أسماء المرشحين على مقاعد الفردي بدوائر محافظة الجيزة لانتخابات مجلس النواب 2025    إسرائيل ال3.. أسعار البنزين الأعلى تكلفة في العالم (قائمة ب10 دول)    محافظ أسوان يقرر تعديل تعريفة الأجرة للمواصلات الداخلية والخارجية    مساعد الرئيس الروسي: بوتين يؤيد فكرة ترامب بعقد قمة روسية أمريكية فى بودابست    اتهام مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق ب 18 تهمة بينها الاحتفاظ بوثائق بشكل غير قانوني    نتنياهو يبحث مع ترامب تطورات ملف جثامين الأسرى الإسرائيليين بغزة    رويترز: الجيش الأمريكي ينفذ ضربة جديدة في منطقة الكاريبي ضد سفينة يشتبه بأنها تحمل مخدرات    بعد إعلان حماس .. نتنياهو: إسرائيل ستعرف كيف تتصرف    ضبط قائد «توك توك» صوّر فتاتين بملابس خادشة ونشر الصور لزيادة المشاهدات    شيرى عادل من الجونة: أنا بموت فى نيللى كريم وحاسة حاجة مختلفة السنة دى فى المهرجان    سعر الدولار اليوم الجمعة 17102025 بمحافظة الشرقية    فاروق جعفر يتغزل في نجم الزمالك.. ويؤكد: «قدراته الفنية كبيرة»    ستاد المحور: الكوكي يدرس الدفع ب صلاح محسن في التشكيل الأساسي أمام الاتحاد الليبي وموقف الشامي    سعر الأسمنت اليوم الجمعة 17 أكتوبر 2025 فى الشرقية    طقس حار نهارًا وشبورة صباحية خفيفة.. الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس الجمعة 17 أكتوبر 2025    «زي النهارده».. وفاة شيخ الأزهر الدكتور عبدالحليم محمود 17 أكتوبر 1978    انطلاق الدورة 33 من مهرجان الموسيقى العربية احتفاءً بكوكب الشرق أم كلثوم (صور)    عاجل - حريق أمام المتحف المصري الكبير قبل افتتاحه    أكثر من ربع مليون جنيه.. سعر صادم لفستان أسماء جلال في مهرجان الجونة    أطعمة طبيعية تساعد على خفض الكوليسترول في 3 أشهر    حيلة لتنظيف الفوط والحفاظ على رائحتها دائمًا منعشة    لو عايز تركز أكتر.. 5 أطعمة هتساعدك بدل القهوة    حبس متهم بقتل شقيقه فى قنا    روسيا توسع أسواق نفطها وتستهدف إنتاج 510 ملايين طن    أوقاف الفيوم تعقد فعاليات البرنامج التثقيفي للطفل لغرس القيم الإيمانية والوطنية.. صور    كريم نيدفيد: رمضان صبحي ليس صديقى ولا أعتقد أن هناك فرصة لعودته للأهلى    إبراهيم محمد حكما لمباراة الإسماعيلى والحرس ومحجوب للجونة والبنك    الصحف المصرية: إسرائيل تماطل فى فتح معبر رفح    حمزة نمرة ل معكم: وفاة والدتى وأنا طفل أورثتنى القلق وجعلتنى أعبّر بالفن بدل الكلام    فلسطين.. قوات الاحتلال تطلق قنابل الغاز خلال اقتحام بلدة بيت ريما قضاء رام الله    جوتيريش يدعو للعودة إلى النظام الدستورى وسيادة القانون فى مدغشقر    أسماء المترشحين بنظام الفردي عن دوائر بمحافظة الغربية لانتخابات النواب    السيطرة على حريق داخل مخزن لقطع غيار السيارات بميت حلفا    رفضت إصلاح التلفيات وقبول العوض.. القصة الكاملة لحادث تصادم سيارة هالة صدقي    نجم الأهلي السابق يطلب من الجماهير دعم بيراميدز في السوبر الإفريقي    فاروق جعفر: الأهلي