اليوم.. "إعلام النواب" تناقش أداء وزارة الثقافة في الربع الأول من عام 2024/2025    عن مصير الدولار.. عودة أخرى    اليوم.. "زراعة النواب" تبحث 7 طلبات إحاطة    التفاعل الرقمي للمراهقين.. كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون قوة إيجابية أو سلبية؟    بابا من إفريقيا.. هل يحقق الفاتيكان المفاجأة؟    الدلالات الدينية والسياسية لتسميات الحروب الإسرائيلية    متغيرات تزيد تعقيدات الحرب فى السودان    حكاية المباراة رقم (39) فى البريمييرليج!    عملية اختيار مدرب الأهلى الجديد    مواعيد مباريات اليوم في الدوري المصري والقنوات الناقلة    مدرب ليفربول والريال السابق يرحب بتدريب الأهلي    موعد مباراة النصر القادمة في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    بيان من وزارة التربية والتعليم بخصوص واقعة المدرسة الخاصة بالبحيرة    أيام الصحوة الخادعة    تكريم رواد النشر العربى    طفل البحيرة.. والحقائق الكامنة!    وليد سامي يساند مصطفى كامل في معركته لنصرة حقوق الموسيقيين: "متضامنين معاك حتى النهاية"    اليوم.. ندوة ريهام عبد الغفور ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : للصباح كلمة !?    أفضل وأسهل طريقة لتنظيف التكييف في المنزل    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    نبيه: أشكر الجماهير واللاعبين.. وأبحث عن العدالة في الاختيارات    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    «مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    لقاء الأبناء مع أبيهم.. البابا تواضروس يلتقي أقباط بولندا وأبناء الكنيسة الإثيوبية    مستشار الرئيس للصحة يكشف حقيقة انتشار مرض الجدري المائي    فريق طبي بأسيوط ينجح في استئصال طحال بوزن 2 كيلوجرام من مريضة شابة    هرمونات تؤثر على وزنك- إليك طرق تحسينها    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    هل يجوز إعطاء الزكاة للمتسولين في الشوارع ؟.. واعظة ب«الأوقاف» تُجيب    مجلس أمناء الحوار الوطني يلتقي وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبدالعاطي    «لا يجوز».. بيان جديد من «السعودية» بشأن حكم الحج بدون تصريح (تفاصيل)    للمشاركة في فعاليات مؤتمر «مجتمعات الفرص 2025».. وزيرة التضامن تتجه إلى سنغافورة    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ليبيا : بوابة أمريكا الجديدة للانقضاض على المنطقة / د.الطيب بيتي العلوي
نشر في محيط يوم 24 - 03 - 2011


ليبيا :
بوابة أمريكا الجديدة للانقضاض على المنطقة


* د.الطيب بيتي العلوي

د. الطيب بيتي العلوي
عندما وفد الجنرال"جورو"إلى دمشق بعد معاهدة فرساي"،وإقتسام حطام الإمبراطورية العثمانية لتأكيد استيلاء فرنسا على سوريا.

دخل المسجد الأموي حيث يرقد رفات صلاح الدين الأيوبي–القاهر العظيم للصليبيين- ووطء قبره بقدميه وصاح:"أستيقظ يا صلاح الدين لقد عدنا"من كتاب تغريب العالم " للإنثروبولوجي" سيرج لاتوش

هناك مسلمة آمن بها"هنري كيسينجر"في الزمن الساداتي-السبعينيات -،بأن:"زول نظام السادات" في مصر،هو نهاية الأمركة في المنطقة، الذي يعني ببساطة، النهاية الحتمية للوجود الغربي برمته في الشرق الأوسط .

فكان لا بد-بحكم الضرورات- من إستنبات"حكم مبارك الذي تم إختياره بعناية لعلاقاته الأكيدة مع المحافل الماسونية الشرقية في بريطانيا ،ومخابراتها عبر زوجته وأسرتها ذات الارتباط الوثيق بالماسونية والمخابرات الإنجليزية.

كما كان مشروع السيطرة على آبار كل دول الخليج بدون إستثناء،والهجوم بالذات على العراق مشروعا أمريكيا خطط له:"كيسينغر–نيكسون"،بعد أن بدت أول بوادر الأزمة الإقتصادية بالولايات المتحدة في أواسط الستينات.

