لماذا تخفي المؤلفة اليهودية "بات يور" اسمها الحقيقي كل هذه السنوات ؟ انهيار المشروع الصهيوني جعلها تصف الأوروبيين بالجشع والخوف هل فرنسا حقا هي العدو الأول لأمريكا وإسرائيل ؟ كتب ياسر أنور في العدد السابق من جريدة " الشعب الجديد " وأثناء عرضنا لكتاب " يورابيا " للمؤلفة اليهودية " بات يور" كنا قد أطلقنا على مزاعمها في الكتاب عن تشكل محور أوروبي عربي (بقيادة فرنسا ) ضد السامية والمسيحية والأمركة , أطقلنا على تلك المزاعم وصف تخاريف , ولم يكن هذا تجريحا أو تجاوزا في حق المؤلفة , بل حاولنا قدر الإمكان أن نتمسك بالموضوعية والحياد على الرغم من أنها تستحق من التشهير والنقد ما هو أكثر من ذلك وبخاصة إذا علمنا بأنها تنال قسطا وافرا من الازدراء الذي يليق بها في كثير من الأوساط الأكاديمية المحترمة في العالم الغربي , وأنها غير مرحب بها على الإطلاق في المؤسسات العريقة , لكن الذين يصفقون لها هم فقط بعض نفايات الباحثين عن الشهرة والأضواء من المحافظين الجدد والمعادين للإسلام والذين لم يجدوا طريقة لإيقاف المد الإسلامي في العالم الغربي إلا التشويه والترويج للأكاذيب والمغالطات لتخويف الآخرين من كل ما يتعلق بالإسلام من قريب أو بعيد , وذلك بعد فشل كل المحاولات العسكرية - وبخاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر- في إيقاف أو على الأقل عرقلة انتشار الإسلام في أوروبا والعالم . وكان من نتيجة ذلك تشكل وتكون وربما تكتل أيضا لهذه العناصر المتطرفة من الباحثين المشعوذين وبدعم من مؤسسات يهودية ومسيحية عنصرية باعتبارها الورقة الأخيرة التي يمكنهم اللعب والتلاعب بها , والتي قد تجلب لهم بعض النتائج المرجوة بين شرائح ومستويات مختلفة في المجتمع الغربي . وقد بينا في الجزء الأول من عرض هذا الكتاب أن المؤلفة تقصد بكلمة "يورابيا" Eurabia التحول الذي أصاب أوروبا على مستويات عدة ثقافية وأيدلوجية ودينية وسياسية واقتصادية , بحيث لم تعدهي أوروبا المسيحية والداعمة لليهود (Judeo-Christian Europe ( بل صارت أوروبا العربية والإسلامية الداعمة للفلسطينيين والمعادية للسامية والأمركة . وقد ذكرت المؤلفة صراحة ذلك حيث تقول : إن عقيدة اليورابيا تستقر على خمس دعائم رئيسة : 1- خلق تكافل سياسي واقتصادي أوروبي – عربي مدفوع بالجشع والخوف الأوروبي . 2- هدف مشترك للتنمية الاقتصادية باعتبارها المصدر للتقدم والإنجاز الإنساني . 3- الاعتقاد الراسخ بأن دولة الأندلس في العصر الإسلامي الوسيط تقدم نموذجا مثاليا لتكوين يورابيا في القرن الواحد والعشرين . 4- تشويه وزوال إسرائيل باعتبار أن ذلك هو المفتاح إلى التصالح العربي الأوروبي. 5- العداء لأمريكا وتعويق تأثيرها في الشرق الأوسط . Eurobian doctorine rests on five main pillars : 1-The creation of Euro-Arab human economic and political symbiosis motivated by European greed and fear . 2-A common goal of economic development as the source of human progress and achievement . 3- The firm believe that medieval Muslim Andalusia provides an exemplary model for the construction of Eurabia in the twinty- first century . 4-the vilification and demise of Israel as the key to Euro Arab reconciliation .5-Hostility to America and obstruction of its influence in the Middle East . من الواضح إذن وبخاصة في البند الرابع شعور المؤلفة بالإحباط بسبب تراجع المشروع الصهيوني في المنطقة , وكما أشرنا من قبل , فإن ذلك هو الدافع الأساسي من الكتاب , وهو محاولة ابتزاز المجتمع الغربي لكي يتراجع عن تبني سياسات ثقافية متسامحة مع الآخر وبخاصة الجاليات الإسلامية , والتي كان من نتائجها هو ذلك التحول المفاجيء في العالم الأوروبي تجاه الإسلام مع تزايد المعتنقين له من الأوروبيين الأصليين ومع مؤشرات واضحة في تغير التركيب الديموجرافي في أوروبا , ما دفع المؤلفة بالتطاول على الشخصية الغربية ووصفها بالجشع والخوف ! وتعتبر المؤلفة في أكثر من موضع في الكتاب أن فرنسا هي الدولة المعادية للمشروع الصهيوني والتي كانت تغازل الإسلام في كثير من المراحل التاريخية المختلفة بدءا من نابليون بونابرت وثناءه على الإسلام مع قدوم الحملة الفرنسية على مصر , ومرورا بالرئيس الفرنسي شارل ديجول الذي تعتبره المؤلفة من أكثر الرؤساء الفرنسيين الذين بشروا بتكوين ذلك التحالف العربي الفرنسي ضد اليهود وضد الولاياتالمتحدةالأمريكية . ومن اللافت للنظر أن أكثر المرحبين بهذه النوعية من الكتب الابتزازية هم الكتاب المتطرفون المعروفون بعدائهم للإسلام ومنهم روبرت سبنسر , وباميللا جيللر , ودانيل بيبز , وسير مارتن جيلبرت , وغيرهم .أما الكتاب المحترمون فإنهم يصفون المؤلفة بأنها بلا مؤهلات أكاديمية وشخصية تافهة بلا قيمة . المدهش أن بات يور تتخفى وراء ذلك الاسم العبري والذي يعني بنت النيل وأنها كانت ترفض ذكر اسمها الحقيقي , وإذا أتيحت الفرصة في الأعداد القادمة , فإننا سنلقي مزيد من الضوء عليها وعلى مؤلفاتها الاستفزازية ضد الإسلام