أفضل من الزمالك.. ولكن الأبيض مازال في المنافسة    يونس المنقاري: بيراميدز فريق جيد.. سعيد ب أداء الشيبي والكرتي.. ومواجهة السوبر الإفريقي صعبة    الحفني يشهد توقيع بروتوكول تعاون بين سلطة الطيران المدني وإدارة الحوادث    أسعار الخضار والفاكهة في أسواق أسوان اليوم الجمعة    بحضور رئيس مجلس الوزراء.. وزير الشؤون النيابية يشهد ختام أسبوع القاهرة الثامن للمياه    4 أبراج «مبيخافوش من المواجهة».. صرحاء يفضلون التعامل مع المشكلات ويقدّرون الشفافية    تركي آل الشيخ: «بدأنا الحلم في 2016.. واليوم نحصد ثمار رؤية 2030»    فضل يوم الجمعة وأعماله المستحبة للمسلمين وعظمة هذا اليوم    فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة ووقتها المستحب    أدعية يوم الجمعة المستحبة للمتوفى والمهموم والأبناء    ترامب يهدد بتحرك أمريكي ضد حماس حال خرق اتفاق غزة    الداخلية تكشف ملابسات واقعة فيديو «التوك توك» بملابس خادشة للحياء    السيطرة على حريق سيارة ملاكي بميدان الرماية في الهرم    تفاصيل لا يعرفها كثيرون.. علاقة فرشاة الأسنان بنزلات البرد    مصطفى شلبي يتنازل عن 50%؜ من مستحقاته لنادي الزمالك    ارتفاع أسعار البنزين..جنيهين للتر الواحد    استبعاد هيثم الحريري من انتخابات البرلمان بالإسكندرية وتحرك عاجل من المرشح    سعر السكر والأرز والسلع الأساسية في الأسواق اليوم الجمعة 17 أكتوبر 2025    الرعاية الصحية: المواطن يدفع 480 جنيه ونتحمل تكلفة عملياته حتى لو مليون جنيه    هل يجوز المزاح بلفظ «أنت طالق» مع الزوجة؟.. أمين الفتوى يجيب    بالأسماء والأسباب .. تعرف علي قائمة المستبعدين من خوض انتخابات النواب بالقليوبية    هل الصلوات الخمس تحفظ الإنسان من الحسد؟.. أمين الفتوى يوضح    جامعة قناة السويس تطلق فعاليات«منحة أدوات النجاح»لتأهيل طلابها وتنمية مهاراتهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.مجدي قرقر يكتب: قوانين الطوارئ والتظاهر والإرهاب ومأزق حكومة الانقلاب
نشر في الشعب يوم 12 - 11 - 2013

وقعت حكومتنا الانقلابية السنية فى حيص بيص، وهو نفس الحيص بيص الذى وقع فيه مبارك إذ حكمنا ثلاثين عاما بقانون الطوارئ الاستثنائى ولم يحكمنا يوما واحدا بالقانون الطبيعى، ولما استيقظ مستشاروه من النوم بعد ثلاثين عاما نصحوه بوقف العمل بقانون الطوارئ.
فقال لهم مبارك: دبرنى يا وزير.
أجابه الوزير المعنى: نصدر قانون الإرهاب فخامتك.
أجابه مبارك: أنا مش مطمئن، قانون الطوارئ باقٍ إلى أن تصدروا قانون الإرهاب، ما ينفعش يوم فى حكمى ما يتمليش طوارئ أو إرهاب.
ولم تمهل ثورة 25 يناير مبارك حتى يصدر قانونا جديدا للإرهاب، وتخلى عن الحكم ولم يتخلى عن الطوارئ.
ولأن مستشارى مبارك عادوا مع الانقلاب، فقد نصحوا الحكومة بألا تتخلى عن الطوارئ، وإذا كان قانون التظاهر لن يمر فإن الحل فى الإرهاب، عفوا أقصد فإن الحل فى قانون الإرهاب.
وعندما أدرك شهريار الانقلاب الصباح وأوشكت فترة الطوارئ على الانقضاء صرخ فيهم: أدركونى..
