قال سكان إن إسلاميين مدججين بالأسلحة دمروا أضرحة ثلاثة من الأولياء الصوفيين المحليين باستخدام جرافة قرب مدينة تمبكتو الصحراوية في مالي اليوم الخميس، في أحدث حلقة من سلسلة هجمات بالمنطقة الشمالية، التي يسيطر عليها المتمردون، والتي يقول منتقدوها إنها تهدد التراث الثقافي بالمنطقة.وقال جاربا مايجا أحد سكان تمبكتو التي أدرجتها منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) على قائمة مواقع التراث العالمي لما بها من أضرحة أثرية: وصلوا على متن ست أو سبع مركبات وهم مدججون بالأسلحة، وقاموا بتسوية كل شيء بالأرض باستخدام إحدى الجرافات، وأخرجوا بقايا الهياكل العظمية.وأفاد بعض السكان بأن المتمردين ينتمون إلى جماعة أنصار الدين، وهي إحدى الجماعات الإسلامية التي تسيطر حاليا على شمال مالي.يأتي تدمير الأضرحة عقب هجوم على ضريح آخر خارج تمبكتو في نهاية سبتمبر الماضي، بالإضافة إلى عدة هجمات أخرى على أضرحة في يوليو، ولم يتسن الحصول على تعليق من متحدث باسم جماعة أنصار الدين.ويقول المقاتلون المرتبطون بالقاعدة إنهم يدافعون عن عقيدتهم ضد عبادة الأوثان، رغم أن بعض المؤرخين يقولون إن حملتهم تدمر جزءا ثمينا من تاريخ الإسلام في إفريقيا، حيث تنتشر الصوفية في معظم أنحاء المنطقة الشمالية بمالي.وانزلقت مالي إلى الفوضى في مارس الماضي عندما أطاح جنود برئيس البلاد، مما أحدث فراغا في السلطة أدى إلى سيطرة مقاتلين إسلاميين بعضهم متحالف مع القاعدة على المنطقة الشمالية التي تمثل ثلثي البلاد.وكان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وافق الأسبوع الماضي على مشروع قرار يدعو منظمات إقليمية إفريقية والأممالمتحدة إلى تقديم خطة محددة في غضون 45 يوما للتدخل العسكري في مالي لمساعدة القوات الحكومية على استرداد الشمال، غير أن دبلوماسيين يقولون إن التحديات التي تواجه تشكيل قوة إفريقية تجعل من المستبعد القيام بأية عملية قبل مارس المقبل على أقل تقدير.