غلق محطتى «السادات والجيزة» تسبب فى الكارثة .. وغياب الأمن زاد من أعمال البلطجة والاستغلال وقوف بالساعات، زحام شديد، وبلطجة وتحرش وسرقة، ومعاناة يومية يعيشها المصريون فى المواصلات العامة، التى أصبحت جحيما، خاصة قبل ساعات الحظر، ووقت الذروة ويومى الخميس والاثنين. ووقت الأزمات خاصة مع غياب الأمن والرقابة المرورية، وانشغال قوات شرطة الانقلاب بقمع المظاهرات والقبض على المشاركين فيها، يكثر استغلال السائقين للركاب، خاصة سائقى الميكروباص الذين قاموا برفع الأجرة إلى أضعاف، وتقطيع المسافات وبنفس الأجرة، وزيادة أعداد الركاب على الأعداد المعتادة، ووسط الزحام الشديد والوقوف لساعات، مع غياب الأمن، لا يجد الراكب بدا إلا أن يرضخ لما يقرره السائقون، كل حسب هواه، وقوانينه التى يفرضها فى مملكة الميكروباص . «الشعب» رصدت الظاهرة ووقفت على أبعادها من خلال حديثها مع الركاب الذين أكدوا أن أسباب المشكلة تصاعدت حدتها بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة ، حيث تعمدت سلطات الانقلاب غلق محطتى مترو السادات والجيزة ، على أن يكون الميكروباص هو وسيلة المواصلات الوحيدة، كما أصبح الراكب ألعوبة فى يد السائق يفعل به ما يشاء . وأرجع الركاب أسباب المشكلة التى وصفوها «بطريحة العذاب اليومية» إلى عدة أسباب، أهمها غياب الأمن والرقابة على السائقين، وانتشار البلطجة فى المواقف العشوائية وفرض الإتاوات على السائقين، بالإضافة إلى كثرة الإشغالات فى الشوارع التى تعطل حركة المرور وتبطئ من سرعة السيارات وتحدث اختناقات وغيرها من الأسباب. ازدحام وتكدس شديدان حسين إبراهيم وصف لنا المشكلة، حيث قال «تسود حركة المواصلات هذه الأيام حالة من الزحام الشديد والتكدس فى الميادين والشوارع الرئيسية بالساعات بسبب عدم وجود سيارات كافية لنقل الركاب، الأمر الذى يؤدى إلى استغلال الركاب أبشع استغلال من قبل السائقين الذين عمدوا رفع أجرة النقل، وكذلك تقطيع المسافات، فمثلا من ميدان عبد المنعم رياض إلى أى مكان لكى تصله تركب أكثر من مواصلة بمضاعفة الأجرة مع تقطيع المسافات، كما وصل جشع السائقين إلى استغلال حالة الفوضى التى تعيشها البلاد فى عهد الانقلاب، وكذلك استغلال الركاب الذين وقفوا بالساعات فى الشوارع إلى زيادة عدد الركاب من 14 راكبا إلى 18 راكبا، ومن يعترض من الركاب يقوم بإنزاله من السيارة». كما أكد زياد محمد جمال -من سكان حلوان ويتنقل يوميا من وإلى ميدان عبد المنعم رياض- أن الزحام والتكدس بيزيد وقت الذروة مع خروج الموظفين وطلاب المدارس وفى الصباح الباكر، وهنا يكون استغلال السائقين لهذا الزحام ، حيث ينادى للمكان الذى يذهب إليه مع رفع سعر الأجرة». وأضاف «زياد» أنه كثيرا ما استغل سائقو الميكروباص فى التحرير ركاب حلوان وقاموا برفع الأجرة من جنيهين إلى خمسة جنيهات، خاصة بعد إغلاق محطتى مترو السادات والجيزة، فقد يصر السائقون على رفع الأجرة وقت الذروة ومع الزحام الشديد يضطر الركاب للخضوع لأوامر السائق. غلق محطتى السادات والجيزة وأضاف إيهاب سيد – موظف بشركة سياحة – أن السبب الرئيسى لتكدس الركاب فى القاهرةوالجيزة هو تعمد قوات الانقلاب غلق محتطى السادات والجيزة فى محاولة منها لقمع المظاهرات ومنع الحشد فى ميدان التحرير والنهضة، فى حين أن هاتين المحطتين من أهم محطات المترو، خاصة محطة السادات التى تخدم كافة الوزارات ، ويعتبر المترو من وسائل المواصلات الآمنة والسريعة التى تخدم فى نقل الركاب فى وسط القاهرة والمحافظات