قالوا: فورا يكون لديك قانونان يقرهما الرئيس المؤقت المعين، وبهذا نفك قانون الطوارئ بقانونين للمظاهرات والانقلاب.
والمقال المرفق بعنوان "تقاسيم على قانون الإرهاب" شرفت بنشره بجريدة الشعب بعدد الجمعة الموافق 7 أغسطس 1992م، إحدى وعشرون سنة بالتمام والكمال ومصر محلك سر. أردت أن أعيد صياغة المقال ليتماشى مع نسخة القانون الجديد المقترح، ولكن أحد الأصدقاء نصحنى بأن أنشره كما هو ودون تدخل. والكاريكاتير المرفق بالمقال للفنان أحمد عبد العزيز والذى كان يعمل بجريدة الأهرام.. على ما أذكر.
ولقد كان مقالنا قبل السابق بتاريخ 29 أكتوبر 2013 بعنوان "قانون التظاهر وقانون الإرهاب ومأزق حكومة الانقلاب"، وخلصنا فى المقال إلى: (حكومة الانقلاب فى مأزق وحيرة وتخبط مع اقتراب انتهاء موعد العمل بقانون الطوارئ - الانقلابيون يريدون قانونا يبرر جرائمهم - حينما استشعر الانقلابيون ضعفهم أمام قوة الشعب الرافض للانقلاب رغم حشودهم الأمنية وآلياتهم ومصفحاتهم ومجنزراتهم وأسلحتهم أرادوا أن يتسلحوا بقانون لتنظيم التظاهر، وهو فى حقيقته قانون لمنع التظاهر وقانون آخر لمكافحة الإرهاب ليقنن لهم ممارسة العنف والقتل والاعتقال ضد المتظاهرين السلميين).
هذه قوانين لكبت الحريات ومنع التظاهر وتقييد الحق فى حرية التجمع السلمى ومنع الحق فى الاعتصام، كما أنه يطلق يد قوات الأمن فى استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين، حقا.. إنها قوانين انقلابية.
وأكد المقال على أن:
• حزب العمل رفض قانون التظاهر ثلاث مرات فى عهد طنطاوى ومرسى والانقلاب.
• رئيس الجمهورية المؤقت المعين من قبل الانقلاب منوط به سلطة التشريع وإصدار القوانين بعد الإطاحة بالمجالس التشريعية وهو ما ينافى كل القيم الديمقراطية.
• قانون التظاهر يقيد الحقوق الدستورية فى الاجتماع والتظاهر ويطلق يد الشرطة فى استخدام العنف.
• قانونا التظاهر والإرهاب وجهان لعملة واحدة، هى عملة الطوارئ والانقلاب!!!
• مبارك لم يحكمنا يوما واحدا دون طوارئ، ومع ثورة 25 يناير تخلى عن الحكم ولم يتخلّ عن الطوارئ
• نرفض إقرار أى قوانين الآن خاصة قوانين الحريات لأنها ستستغل لقمع الخصوم السياسيين لصالح سلطة الانقلاب
ونكرر، أيها السادة الانقلابيون إن الشعب قد نضج وبلغ رشده، ولن تستطيعوا خداعنا فإن القانونين التظاهر والإرهاب وجهان لعملة واحدة، عملة الانقلاب!!!!!، إن جنودكم وحشودكم وأسلحتكم ومدرعاتكم وسجونكم لن تغنى عنكم من الله شيئا، فلتدركوا معنى الآية الكريمة "وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِى قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِى الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِى الْأَبْصَارِ" (2 - الحشر). هل يعتبرون أولو الأبصار أم على أبصارهم غشاوة؟ وهل سينفعهم قانون التظاهر رغم أن حشودهم وعتادهم لم تنفعهم؟!!!
ولنعد إلى المسرحية القديمة الجديدة التى نشرت فى أغسطس 1992 ونعيد نشرها بعد 21 عاما فى نوفمبر 2013.
