استقبل الأمين العام لهيئة علماء المسلمين الشيخ الدكتور حارث الضاري في مقر إقامته في عمان احمد بن حلي ممثل الأمين العام للجامعة العربية والوفد المرافق له. وفي مستهل اللقاء شكر لأمين العام الوفد على هذه الزيارة، مقدرا الجهود التي قامت بها الجامعة العربية من قبل وتقوم بها حاليا، وطالبها بان تبذل جهدا اكبر في العراق. كما أكد احمد بن حلي أن الجامعة تسعى بكل جهدها لإخراج العراق من مأساته، كما أوضح أننا جميعا قلقون من الوضع السائد الذي يعيش فيه البلد؛ لذلك أردنا أن نسمع وجهة نظركم، ونحن مقبلون على قمة عربية قادمة وهي تنعقد في منطقة قريبة من مكان الأزمة، ونرغب في أن يتبلور لنا ولإخواننا العرب فكرة نستطيع الخروج بها. وأكد بأننا وصلنا إلى قناعة أن العراق بحاجة إلى دعم عربي حاليا للظروف التي يمر بها البلد، كما أن الحكومة الحالية في العراق تنوي عقد اتفاقية طويلة الأمد مع الولاياتالمتحدةالأمريكية لذلك رأينا أن نسمع منكم، كما أردنا أيضا أن نسمع وجهة نظركم في المصالحة الوطنية من منطلق جديد وبدون أية شروط مقدمة وبدون أية خطوط حمراء على أي احد. وقد بين الأمين العام وجهة نظر الهيئة حول الحكومة وما قامت به خلال الفترة السابقة وأنها متورطة في الكثير من الجرائم وعلاقتها بالمليشيات علاقة مباشرة، وأنها غير جادة في المصالحة، وان المصالحة لا تجدها إلا في التصريحات التي تطلق هنا وهناك، وقد سبق أن حضرنا مؤتمرين للمصالحة على الرغم من اعتراض بعضهم علينا إلا أننا ذهبنا من منطلق الحفاظ على العراق والحفاظ على الجامعة العربية، لذلك هم لا يريدون مصالحة ولا يريدون التغيير.. وكل قانون يصدرونه هو أسوأ من سابقه، كما أن هناك اتفاقية يراد عقدها في ظل الاحتلال وهذه الاتفاقية يراد منها تكبيل العراق باتفاقيات أمنية واقتصادية وسياسية خدمة للأحزاب الحاكمة، ولا ننسى أن كل ذلك يسير في ظرف الانتخابات الأمريكية، وهناك بعض الحسابات الأمريكية الخاصة في إبقاء المالكي لحين انتهاء الانتخابات الأمريكية، لذلك أصبح اللاعبان الأساسيان هما أمريكا وإيران. لذلك نتمنى أن يكون تدخل العرب لحل الأزمة التي يمر بها البلد، حيث ان جميع الطوائف والأعراق في العراق تنظر لكم من السنة والشيعة وغيرهم هم ينظرون إليكم وأكثرهم ضد مشروع الاحتلال والمشاريع الأخرى التي تريد الشر بالعراق وأهله. وعلى أية حال نحن نقول لا توجد أسباب مشجعة لعقد مؤتمر مصالحة، ونحن في الهيئة وأظن غالب القوى الرافضة للاحتلال عندها الرؤية نفسها؛ وذلك بعد أن ذبح أطراف العملية السياسة البلد، وبعد أن عزموا على تقسيم البلد، وبعد أن سلموا البلاد والعباد لأمريكا وإيران، وإذا أرادت الحكومة المصالحة فعليها أن ترجع إلى الاتفاقيات التي جرت تحت ظل الجامعة العربية في مؤتمر الوفاق الأول والثاني، فإذا كانت الحكومة جادة في المصالحة عليها أن تنفذ البنود التي وافقت عليها ووقعت عليها ولم تنفذ شيئا منها، مع اني اعتقد انه ليست هناك جدية لدى الحكومة لعقد مصالحة حقيقية في البلد. ثم أية مصالحة مع هذه الجهات بهذه الصورة هي مضيعة للوقت وتلميع للحكومة وسير وفق المشروع الأمريكي لإحداث الفوضى داخل العراق وعلى الأطراف كافة. وأنتم معذورون في سعيكم وذهابكم إلى الحكومة وغيرها لحل الأزمة، لكنكم غير معذورين في أن لا تكشفوا الحقيقة وان تكتبوها كما هي لإخوانكم في الجامعة. وفي ختام اللقاء شكر سماحة الأمين العام الوفد الضيف داعيا لهم بان يكلل الله لهم النجاح في مهمتهم، ونقل من خلالهم تحياته إلى عمرو موسى والى كل إخوانه في الجامعة. وقد حضر اللقاء علي الجاروش مساعد الأمين العام للجامعة العربية، كما حضره الشيخ الدكتور محمد بشار الفيضي الناطق الرسمي باسم الهيئة والشيخ الدكتور إبراهيم الحسان عضو الأمانة العامة وعدد آخر من أعضاء الهيئة.