حين واجه المفكرون السياسيون والإقتصاديون أزمة شاملة وخانقة في التنظير،أعادت إلى الساحة السياسية الأمريكية ومعتركاتها الإقتصادية ضرورة العودة إلى أطروحات البراغماتية للأربعينات، المؤصلة للأسس النظرية"من أجل إستخدام القوة السافرة"والدعوة صراحة إلى سيادة شريعة الغاب في السياسة الدولية.

كما وضع قواعدها الثابتة - زمنها -"نيكولاس جون سبيسكسمان" في كتابه الشهير"الإستراتيجية الأمريكية في السياسية الخارجية"الصادرعام 1942 الذي كان بمثابة إلإنجيل السياسي لفلاسفة السياسة الكبار البراغماتيين المعروفين.

مثل:جون ديوي، وليم جيمس،وجيمس برنهام،وغريسون كيرك،وهارولد لاسول،هذا الفكرالذي تبناه روزفات وترومان وإيزنهاور،ثم عاد الى الساحة السياسية في عهد نيكسون ثم ريغان،

ولم تكون مشاريع "النظام الإقتصادي الجديد"و"النظام العالمي الجديد"سوى مشروعين جديدين للصوصوية الغربية الجديدة،بعدأن تم إستنزاف الخزائن المالية الغربية في المشاريع "الدونكيشوطية"التدليسية.

تلبية للجشع الرأسمالي،والإحتكارية "العولمية"البشعة،قبل شيوع أطروحات "فهم العالم الجديد"الصادرة بعد إنهيار الإتحاد السوفياتي

ومن هذا المنظور:فإن بوادرنهاية الهيمنة الغربية بالمنطقة في ستينات القرن الماضي،كانت بالنسبة للغرب،بمثابة ضياع للعالم الغربي برمته،التي تعني بكل بساطة:

-خمود التأثيرالغربي في بقية الدول الفقيرة الذي كان سيؤدي –زمنها- إلى تقلص هيمنة المشاريع الغربية،حثيثا،في العالم أيضا-،

-وللتذكير....،فلقد كان للدورالمصري وفي الزمن الناصري-في الستينات-ذلك العامل الفعال في تحرير باقي الدول العربية والإفريقية،بالدعم المادي والمعنوي في تصفية الإستعمارالغربي في العالم الثالث.

الذي تحولت كبريات دوله المتحررة ،فيما بعد،إلى ما يسمى"بدول عدم الإنحياز"الممتدة أذرعها–بالتاثير الناصري-في هند"نهرو"وصين

"ماو"وإندونيسيا "سوكارنو"بآسيا، وتشيكوسلوفاكيا"تيتيو"بأوروبا،وكوبا كاسترو بأمريكا اللاتينية، وكونغو"باتريس لومومبا"وغانا الزعيم الأسطوري الإفريقي و"كوامي نيكروما"و"جوليوس نيرريري" .

الثائرالإفريقي الكبير من تانزانيا، في القارة الإفريقية،.... أولائك العمالقة الذين رسموا خريطة مقاومة للمشروع الغربي في كل القارات التي أرعبت الغرب–زمنها-وزعزعت أركانه، حيث كان يعني ذلك ببساطة،بالنسبة للغرب:

- النهاية الأكيدة لتفوق الرجل الأبيض،الذي هونهاية الحضارة الغربية..،لأن"موت الغرب لذاته،هي نهاية الغرب في ذاته"على حد تعبير الأنثربولوجي"سيرج لاتوش"

-ومعناه أيضا،نهاية إستمرار سيرورة"حضارية"عميقة الجذورفلسفية إستمدت أصولها العميقة من التقاليد(الإغريقية-الرومانية)القديمة والقيم(اليهودية-المسيحية)الدينية.

المؤسسة لمفاهيم الأصول الثابتة (للحضارة الغربية)،التي إختزلها الإمريكيون-ببراغماتية خبيثة متعددة الأوجه والأهداف–منذ دخولهم للإستحواذ على كامل الكعكة في المنطقة- إلى مفاهيم محددة لا يمكن التخلي عنها وهي:

أولا: الهيمنة الحصرية لثقافة "الأمركة" بعودة "السيادة" imeriumبمفهومها الروماني القديم

ثانيا:التأكيد على"حصرية"الديانة الدنيوية الجديدة" للإقتصاد السياسي الجديد،عبر"العقلانينة البروتستنانية المختزلة إلى النفعية:( الأنغلوساكسونية- اليهودية

