لا شك أن جولة الإعادة فى الانتخابات الرئاسية المقررة فى 16 و17 من الشهر الجارى ستكون معركة حاسمة بين الفريق أحمد شفيق والدكتور محمد مرسى مرشح جماعة الإخوان المسلمين. حيث يرغب كل منهما فى الحصول على منصب رئيس الجمهورية الثانية لمصر، ولا شك أنه كلا المرشحين سيخوضان جولة الإعادة بالعديد من الأسلحة التى تمكنهم من الفوز. ومن أهم الأسلحة التى يعتمد عليها الفريق شفيق فى جولة الإعادة هى الأقباط وفلول الوطنى المنحل ورجال الأعمال والعائلات الكبيرة بالريف والمدن، وكل من هو معادٍ للإسلاميين. ويضاف إلى ذلك أيضًا بعض من سخروا قنواتهم وأقلامهم للدفاع عن شفيق على أمل الحصول على منصب رفيع فى مصر حالة أصبح شفيق رئيسًا وفاز فى جولة الإعادة. وقد أجمع المحللون والخبراء على أن فلول الوطنى المنحل والأقباط ورجال الإعمال وبعض ضباط الجيش والشرطة المتقاعدين وعائلاتهم وكبار العائلات فى الريف والصعيد وأحزاب الفلول هم من سيدعمون شفيق فى جولة الإعادة، وهم أيضًا من سيكونون عونه وسنده فى حالة أصبح رئيسًا. واستنكر المحللون ما أعلنه البعض من حصوله على وعود سياسية بتولى مناصب رفيعة فى حالة أصبح شفيق رئيسًا لمصر، معتبرين ذلك نوعًا من الفرقعة الإعلامية والإنتهازية وأنه الأقرب بالفعل لهذه المناصب الرفيعة فى حالة فوز شفيق هم أعضاء حملته فقط. وفى إطار ذلك استطلعت "المصريون" أراء الخبراء والمحللين حول ماهية القوى السياسية والفئات التى ستدعم شفيق فى جولة الإعادة والتى ستصبح ضمانة قوية له حالة فوزه ووصوله لسدة الحكم، ومن هم الأقرب لتولى المناصب الرفيعة حالة فوز شفيق فى جولة الإعادة. الدكتور هانى رسلان: الفئات التى ستدعم شفيق هم أصحاب المصالح ومن يدعى دخوله جنة شفيق فهو يحلم فى البداية أكد الدكتور هانى رسلان - الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية- أن محاولة تصنيف الفئات التى ستدعم أيًا من مرشحى الرئاسة فى جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية والتى ستمثل له بالطبع مصدر قوة حالة أصبح رئيسًا غير واضحة بشكل كبير. حيث الفئات التى ستدعم مرشحى الرئاسة ترتبط ارتباطًا كليًا بمصالحها معه، وعلى سبيل المثال فإن الفئات التى ستدعم الفريق شفيق فى جولة الإعادة رجال الأعمال الذين يرونه قادرًا على جذب الاستثمارات لهم حيث يمثل شفيق لرجال الأعمال مناخًا ملائمًا للاستثمار وسيدعم الأقباط أيضًا شفيق على أساس أنه يمثل الدولة المدنية وهم بالطبع شريحة متماسكة. وأضاف رسلان أن كبار العائلات وكبار القيادات التقليدية فى القرى والنجوع ممن يبحثون عن الأمن سيصوتون لشفيق أيضًا فى جولة الإعادة، وسيقفون بجانبه فى حالة فوزه فى جولة الإعادة. وأشار رسلان إلى أن الكتلة التصويتية التى صوتت لشفيق فى الجولة الأولى للماراثون الرئاسى ستصوت له فى الإعادة بالإضافة إلى كبار عائلات الشرطة والجيش ومن منهم بالمعاش. ونوه رسلان بأنه هناك قطاع عريض من مؤيدى عمرو موسى وحمدين صباحى وهم من مرشحى الرئاسة الخاسرين فى الجولة الأولى سيدعمون شفيق فى جولة الإعادة. وأوضح الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أن الدول الخارجية التى تدعم مرشح معين فى مصر ترتبط فى الأساس بمصالحها معه ومن مصلحة الولاياتالمتحدة وإسرائيل نجاح شفيق. بالإضافة إلى بعض الدول العربية مثل الإمارات والكويت باستثناء قطر التى تدعم الدكتور محمد مرسى مرشح جماعة الإخوان المسلمين. وعن استعانة بعض مرشحى الرئاسة حالة فوزه فى جولة الإعادة ببعض أنصاره فى الحكم قال رسلان إنه من الطبيعى أن يحصل العديد من أعضاء الحملة الانتخابية للمرشح الرئاسى الفائز على مناصب معينة حالة انتخابه رئيسًا لمصر، ادعاء بعض الإعلاميين بحصوله على منصب وزيرًا للإعلام