتحدة الاتفاقية والمصادقة عليها عام 1999 بتوقيع 138 دولة عليها، وامتناع دولتين: الولايات المتحدة و"اسرائيل".
سلاح الليزر بالتكثيف الحراري التكتيكي (THEL ذيل)
يعمل النموذج "ذيل" وفق تقنية غاز فلوريد الديوتريوم لانتاج الليزر، بخلاف التجارب السابقة العاملة بغاز فلوريد الهيدروجين، ينتج عن التفاعل موجة شعاع ليزري يتراوح طولها بين 3.6 – 4.2 مايكرومتر (تعرف ايضا بالاشعة الحرارية تحت الحمراء). يدخل في عملية الاحتراق غاز الايثيلين وغاز ثالث فلوريد النيتروجين، الذي يمزج بغازي الديوتريوم والهيليوم لانتاج غاز فلوريد الديوتريوم في حالة الهيجان. ثم يمرر الناتج الغازي عبر فوهات محكمة شبيهة بمثيلاتها في التفاعلات الكيميائية الاخرى المنتجة لشعاع الليزر.
نموذج نظام "ذيل" الذي اجريت عليه التجارب الأميركية و"الإسرائيلية" المشتركة الغازات المنبعثة خلال عملية التفاعل سمية وبالغة الخطورة على الجنس البشري، ولذا ينبغي استحداث نظام متطور لتبديد الغازات وتحييد وامتصاص الغاز العادم لفلوريد الديوتريوم. الغازات العادمة تحتوي ايضا على طاقة حرارية مبددة والتي يعسر التغلب عليها في تجارب الاسلحة الليزرية السابقة.حجم النموذج التجريبي الاول كان كبيرا وشغل مساحة ثلاث مقطورات يصعب التحكم والسيطرة عليها. تزعم شركة رفائيل "الاسرائيلية" انها استطاعت التغلب على خاصية الحجم وانتجت نموذجا مصغرا للشعاع الحديدي يسهل تحريكه.
بيد ان عقبة الحجم ليست الوحيدة التي تواجه نشر شعاع الليزر كسلاح. اقلعت الولايات المتحدة عن المضي في البرنامج واوقفت تمويله نظرا لعقبات متعددة واجهتها، بينما مضت "اسرائيل" في جهود تطويره بمساعدة اميركية، كما تشير بنود ميزانيات وزارة الدفاع الاميركية. استنادا الى المعلومات التقنية والتجريبية المتوفرة، من المرجّح بقاء تلك العقبات دول حلول ناجعة.
احدى تلك العقبات تتعلق بانتشار الطاقة الحرارية العالية وتفاعلها كيميائيا مع الغلاف الجوي، وانتشار شعاع الليزر وطاقته الكامنة في المنطقة المحيطة به.
ولعل افضل اسلوب للتغلب على تلك الظاهرة توصل العلماء إلى اصدار ومضات قصيرة من طاقة الليزر لتبديد الهدف قبل بدء تفاعل الانتشار.
بالمقابل، ينطوي على هذه التقنية الحد من حجم الضرر الذي كانت ستتسبب به اشعة الليزر لجسم كبير الحجم.من خصائص شعاع الليزر انه قابل للامتصاص من قبل عناصر طبيعية متعددة: ذبيبات الغبار، بخار الماء، السحب، الضباب، الثلج، والمطر.
اذّ ان طول موجة الشعاع، 3.6 – 4.2 ميكرومتر، تمكنه من حرية الحركة عبر أجواء صافية وجافة، بينما يتأثر سلبا بالرطوبة مهما بلغت درجة تشبع الهواء بها وحرف الشعاع عن هدفه. كما ان الشعاع يتأثر سلبا بغاز ثاني اكسيد الكربون وعنصر الهيدروكربون اللذين يحدثا تحللا في تركيز الشعاع وافقاده مفعوله.
