نقل شعائر صلاة الجمعة من مسجد العباسي ببورسعيد (بث مباشر)    «شيمي»: التكامل بين مؤسسات الدولة يُسهم في بناء شراكات استراتيجية فعّالة    اسعار الاسمنت ومواد البناء اليوم الجمعة 26ديسمبر 2025 فى المنيا    قصف مدفعي لقوات الاحتلال يستهدف تل أحمر شرقي جنوب سوريا    أحمد عبد الوهاب يكتب: حل الدولتين خيار استراتيجي يصطدم بالاستيطان    داليا عثمان تكتب: لماذا "لبنان"؟    الهلال يستضيف الخليج في الدوري السعودي    موعد مباراة المغرب ومالي في أمم أفريقيا 2025.. والقنوات الناقلة    الحماية المدنية تنقذ عاملين سقطا في خزان مياه بالقاهرة    وزارتا الخارجية والاتصالات تعلنان إطلاق خدمة التصديق على الوثائق عبر البريد    المتحف القومي للحضارة يطلق فعاليات «روح ومحبة» احتفالًا برأس السنة وأعياد الميلاد    خطوات هامة لضمان سلامة المرضى وحقوق الأطباء.. تفاصيل اجتماع لجنة المسؤولية الطبية    كلية المنصور الجامعة تعزّز الثقافة الفنية عبر ندوة علمية    تحذير رسمي من وزارة الزراعة بشأن اللحوم المتداولة على مواقع التواصل    وزير الكهرباء يبحث مع مجموعة شركات صاني الصينية التعاون في مجالات الطاقة المتجددة    إصابة شخصين في حادث انقلاب سيارة ربع نقل بقنا    رخصة القيادة فى وقت قياسى.. كيف غير التحول الرقمي شكل وحدات المرور؟    غارات وقصف ونسف متواصل يستهدف مناطق واسعة بقطاع غزة    مجلس جامعة القاهرة يعتمد ترشيحاته لجائزة النيل.. فاروق حسني للفنون ومحمد صبحي للتقديرية    هل انتهى زمن صناعة الكاتب؟ ناشر يرد بالأرقام    جيش الاحتلال: قصفنا مجمع تدريب ومستودعات أسلحة تابع لحزب الله في لبنان    نقل الفنان محمود حميدة للمستشفى بعد تعرضه لوعكة.. اعرف التفاصيل    وزارة التضامن تفتتح غدا معرض ديارنا للحرف اليدوية والتراثية بالبحر الأحمر    كامل الوزير: إلزام كل مصنع ينتج عنه صرف صناعي مخالف بإنشاء محطة معالجة    أسعار الفاكهة اليوم الجمعة 26-12-2025 في قنا    بحوث الإسكان والبناء يواصل ريادته العالمية في اختبارات الخط الرابع للمترو    فضل شهر رجب.. دعاء مستحب واستعداد روحي لشهر رمضان (فيديو)    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 26-12-2025 في محافظة قنا    زيلينسكي: اتفقت مع ترامب على عقد لقاء قريب لبحث مسار إنهاء الحرب    مباراة مصر وجنوب أفريقيا تتصدر جدول مباريات الجمعة 26 ديسمبر 2025 في كأس أمم أفريقيا    مخالفات مرورية تسحب فيها الرخصة من السائق فى قانون المرور الجديد    متحدث الوزراء: مشروعات صندوق التنمية الحضرية تعيد إحياء القاهرة التاريخية    مسؤول أمريكي: إسرائيل تماطل في تنفيذ اتفاق غزة.. وترامب يريد أن يتقدم بوتيرة أسرع    شروط التقدم للوظائف الجديدة بوزارة النقل    زعيم كوريا الشمالية يدعو إلى توسيع الطاقة الإنتاجية للصواريخ والقذائف    مخاطر الوجبات السريعة على صحة الأطفال    تفاصيل جلسة حسام حسن مع زيزو قبل مباراة مصر وجنوب إفريقيا    وزير العمل يصدر قرارًا وزاريًا بشأن تحديد العطلات والأعياد والمناسبات    لاعب جنوب إفريقيا: أثق في قدرتنا على تحقيق الفوز أمام مصر    معركة العمق الدفاعي تشغل حسام حسن قبل مواجهة جنوب إفريقيا    شعبة الأدوية: موجة الإنفلونزا أدت لاختفاء أسماء تجارية معينة.. والبدائل متوفرة بأكثر من 30 صنفا    الزكاة ركن الإسلام.. متى تجب على مال المسلم وكيفية حسابها؟    عمرو صابح يكتب: فيلم لم يفهمها!    ريهام عبدالغفور تشعل محركات البحث.. جدل واسع حول انتهاك الخصوصية ومطالبات بحماية الفنانين قانونيًا    وفاة الزوج أثناء الطلاق الرجعي.. هل للزوجة نصيب في الميراث؟    الإفتاء تحسم الجدل: الاحتفال برأس السنة جائزة شرعًا ولا حرمة فيه    سكرتير محافظة القاهرة: تطبيق مبادرة مركبات «كيوت» مطلع الأسبوع المقبل    اختتام الدورة 155 للأمن السيبراني لمعلمي قنا وتكريم 134 معلماً    الفريق أحمد خالد: الإسكندرية نموذج أصيل للتعايش الوطني عبر التاريخ    «الثقافة الصحية بالمنوفية» تكثّف أنشطتها خلال الأيام العالمية    كأس مصر - بتواجد تقنية الفيديو.. دسوقي حكم مباراة الجيش ضد كهرباء الإسماعيلية    أردوغان للبرهان: تركيا ترغب في تحقيق الاستقرار والحفاظ على وحدة أراضي السودان    الأقصر تستضيف مؤتمرًا علميًا يناقش أحدث علاجات السمنة وإرشادات علاج السكر والغدد الصماء    بروتوكولي تعاون لتطوير آليات العمل القضائي وتبادل الخبرات بين مصر وفلسطين    أسامة كمال عن قضية السباح يوسف محمد: كنت أتمنى حبس ال 18 متهما كلهم.. وصاحب شائعة المنشطات يجب محاسبته    ساليبا: أرسنال قادر على حصد الرباعية هذا الموسم    "التعليم المدمج" بجامعة الأقصر يعلن موعد امتحانات الماجستير والدكتوراه المهنية.. 24 يناير    40 جنيهاً ثمن أكياس إخفاء جريمة طفل المنشار.. تفاصيل محاكمة والد المتهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تنازلات تمس ثوابت الدين!..