*****
تقاسيم على قانون الإرهاب
مادة (86)
الضابط: ممكن تشرف معانا؟
المواطن: على فين؟!
الضابط: على القسم يا...
المواطن: عملت إيه؟!
الضابط: ماشى مشمّر كمامك ومبيّن عضلاتك
المواطن: مش فاهم!؟
الضابط: مش فاهم يا غبى؟!
المواطن: فعلا غبى
الضابط: إظهار العضلاتك يعتبر تلويحا بالقوة.. يعنى إرهاب.. اسحبه يا عسكرى
المواطن: (جنود الشرطة يجذبونه بعنف).. حتى إن كانت عضلاتى تلويح بالقوة.. لكن ده ملوش علاقة بالإخلال بالنظام العام!!
الضابط: الكلام ده تقوله فى القسم
المواطن: ممكن سيادتك أفك كمامى وتسيبنى
الضابط: فكها فى الحجز
المواطن: أحبك يا مصر
**********
مادة (86) مكرر
(مصلحة حكومية.. بعض الموظفين والموظفات.. موظف أمن فى زى مدنى(
موظفة (1): لأ بقى.. الدور عليا أقبض الجمعية
موظفة (2): لأ بقى.. أنا اللى عملت الجمعية عشان أقبضها الشهر ده عشان المدارس
موظفة (1): بقول لك الدور دورى (تجذب الموظفة "2" من شعرها(
موظفة (2): (تصرخ).. الحقونى
الأمن: معايا على القسم
موظفة (1): ليه يا أستاذ (..) عشان بنتخانق؟ حقك عليا.. آدى راسها أهى هابوسها
الأمن: لا مش عشان بتتخانقو
موظفة (2): آمال عشان إيه نروح القسم؟؟
الأمن: عشان عاملين جمعية
موظفة (1): بس دى جمعية فلوس.. مش جمعية لتعطيل الدستور
الأمن: قلتى إيه؟؟ جمعية فلوس؟؟ يبقى منافسة وتعطيل لأعمال البنوك.. والبنوك من مؤسسات الدولة
موظفة (2): ودى عقوبتها كبيرة
الأمن: أبدا أشغال شاقة مؤقتة عشانك وسجن عشان زميلتك
موظفة (1): يا مصيبتى
الأمن: ولا مصيبة ولا حاجة.. البيه كمال الشاذلى اقترح شهر مهلة عشان تبلغوا عن باقى أعضاء الجمعية ودى تبقى توبة.. يعنى براءة
موظفة (2): زغردى يا اللى مش ويّانا
الأمن: وياكم فى إيه؟
موظفة (2): فى الجمعية يا خويا.. فى الجمعية
موظفة (1): أموت فيكِ يا مصر
*****
مادة (86 مكرر).. كمان مرة، ما هى قلة أرقام.!!
أحد مكاتب السجل المدنى.. طابور من المواطنين أمام أحد الشبابيك
الموظف (من داخل الشباك) أيوه يا أستاذ؟
مواطن (1): ممكن سيادتك أضيف مولودا على البطاقة؟
الموظف: المولود رقم كام؟
مواطن (1) المولود الثالث
مواطن(2): (الذى يليه فى الطابور) معايا يا سيد على القسم
الموظف: وانت مالك انت يا مواطن؟
مواطن (2): وأنا مالى إزاى؟؟ انا مباحث يا أستاذ
مواطن (1): وآجى معاك القسم ليه؟
المباحث: عشان قانون الإرهاب
مواطن (1): مالى أنا والإرهاب؟
المباحث: إلا مالك!!.. إنت عندك كام؟
مواطن (1): كام إيه؟ فلوس يعنى؟
المباحث: لا يا نور عينى... عندك كام عيل؟
مواطن (1): ثلاثة والله يا بيه.. حتى تعالى فتش
المباحث: وانت ومراتك؟
مواطن (1): وانا ومراتى؟!!
