كتبت-هبه عبدالحميدالقبلية في صعيد مصر ظلت لسنوات طويلة هي الحاكم بأمره وصاحبة الكلمة الأخيرة في حسم العديد من المعارك الانتخابية داخل كل محافظات الصعيد ، ولذلك عادت من جديد بعدما بدأت تطل برأسها مع اقتراب جولة الإعادة على منصب رئيس الجمهورية.فالقبيلية التي كانت ومازالت من أكبر عوامل الحسم في الانتخابات البرلمانية المصرية ، تأبى تجاهلها فى حسم جزء كبير من انتخابات رئاسة الجمهورية ، و تصر على أن يكون لها دور فعال ومؤثر في الانتخابات ، وهو ما فطن إليه مرشحو الرئاسة المصرية سواء في الجولة الأولى أو جولة الإعادة بعد اقتصار المنافسة على الفريق أحمد شفيق والمحسوب على النظام السابق والذي أجاد ببراعة اللعب على وتر القبلية والعصبية بصعيد مصر ، والدكتور محمد مرسى مرشح الإخوان المسلمون .فمع الإعلان عن حسم الجولة الثانية بين الفريق شفيق والدكتور مرسى ، قرر كل منهما التركيز وبشدة على صعيد مصر لإيمانهم الكامل بأن الكلمة النهائية سوف تكون في صعيد مصر صادرة من قلب القبائل واتفاقها على كلمة واحدة ، فصعيد مصر .حيث أكدت الباحثة الاعلامية خديجة فيصل عضو نقابة الصحفيين الكترونيين علي أن يسهل من خلالها السيطرة على آلاف الأصوات فمجرد آخذ وعد من زعيم قبيلة أو عائلة يضمن للمرشح الحصول على آلاف الأصوات دون عناء أو تعب ، فلن يضر الى عقد مؤتمرات كبيرة أو دعاية ضخمة إنما يتم الاتفاق مع زعيم القبلية أو العائلة و يتكفل هو بتوجيه عائلته وقبيلته لصالح مرشح معين .و أضافت فيصل بأن جميع مرشحي الرئاسة ركزوا بشدة على صعيد مصر فى زياراتهم وجولاتهم الانتخابية ، فلم يتخلف عن الحضور أى مرشح منهم ، فى حين خصص بعضهم يومين وثلاثة لكل محافظة لاقتناعه التام بقوة الكتلة التصويتة التى يضمها الصعيد ، والتى إن تم كسب ودها وتعاطفها فسيكون لها دور هام فى ترجيح كفة المرشح .وقد اتضح بشكل كبير انحياز قبائل وعائلات بعينها لبعض المرشحين فى انتخابات الجولة الأولى ، فقد وقفت قبيلة الهوارة بقنا مع المرشح عمرو موسى فى حين وقفت قبيلة العرب و جانب كبير من قبيلة الاشراف معالفريق أحمد شفيق ، وقد أكد ذلك الأرقام التى حصل عليها الفريق أحمد شفيق وعمرو موسى.فيما يشير الدكتور هيثم محمود استاذ بجامعة جنوبالواديبقنا بأن صعيد مصر سوف يشهد معركة ساخنة بين القبائل الصعيدية والتيار الاسلامى ، حيث أعلنت بعض العائلات و القبائل الصعيدية انحيازها للفريق أحمد شفيق بعد الوعود التى أطلقها وعلى رأسها إسقاط ديون الفلاحين ببنوك التنمية والاهتمام بالفلاح ورفع سعر طن القصب ، بالاضافة إلى تحيز نواب الحزب الوطنى المنحل له وإعلانهم الوقوف بعائلاتهم وقبائلهم فى صف المرشح أحمد شفيق والمحسوب على النظام السابق ، والذى يأملون من خلاله فى استعادة مقاعدهم من أعضاء التيار الاسلامى ، والذى أذاقهم هزيمة قاسية فى الانتخابات البرلمانية السابقة .أما جماعة الاخوان المسلمون فتحاول الاتحاد مع كافة أطياف التيار الاسلامى للوقوف ضد القبلية والعصبية بصعيد مصر والتى منعتهم فى الجولة الأولى من أخذ حريتهم الكاملة فى دعم مرشحهم .وأشار الدكتور على الدين القصبى أستاذ علم الاجتماع بكلية اداب قنا، بأن الصعيد أصبح اتجاهين الأول فلول والثانى ثورة ، لكن للأسف الاتجاه الأول ينمو ويزداد بكثافة مع عمليات الحشد التى تتم الآن من قبل رموز العائلات والقبائل لمناصرة شفيق فى جولة الإعادة .وأضاف بأن النظام السابق جعل من القبلية أداة أساسية لكسب المعارك الانتخابية ، فهى سلاح قوى وفعال فى الانتخابات ، إضافة الى رغبة رموز القبائل فى استمرار هذا النظام لاعتمادهم عليه فى إنهاء العديد من المصالح التى لا يمكن إنجازاها بدونهم .وأضافت الدكتور صفية محمد استاذ علم النفس بجامعة جنوبالوادي أن القبلية تلعب دوراً كبير بالصعيد ولقد أيقن مرشحو الرئاسة بأن الصعيد الذى يمتلك كتلة تصويتية غير عادية ، لو تم الاستحواذ علي جزء منها سوف تكون مفتاح الوصول السهل إلى كرسي الرئاسة ، وقد أثبتت السنوات السابقة هذه النظرية ،فالنظام السابق فطن مبكراً إلى أهمية أصوات الصعيد ومدى تأثيرها فى حسم المعركة الانتخابية مبكراً ، فعمل عن طريق الحزب الوطني المنحل إلى تهميش الصعيد من ناحية والسيطرة على قياداته لضمان عدم خروج أبناء الصعيد عن طاعته من ناحية أخرى .وأشارت الدكتورة هبه عبدالمعز استاذ بقسم الاعلام جامعة جنوبالوادي أن الصعيد للاسف يعاني من القبلية التي تغذي عقول الصعايدة فلا يجرأ صعيدي من قبيلة بعينها الخروج عن قرارات قبيلته ، ولذا قرار دعم مرشح رئاسي تختاره القبيلة فكل اصواتهم له ..