نشر في الشعب يوم 12 - 03 - 2008


الدكتورة زينب عبد العزيز
أستاذة الحضارة الفرنسية
شهد الأسبوع الأخير من شهر فبراير 2008 فضيحة جديدة من سلسلة فضائح الأزهر وتنازلاته المهينة فى حق الإسلام والهادمة لثوابته .. فقد إجتمعت لجنة الحوار بين الأديان التابعة للأزهر ، بمثيلتها التابعة للفاتيكان، يومى 25 و 26 فبراير، فى لقاء تحت عنوان "الإيمان بالله وحب الآخر" ..وهو ما يرتبط بفضيحة أخرى شارك فيها بعض العاملين بالأزهر وغيرهم تحت نفس العنوان تقريبا : خطاب ال138 مسلما من 44 دولة، الذى وُجّهوا على تقديمه فى شهر أكتوبر 2007، وقدموا الإسلام بمقتضاه قربانا للبابا بنديكت 16 ليفعل به ما شاء !!
وهو ما يرتبط أيضا بفضيحة لا تقل فداحة ولا جُرماً فى حق الإسلام والمسلمين ، وهى تلك الوثيقة التى وقّعت عليها لجنة الأزهر للحوار، فى إبريل 2005 ، مع وفد "سفراء السلام" برئاسة أسقف كانتربورى ، والتى تبيح حرية التبشير والتنصير فى مصر والعالم الإسلامى دون أن يتعرض لهم أحدا !؟..
وكلها وثائق نذكرها على سبيل المثال لا الحصر لإرتباطها بنفس الخيوط التى ينسجها الفاتيكان فى مسيرته الهستيرية لتنصير العالم . وقبل أن نبدأ بالتعليق على هذه الفضيحة الأخيرة وربطها بمجمل الأحداث والمطالب التى تحاك حاليا ، نورد ما أعلنه أحد مواقع الفاتيكان الرسمية يوم 29 فبراير حول هذا اللقاء الأخير والبيان الصادر عنه، فعادة ما يكون هناك إختلاف بين النصين ، العربى والإنجليزى ، مثلما حدث فى وثيقة إباحة التنصير حيث نصت على " تغيير مناهج جامعة الأزهر " ، وهو ما لم يرد فى النص العربى ! ونطالع فى آخر المصائب النقاط التالية من البيان الرسمى :
* " أن الإيمان بالله وحب القريب تمثل الأسس التى لا يمكن التخلى عنها عند بناء حوار بين الأديان ، وإن هذا البيان يعترف أولا بأهمية دور الديانات التوحيدية التى تسعى حثيثا لتقديم قاعدة متينة للسلام والحق والعدل والتصرف السليم ، والتعاون فى التنمية واستخدام الموارد الأرضية لصالح كل الإنسانية، محققين بذلك تيارا من الأخوة والسلام والسعادة لكل الشعوب" ؛
* " من المهم ان تقوم هذه القيم النبيلة والمثالية بترشيد خطى التصرف الإنسانى، خاصة فى فترة كزماننا هذا حيث كادت الحدود والإختلافات أن تختفى وحيث مظاهر كالعنف والتطرف والإرهاب تتزايد بنفس الإيقاع الذى يتزايد به إزدراء الأديان والقيم الدينية وكل ما هو مقدس " ؛
* " أهمية الإعتراف المتبادل والبحث عن أرضية مشتركة للتفاهم بين الديانتين من أجل تعاون أوسع وعلاقات أفضل " ؛
* "أن موضوع الإيمان بالله وحب القريب هما عنصران أساسيان لأى حوار بين الأديان" ؛
* " أن المبادىء والقيم المشتركة تعاون على تكوين الضمائر وإنارة العقل بتقديم إرشاد للفكر والتصرف خاصة فى مجال العلاقات بين إخوة وأخوات الديانات الأخرى " ؛
* " أن حرية التعبير لا يمكنها تبرير موقف جارح حيال مشاعر الغير فى المسائل الدينية التى لا تقوم إلا بخلق توترات بين الأشخاص وهدم الحب الأخوى " ؛
* " إدانة الرسوم المسيئة بشدة هى وتزايد عدد الهجمات ضد الإسلام ونبيه ، وكذلك أية أنواع من الهجوم ضد الدين " ؛
* " قول بنديكت 16 : من أجل تفعيل السلام والتفاهم بين الشعوب والأشخاص ، من الضرورى أن يتم إحترام الأديان ورموزها وألا يكون المؤمنون موضع إستفزاز يمس إنتمائهم ومشاعرهم الدينية " ؛
* " تأكيد أن كافة الديانات يجب عليها إحترام كرامة وكيان الإنسان دون مراعاة لجنس أو لون أو دين أو عقيدة ، وأنه يتعين عليهم إدانة أى عنف يمس بسلامة وملكية وكيان الأشخاص " ؛
* " تشجيع الإحترام الحقيقى بين الأديان والعقائد والرموز الدينية والكتب المقدسة وكل ما سيتم إعتباره مقدس ، كما أن رؤساء الإسلام والمسيحية والمثقفين والمعلمين عليهم غرس كل هذه القيم فى نشاطهم وفى كافة المستويات الإجتماعية " ؛
* " المناشدة بأن تستخدم حرية التعبير كوسيلة للتصدى للتطرف وتشجيع القبول المتبادل وحب الآخر وإحترامه ، بدلا من أن تكون ذريعة لإهانة الديانات والعقائد والرموز الدينية وكل ما هو مقدس " ؛
وإذا قمنا بتلخيص هذه البنود لوجدنا : أن " عبارة الإيمان بالله " تكررت فى أكثر من بند هى و"حب القريب" ؛ وإن " الحدود والإختلافات (بين المسيحية والإسلام) كادت أن تختفى بينما العنف والإرهاب يتزايد " ؛ و" البحث عن أرضية مشتركة للتفاهم " (بين الديانتين ، ومن البديهى أنها سوف تستخدم لصالح المؤسسة الفاتيكانية وحليفها الأمريكى)؛ و "إحترام العقائد والرموز الدينية والكتب المقدسة وكل ما سيتم إعتباره مقدسا " !! (وهو ما معناه أن بكوات الأزهر قد وقّعوا "على بياض" لأشياء لا يعرفونها سوف تدرج وفقا لهوى المؤسسة الفاتيكانية) ، و"غرس هذه المفاهيم فى كافة المستويات الإجتماعية " ؛ و " إستخدام حرية التعبير للتصدى للتطرف والإرهاب " وهى من العبارات التى تكررت أيضا .. إضافة إلى الإشارة إلى "قرارات لم يتم الإعلان عنها" ، ولعل ذلك هو السبب فى السرية الشديدة المضروبة حول هذا اللقاء ..
