يبدأ وزراء الخارجية العرب اليوم في دمشق الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية التي تستضيفها سورية السبت المقبل. ويبحث الاجتماع الوزاري مشروع جدول الأعمال الذي تم إقراره على مستوى المندوبين الدائمين لدى الجامعة العربية في اجتماعات الاثنين والثلاثاء الماضيين. وبينما ازدانت العاصمة السورية بالأعلام العربية يفرض موضوع ضعف التمثيل الدبلوماسي للدول الكبرى نفسه على أجواء القمة التي يغيب عنها لبنان للمرة الأولى في تاريخ القمم العربية. فالوفد السعودي في القمة سيرأسه مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية السفير أحمد قطان، أما مصر فرئيس وفدها هو وزير الشؤون البرلمانية مفيد شهاب. وسيتم اختيار إما وزير الخارجية صلاح الدين البشير أو وزير الدولة لشؤون الإعلام ناصر جودة لرئاسة وفد المملكة الأردنية . ضربة لسوريا ويرى مراقبون أن ذلك وجه ضربة لجهود دمشق لحشد أكبر عدد من الزعماء العرب. ويعكس ذلك بحسب آراء محللين مدى تدهور علاقات دمشق مع الدول العربية المتحالفة مع واشنطن أو ما يعرف برباعي الاعتدال مصر والسعودية والأردن والإمارت. وإضافة إلى الشأن اللبناني تتمثل الخلافات الاخرى في الدعم السوري لحركتي حماس والجهاد الفلسطينيتين، في حين تدعم مصر والسعودية السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، الذي يحاول عزل حماس منذ سيطرتها على قطاع غزة في يونيو الماضي. لكن سورية تجنبت انتقاد السعودية ومصر واكتفى وزير الخارجية السوري وليد المعلم بالتأكيد على أن ذلك قرار سيادي، وسورية ترحب بأي نوع من التمثيل. اتهامات لواشنطن وقد وجه المعلم النقد إلى الولاياتالمتحدة واتهمها بمحاولة عرقلة وإفشال القمة العربية. واعتبر المعلم أيضا أن إن لبنان أضاع فرصة أخرى ذهبية لشرح معاناته من غياب مؤسسة الرئاسة و من غياب حكومة التوافق الوطني و من تعطيل المؤسسات الدستورية الأخرى، ملمحا إلى أن واشنطن هي التي تقف وراء غياب لبنان عن القمة. الوضع الفلسطيني من جانبه قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس انه سيسعى خلال القمة إلى تأكيد تمسكنا بالمبادرة العربية كإطار للحل الإقليمي العادل والشامل في إطار خطة خريطة الطريق. وأضاف أنه سيطلب من القمة التأكيد على مبادرة السلام هذه آملين من الكيان الصهيوني استغلال هذه المبادرة لإرساء دعائم السلام في المنطقة. وأكد أنه سيطلب أيضا من القادة العرب دعم موقفنا التفاوضي مع الجانب الصهيوني للوصول إلى السلام على أساس خريطة الطريق وعلى أساس المبادرة العربية وعلى أساس رؤية الرئيس بوش التي نحن متفقون جميعا عليها، وما سنطلبه تجديد الدعم المادي والسياسي للقضية الفلسطينية كما عهدنا بهم