المباحث: يعنى خمسة.. يعنى شروع فى تكوين جماعة
مواطن (1): لأ عيلة
المباحث: لأ جماعة
مواطن (1): لأ عيلة
المباحث: لأ جماعة.. وعايز تعترض اعترض فى القسم
مواطن (1): إن شاء الله براءة
المباحث: حتى لو طلعت براءة بقانون الإرهاب مش ها تعدى من قانون "انظر حولك"
مواطن (1): عمار يا مصر
*****
)مادة 28(
(أحد الموظفين يسير فى الشارع بعد أن انتهى من عمله.. يمسك كيسا ضخما فى يده اليمنى وحقيبة فى يده اليسرى.. يعترضه أحد ضباط الشرطة(
الموظف: سيادتك تأمر بحاجه يا باشا؟
الضابط: قانون الاشتباه يا سيد
الموظف: (يخرج بطاقته) بطاقتى آهى يا باشا.. دا أنا موظف كبير
الضابط: براءة من الاشتباه.. يبقى قانون الطوارئ
الموظف: ولا ده سعادتك.. أنا ماليش دعوة بالمخدرات ولا العملة ولا حتى الجماعات الإسلامية
الضابط: ما بقاش فاضل غير قانون الإرهاب.. اذا اجتزته ترجع بيتك سليم علطول
الموظف: الحمد لله.. مانيش إرهابى ولا حتى مربى دقنى
الضابط: طيب إيه فى إيدك اليمين؟
الموظف: حاجه خضرة من برة وحمرة من جوة
الضابط: بتهزر يا سيد
الموظف: لا با أفزر
الضابط: (شاخطا).. لا تهزر ولا تفزر.. إيه اللى فى إيدك؟
الموظف: (يرتبك.. يسقط الكيس من يده.. تنكسر البطيخة على الأرض) بطيخة يا بيه.. آه والله بطيخة دى حتى اتفشفشت.. فداك سعادتك.. وكمان طلعت قرعة
الضابط: دا انت اللى (.......) يا مواطن.. افتح الشنطة
الموظف: (يفتح الشنطة(
الضابط: (يعبث بالشنطة.. يلقى بمحتوياتها على الارض.. يخرج سكينا)... فعلا إرهابى أنا عنيه ما تخيبش.. خبرة يا أستاذ.. سكينة يا مجرم يا مخالف للمادة (28) كمان
الموظف: برىء يا باشا... دى سكينة اشتريتها بمناسبة البطيخة اللى سعادتك فشفشتها لى
الضابط: الكلام ده تقوله فى القسم
الموظف: ودى عقوبتها كبيرة؟
الضابط: حبس وغرامة يا سيد
الموظف: حاجة تخلى الواحد يسن سنانه ويهرب من حبيبته مصر
الضابط: ويتسن السنان كمان.. صحيح مجرم وضليع فى الإجرام ومتخصص فى المادة (28) كمان
الموظف: (يصرخ) حبيبتى يا مصر
*****
مشهد ختامى
(غرفة اجتماعات داخل إحدى مديريات الأمن.. مدير الأمن وبعض مأمورى الاقسام وضباط الشرطة)
مدير الأمن: أود فى بداية الاجتماع أن أهنئكم بصدور قانون الإرهاب
مأمور (1): كل قانون وحضرتك طيب يا فندم
مدير الأمن: وإنت طيب.. قانون الإرهاب إذا أضفناه إلى قانون الطوارئ وقانون الاشتباه هيعطينا مرونة فى تحجيم الإرهاب وتحقيق الاستقرار
مأمور (2): وما تنساش سيادتك قانون العقوبات والقوانين اللى بيقولوا عليها سيئة السمعة مثل قانون العيب وخلافه
ضابط (1): معذرة يا سيادة اللواء.. فكل هذه القوانين ستزيد كراهية الشعب للشرطة
مدير الأمن: يا ابنى انت لسه بدرى عليك عشان تفهم.. خلى واحد أكبر منك يتكلم
مأمور (2): كثرة هذه القوانين تستدعى عمل بعض الدورات لدراستها حنى تكييف القانون مع الحالات التى يواجهونها
مدير الأمن: بمعنى؟؟
مأمور (2): بمعنى اختيار القانون المناسب للحالة المناسبة