ولا يسع المجال هنا للرد على كل كلمة فى هذا البيان الباطل المضلل ، لكن أكثر ما أود التركيز عليه هو عبارات معينة ، منها :
* " الإيمان بالله " : ترى هل رجال الأزهر " الأجلاء" كانوا بحاجة إلى لجنة فاتيكانية ، لا تكف هى والبابا الذى يترأسها عن سب الإسلام والمسلمين ونبيهم الكريم صلوات الله عليه ، لتقنعهم بضرورة "الإيمان بالله" وتأخذ توقيعهم على ذلك ؟؟ - يا له من إنحراف ما كان يجب أن يقع فيه مسلمون !.. فهذه العبارة مرتبطة مباشرة بالخطاب المشؤم ذى ال138 توقيعا والذى تم فيه قول فاحشة " أننا نعبد نفس الإله " !..
أيها الأزهريون .. أيها المغيّبون : هل نسيتم أن صفة الإله فى الإسلام ليست الوحدانية فقط وإنما هو " أحدٌ صمدٌ لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد " ؟!. بينما الإله عند النصارى هو : " ربنا يسوع المسيح إبن الله الذى تجسد بشرا ليخلص الإنسانية وصُلب ودُفن ونزل الجحيم وبُعث وصعد إلى السماء ليجلس عن يمين الآب الذى هو نفسه ، بما أن الآب والإبن والروح القدس إله واحد " !!.. فهل تتساوى الصورتان فى نظركم إلى هذا الحد ؟!. ولذلك قالوا فى بداية البيان أن الإيمان بنفس الإله وحب القريب يمثل "الأساس الذى لا يمكن التخلى عنه فى الحوار بين الأديان".
* " الحدود والإختلافات بين المسيحية والإسلام كادت أن تختفى " : يا من تتبوأون صدارة أعلى رمز فى العالم للإسلام ، هل إلى هذه الدرجة شغلتكم الدنيا ونسيتم القرآن وكل ما يحمله من إدانات للشرك بالله ضد اليهود والنصارى ، وكل ما يتضمنه من إتهامات للذين حرّفوا الكلم وبدلوه وغيروا من مواضعه ويقولون الباطل وهم يعرفون الحق ، وأشركوا بالله نهارا جهارا ؟! وهو ما يملأ ثلث صفحات القرآن الكريم ، فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام أن سورة الإخلاص ، التى توجز خاصّية الصفة الإلهية وتنفى الشرك بالله نفيا قاطعا، أنها تعادل ثلث القرآن ، وذلك هو المطلوب حذفه ! .. هل كل ذلك تلاشى من ذهنكم حتى تقبلون التوقيع على أن الإختلافات بين المسيحية والإسلام كادت أن تختفى ؟!.
ألا تعرفون أن الإختلافات بين المسيحية والإسلام إختلافات جذرية أساسية حاسمة لا يمكن إغفالها أو التغافل عنها ؟. وأنه لذلك سعى بنديكت 16 بعد خطابه فى راتسبون وسب الإسلام ورسوله صلوات الله عليه ، عمدا متعمدا ، وكلّف الكاردينال جان لوى توران ، رئيس لجنة الحوار بين الأديان ، أن يتصرف لرأب الصدع الذى تسبب فيه .. فقام السيد توران بالتعاون مع أتباعه ، من المحسوبين على الإسلام ، وصاغوا ذلك الخطاب المشبوه ( ويعلم الله كيف استطاعوا إدخاله على ذلك العدد من المسلمين )، وأطلقوا عليه عنوان "كلمة سواء".. خطاب بتروا فيه السور والآيات والأحاديث لتتمشى مع المطالب البابوية !. ثم قام نفس ذلك التوران بسب القرآن متهما المسلمين بأنه "لا يمكن التحاور معهم طالما هم يصرون على أن القرآن منزّل من عند الله" ! ثم واصل جبروته وإهاناته وتحديه بأن ترأس اللجنة التى إنعقدت فى أواخر فبراير ليقتلع منها ما إقتلعه من إقرارات نحن - كمسلمين - براء منها ومن كل ما سوف ينبنى عليها ..