وعليه، يصبح تطبيق شعاع الليزر افضل في المناطق والاجواء الجافة ذات كثافة سكانية شحيحة، التي تنطبق على بعض مناطق فلسطين المحتلة؛ بيد ان مفعوله يتناقص في المناخات الرطبة ومناطق الكثافة السكانية المقامة على طول الشريط الساحلي لفلسطين المحتلة.استنادا الى الحقيقة الثابتة ان بخار الماء يحد من فعالية شعاع الليزر، يصبح "الشعاع الحديدي" فعالا في مجال النظم الدفاعية حصرا، بحماية منطقة جغرافية ضيقة حول بطارية الصواريخ.
اما الزعم بأنه صمم لاعتراض الصواريخ والقذائف المنهالة على الكيان من قطاع غزة، مثلا، يبدد سريعا امام المعلومات الموثقة لضعف ادائه في المناخات الرطبة، واقل كثيرا من المديات التي تدعيها شركة رفائيل المصنعة.عامل الكلفة الاجمالية ايضا يدخل ضمن حسابات اعتمماد السلاح، اي سلاح، خاصة عن الاخذ بعين الاعتبار الكلفة العالية للطلقة الواحدة. فالشعاع الحديدي يماثل الى حد كبير اشعة الليزر الناتجة عن تفاعل فلوريد الهيدروجين، التي يتراوح طول موجة الطاقة من 2.7 الى 2.9 ميكرومتر، وهي الموجة التي يمتصها الغلاف الجوي مما يضعف قوة الشعاع ويخفف من المسافة التي من المفترض وصوله اليها، الا في الحالات الاستثنائية التي قد يتم استخدامه في الفضاء الخارجي.تزعم شركة روفائيل انها استطاعت التغلب على تلك العقبة بادخال عنصر وقود باهظ الكلفة ونادر الوجود، باستخدام نظائر الهيدروجين النادرة حينها يستخدم غاز الديوتريوم عوضا عن الهيدروجين، والذي تبلغ طول موجة الطاقة الناجمة من 3.6 الى 4.2 ميكرومترا. في هذا الحالة من الخاصية الكيميائية، يصبح استخدام شعاع فلوريد الديوتريوم افضل حالا في النظم المضادة للصواريخ.
اما الوقود النادر المذكور فكلفة انتاجه باهظة جدا (اذ يشكل الغاز نسبة 0.0156% من كافة غاز الهيدروجين في الكرة الارضية بأكملها، ومن هنا كلفته العالية وقد تبلغ عدة آلاف من الدولارات لكل طلقة، والنتيجة ليست مضمونة بأي حال. في عام 1980 اصدر مختبر الاسلحة لسلاح الجو الاميركي دراسة جاء فيها ان كلفة انتاج وقود الليزر قد تصل الى 1،000$ لكل ميغاواط في الثانية الواحدة. وتم تقدير كلفة شعاع الليزر لنظام "ذيل" بنحو 3،000$ للطلقة الواحدة.ومن هنا يتضح جملة عوامل اقلاع الولايات المتحدة عن استخدام مركبات غاز الفلورايد والديوتريوم واستبدالها بمضخات كهربائية لانتاج الشعاع.
وكما اسلفنا في المقدمة، فان مزاعم "اسرائيل" بتحقيق قفزات نوعية واختراقات علمية في تطبيقاتها "الشعاع الحديدي" بحاجة ماسة الى دلائل حسية ومعلومات موثقة؛ ويرجح استخدامها لتقنية اميركية تخلت عنها الولايات المتحدة بدوافع الكلفة العالية والعقبات التقنية الاخرى ومنها ضرورة امداد عملية الاحتراق بعناصر كيميائية بالغة السمية للجنس البشري، وتحديات الفعالية التي تواجهها امام عوامل الرطوبة الطبيعية وقصر المديات النهائية.تندر البعض للكلفة العالية للشعاع الحديدي بانه ينبغي ان يطلق عليه "شعاع البلاتين."
المصدر: مكتب واشنطن بالتعاون مع مركز الدراسات الاميركية والعربية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.