فى حالة فوز الفريق شفيق، قال رسلان إن ذلك مجرد فرقعة إعلامية وطالما لم يخرج ذلك على لسان شفيق نفسه فهذا ليس محسوبًا عليه وإنما محسوب على من ادعى ذلك. الدكتور عمر الحسن: مؤيدى عمرو موسى وحمدين صباحى سيصوتون لشفيق فى سياق آخر أكد الدكتور عمر الحسن - مدير مركز الخليج للدراسات السياسية والإستراتيجية- أن فئات الأقباط ورجال الوطنى المنحل ورجال الأعمال وبعض القوى والتيارات فى مصر ستدعم الفريق شفيق فى جولة الإعادة وهم أيضًا ستكون له سندًا قويًا إذا فاز فى الإعادة أيضًا. وأضاف الحسن أن بعض مؤيدى حمدين صباحى ومؤيدى عمرو موسى سيصوتون لشفيق فى جولة الإعادة، وهناك أيضًا الأغلبية الصامتة والتى يعول عليها الكثير فى ترجيح كفة مرشح معين. وأشار مدير مركز الخليج إلى أن الفريق أحمد شفيق لن يستعين بأى من رجال النظام السابق فى إدارة شئون مصر حالة فوزه فى جولة الإعادة والأقرب بالفعل إلى الصعود مع شفيق لمشاركته إدارة شئون مصر حالة فوزه هم أعضاء حملته الانتخابية وهذا يتبع مع بعض مرشحى الرئاسة فى الدول الخارجية. وأوضح الحسن أن ادعاء بعض الأشخاص بأنهم سيتولون مناصب معينة فى حالة فوز شفيق وهم أعضاء خارج حملته فإنه كلام مرسل وليس له أساس من الصحة. السفير إبراهيم يسرى: شفيق هو مبارك آخر ولا يدعمه غير 5 ملايين صوت ولن ينجح بالصناديق ومرسى الأقرب للفوز من منطلق آخر أكد السفير إبراهيم يسرى -مدير إدارة القانون الدولى بوزارة الخارجية سابقًا- أن القوى التصويتية التى صوتت لشفيق فى الجولة الأولى للماراثون الرئاسى ستصوت له فى جولة الإعادة. وأشار يسرى إلى أن المواطن المصرى ذكى ولن يختار شفيق لأنه يدرك أن شفيق مبارك آخر وامتداد للنظام السابق. وأضاف يسرى أنه من وجهة نظره الشخصية فإن شفيق لن يفوز فى جولة الإعادة وأن الأقرب للفوز هو الدكتور محمد مرسى، مرشح الإخوان المسلمين، وأن المقاطعة فى النهاية تصب لصالح شفيق. وعن ادعاء البعض بحصوله على مناصب وزارية فى حالة فوز شفيق فى جولة الإعادة قال يسرى إن هذه وعود كاذبة وانتهازية حقيقية من هؤلاء الأشخاص. اللواء حسام سويلم: القوات المسلحة لن تدعم شفيق وسيصوت له من هو معادٍ للإسلاميين من جهة أخرى أكد اللواء حسام سويلم -الخبير الإستراتيجى والعسكرى- أن كل من هو ضد التيار الإسلامى سيدعم الفريق أحمد شفيق فى جولة الإعادة وبعض أعضاء الوفد والأقباط وأنصار عمرو موسى وبعض رجال الإعمال. وعن دعم المؤسسة العسكرية لشفيق فى جولة الإعادة أشار سويلم إلى أن هذا الكلام عارٍ من الصحة وأن القوات المسلحة تحترم إرادة الشعب والصندوق الانتخابى وتقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين. وأضاف سويلم أنه هناك بعض قيادات الأحزاب قد أعلنت وقوفها إلى جانب بعض مرشحى الرئاسة فى جولة الإعادة لحصولها على وعود منهم بتولى مناصب وزارية فى حالة فوز أحدهم، مؤكدًا أنها إشاعات سياسية ووعود زائفة من أجل الدعاية فقط . ونوه سويلم بأن القول أن ضباط الجيش المتقاعدين سوف يدعمون شفيق فى جولة الإعادة ليس ضروريًا، حيث إنه هناك أيضًا العديد من ضباط الجيش المتقاعدين متعاطفين مع التيار الإسلامى وسيدعمون الدكتور محمد مرسى مرشح جماعة الإخوان المسلمين. الدكتورة نورهان الشيخ: الحديث الآن عن توزيع المناصب حالة فوز مرشح معين غير موضوعى لأننا أمام تجربة جديدة من زاوية أخرى أكدت الدكتورة نورهان الشيخ -أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة- أن الحديث عن تولى أشخاص معينة مناصب فى إدارة شئون مصر حالة فوز أى مرشح فى جولة الإعادة هو سابق لأوانه لأن مصر حاليًا تشهد لأول مرة فى تاريخها إجراء انتخابات رئاسية حقيقية ومن الصعب التوقع بأى شيء منها على الأقل صعوبة التوقع بنجاح مرشح معين.