(1)"كرسالة أخلاقية جديدة"كونية،روجت لها كل من فلسفتي:السياسة والإقتصاد الإنجليزي:( طوماس هوبز- (جون ستيورات مل- دافيدهيوم-آدم سميث)و"عملاتية بشاعة الماكيافيلية البراغماتية الأمريكية:-(بيرس-وليم جيمس–جون ديوي) تحركها وتأطرها خلفيات وبواعث ذلك الخليط "الإستسراري" ésoterique المشبوه للتقاليد السريةLالقبالية-الماسونية القديمة)

(2)حسب تعبير الفليسوف السويسري الكبير"شيون"التي تتجذرفيها حقيقة الكراهية البغيضة اللاشعورية و"اللاعقلانية" نحو الشرق العربي وشعوبه(لكون الغرب يرتاح –روحيا- لتعاليم البوذيات)

(3) وهذه الكراهية الشديدة،تخفي"سيكولوجيا"أيضاعقدا دونية ثاوية بين حنايا أضلع الضميرالجمعي للغرب(أنظر التفاصيل في كتاب "الطريق إلى الإسلام" للمستشرق النمساوي "ليوبولد فايس") ،وفقدت كل النظم الفلسفية الغربية البراقة حرارتها بموجب حروبها الكونية وثقافات كولونياليتها التي افرزتها فلسفاتها "التنويرية".

ولكنها غلبت الكثير من المتغربين الثالثيين على أمرهم -كما قال نيكروما-وحولت العديد منهم إلى أدوات ولعب إستعمارية ضد تراثهم التقليدي الذي امتصته فطرتهم وعقولهم منذ نعومة أظفارهم ، منبهرين ب"عالمية" تلك النظريات وعمومياتها الغامضة،وتنسيقاتها الرقيقة والدقيقية.

التي صممت على مقاسات حاجيات أوروبا: القرن الثامن عشروالتاسع عشر والتفاعلات الغربية مع تحولاته المستجدة وصراعاته المستمرة مع"الآخر"-كما شرح ذلك أحد كبار الفلاسفة الأفارقة الغانيين فيأواخر القرن الثامن عشر،المعروف غربيا والمجهول إفريقيا وعربيا: أنطون وليم آموA.Amo

-الإحتلال الأمريكي لليبيا :ضرورة:( إقتصادية –إستراتيجية-سياسية-إيديولوجية)،بل هي ضرورة وجوديةto be or not to be في المرحلة الراهنة:

-إن تخلي الغرب عن مناطق الثورات العربية الحالية الآن عموما،والصمت عنها بعدم محاولة إحتوائها،أووأدها،أو تذويبها،أوتمييعها،لهي من سابع المستحيلات،وكأن الغرب- بصمته عن هذه الثورات- سيمضي على صك نهاية حضارته.

ويضرب آخر مسمارفي نعشه لأسباب معقدة جدا بعيدة عن تكرارية حصرية العوامل:(الجيو-إقتصاد-سياسية)–حيث نلاحظ دائما تكرارية ذلك التواجد الإئتلافي-عند الملمات،كما هوالحال اليوم- للتلاحم الغربي المكين والمتين منذ حروبه الصليبية الأولى.

عندما تحرك العالم الغربي في أواخرالقرن الحادي عشر –الصليب في يدوالسيف في الأخرى- في كافات الاتجاهات في أكبرالمغامرات الحربية التي "تصورها العقل البشري جنونا على الإطلاق"حسب التعبير الحرفي للأنثربولوجي"سيرج لاتوش- إستكملها الفاتحون الإسبان في القرن السادس عشر،لرسم خرائط جديدة للعالم.

بعد إندحارالصليبيين ،فتسربل الغرب بلبوس جديد على هيئة الوكالات التجارية،والحصون والإرساليات، شكلت شبكة إتصالات محسوبة بحساب المثلثات الدقيقة على مستوى الكرة الأرضية.

عبرالمنقبات المكونة للإمبرياليات الثلاث:التي تتم دائما بهذه النمطية التي لاتتغير: تبدأبحملات التبشير،ثم التطهير العرقي وصولا إلى الخيرات بغزو الأرواح لخلق الأسواق(ولكل أزمنة غربية أساليبها ومعداتها ورجالها،مع الحفاظ دائما على الأخيلة والأهداف) وهي:

- بعد موت العالم المسيحي بهزيمة الصليبيين تأتي مرحلة :( الإمبراطورية-العالم) l'empire-mond لكارلوس الخامس السريعة الزوال المولدة للمرحلة الثالثة:(الدولة –الأمة)l'état –nation لنابوليون، المولدة للكولونياليات وتطاحنات الإمبرياليات في ما بينها.

