مفاجأة.. آثار المنصورة التى تعرضت للدمار غير مسجلة فى تعداد الآثار! يبدو أن مصائب الآثار لا تأتى فرادى، فلم تتوقف عند عرضها للإيجار، بل ما تبقى منها تعرض للغرق أو الاندثار. منذ فترة قصيرة تعرضت المحروسة لأمطار لمدة لم تصل بحال إلى ثلاثة أيام، فإذا بالآثار التى صرفت الملايين على المتاحف والقصور التاريخية والمخازن تغرق فى مياه الأمطار، لتكشف عن عدم وجود أىة خطة لتصريف المياه حتى أنها نزلت من سطح المتحف المصرى - أكبر متاحف مصر - لتدخل إلى عدد من الفاترينات، والتى بها قطع أثرية، أما قصر المانسترلى بمنطقة الروضة بالمنيل فقد تعرض لأخطار عديدة أثرت فى نقوشه الأثرية والفنية، وهكذا فى أرجاء المحروسة، وإذا كان هذا حدث فى القاهرة، فما الحال فى مخازن الآثار بالمناطق الساحلية مثل الإسكندرية ومطروح والعريش ورشيد والتى لا يعرف أحد ماجرى بها؟ عاصمة الأسرة العاشرة تحت الماء أما المياه الجوفية فلعل أبلغ نموذج ما جاء فى نداء العاملين وصراخهم، أنقذوا آثارعاصمة مصر فى الأسرة العاشرة، فمتحف بنى سويف يغرق فى المياه الجوفية! صرخة استغاثة من العاملين بمتحف بنى سويف (تحت التطوير) عرضوا فيها مأساة حقيقية يتعرض لها المتحف الذى تحول إلى أطلال بفضل المياه الجوفية التى أغرقته منذ فترة وأغرقت الآثار الموجودة فى المخزن وكادت تقضى عليها لولا جهود العاملين الذين قاموا بكسح المياه بجهود ذاتية فى إصرار متعمد على تجاهلهم. وتتعجب انتصار غريب، منسق حركة ثوار الآثار، مما وصل إليه حال المتحف الذى يحوى كنوز منطقة تاريخية كانت بها عاصمة مصر فى يوم من الأيام وهى مدينة إهناسيا أو إثت تاوى (القابضة على الأرضين) وكانت عاصمة مصر فى الأسرة العاشرة. و تتساءل لماذا لا يتم نقل المتحف لمقر آخر؟، ولماذا لم تقم وزارة الآثار بدراسة هذا الموقع جيولوجيا قبل بناء المتحف عليه؟ و لماذا تُرك المتحف فى يد شركة مقاولات تعاقدت معها الوزارة ولم تدفع لها مستحقاتها فتوقفت عن العمل وتركت المتحف كالخرابة تغرقه المياه الجوفية التى أفسدت الآثار العضوية مثل الأخشاب والمومياوات وغيرهما وتسببت بتكون (عفن) على جدران المتحف والإضرار بجدرانه وآثاثه؟ حتى قام العاملون فى المتحف برفعها فوق دعائم واشتروا موتورا لكسح المياه بجهود ذاتية إلا أن الشركة المسئولة عن ترميم المتحف رفضت استعمال الموتور. فى الوقت نفسه لم تتخذ أى إجراء لكسح المياه وقام العاملون بتقديم العديد من الشكاوى والبلاغات لإنقاذ المتحف ولا حياة لمن تنادى. و الجدير بالذكر، أن الآثار الموجودة فى المخزن (الذى تم غلقه) تحتاج إلى الترميم والصيانة والمعالجة الفورية. ويقوم قسم الترميم بالمتحف بإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الآثار ومنها مومياء تعرضت للأذى وبعض الآثار الخشبية التى تعرضت للرطوبة والأملاح، ولكن الأمر يحتاج إمكانيات أكبر لإنقاذ باقى الآثار بالمخزن. فمستوى