* " البحث عن ارضية مشتركة للتفاهم " : إن البحث عن أرضية مشتركة يعنى أنه قد تم تجاوز الإختلافات الدينية ، التى تفصل بيننا إلى يوم الدين ، وبدأنا نبحث عن إمكانيات التفاهم والعمل المشترك ! فأن نتعاون فى العمل ، من أجل صالح البشرية ، بحكم أننا نعيش على نفس الأرض التى خلقنا الله لعمارتها ، لا يعنى أن نتغافل عن الإختلافات الدينية الأساسية التى تفصل بيننا والتى من أجل تصويبها أتى سيد خلق الله عليه الصلاة والسلام خاتما للنبوة ومصوبا لما تم فى عقيدة التوحيد من تحريف.
فمن البديهى أن هذه الأرضية المشتركة لم يسْع الفاتيكان لإيجادها إلا لخدمة مصالحه الدينية والسياسية وتقاربه الشديد التحالف من القيادة الأمريكية .. وإلا فما دخل الحوار الدينى فى التنمية وإستخدام موارد الأرض ؟!
* " إستخدام حرية التعبير للتصدى للتطرف والإرهاب " : من الغريب أن يقر الأزهريون ، المفترض فيهم أنهم يعرفون كتاب الله ويتابعون الأخبار والأحداث العالمية ويدركون كيف يقوم التعصب الفاتيكانى بالتواطوء مع التعصب السياسى الأمريكى الغاشم باقتلاع الإسلام والمسلمين ، وهو ما لم يعد أى إنسان يغفله ، و"يبتلعون" طُعْم فرض الإرهاب والتطرف على الإسلام والمسلمين ، ويوقّعون على التصدى له !؟.
ألم يكن من الأكرم التصدى لذلك الغرب المسيحى المتعصب المعتدى علينا وعلى الشعوب الإسلامية كافة ، الذى إختلق مسرحية 11 سبتمبر 2001 بناء على قرار من مجلس الكنائس العالم فى يناير 2001 ، ليتلفع بشرعية دولية مزيفة لإقتلاع الإسلام والمسلمين ؟ - وكلها حقائق لم تعد بخافية على أحد حتى على أهل وأتباع من إبتدعوها ! ألم يكن من الأكرم أن يطالبوا تلك المؤسسات الدينية والسياسية بالكف عن ممارسة الإرهاب والتطرف الذى إختلقوه ، من أجل السيطرة على ثروات العالم ومنابعها بقتل ملايين المسلمين من أجل أطماع لا حدود لها ولا قاع ؟!
* " إحترام العقائد والرموز الدينية والكتب المقدسة " : لا يمكن لإنسان عاقل ألا يدرك المغزى الخفى لهذه العبارات وأن المقصود منها هو مزيد من التنازلات من الأزهريين والمسلمين ، ومزيد من المكاسب الباطلة للمؤسسة الفاتيكانية والسياسية !. فما من مسلم لا يحترم العقائد والرموز الدينية بعامة ، حتى لو كان لا يؤمن بها أو لا يعقلها ، وما من مسلم يجروء على سب السيد المسيح عليه الصلاة والسلام ، فهو يعلم أن إيمانه كمسلم لا يكمل إلا إذا آمن بكل الرسل والأنبياء وبالكتب السماوية التى أنزلها الله عز وجل .. الكتب التى أنزلها الله وليست تلك التى كتبت من الذاكرة بعد الأحداث بقرون أو تلك التى تم تحريفها عبر المجامع على مر العصور ، ومعروف من جمّعها وبدّلها وحرفها – وكلها وقائع تاريخية مسجلة..
ومن العار كل العار على تلك اللجنة الأزهرية أن تقبل مساواة التوراة والأناجيل الحالية بالقرآن الكريم .. فهى تعرف يقينا – من النص القرآنى ومن الأعمال والأبحاث التاريخية المنشورة لعلماء مختلف الأديان ، منذ ما قبل عصر التنوير وحتى يومنا هذا ، كيف تم تزييف وتحريف النصوص .. وهو ما أدى بالأتباع إلى الإبتعاد عن الدين فى الغرب وآثروا الإلحاد عن عقائد بنتها مؤسسة طاغية على أشلاء مئات الملايين من البشر ..
ففى واقع الأمر إن الغرب المسيحى المتعصب هو الذى لم يكف عن الإعتداء على المسلمين وعلى الإسلام منذ بدأ ؛ ولم يكف عن سب رسوله الكريم ، صلى الله عليه وسلم، منذ أن اكتشف رهبانه وقديسيه ، فى القرن الثامن ، أن محمدا لم يأت "بهرطقة مسيحية أخرى" كما يقول يوحنا الدمشقى فى كتابه "نبع المعرفة" (الذى يتحدث فيه عن "الهرطقات" التى إعترضت المسيحية ووضع الإسلام الهرطقة رقم مائة ، وهو ما يكشف عن عدد المعارك التى اعترت مشوارها) ! وإنما أتى لكشف الهرطقات اليهودية والمسيحية وتصويبها ؛ ولم يكف نفس ذلك الغرب المتعصب عن تدنيس القرآن بل ولا عن محاولة تحريفه ومنها "تأليف" قرآن جديد بعنوان " الفرقان الحق " وتوزيعه فى البلدان الإسلامية لتضليل المسلمين !
إن هذا اللقاء يمثل سقطة فادحة ما كان ينبغى الوقوع فيها ، فالإجتماع الذى تم فى فبراير الماضى بين اللجنتين يفتقد إلى الشرعية بكل تأكيد : كيف يقبل أزهريون إستضافة قوم والتحاور معهم وهم لا يكفون عن إتهام الإسلام والمسلمين ولا عن إهانة رسوله الكريم والإصرار على تشويه القرآن ؟ ألهذا الحد إختلطت القيم والمفاهيم لدى تلك الجماعة الأزهرية ؟!.