و المولدة للحربين الكبريين العبثيتين التي تمولها دائما الأبناك اليهودية الداعمة للملكية البريطانية المشبوهة ،الموصلة للمرحلة الرابعة:(الإقتصاد-العالم) l'économie- monde المؤدي في مجال العلاقات الدولية إلى التفوق الساحق للإمبريالية الجديدة –أمريكا-.

التي أفسحت الطريق أمام العناصر الأكثر عدوانية ورجعية في الثقافة التاريخية للغرب،للسعي من إجل إقرار سيطرة أميركا،ومواصلة حروب القرصنة للبلدان التي ناضلت من أجل إستقلالها في الماضي القريب .

الذي ولد أكبر مشروع "رشوي" تحايلي في تاريخ العالم،الذي تم عبره أمركة أوروبا، وسلبها ما تبقى من هويتها الحضارية والثقافية،عندما عبأت"الأوليغارشية المالية" لوول ستريت،عشرات الملايين من القروض المخفضة إلى الحدود الأدنى،وتمريرهبات ورشاوى لبلدان أوروبا الرأسمالية وخاصية الفاشية منها.

وبعقد إتفاقيات سرية وعلنية مع كل حكومة على حدة ،وربط بلدان بمبدأ"مونرو"مثل اليونان (التي إشترتها ألمانيا –اليوم- بالكامل مقابل الديون المليارية من اليورو التي "ركًعت"اليونان، وتحولت بلد سقراط وأفلاطون وأرسطو إلى مجرد مواخير وأوكار دعارة للمجمعات الإيروتيكية الغربية.

ومنتزهات ألمانية وإسكندنافية لثقافات الخنا الجديدة، ومنتجعات لغلمة وفانتازمات شقر الروس والجرمان ،تعيث في اليونان فسادا الشركات السياسية والعقارية "اليهودية"-المتعدد الجنسيات-ما فيها يهود مغاربيون ومشارقيون

–كما أعادت أمريكا عبرمشروع"مارشال"(اكثر من 15مليار دولار لكامل أوروبا الغربية) صياغة أوروبا الجديدة لما بعد الحرب، وفقا للتغيرات الهيكلية للإقتصاد الميركنتيلي (اليهودي-الأنجلوساكسوني) الذي إنهارنهائيا في مارس لعام 2010 مع قلاقل اليونان.

وانهارالصرح الأورروبي(الإقتصادي- والمؤسساتي) نهائيا مع نهاية 2010 ،ولم يتبق في جعبة الغرب اليوم سوى آخر حملة عسكرية على الشرق عبرالإنزال العسكري السريع بليبيا ،بموافقة مشبوهة لبعض ما يسمون أنفسهم ب"الثوار"،(حيث سنشاهد من جديد آخرمهازل بيع الأوطان بإسم "الثوارانيات" الجديدة)وذلك تمهيدا ومساعدة للأمريكان

للإستحواذ على الآبار الليبية،بعد أن لم يتبق اليوم في أرصدة مخزون أوروبا الغربية وأمريكا من الطاقة سوى اقل من سنتين،مما يعنى السقوط الأكيد للغرب في مجاعات عهوده وظلامياته القرن أوسطية.

حيث سستتقلص وتختفي نهائيا كل أسطورات "الأنوار(3) والتنوير والعقلانيات والقيم الإنسانية العليا التي لم ترمنها الشعوب المقهورة إلى اليوم سوى النهب والسلب،

الأمريكيون هم أكبر المتضررين من الثورات العربية الحالية:

لقد جاء الدخول الأمريكي في المنطقة بعد نهاية مقولة الغرب الاستعلائية التي أسمت بداية القرن العشرين الى عشية 1914 ب"العهد الجميل لأوربا"،فتحول ذلك"العهد الجميل الخرافي-الحداثي" في غضون الأسبوع الأول من الحرب الهمجية الغربية الأولى، إلى "الأرض الخراب"كما صورتها لنا جيدا قصيدة "ت.س.إليوت" الشهيرة عام 1919.

تلك الحرب التي حركتها أنظمة خفية ومولتها بنوك "روتشيلد" اليهودية لأغراض لن تجدها في كراسات الغرب "الأكاديمية" سوى عند من يكتب من "خارج السياج" ذلك الخراب الذي يتنبأ بها- للغرابة-عرافو فلاسفة النور والأنوار،ومنظروهم وعقلائهم ومجانينهم ومبدعوهم.