المجاورة. كما أن إغلاق محطة السادات يعتبر كارثة وهو السبب الأساسى فى تكدس الركاب فى ميدان عبد المنعم رياض والمواقف العشوائية المجاورة له، وكذلك تكدس الركاب فى محطة الشهداء وسعد زغلول. وختم إيهاب حديثه بأنه يجب عودة العمل فورا بهاتين المحطتين؛ حتى يخف الضغط على الميكروباص ويتم حل المشكلة غياب الأمن وكثرة أعمال البلطجة وبدأت دعاء رضا -طالبة فى كلية الحقوق- حديثها بالسؤال عن الأمن والشرطة ورجال المرور، الذين غابوا عن الشارع وتركوا السائقين يستغلون الركاب أبشع استغلال، بالإضافة إلى أعمال العنف والشغب والبلطجة التى نراها صباحا ومساء فى المواقف وأثناء استقلال السيارات، وفرض الإتاوات من البعض على السيارات، ثم بعد ذلك يقوم السائقون بفرضها على المواطنين فى سلسلة معقدة يكون آخرها المواطن هو الضحية . وأضافت دعاء: ونهيك عن ذلك، المضايقات والمعاكسات التى نتعرض لها أثناء ركوبنا المواصلات، والتحرش بالفتيات والسرقات، وخاصة الموبايلات، التى تتم سرقتها وقت الزحمة، كل ذلك سببه هو غياب الأمن عن الشارع. وقالت أم أحمد ل«الشعب» إنها بتنتظر لساعات لكى تركب لقليوب من ميدان عبدالمنعم رياض، كما أنه فى وقت الزحام بيكثر فيه التحرش الجنسى والسرقات، خاصة ونحن فى أيام فقد فيها الشارع المصرى أمنه وأمانه، وكثر فيه البلطجية والخارجون عن القانون التى تركتهم الشرطة يعيثون فى الأرض فسادا، بالإضافة إلى تعرض بعض الركاب للإصابات، وتعرض حياتهم للخطر نتيجة للتدافع. تقطيع المسافات ومن أبشع ألوان الاستغلال فى ظل هذه الظروف هو تقطيع المسافات وبنفس الأجرة، فمثلا من ميدان عبد المنعم رياض لحلوان نجدها، من عبد المنعم رياض لطرة فقط، أو للمعصرة، أو ركن فاروق ، وقليلا جدا ما تجده لحلوان مباشرة، وكذلك من حلوان للصف – جنوبالجيزة – تجد من حلوان استيراد ، والإخصاص، وغمازة الصغرى ، ونادرا ما تجد من الصف حلوان مباشرة ، والغريب أن السائقين يحصلون نفس الأجرة بعلم مسئولى السرفيس، الذين يتقاسمون معهم الغنيمة فى آخر النهار بعد إذلال الركاب. وقال حميد أبو عرضية – من سكان مركز الصف – رحلة العذاب اليومية هى ركوب مواصلات مركز الصف من وإلى القاهرة ، فالزحام الشديد يؤدى إلى الوقوف لساعات وكذلك زيادة الأجرة وتقطيع المسافات وخاصة يوم الخميس، الذى يعتبر يوم العذاب الأكبر فى المواصلات؛ بسبب الزحام الشديد فى هذا اليوم . وأكد صالح عبد الواحد - طالب بكلية أداب حلوان – أن مشكلة مواصلات مركز الصف من المشاكل التى نعانى منها يوميا، وخاصة هذه الأيام؛ بسبب عدم وجود مسئولين حقيقيين يسعون لحل هذه المشكلة، وقد سمعنا كلاما كثيرا ولكن دون جدوى، فحصولك على مقعد فى ميكروباص الصف من حلوان ليس بالأمر اليسير، بل إنه حلم صعب المنال، فقد تقف بالساعات حتى تنفطر أقدامك وتتخشب أعضاء جسمك لحين ركوبك سيارة، لذلك تجد كثيرا من أهالى مركز الصف يفترشون الأرض فى الشارع الموازى للموقف ينتظرون الميكروباصات وبعد حضورها ويتدافعون عليها يسمعون السائق يقول« مش رايح الصف لحد الإخصاص» وهكذا . وتظل المواصلات رحلة العذاب اليومية لكثير من الشعب المصرى الذى تعود على ركوب المواصلات لرخص ثمنها واحتياجه إليها، وقد أصبحت هذه الأيام عبئا كبيرا يتحمله المواطن فى زمن الانقلاب الذى غابت فيه الرقابة على مصالح الناس، بعد أن انشغل بقمع المظاهرات الرافضة له، والتى كانت سببا فى هذه المشكلة، وأصبحت مطالب الشعب.. ارفعوا الظلم عن كاهلنا وكفاكم ضغطا علينا واحذروا غضبة الشعب عليكم.