أليس بنديكت 16 هو القائل بأنه يتعين على المسلمين القيام بما قامت به المؤسسة الفاتيكانية من تعديل وتبديل فى النصوص ، بناء على ما فرضه عليها عصر التنوير ، وأنه يتعين علي المسلمين حذف كل ما يحمله القرآن من إتهامات إلهية لمن حادوا عن رسالة التوحيد وعمل تفسير جديد للقرآن يتمشى مع مطالب الغرب ومؤسسته الصليبية ؟ أليس الكاردينال توران هو القائل بأنه لا يمكن التحاور مع المسلمين طالما يصرون على أن القرآن كلام الله ؟!. فكيف بعد كل ذلك تتنازلون وتبتسمون وتتحاورون مع مثل هؤلاء القوم وتستجيبون لمطالبهم بدلا من وقف مهزلة الحوار والمطالبة بوقف هستيريا تنصير العالم وبتجميد العلاقات السياسية والدبلوماسية مع ذلك الغرب الصليبى المتعصب ؟! وتكفى الإشارة هنا حول فساد ذلك الحوار إلى أن لجنة الحوار الفاتيكانية قد فرضت فى أول جلسة لها مع لجنة الأزهر وأخذت توقيعها على انه " لا نقاش فى العقيدة " ، فما جدوى الحوار إذن والخلاف بيننا فى العقيدة ؟!.
إن ما خرج به الكيان الفاتيكانى من الخطاب المشبوه هو أننا والعياذ بالله نعبد نفس الإله ، وها هو يخرج من هذه اللجنة بأن اليهودية التى حادت عن التوحيد بالله والمسيحية الصليبية الحالية المشركة بالله تعد "ديانة توحيدية منزّلة" ، وأن الأناجيل الحالية التى إعترفت المؤسسة الفاتيكانية بأنها تتضمن الصالح والطالح فى مجمع الفاتيكان الثانى عام 1965 ، هى "نصوص منزّلة " تتساوى بالقرآن الكريم ! والأدهى من هذا وذاك تثبيت مقولة ان الإسلام يتضمن مظاهر العنف والتطرف والإرهاب وأنه يتعين محاربة وإقتلاع هذا الجانب من القرآن ومن تصرفات المسلمين !! وكان الأكرم العمل على مجرد التعريف بأسباب النزول فى أبحاث تنشر بعدة لغات ليصمت الصهاينة والصليبيون !
وكان والأصح والأكثر حقا وعدلا توجيه خطاب إتهام للبابا بنديكت 16 فهو ومؤسساته المسؤلون عن مأساة ذبح وإقتلاع الشعب الفلسطينى من أرضه بتبرأة اليهود المغرضة من دم المسيح ، رغم صراحة النصوص الإنجيلية – علما بأن القرآن الكريم كان أول من برأهم من قتله وصلبه ! ثم إعترفوا لهم بدولة دينية هى الأولى من نوعها، وتخرج أو تناقض هستيريا تنصير العالم التى يقودها البابا ، بل ولا يكف هو ومؤسساته عن تقديم التنازلات وتعديل الصلوات إرضاء لهم ! الأمر الذى يؤكد مقولة أن الصهاينة يمتلكون من وثائق مخطوطات قمران ما يهدم المسيحية فى دقائق فور نشرها ! وهو ما أكده العديد من العلماء الذين عملوا عليها وتم تكميمهم ..
وكان الأصوب التمسك بالإكتشافات الأثرية الحديثة التى قام بها الصهاينة فى سيناء وفى فلسطين وكتب عنها بعض أمنائهم أنها تثبت بالقطع "أن الصهاينة لا حق لهم فى هذه الأرض وأن العهد القديم كتب بأثر رجعى بعد الأحداث و بعد أن إحترق النص الأصلى مع حريق المعبد خمسمائة عام قبل الميلاد" – وقد أوضحت ذلك بالتفصيل فى مقال "الأكاذيب المتراكمة والوعود المحنثة " ..
وإذا أضفنا إلى ذلك الهوان من قِبل حفنة من الأزهريين وغيرهم ، إلى ما فرضه الغرب على وزراء الإعلام العرب من تحكم فى وسائل الإعلام العربية والإسلامية لحماية المخططات السياسية والفاتيكانية الجارية وتكميم الأفواة التى تكشف أفعالها، مثلما حاولوا فرض ذلك أيام رواية " شفرة دافنشى" والفيلم المأخوذ عنها ، لأدركنا فداحة الموقف الراهن بل والوضع المقبل بناء على هذه التنازلات ، وضرورة وقف إستمرار ذلك الصمت المخزى الذى نحن فيه ..
لذلك أناشد كافة المسلمين وعلى رأسهم أحفاد علماء الأزهر الأصلاء ، أؤلئك الذين رفعوا راية الإسلام عاليا و تصدوا للحروب الصليبية وللحملات الفرنسية ومختلف أنواع الإحتلال ، وليعلنوا للغرب المسيحى الغاشم أن يوقف عدوانه على الإسلام والمسلمين وعلى القرآن الكريم.. ليكفوا عن التشدق بحب الجار وحب القريب وهم الذين لم يكفوا عن إقتلاع الآخر منذ تم الإعتراف بالمسيحية ديانة ضمن الديانات الوثنية فى الإمبراطورية الرومانية سنة 313 م وحتى يومنا هذا !
وليعلنوا بكل وضوح أننا لا نعبد نفس الإله ، وأننا لسنا ملزمين بما تقوم به حفنة منجرفة مغلوبة على أمرها ، ، أو بما توقع عليه من قرارات ، فتلك الحفنة التى صاغت الخطاب المشبوه أو تلك التى وقعت جهلا على البيان الأخير وعلى كل ما قبله ، هى حفنة لا تمثل إجماع المسلمين ..
