سيفُ البُغاة على الكنانة مُشرَعُ هبَّت به من حُلمها تتفزَّعُ ما كادت الحسناءُ تُسبل عينَها حتى أتى القُرصانُ لا يَتورَّع ظَنت نجاةً من حبائله التى ما ظن يومًا أنها تتقطع لم تدْرِ أن الشرَّ فى أعماقه يجرى كما تجرى الدماءُ ويَرتَع واغتالها فى ليلةٍ لبِست بها أثوابَ عُرسٍ عِطرُها يَتضوَّع واحسرةَ الخَوْدِ العفيفةِ إذ تَرى عُذرِيَّةَ الشرفِ الرفيع تُضَيَّع نادت على أهل الحِمَى ، فتبَلدوا وعيونهم فيها الشماتةُ تَلمع يا ويلَ قومٍ هُتِّكت حرُماتُهم وهمُ على باب الدَنيَّةِ رُكَّع والنفسُ إن هانت وأدمنت الأذى أضحت بكل مَذلة تتمتع يحفو بها البيتُ العزيز ، وقلبها يهفو إلى الوغد الزَنيم وتُهرَع تعطيه ما يرجو وما لا يَرتجي شَبَقًا ، ألا شاهت وشاه المَضجع فى عشقها المجنونِ حُلَّت ثديُها للعابرين ، ووِلدُها لا يُرضَع ما أهونَ الدارَ العبيدُ تسودُها والحُر فى جنَباتِها يَتسكَّع * * * * * * آهٍ عروسَ النيل إن جوانحى باتت على حَد الأسى تَتَمزَّع ومطامحى كادت يَهيضُ جَناحُها ولصَوْلة الريح العنيدة تَخضع واختلَّت الأفهامُ حولِىَ كلُّها حتى شَكَكْتُ بأن أنفِىَ إصبع يا لإعتلالِ القومِ ! هل اَرِقت لهم آذانُ صدقٍ أو قلوبٌ تَخشع؟! ماذا جَنَوْا خَلف الضَلالة والهوى إلا حِمًى يُسبَى وقيدًا يوضَع؟! لم يحصِدوا إلا الخرابَ ، وحسبُهم أمٌ تُوِلوِلُ أو أبٌ يتوجَّع! وانْفَضَّ جمعُهُمُ بفتنة قاتلٍ وانقَضَّ رُكنٌ ، والبناءُ مُصَدَّع ما للنفوس الخانعات؟! لعلها عن كل ما انحطت به تترفع! ترجو بعَوْن الله حُسْنَ مَثوبة بالعفو عن آثامها تتضرَّع * * * * * * هُبي،عروسَ النيل،لا تَتَوَجَّسي مازال بالبنت الجميلة مُولَع لبَّاكِ من خلف الحجاب مسارِعًا فى كفه سيفُ الكرامة مُشْرَع جاء الجواد علىَ الجواد محَلِّقًا بين السحاب ، وجندُه تتابع يَرتَجّ من جَلَباتِها وصهيلها قلبُ القراصنة اللئامِ ويَفزع يمضون عنكِ وقد تبدّد شَملُهم يحكون عندكِ كيف صار المَصرَع! لا المكرُ صدَّ الزاحفين جَحافلاً أو ذاد عن وَكر الخيانة مِدفع واهتز من حَر اللقاء وسِحرِه أهلُ المَحبة بالمدامع تَهمَع صاغوا القلوبَ الدامياتِ وأعيُنًا عِقدًا على جِيد الحبيبة يلمع والبومُ فَرَّت والغرابُ دليلهم والأيكُ يضحك والبلابلُ تَسجَع والنيلُ زغرد فى رُباه يحوطُه كُهانُ "مَنْفَ"و"رَعْمَسيسُ"و"خفرع" فى مَركَبٍ للشمس تصدح عَبرَه أنغامُ "طيبَ" ، وروحُ "خوفو" تَدفع "إيزيس" فيه و"أوزريسَ" و"حُورَسٌ" ومُوحِّدُ القُطريْن "مينا" يَجمع تزهو عروس النيل فيه وثوبُها من لؤلؤ الألم النبيلِ مُرَصَّع تُزجَى إلى "حابي" المَشُوقِ شقيةً لكنه عن طَيِّها يَتَمَنَّع3 ضَنًا بها ، فالروحُ أقدسُ عنده من أمر كُهّانٍ وتاجٍ يخدع يَرمي لها حبلَ الحياة عزيزةً موصولَةً ، فى خير "مِيري" تَمرَع فى مِهرَجانٍ بالمَفاخر زاخرٍ من كادحٍ يَسقي وآخَرَ يَزرع والأرضُ فى عُرس الجَمال رداؤها من كل وَشْىٍ للنَماء مُوَشَّع5 والدورُ سَكرَى بالعبير و كأسُها من عطر أزهار المَحبة مُتْرَع هَذِي رُؤاىَ ، وما غدٌ إلا رُؤًى يَجلو خوافيها اللبيبُ الألمع أنا شاعرٌ زادى الخيالُ ، وإنما ما راقني إلا الحقيقةَ مَطمَع