انتخابات مجلس الشيوخ 2025.. هل يوم الإثنين إجازة رسمية؟    تنسيق المرحلة الثانية 2025.. قائمة الكليات المتاحة لعلمي علوم ورياضة ومؤشرات الحد الأدنى    تنسيق الدبلومات الفنية 2025.. رابط تسجيل اختبارات كليات الهندسة والحاسبات والتجارة والزراعة (المنهج)    سعر الذهب اليوم السبت 2 أغسطس 2025 يقفز لأعلى مستوياته في أسبوع    أسعار الفراخ والبيض في أسواق وبورصة الشرقية اليوم السبت 2-8-2025    «خدوا بالكم منه».. إعلان عودة معلول ل الصفاقسي يهز مشاعر جماهير الأهلي    بعد حمدي فتحي.. بيراميدز يصرف النظر عن صفقته الجديدة    الأجهزة الأمنية تداهم منزل البلوجر «أم مكة» في شبرا الخيمة وتتحفظ على معدات التصوير    مسلّح يفتح النار داخل حانة بمونتانا ويقتل 4 أشخاص    زلزال بقوة 5.5 درجات يضرب أفغانستان    ترامب يحذر: الغواصات النووية تقترب من روسيا ويجب الاستعداد    فلسطين.. قصف مدفعي وإطلاق نار إسرائيلي يستهدف محيط حي الأمل غرب خان يونس    "يحل مشكلتين للفريق".. لماذا عدي الدباغ الصفقة الصيفية الأنسب للزمالك؟    3 أرقام مقلقة من وديات الزمالك قبل أسبوع من انطلاق الدوري    ترامب: غواصاتنا تقترب من روسيا وعقوبات إذا لم يُبرم اتفاق مع أوكرانيا    قرارات عاجلة من محافظ سوهاج بعد إصابة 13 شخصًا في انفجار مطعم.. صور    تشميع محال وإحالة الواقعة للنيابة.. محافظ سوهاج يتخذ إجراءات رادعة بعد مشاجرة "حي شرق" – صور    بينهم طفل ..إصابة 3 من أسرة واحدة في حادث مروري بالوادي الجديد    إخلاء سبيل مسؤولي حفل محمد رمضان بكفالة 50 ألف جنيه    تشيع جنازة عريس لحق بعروسه بعد ساعات من وفاتها بكفر الشيخ    يونس: محمد شحاتة قادر على التطور.. وأول 10 مباريات فاصلة للزمالك في الدوري    عمرو دياب يشعل العلمين في ليلة غنائية لا تُنسى    استشارية أسرية: الزواج التقليدي لا يواكب انفتاح العصر    نجاح علاج انسداد الشريان الحرقفي بمستشفى شرق المدينة بالإسكندرية    مستشفيات سوهاج الجامعية تستقبل المصابين في حريق مطعم    مصر ترفع رصيدها إلى 91 ميدالية متنوعة في دورة الألعاب الأفريقية للمدارس بالجزائر    وزير الزراعة: أسعار الدواجن في انخفاض مستمر.. والأعلاف تراجعت 2000 جنيه للطن    ما هي واجبات أعضاء مجلس الشيوخ؟.. القانون يجيب    محافظ سوهاج يقرر غلق محلين بسبب مشاجرة بعض العاملين وتعطيل حركة المواطنين    سقوط مروع لطفل من دراجة نارية في الوادي الجديد    رسميا الآن بعد الانخفاض.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 2 أغسطس 2025    الشباب المصري يصدر تقريره الأول حول تصويت المصريين بالخارج في انتخابات مجلس الشيوخ    أبرزها رفع المعاش واعتماد لائحة الإعانات.. قرارات الجمعية العمومية لاتحاد نقابات المهن الطبية    إسماعيل هنية كشف خيانة الثورة المضادة فباركوا قتله .. عام على اغتيال قائد حماس    الإخوان : وقف نزيف الحرب على غزة لن يمر عبر تل أبيب    مقتل 4 أفراد من أسرة واحدة في سيوة    أخبار × 24 ساعة.. وظائف فى البوسنة والهرسك بمرتبات تصل ل50 ألف جنيه    نجم الزمالك السابق: فترة الإعداد "مثالية".. والصفقات جيدة وتحتاج إلى وقت    كما كشف في الجول – النجم الساحلي يعلن عودة كريستو قادما من الأهلي    محمد ممدوح عن «روكي الغلابة»: «كان نفسي اشتغل مع دنيا سمير غانم من زمان» (فيديو)    تحبي تكوني «strong independent woman» ماذا تعرفي عن معناها؟ (فيديو)    عمرو دياب الأعلى استماعا خلال شهر يوليو على أنغامي (صور)    حدث بالفن| كارثة بسبب حفل محمد رمضان ومطرب يلغي حفله في الساحل حدادًا على المتوفي    "ظهور نجم الأهلي".. 10 صور من احتفال زوجة عماد متعب بعيد ميلاد ابنتهما    كواليس من محاكمة صدام حسين.. ممثل الدفاع: طلب جورج بوش وتوني بلير لهذا السبب    عبدالمنعم سعيد: الدمار الممنهج في غزة يكشف عن نية واضحة لتغيير هوية القطاع    حسام موافي ينصح الشباب: مقاطعة الصديق الذي علمك التدخين حلال    منها «الذهاب بكثرة إلى الحمام ».. 6 علامات مبكرة تدل على سرطان البروستاتا يتم تجاهلها    وصول دفعة أطباء جديدة من عدة محافظات إلى مستشفى العريش العام    ترامب: نشرنا غواصتين نوويتين عقب تصريحات ميدفيديف "لإنقاذ الناس"    للرزق قوانين    هل يشعر الأموات بما يدور حولهم؟ د. يسري جبر يوضح    أمين الفتوى: البيت مقدم على العمل والمرأة مسؤولة عن أولادها شرعًا    هل أعمال الإنسان قدر أم من اختياره؟ أمين الفتوى يجيب    الأسهم الأوروبية تتكبد خسائر أسبوعية بعد أسوأ جلسة منذ أبريل    وزير الأوقاف يؤدي صلاة الجمعة من مسجد الإمام الحسين    إدارة مكافحة الآفات بالزراعة تنفذ 158 حملة مرور ميداني خلال يوليو    فريق بحثي بمركز بحوث الصحراء يتابع مشروع زراعة عباد الشمس الزيتي بطور سيناء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السلاح والانتخابات في امبراطورية الصعيد الجواني
ضياع هيبة الدولة وسباق التسلح بين القبائل يضعان الصعيد في فوهة بركان
نشر في الأخبار يوم 10 - 12 - 2011


طفل صعيدى يحمل بندقيتين
القبلية وخدمات النواب تحسم الانتخابات .. ولا وجود للأحزاب
الحمزاوي: النزاهة تمنع نشوب الاشتباكات
لبيب: العصبيات تساهم في تأمين التصويتسعد:
القوائم النسبية تقضي علي الصراع بين العائلات
في الآونة الأخيرة زاد الحديث عن أوضاع الصعيد وتأثير الانفلات الأمني وانتشار الأسلحة خاصة بعد نشوب صراعات بين عدة قري في الصعيد في محافظات سوهاج وقنا والأقصر مما دفع البعض إلي الحديث عن حرب قري في الصعيد، واستحالة اجراء الانتخابات محذرين من انها من الممكن ان تسبب في اشتباكات دامية بين قري وقبائل الصعيد وللاجابة علي العديد من الأسئلة عن الصعيد وخاصة ما يسمي بالصعيد الجواني (سوهاج وقنا والأقصر) قامت الأخبار بجولة إلي المحافظات الثلاث وزارت قراها والتقت المسئولين ورموز القبائل والعائلات والأشخاص البسطاء للتعرف عن قرب عن الشخصية الصعيدية، كما حرصنا علي زيارة المناطق المعروفة بخطورتها والتي يوصفها البعض بانها بؤر إجرامية مثل »السمطا« في قنا وكذلك القري التي نشبت فيها صراعات بين القري مثل أولاد يحيي وأولا خليفة في سوهاج.