وكلمة أخيرة أوجهها للقس خالد عكاشة المرافق لوفد الفاتيكان ، الأردنى المسلم الذى باع دينه وتنصر وآثر التمرغ فى بذخ الفاتيكان ونعيمه بدلا من الدفاع عن الإسلام: لماذا خلعت دينك واحتفظت باسمك المسلم ؟! هل حرجا من الناس أم من باب سهولة الإندساس بين المسلمين خاصة وأنك لا ترتدى الزى الكهنوتى ؟!. وهو ما يلقى بعلامات إستفهام حول بعض أفراد تلك الحفنة التى صاغت الخطاب المشبوه ..
أفيقوا .. أفيقوا وتنبهوا أيها المسلمون لما يحاك فالهجمة على الإسلام أكثر من شرسة وأكثر من جارفة .. إن ما يدور من محرقة غاشمة بل من محارق للشعب الفلسطينى ، يدور بصور أخرى متنوعة فى حق باقى الشعوب الإسلامية لتفريقها ولسهولة إقتلاعها .. إذ أن اصحاب القرار فى كل مكان ، بكل أسف ، يكتفون بعبارات الإحتجاج والرفض والشجب والتنديد ، وكلها عبارات جوفاء تتراقص على أشلاء المسلمين بينما الدماء تسيل .. وحسبنا الله لنصرة دينه !.

**********

هل وافق الأزهر علي التنازل عن قدسية القرآن؟!
في سرية وتكتم لجنة حوار الأديان تحاور كاردينال الفاتيكان الذي هاجم كتاب الله!!

زينب عبداللاه
إيمان مأمون

هل وافق الأزهر علي التنازل عن قدسية القرآن؟.. ربما تصيبك الدهشة عندما تقرأ هذا العنوان وقد تعتقد أننا نبالغ فيما نقول.. ولكن عندما تعلم أن لجنة حوار الأديان بالأزهر قد عقدت لقاء علي مدي يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين مع وفد من الفاتيكان يضم الأب جان لوي توران رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان بالفاتيكان، وبعد فترة وجيزة مما أعلنه الأب توران في نوفمبر الماضي من أنه حينما يتعلق الأمر بالحوار مع المسلمين فإنه يكون مستحيلا وأن المسلمين إذا كانوا يريدون

حوارا مع الفاتيكان فعليهم أن يتخلوا عن تقديسهم للقرآن الذي يعتقدون أنه كلام الله الذي لا يقبل النقد.
أضاف في حواره مع صحيفة 'لاكروا' الكاثوليكية الفرنسية أنه مع هذا الاصرار والجمود من قبل المسلمين علي أن القرآن كتب بإملاءات من الله يكون من الصعب مناقشة فحوي الدين.
وقد تزامن هذا التصريح مع اعتزام وفد من علماء المسلمين السفر لإجراء حوار مع الفاتيكان في أعقاب الاساءة التي وجهها بابا الفاتيكان للإسلام بأنه دين لا يقوم علي العقل وأنه انتشر بحد السيف وهي الاساءة التي لم يعتذر عنها البابا حتي الآن.. وكانت تصريحات الأب توران بعدها سببا في احراج الوفد الإسلامي وإلغاء زيارة الحوار لنفاجأ بإعلان لجنة حوار الأديان بالأزهر عن إجراء حوار مع وفد من الفاتيكان أشرنا إليه في العدد السابق وفي هذا التوقيت الذي تنهال علينا فيه الصفعات والاهانات بالاساءة إلي ديننا ورسولنا الكريم، وتكون الصدمة بأن الأب توران ضمن هذا الوفد.. فهل يعني هذا أن الأزهر وافق علي شرط الأب توران لإجراء هذا الحوار؟ وإذا كان توران قد أكد استحالة الحوار مع المسلمين فلماذا حضر للأزهر في هذا التوقيت؟! وأين دور مجمع البحوث الإسلامية في الاشراف علي ما تقوم به لجنة حوار الأديان بالأزهر إذا كان اغلب اعضاء المجمع لم يعلموا شيئا عن هذا الحوار حتي من هم اعضاء في هذه اللجنة والذين استنكروا أن يتم الحوار مع الفاتيكان الآن وقبل أي اعتذار؟!
اسئلة كثيرة لاتزال إجاباتها غامضة خاصة مع التكتم والسرية الشديدة التي أحاطت بهذا الحوار بمقر مشيخة الأزهر.. فهل تساعد حوارات الغرف المغلقة في تحسين صورة الإسلام والتعريف به؟!
وقد جاء الحوار تحت عنوان 'الإيمان بالله وحب الآخر..'ركيزتان للحوار بين المسلمين والمسيحيين' وهو الموضوع الذي طلب الفاتيكان أن يكون اساس اللقاء الحواري مع الأزهر إلا أن اللقاء شهد تعتيما إعلاميا وسرية بالغة فلم يسمح لأحد من الإعلاميين بمعرفة ما يدور في 'الغرفة المغلقة' ولم يسمح حتي لأي من أساتذة الأزهر أو حتي مسئولي الإعلام ومقرر مجمع البحوث الإسلامية بحضور الجلسات لكتابة البيان الختامي، فبمجرد بدء المؤتمر الحواري طالب شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي - الذي حضر اللقاء علي الرغم من أنه علي المستوي الدبلوماسي فمن المفترض أن منصب شيخ الأزهر يوازي منصب بابا الفاتيكان ولا يجوز أن يلتقي الإمام في هذ الحوار إلا مع نظيره وليس من هو أقل منه - الجميع بالخروج رافضا أن يتم تصويره مع الوفد معلنا أن الحوار سيقتصر علي اعضاء لجنة الحوار بين الطرفين الأزهر والفاتيكان فقط، مما أثار العديد من التساؤلات حول الحرص الشديد علي تكتم ما يدور في هذه الجلسة الحوارية التي استمرت لأكثر من 4 ساعات تخللتها ساعة استراحة وأن الإعلان عما دار في الجلسات سيقتصر علي البيان الختامي الذي تم توزيعه علي الصحفيين ووسائل الإعلام والذي وصف بالبيان الهزيل نظرا لأنه لم يحتو علي أية ملحوظات حول ما جاء بالجلسة.
