صرخة استغاثة تلقتها حركة "ثوار الآثار" من العاملين بمتحف بنى سويف تحت التطوير، يعرضون فيها مأساة حقيقية يتعرض لها المتحف الذى تحول الى أطلال، بفضل المياء الجوفية التى أغرقته منذ فترة و أغرقت الآثار الموجودة فى المخزن و كادت تقضى عليها لولا جهود العاملين الذين قاموا بكسح المياه بجهود ذاتية، فى إصرار متعمد على تجاهلهم من قبل المسئولين. وتتعجب انتصار غريب منسق الحركة كما تقول ل"محيط" من حالة المتحف الذى يحوى كنوز منطقة تاريخية كانت بها عاصمة مصر، وهى مدينة "إهناسيا" أو "إثت تاوى" التي كانت عاصمة مصر فى الأسرة العاشرة. وتتساءل لماذا لا يتم نقل المتحف لمقر آخر، ولماذا لم تقم وزارة الآثار بدراسة هذا الموقع جولوجياً قبل بناء المتحف عليه؟، و لماذا تُرك المتحف فى يد شركة مقاولات تعاقدت معها الوزراة ولم تدفع لها مستحقاتها فتوقفت عن العمل، وتركت المتحف "خرابة" تغرقه المياه الجوفية التى أفسدت الآثار العضوية مثل الأخشاب و المومياوات و غيرها وتسببت فى تكون "عفن" على جدارن المتحف والإضرار بجدرانه و أثاثه؟. تواصل: قام العاملون فى المتحف بشراء موتور لكسح المياه بجهود ذاتية، إلا أن الشركة المسئولة عن ترميم المتحف رفضت استعمال الموتور، وفى نفس الوقت لم تتخذ أى إجراء لكسح المياه و قام العاملون بتقديم عديد من الشكاوى و البلاغات لإنقاذ المتحف، وما من مجيب. يذكر أن الآثار الموجودة فى المخزن "الذى تم إغلاقه" تحتاج إلى الترميم و الصيانة والمعالجة الفورية، و يقوم قسم الترميم بالمتحف بإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الآثار و منها مومياء تعرضت للأذى، وكذلك بعض الآثار الخشبية التى تعرضت للرطوبة و الأملاح، لكن الأمر يحتاج إمكانات أكبر لإنقاذ باقى الآثار بالمخزن. وتقول انتصار غريب: أن وزير الدولة لشئون الآثار د.محمد إبراهيم يتجاهل المشكلات التى تحتاج لتدخل سريع وحلول فورية، معتبرة هذا تقاعساً عن أداء العمل وتقصيراً واضحاً فى حماية و صيانة الآثار.