المياه الجوفية والأملاح والعتبات التى شيدها العاملون لتفادى المياه ،وهناك مقاول من الباطن يتولى عملية التطوير للمتحف ،والمفروض يتم اختيار مكان آخر لنقل المتحف به وفعلا تم شراء أرض ولم تسدد وزارة الآثار باقى الأقساط لجهاز مدينة بنى سويف وتم سحب الأرض منهم. المتحف بهذا الشكل من الخطر استمراره فى مكانه؛ العاملون أرسلوا استغاثات وشكاوى ولا حياة لمن تنادى. هزيمة آثار المنصورة وتضيف انتصار غريب أن وزير الدولة لشئون الآثار يتجاهل المشكلات التى تحتاج لتدخل سريع وحلول فورية ويجد مبررات غير مقنعة دائما. فقد تعرض عدد من المنشآت الآثرية فى المنصورة للتدمير؛ نتيجة لانفجار عبوة ناسفة بجوار مديرية أمن المنصورة الثلاثاء 24 ديسمبر 2013والذى أصاب بالضرر والتهدم مجموعة من المنشآت المجاورة والقريبة من مبنى مديرية الأمن مثل جامع الصالح نجم الدين أيوب ومبنى بلدية المنصورة الأثرى وكافتيريا أندريا التى يرجع تاريخها إلى أكثر من مائة عام. وقامت حملة حركة ثوار الآثار لإنقاذ الآثار المصابة فى المنصورة، بمواجهة منطقة آثار الدقهلية للآثار الإسلامية وكان الرد الخائب هو«أن هذه المنشآت ليست آثار لكونها غير مُسجلة أو مصنفة ك(آثار) فى سجلات وزارة الآثار. و أعربت الإعلامية والباحثة فى الحضارة انتصار غريب، منسق حركة ثوار الآثار عن دهشتها من رد منطقة آثار الدقهلية للآثار الإسلامية، حيث إن جامع الصالح نجم الدين أيوب من الآثار القليلة التى ترجع لفترة الأيوبيين ويعتبر أثرا نادرا فكيف لم يتم تسجيله كأثر ويتبع وزارة الأوقاف لا الآثار؟ ناهيكم عن تشويه الجامع من الداخل بترميمات وتجديدات أخرته عن أصالته وأثريته بشكل يثير الحزن ولصق بلاطات القيشانى التى تستعمل فى الحمامات على جدرانه الداخلية وزاد الأمر سوءا ما تعرض له الجامع مؤخرا لتدمير نوافذه وزجاجه وأجزاء منه. كما سجلت كاميرا حركة ثوار الآثار ملامح تدمير مبنى بلدية المنصورة الأثرى الذى كان يعد لأن يتحول إلى دار أوبرا خاص بالمنصورة بموافقة وزير الثقافة حتى تعرض للتدمير فى جزء كبير منه، وهو مبنى أثرى وغير مسجل فى سجلات وزارة الآثار. لماذا لا يتم تسجيل المنشآت الأثرية حتى يتسنى الحفاظ عليها أو ترميمها فى حال تعرضها للتخريب والتدمير؟؟ فمثلا كافتيريا أندريا الأثرية وعمرها أكثر من مائة عام تعرضت للتدمير وتحطم أبوابها الأثرية ونوافذها وهى على بعد 100 متر من مبنى مديرية الأمن بالمنصورة وغير مسجلة كأثر. كل هذه الأماكن تحتاج لترميم علمى حتى لا يتم معالجتها بشكل عشوائى يضر بالأثر ويخرجه عن أصالته. وتناشد حركة ثوار الآثار المسئولين وكل من يهمه الأمر بإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الآثارغيرالمسجلة، وهو ما يُعد تقاعسا عن أداء العمل وتقصيرا واضحا فى حماية وصيانة الآثار. فإلى متى تستمر هذه الجريمة فى حق آثارنا بتركها نهبا للإهمال والتخريب؟