والتي ألجمت كل العقول"الأريسطوطاليسية" الغربية،أسفرت عن مشاهد بشعة "أثرتها" بشاعات الحرب الثانية ل38 لحضارة كاذبة ادعائية،ومتغطرسة ومدمرة .

التي أسماها أوباما قبيل خطاب "الدمية "مبارك بساعتين ب:القرن الأمريكي بإمتياز،-الذي إدعى بكل تغطرس راكبا على الثورتين التونسية والمصرية،وملوحا –خفية- بإستأصالهما-،بأن القرن الواحد والعشرين سيكون أيضا قرنا أمريكيا بإمتياز....فافهم !

لقد دخلت الولايات المتحدة المنطقة، كإمتداد طبيعي واقليمي للمستعمرين الأوروبين القدامى" منذ أن عاد الغرب مرة ثانية عبر ربيبته إسرائيل أولا لتجرأختها الشقيقة الكبرى –لتحميها- بمجرد أن خرجت امريكا–في بداية العشرينات- من:

أولا:"العهد القديم التوراتي"-الذي يربط أمريكا عقديا وثقافيا بإسرائيل،حيث كان من أهم قيم تلك الفترة هي"العزلة عن العالم"-(بالمنظور الزهدي-الماسيحاني) - بالإنكفاء على الداخل في(غنوصية التقوى).

لتنتقل إلى (العهد الجديد)(الإصلاحي-البروتستنانتي) الذي من أهم قيمه : "التوسعية"، أو كما يسميه "الديموقراطيون" ب: الإمبريالية التقدمية" التي تستهدف "تحضير"البشرية.

ونقل الديموقراطية والتقدم"وترشيد "شعوب العماء المبين"كما أسماها المؤرخ الأمريكي"جون فيسك"أحد مؤسسي الفلسفة البراغماتية في بداية القرن العشرين-الذي ترجمه مبدأ"ويلسون"أو" الليبرالية العالمية" المبني على مبدأ "الاحتواء" المتمثل في النقاط الأربع عشرة الشهيرة لويلسون.

لكي تتحول أمريكا إلى"أرض الميعاد"وإلى الدولة الصليبية الجديدة(2) كما وضح ذلك جيدا المؤرخ الأمريكي "وليام فولبرايت" الذي يقول بالحرف الواحد"بأن كلا من تقاليد:العهد القديم والعهد الجديد في أمريكا،هما تعبيرواحد عن جانبين بارزين في الشخصية الأمريكية التاريخية لكل الرؤساء الأمريكيين.

التي طبعت السياسات الداخلية، مما يساعد القارئ العادي للتفرقة ما بين خطابات البوشيين:الأب والإبن، التي تطغى عليها النغمة الصليبية السافرة، وبين خطابات أوباما الصليبية "الناعمة" بلغة "التغييرية و"العالمية"ذات الأبعاد البراغماتية المتعددة الأوجه (انظر مقالي في هذا الموضوع) .

عبر الحروب الناعمة والثورات "المخملية" بهدف العودة من النافدة الخلفية-بلطف- إلى إعادة اكتساح مناطق الإستعمارالقديم، بأية صورة وبأي ثمن حسب الحيثيات التالية:

-من حيث استفادة الولايات المتحدة وإسرائيل من الحقد الغربي التاريخي القديم منذ الأغارقة والرومان مرورا بالبونابرتية المولدة للكولونياليات

- ومن حيث تداخل عوامل(تاريخو-دينية-سوسيو-ثقافية)، وأسباب يتداخل فيها التاريخ والمكان

- ومن حيث تم بنجاح الترويج "لاضطهاد الشعب اليهودي" بأوربا قديما وحديثا وإعلاء شأوا لمحرقة النازية-ذاك المنتج الثقافي الغربي الحصري-الذي وُظف أيما توظيف من الجانبين–صهيونيا- تمهيدا للسيطرة على المنطقة عبر إستنباث أنظمة سايسكوبية يقوم الغرب بتجديدها وتلوينها في كل ما يسمى ب"المراحل الإنتقالية"الغربية-عند الاقتضاء-

-ومن حيث الإستفادة من القيم المشتركة: (القيم اليهودية-المسيحية) التي وحدت الأهداف بين الصهاينة واليهودية العالمية وأوروبا والولايات المتحدة،للتنسيق الأوركسترا لي للمصالح المشتركة

-وكل هذه الحيثيات تقودنا إلى المسلمة التالية:

إن سقوط مصر وتونس وليبيا واليمن والبحرين –اليوم- وغدا المتبقون- في أيادي أية قوة مناهضة للغرب، فإن ذلك يعني:التعجيل بنهاية الأمركة الكونية، وإنهاء الحلم الذي صرح به أوباما مؤخرا،بالحفاظ على الوهج الأمريكي الذي أسماه أوباما.