مدير الأمن: ولهذا جمعتكم.. ولكن فى البداية نتفق فيما بيننا على مدلول بعض المصطلحات التى جاءت بالتعليمات التى وردت لنا مؤخرا
مأمور (1): زى إيه يا فندم؟؟
مدير الأمن: اتباع سياسة الأرض المحروقة.. ما هو تفسيركم لها؟
مأمور (3): سياسة الأرض المحروقة مثل سياسة الشقق المحروقة
مدير الأمن: بتقول الشقق المفروشة؟
مأمور (3): لأ يا فندم الشقق المحروقة.. زى شقة الواد طارق وأبوه اللواء إمام بتاع مصر الجديدة
مدير الأمن: تقصد ايه؟
مأمور (3) أقصد بالأرض المحروقة حرق مثلا أرض العمليات.. شقة مثلا أو مكتب أو أرض أو مصنع.. أقصد حرق أرض العمليات اللى بيها أى شىء يمكن أن يثير انتباه الشرطة
مدير الأمن: تفسير جديد.. رائع.. ما المقصود بتوسيع دائرة الاشتباه؟
ضابط (2): معنى ذلك أننى بدلا من أن أشتبه فى المواطنين فى دائرة قطرها 2 كم أشتبه فى دائرة قطرها 3 كم
مدير الأمن: بس ده يؤدى إلى تداخل مناطق عمل الضباط.. لكن ما يضرش
ضابط (3): التفسير اللى ذهب إليه الزميل تفسير أفقى.. ولكن أنا لدىّ تفسير رأسى
مدير الأمن: بمعنى إيه يا فيلسوف؟
ضابط (3 (: بمعنى توسيع دائرة الاشتباه رأسيا؛ يعنى بدل ما أشتبه فى الشباب والرجال ممكن أشتبه فى الاطفال والشيوخ. وبدل ما أشتبه فى اللى مربيين دقنهم أشتبه فى اللى مربيين شنباتهم كمان.. بدل ما أشتبه فى الرجال بس أشتبه فى النساء أيضا باختصار نشتبه فى كل المواطنين
مدير الأمن: رائع يا فيلسوف.. طيب وسياسة تجفيف المنابع؟
مأمور (2): تجفيف المنابع بمعنى إننا بدلا ما نقصر نشاطنا على الجماعات الإسلامية المتطرفة فإن هذا النشاط يجب أن يمتد الى الجماعات الإسلامية المعتدلة والجمعيات الخيرية لأنها تمثل معمل تفريغ لهذه الجماعات المتطرفة.. ولا مانع من أن يمتد نشاطنا إلى الكتاتيب تحسبا للمستقبل
مدير الأمن: لا والله يا ولاد كلكم فلاسفة النهاردة
ضابط (2): تجفيف المنابع ورد فى المادة (88 س) حيث نصت على تخصيص الأشياء المصادرة للجهة التى قامت بالضبط وده يعطينا الحق فى مصادرة الأموال والأجهزة وغيرها من الأشياء الثمينة.. خير يا فندم وجاى لينا
مدير الأمن: بس ده متهيأ لى يبقى سرقة مش تجفيف للمنابع.!!
مأمور (1): واحنا لا سمح الله يا فندم حا نحط حاجة فى جيبنا.. احنا بنص القانون هنرجع للوزير لأخذ رأيه فى التخصيص لاستغلال الأشياء المصادرة فى مباشرة نشاطنا فى مكافحة الإرهاب.. كله فى القانون يا فندم
مدير الأمن: فعلا يا ولاد.. القانون لازم يدرس بشكل أفضل.. هل هناك أى إضافة قبل إنهاء الاجتماع؟
ضابط (1): القانون يا فندم يعطى الشرطة الحق فى احتجاز المواطنين لمدة ثلاثة أيام ثم تستأذن النيابة فى سبعة أيام أخرى وربما أكثر
مدير الأمن: يعنى إيه؟
ضابط (1): يعنى سنضطر لاستضافة المتهمين حوالى عشرة أيام، وبالتالى سنضطر لمضاعفة غرف الحجز ببناء غرف جديدة، وتحويل مكاتب الضباط إلى غرف للحجز، وهذا بالطبع سيضاعف جهد الشرطة، بالإضافة إلى الحاجة إلى ميزانيات ضخمة..
