في مؤشر لعمق الانقسامات العربية – العربية، قررت مصر المشاركة في قمة دمشق، بوفد منخفض المستوى برئاسة وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية مفيد شهاب لتنضم إلى السعودية التي خفضت مستوى مشاركتها إلى وفد برئاسة مندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير احمد عبد العزيز قطان، وإذا كان تدني مستوى التمثيل السعودي والمصري يعكس مزيداً من التردي في العلاقات بين الدول العربية، فإن وزير الخارجية السوري وليد المعلم علّق على مقاطعة لبنان للقمة قائلاً إن لبنان بغيابه قد فوّت فرصة ذهبية للبحث في أزمته وفي العلاقات اللبنانية – السورية وفي تعزيز المبادرة العربية للحل. واتهم واشنطن بالضغط لإحباط القمة، غير أن المسؤولين الأميركيين الذين لا يخفون ارتياحهم إلى عدم حضور زعماء عرب بارزين القمة، يؤكدون أن الولاياتالمتحدة ليست طرفاً في هذه المسألة وان المشاركة هي قرار عربي. وقال المعلم في مؤتمر صحفي بأن "لبنان قد اضاع فرصة ذهبية للبحث في العلاقات السورية – اللبنانية بغيابه لانه كان مقرراً مناقشة الازمة السياسية في لبنان وتعزيز المبادرة العربية للحل والعلاقات السورية – اللبنانية بكل صراحة في الاجتماع المغلق". وشدد على ان "المبادرة العربية هي الاساس لحل الازمة اللبنانية وهي ملك العرب جميعاً وليست ملك احد وحده، والمجتمع الدولي باركها ما عدا اميركا". وكرر ان حل الازمة اللبنانية "يقع على عاتق اللبنانيين من خلال الحوار، وعلى الدول العربية تشجيع الحوار اللبناني ولا سيما تلك الدول التي ترتبط بعلاقات جيدة مع لبنان مثل السعودية ومصر". وقال رداً على سؤال "ان قمة دمشق هي القمة العربية الوحيدة التي لا دخل لاميركا في جدول اعمالها ولا في قراراتها". ولاحظ ان "هناك فارقاً بين المبادرة العربية التي تستند الى قرارات الشرعية الدولية من اجل التوصل الى حل عادل وشامل للصراع العربي – الاسرائيلي، واستراتيجية السلام التي لن تعدل ولن تغير في المبادرة العربية، وقال: "ان هذا احد البنود المهمة التي سيناقشها القادة العرب في اطار مناقشاتهم لاستراتيجية السلام العربية". وعن الموضوع الفلسطيني، قال انه سيجري بحث ومناقشة للمبادرة اليمنية "وما اذا كان يمكن الدول العربية إنجاح هذه المبادرة". واكد ان الرئيس السوري بشار الاسد سيرأس اعمال القمة العربية التي ستعقد فور وصوله الى قاعة الاجتماع، مما يعني انه لن يكون هناك تسليم وتسلم. وسئل هل قمة دمشق هي آخر قمة دورية، فأجاب: "لكل بلد عربي قراره في استمرارية القمة"، معتبراً ذلك قراراً سياسياً. واتهم المعلم واشنطن بممارسة ضغوط لمنع انعقاد القمة واحباطها. وقال: "ان قمة دمشق تلقت ضغوطاً هائلة من الولاياتالمتحدة سواء عبر الرئيس بوش ونائبه ووزيرة خارجيته وكل ذلك من اجل منع انعقادها وافشاله". ونقلت صحيفة النهارعن وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط قوله "إن مصر كانت تأمل في انعقاد القمة العربية في اطار مصالحة لبنانية وان يشغل الرئيس مقعد لبنان في القمة. وأكد ان الرؤية المصرية كانت دوماً السعي الى تهيئة المناخ المناسب لتأمين قمة ناجحة، مشيراً الى ان مصر لم تطالب بارجاء القمة لتهيئة هذا المناخ. وأكد أن وزير الدولة مفيد شهاب الذي سيرأس الوفد يمثل الحكومة المصرية وله قيمة وقدر. وقال مسؤول أميركي طلب عدم ذكر اسمه: "نلاحظ باهتمام التخطيط للقمة، وكيف ان عدداً من الزعماء العرب البارزين قرروا مقاطعة القمة وعدم المشاركة شخصياً فيها، او المشاركة على مستوى ديبلوماسي متدن" وذلك في اشارة ضمنية الى مستوى المشاركة السعودية والمصرية فيها. تابعت الصحيفة: مع أن المسؤولين الأميركيين امتنعوا عن الخوض في التكهن بعدد الزعماء الذين سيشاركون في القمة، إلا أنهم لم يخفوا ارتياحهم إلى أن عدداً من الزعماء العرب البارزين قرروا مقاطعة قمة دمشق، أو إرسال وفود أدنى من مستوى وزير الخارجية.