فقط احتوي علي إدانة لإعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول صلي الله عليه وسلم وعلي الهجوم علي الإسلام ونبيه الكريم وأكد البيان أن الأديان كافة تحترم كرامة الإنسان وعرضه دون تمييز بين عرق أو لون أو دين كذلك تدعيم احترام الاديان والمعتقدات والرموز الدينية والكتب المقدسة.
كما ناشد المسئولين عن وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية في كل دول العالم الحرص علي ألا تتحول حرية التعبير إلي ذريعة لإهانة الأديان والمعتقدات والرموز الدينية بحسب نص البيان.
وضم اللقاء وفد الأزهر برئاسة الشيخ عبدالفتاح علام وكيل الأزهر وكل من: الشيخ علي عبدالباقي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية والدكتور عبدالله النجار والدكتور محمد الشحات الجندي من أعضاء مجمع البحوث الإسلامية وهما المقربان لشيخ الأزهر، وكذلك الشيخ علي فتح الله اعضاء لجنة الحوار وضم علي الجانب الآخر وفد الفاتيكان كلا من الكاردينال جان لوي توران رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان بالفاتيكان والمطران بيير لويجي شيلاتا سكرتير المجلس ومايكل لويس فيتز جيرالد سفير الفاتيكان بالقاهرة والأب خالد عكاشة مسئول قسم العلاقات مع المسلمين بالمجلس البابوي للحوار بين الأديان.. ضم الوفد ايضا الأب شنودة شفيق رئس اكليريكية المعادي بالقاهرة للأقباط الكاثوليك والأب رينيه فنسان دي جرانلونيه بمعهد الآباء الدومينكان للدراسات الشرقية بالقاهرة وجورج عجايبي مدرس بكلية اللاهوت بالقاهرة.. وقد كان مقررا أن يحضر الحوار الدكتور طه أبو كريشة عضو مجمع البحوث الإسلامية الذي تغيب عن الحوار، وعندما اتصلنا به أشار إلي أنه تغيب بسبب مرضه.. ليشكل هذا الحوار رسالة أراد الغرب ارسالها للمسلمين في جميع أنحاء العالم مفادها 'نحن نفعل بكم ما نشاء' وليس لكم حق في مطالبتنا بالاعتذار عما بدر من اساءات'.
ولم تجرؤ لجنة الأزهر علي مطالبة وفد الفاتيكان بالاعتذار خاصة بعد أن قطع د. محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر هذا السبيل برفضه الربط بين الاعتذار عن الاساءات للإسلام من جانب بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر ومن جانب الكاردينال جان لويس توران رئيس المجلس البابوي للحوار الذي رأس وفد الفاتيكان في حواره مع الأزهر وبين إجراء هذا الحوار!!
ليقوم الأزهر الذي كان منارة العلم في العالم الإسلامي بفتح ذراعيه لأعداء الدين الإسلامي ومن هاجموه بشدة قبل شهور قليلة دون أدني مطالبة بالاعتذار.
خلفيات اللجنة
ما حدث من تكتم وسرية في هذه الجلسات يعيد إلي الأذهان فضيحة 'وثيقة الحقوق المدنية' التي وقعتها لجنة حوار الأديان في ابريل 2005 مع وفد أمريكي اطلق علي نفسه اسم (سفراء السلام) وهي الوثيقة التي تدعو إلي حرية التبشير في العالم الإسلامي.. وقتها كان الشيخ فوزي الزفزاف وكيل الأزهر الأسبق رئيسا للجنة حوار الأديان وكان الدكتور علي السمان الناشط الرئيسي فيما تقوم به اللجنة من اتفاقيات، وعندما تم كشف هذه الوثيقة واثيرت الضجة حولها أعلن شيخ الأزهر عدم علمه بها رغم تأكيد الشيخ فوزي الزفزاف أن توقيع الوثيقة تم في حضور شيخ الأزهر وأنه اطلع علي كل بنودها.. وقتها أثارت هذه الوثيقة غضب الرأي العام المصري والإسلامي وتقدم عدد من نواب مجلس الشعب بطلبات لمناقشة ملابسات توقيع هذه الوثيقة وضرورة إلغائها كما ثار أعضاء مجمع البحوث الإسلامية الذين اكدوا أن أعمال اللجنة كانت تتم في الخفاء بعيدا عن المجمع الذي تعرض عليه الموضوعات التي يضعها شيخ الأزهر ضمن جدول الأعمال فقط، وشنوا هجوما شديدا علي اللجنة وما تقوم به واطلق بعضهم عليها 'لجنة علي السمان' وطالبوا بمراجعة كل ما قامت به اللجنة من أعمال واتفاقيات وأن تكون تحت اشرافه وعلي إثر هذه الفضيحة تمت إعادة تشكيل اللجنة واستبعد منها الدكتور علي السمان كما ترك الشيخ فوزي الزفزاف منصبه كوكيل للأزهر ورئيس للجنة.