مدير الأمن: سياسة تجفيف المنابع والمادة (88 س) فيها الحل لهذه المشاكل، وإذا لم تكفى لا مانع من مخاطبة الوزراء لعمل تعديل فى القانون أو حتى إصدار قانون جديد
*****
مشهد حالى (نوفمبر 2013)
(نفس المشهد السابق بعد 21 سنة - غرفة اجتماعات داخل إحدى مديريات الأمن.. مدير الأمن وبعض مأمورى الأقسام وضباط الشرطة.. صيحات وهتافات من خارج المديرية)
"ثورة دى ولا انقلاب؟ انقلاب انقلاب"
"يسقط يسقط حكم العسكر"
مدير الأمن: يا ترى قعدتنا دى بقى ليها أد إيه؟
ضابط (1): أظن سيادة اللواء
مدير الأمن: اسكت انت.. انت كنت ما تولدتش.. ابنى الكبير اتولد يوميها.. من 21 سنة وشهرين.. وقانون الإرهاب ده مش عايز يطلع
مأمور (1): كل قانون وحضرتك طيب يا فندم
مدير الأمن: وإنت طيب.. لسه ها نقعد 21 سنة كمان؟
مأمور (2): ربنا يديك الصحة وطولة العمر
(ترتفع الصيحات والهتافات خارج المديرية)
"مرسى رئيسى ارحل يا سيسى"
"إيد واحدة.. الشرطة والبلطجية إيد واحدة"
مدير الأمن: الله الله الله.. الإرهابيين وصلم هنا؟
مأمور (1): وصلم إزاى واحنا خلصنا عليهم فى التسعينيات من أكتر من 15 سنة
مدير الأمن: لأ ما هم دول إرهابيين نيو لوك موديل 2015
(تزداد الجلبة.. يدخل بعض الضباط والجنود وقد كبّلوا بعض المواطنين وهم غارقون فى دمائهم.. الأيدى الحرة من القيود ترتفع بعلامة رابعة)
مأمور (3): وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المواطنين: (يرفعون أيديهم الحرة بعلامة رابعة)
مأمور (3): ما قلنا وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. نزلوا إيديكم
مدير الأمن: إنت مش فاهم حاجة.. دول بتوع الشرعية رافعين إيديهم بإشارة رابعة
مأمور (3): يعنى حضرتك ميدان رابعة من غير إشارة دلوقتى
مدير الأمن: اتلهى واسكت.. مالهم دول ييوزباشى
يوزباشى: دول يافندم عاملين تجمهر ومظاهرات وبيهتفوا ضد الفريق أول عبد الفتاح السيسى واللواء محمد إبراهيم
مدير الأمن: وإيه كمان؟
يوزباشى: ومعاهم قنابل مولوتوف وسلاح (آر بى جى) ورايات وإشارات رابعة.. وزى ما حضرتك شايف لابسين تيشرتات صفراء
مدير الأمن: تيشيرتات صفراء.. يخرب بيوتكم.. ده كده مخالفات لقانون التظاهر والاشتباه والإرهاب والطوارئ.. ارموهم فى الحجز لحد مانوديهم السجن
مواطن (1): السجن أصغر من المساجين
مواطن (2): والسجّان لمّ القلم والطباشير
مواطن (3): وحيطانه مش كافية الكلمات
مواطن (4): لكن سقفه مابيحجبش الدعوات
مدير الأمن: (صارخا) زوّدوا سُمك سقف الزنازين
مواطن (5): السجن هو المكان الطبيعى للشباب الحر فى وطن انتهكت فيه الحريات
المواطنين: رابعة رابعة ***** رابعة رابعة
الاثنين 11 نوفمبر 2013


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.