بأن القرن الحالي"21" سيكون أيضا القرن الأمريكي بامتياز،الذي تلته خطابات ساركوزي وهرولة ميركل الى تل أبيب والاجتماع الطارئ للأطلسي لتحديد توقيت الضربة المفاجئة-لا على القذافي وإنقاذا لليبيين- ولكن للانقضاض على البترول لكي يحط الأمريكيون هذه المرة عصاهم وترحالهم في المنطقة إلى يوم يبعثون.

بعد السيطرة على البوابيتين:بوابة الشرق :العراق/وبوابة المغرب :ليبيا وإفريقيا ،في وقت وصل فيه الغرب إلى "مرحلة (تاريخية) جديدة حاسمة غير مسبوقة وبدون سابق إنذار،مع عدم رضوخه بقبول أن المراحل السابقة (للحضارة الغربية) قد ماتت... مع عدم قدرة الغرب أيضا على تحمل مشاعر بشاعة مراسيم دفن حضارته.

ولكنه مع ذلك،سيستميت في الاستمرار في تحنيطها مثل المومياء الأزلية...)...حسب التعبير الحرفي للخبيرة الفرنسية المشهورة" فيفيان فورستر"Viviane Forresterمن كتابها "الفظاعة الاقتصادية " L'horreur économique ص: 11

-أو كما تسائل القاص والكاتب-المحلل السياسي الإسباني المعروف"بينجمان برادو Benjaman Prado عندما كتب في روايته الجديدة "أوروبا مملكة الرعب "قائلا: ".. إننا نخال العالم الغربي، وكأنه تحول إلى حوض ماء ثقيل عكر،تدوروسطه الدول الأوروبية التي تنجرف حثيثا إلى القعر، لتُبتلع قُُدما الواحدة تلو الأخرى .."

فهل قرأ منظرونا، وإعلاميونا، ومثقفونا، ومتفلسفونا، وابداعيونا ما بين سطور خطاب اوباما جيدا وشطحات وزيرته "كلينتون" في جنيف ،وتصريحات رساء أوروبا إبان الأزمة الليبية.

لكي يتعلم هؤلاء بأن التركيز على الدمى في العالم العربي واستغفال صانعي الدمى ومحركيهم ،وما يهيؤونه من مشاريع ومخططات جهنمية للمنطقة،لهوعين الشطط والسذاجة والعته والبلادة و"الشطارة" ؟ أم سيستمر هؤلاء في نشر الهذاءات والبذاءات والشعارات إلى

أن تميد بنا الأرض ونحن "لسنا على قلة-عددا وعتادا وخيرات ومؤهلات- ولكننا كثر كغثاء السيل" كما ورد في الأثر النبوي الشريف؟

هوامش:

3-فالبوذية ليست واحدة- تنظيرا وتطبيقا- فهناك بوذيات ،كما أن الهندوسية والشنتوية والبراهماتية والكونفوشيوسية وتعاليم "لاوتسو" الصينية تختلف تصورتها وأغراضها الروحية والدنوية عن بعضها البعض-

(وانظر الى ذلك التآلف الروحي الكائن ما بين خصوصية بوذية اليابان أو"البوذية البيضاء" كما يسمي اليابانيون أنفسهم، وعلاقتها التاريخية مع الامبرياليات الغربية، باعتبار أن اليابان هي الدولة الأسيوية البوذية الوحيدة ذات التقاليد الاستعمارية الامبريالية دون كل حضارات جنوب شرق آسيا.

بمحاولاتها استعمار"التنين" البوذي الصيني" غير مامرة ،ذلك الإله الطيب المسالم البدين"-عكس الإله البودي الياباني النحيف البركاني العنيف-

الذي هو أقرب الى الإله العبراني "ياهو" وتحالف اليباني العسكري مع الفاشيات الأوروبية في الحربين العالميتين، إلى أن ابتليت بإمبريالية أظلم-أمريكا- التي وضعت حدا للأطماع الامبريالية اليابانية بتقزيمها إلى حجمها الطبيعي لكي تقبعها داخل جزرها.

*كاتب ومفكر عربي
[email protected]
صحيفة العرب نيوز


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.