" في كتابها "يورابيا" الكاتبة اليهودية "بات يور" تمارس التخاريف من أجل مزيد من الابتزاز الصهيوني الحركات الجهادية في العالم تربك المشروع الأمريكي اليهودي ! هل هناك محور عربي أوروبي ضد الأمركة والسامية ؟ كتب ياسر أنور
يشعر الكيان الصهيوني بقلق دائم من تنامي مشروع المقاومة الذي يقف سدا منيعا أمام نزواته التوسعية والقائمة على مجموعة من الأساطير الدينية والتي يسعى جاهدا إلى تحقيقها من خلال شنه لبعض العمليات الحربية الدموية وبغطاء و تواطؤ الحكومات العربية العميلة والمرتعشة والتي لا تشغل نفسها كثيرا بقضية الصراع العقدي والأيدلوجي بين اليهود والعرب , وأن كل ما يعنيها هو الحفاظ على بقائها في السلطة لممارسة الاستبداد والقمع ضد شعوبها التي أدركت في السنوات الأخيرة حجم المؤامرة الكبرى والتي تدار من واشنطن لاستمرار السيطرة على هذه المنطقة من العالم . وقد أدى هذا الكبت وذلك التواطؤ الاستفزازي إلى ظهور الحركات الجهادية المسلحة التي يقودها الإسلاميون والتي تطورت قدراتها شيئا فشيئا واستطاعت أن تكبد المشروع الصهيوني الأمريكي خسائر فادحة في أماكن مختلفة من العالم . وقد سبب ذلك إزعاجا بل وإرباكا في الحسابات الدولية التي لم تكن تتخيل ذلك الخروج المفاجي للمارد الإسلامي وبهذه الطريقة التي تشبه حرب العصابات في أكثر من منطقة , ما جعل القضاء على تلك الحركات المقاومة أمرا صعبا إن لم يكن مستحيلا . ويبدو أن التراجع الغربي عن التأييد المطلق للولايات المتحدةالأمريكية في خيارها العسكري الوحيد والذي تتبعه في مواجهة الدول العربية والإسلامية بتحريض من تيار" المحافظون الجدد" , يبدو أن هذا التراجع الغربي قد استفز الكيان الصهيوني الذي يريد من جميع حلفائه أن يخوضوا حروبا بالوكالة دفاعا عنه , لكنه قد فاته أن شعور المجتمعات الغربية بأن مصالحها قد أصبحت مهددة من قبل الحركات الإسلامية المختلفة , وفي عقر دارها , كان له أثر كبير في تغيير المواقف , وفي دخول اعتبارات أخرى إلى معادلة الصراع . وأمام حالة الإحباط هذه التي يشعر بها الكيان الصهيوني , لم يجد بدا من اللجوء إلى أساليبه المعهودة في ابتزاز الآخرين . ويبدو أن هذا الكتاب للمؤلفة اليهودية "بات يور" يأتي في هذا السياق الابتزازي للمجتمع الغربي واتهامه بأنه يقيم محور عربي أوربي للقضاء على المشروع الصهيو أمريكي ! . وترجع المؤلفة بداية التغير في الموقف الأوربي تجاه اليهود إلى عام 1973 أثناء حرب أكتوبر ومع بروز أزمة البترول حين لوح العرب بالضغط على حلفاء (إسرائيل) بهذا السلاح ,ومع المبادرة التي قام بها ما يعرف بالمجتمع الاقتصادي الأوروبي أو European Economic Community (EEC) باقتراح من فرنسا وجامعة الدول العربية , والذي أدى إلى ما يعرف ب الحوار العربي الأوروبي أو the Euro Arab Dialogue (EAD) وتعتبر المؤلفة أن سمات التغير الكبير الذي حدث في الموقف الأوربي تجاه اليهود يمكن تلخيصه في هذه العناصر : - ضد الأمركة وضد السامية Anti-Americanism , anti-Semitism - ضد الصهيونية ant Zionism والفلسطنة palestinianism أو دعم القضية الفلسطينية , وهو مصطلح لم يزل في مهده ولم ينل حظه من الشيوع بعد . كان هذا جزءا مما جاء في مقدمة الكتاب , وسنحاول في الأعداد القادمة أن نتعرف على وجهة نظر المؤلفة المثيرة من خلال عرض بقية الكتاب .