ليعود نفس السيناريو مع الحوار السري الذي قامت به اللجنة مؤخرا مع الفاتيكان والذي لم يعلم عنه اعضاء المجمع شيئا فيما عدا من شاركوا فيه فضلا عن أن عددا من اعضاء المجمع الذين من المفترض أنهم اعضاء في اللجنة لم يعلموا عن هذا الحوار شيئا ولم يشاركوا فيه ورفضوا أن يتم هذا الحوار الآن.
الدكتور عبدالمعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية عميد كلية أصول الدين الأسبق، وهو أحد اعضاء لجنة حوار الأديان نفي علمه بأمر هذا الحوار مؤكدا أن توقيته ليس مناسبا علي الاطلاق، خاصة أن الأب توران صرح بتصريحه المسيء للإسلام والقرآن وأكد أن علي المسلمين إذا أرادوا حوارا مع الفاتيكان أن يتخلوا عن تقديسهم للقرآن الذي يعتقدون أنه نص إلهي غير قابل للنقد وهو ما لا يجوز معه اقامة أي حوار مع الفاتيكان، وأن عقد هذا الحوار الآن وفي الأزهر هو أمر غير مفهوم لأن العالم الإسلامي ينتظر من الأزهر وقفة أكثر صلابة أمام هذه الاساءات وأمام تصريحات توران وأن يكون الرد برفض إجراء أي حوارات طالما أنهم يرون أن الحوار سيكون مستحيلا وأنه يجب أن نتنازل عن قدسية القرآن مقابل هذا الحوار وأننا يجب أن ننكر هذه القدسية قبل أن نحاورهم.
ويقول د. بيومي ليكن الحوار مستحيلا وليموتوا بغيظهم طالما هذا هو شرطهم لإجرائه، فالبابا لم يعتذر عن اساءته الأولي، وتوران لم يعتذر عن الاساءة الثانية التي تعد اساءة للقرآن نفسه.
في الوقت نفسه أكد الدكتور محمد عمارة المفكر الإسلامي عضو مجمع البحوث الإسلامية والذي كان لديه العديد من التحفظات علي عمل لجنة حوار الأديان أننا لابد أن نحترم انفسنا وديننا حتي يحترمنا الناس، مشيرا إلي أن اللجنة غير مؤهلة للحوار وأن الوقت غير مناسب لإجراء هذا الحوار الذي لابد أن يسبقه اعتذار البابا واعتذار الأب توران عما بدر منهما من اساءات للإسلام حتي يكون هناك اساس للحوار.
كما اعلن عدد من علماء الأزهر عن استيائهم من إجراء حوار مع وفد الفاتيكان دون مبادرتهم بالاعتذار أو حتي مطالبتهم به.
فقد انتقد الدكتور محمد عبدالمنعم البري الرئيس السابق لجبهة علماء الأزهر اختيار موضوع السماحة في الأديان كموضوع لجولة الحوار ا الجديدة متسائلا: عن أية سماحة يتحدثون والفاتيكان ينشر جيوشا تبشيرية في مشارق الأرض ومغاربها؟ بل إن الدول الإسلامية الكبري اصبحت مستهدفة بالتبشير وليس فقط الدول الفقيرة في افريقيا وفي مقدمتها مصر وهذا هو فحوي إجراء ما يسمونه حوار الأديان.
فيما دعا د. محمد أحمد المسير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر إلي إلغاء لجان حوار الأديان بين الأزهر والفاتيكان لأن هذا أقل رد فعل من المفترض أن يأخذه إذا كان يريد أن يكون ممثلا حقيقيا للمسلمين ومدافعا عن دينهم، وأضاف المسيري: في الوقت الذي تشن فيه الحروب ضد الإسلام وأن هذا لا يعني أننا نقاطع البشرية وإنما علينا أن نحترم ونتحاور مع من يحترمنا ويريد الحوار الجاد المتكافئ وليس المتاجرة بالأديان وإهانة مقدساتنا ورسولنا.
د. عبدالصبور شاهين المفكر الإسلامي اعلن عن عدم اعترافه بما يسمي بحوار الأديان بقوله: لم نعرف ما يسمي بحوار الأديان، كل الذي عرفناه هو ما فرض علي المسلمين من صراع الاديان وبالطبع هناك فرق بين الصراع والحوار موضحا أن الإسلام يدعو للحوار إلا أن خصوم الإسلام لا يعرفون الحوار بل يسعون إلي خلق ظروف ومصالح الصراع والدموية التي تسري في دماء ساستهم لذلك فيجب ألا نفتح لهم أبوابنا ونحسن الظن بهم لأن الحوار الذي يريدونه فكرته تقوم علي صراع يهدف إلي القهر وإلي اضعاف وتخريب الإسلام بدعوة المسلمين إلي الاعتراف بأن القرآن ليس كلام الله كما قال الكاردينال توران رئيس وفد حوار الفاتيكان، واشار د. شاهين كذلك إلي ضرورة تأكيد أن حوار الأديان ليس إلا أكذوبة يخفي تحتها ما يضمره أهل الأديان المعادية للإسلام من حقد وبغضاء.
وفي النهاية.. وبعد ما أحاط هذا الحوار من سرية وتكتم هل نتوقع بعد فترة أن تفاجئنا صدمة جديدة للجنة الحوار كصدمة 'وثيقة التبشير' ليعلن شيخ الأزهر عدم علمه بما دار خلال هذا الحوار؟
ولماذا يصر شيخ الأزهر مع كل اساءة يتعرض لها ديننا ونبينا علي أن يصدمنا بما يصدر عنه من رد فعل حيث لايزال تصريحه الصادم الذي أعلنه عند مقابلة سفير الدنمارك إبان أزمة نشر الرسوم المسيئة في المرة الأولي بأن رسول الله شخص ميت ولا يجوز الاساءة للأموات عالقا بالأذهان شا هدا علي خيبة أملنا في رد فعل الإمام الأكبر حيال ما يتعرض له ديننا من إساءات؟!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.