ويري البعض من المثقفين أن العائلات والعصبيات شر مستطير ودليل علي تخلف المجتمع الا أن أهلها يرونها علي أنها عادات وتقاليد لا يمكن الابتعاد عنها وهي جزء من شخصية الصعيد.
وترجع أسباب الصراعات بين القبائل والقري في الصعيد إلي أن العادات والتقاليد الصعيدية تفرض مناصرة أفراد القبيلة لأقاربهم، ومع ظهور حالة الانفلات الأخلاقي في الصعيد أصبح مناصرة أفراد القبيلة يتم حتي وأن كان ذلك علي حساب تحقيق العدالة.
ويستخدم أهالي الصعيد العديد من الوسائل لنصرة القبيلة تبدأ من التنافس في الوظائف المرموقة وعضوية المجالس النيابية وانتهاء باستخدام السلاح كوسيلة لتحقيق نصرة القبيلة.
وخلال جولتنا لمسنا أن هناك بعض الجوانب الايجابية للقبلية والعصبية في الصعيد منها الحفاظ علي قدر من الأمن فهي تعمل نوعا من توازن القوي بين القبائل حيث يخشي أفراد القبلية الدخول في صراعات قد تدخلهم في دوامة عنف، أيضا احترام العادات والتقاليد علي الرغم من حالة الانفلات الاخلاقي التي جدت علي بعض المناطق في الصعيد، إلا أنها بها العديد من الجوانب السلبية اهمها الثأر والاشتباكات بين القري والقبائل. بدأنا رحلتنا إلي الصعيد الجواني من سوهاج التي نشبت بها العديد من المعارك بين القري كان آخرها معركة أولاد يحيي وأولاد خليفة، وتعد سوهاج من أفقر محافظات مصر و تعاني من ضيق مساحتها وعدم وجود أي موارد دخل لها، كما يعاني شبابها من البطالة. وعن أسباب روح القبلية في الصعيد يقول اللواء وضاح الحمزاوي إن الفقر هو السبب الأساسي لظهور روح القبلية في الصعيد، مشيرا إلي حالة الفراغ التي يعاني منها غالبية شباب الصعيد الذين يعانون من البطالة تدفعهم إلي التعصب إلي قبائلهم وعائلاتهم، مشيرا إلي أن غالبية المشاكل بين العائلات كانت مشاكل "تافهة" وسببها الشباب. وأرجع الحمزاوي الاشتباكات بين قري المحافظة إلي العادات والتقاليد في الصعيد، مشيرا إلي أن عملية الانفلات الأمني ساهمت في زيادة الاشتباكات في الصعيد.
وحول المخاوف من تسبب التعصب القبلي في نشوب صراعات خلال الانتخابات، يؤكد الحمزاوي أنه لا توجد أية مخاوف أمنية علي العملية الانتخابية في سوهاج، مشيرا إلي أن عمليات التزوير في السابق كانت السبب الأساسي نشوب الإشتباكات بين القبائل أما في الوقت الحالي ومع نزاهة الانتخابات فليست هناك أية مخاوف فالكل متأكد من أن حصوله علي حقه.ويري أن القوائم النسبية التي تضم أكثر من شخصية من أكثر من عائلة ساهم في دفع العائلات للعمل سويا من أجل انجاح مرشحيها.

أما الجولة الثانية من رحلتنا فكانت إلي قنا، وهي محافظة معروفة بانتشار العديد من القبائل فيها ونشوب عدد من الصراعات القبلية، كما يشير البعض إلي أن قنا أصبحت في الفترة الأخيرة سوقا رائجة للأسلحة وخاصة في القري القريبة من سلسلة جبال البحر الأحمر. وعن الموقف في المحافظة خاصة بعد المخاوف التي تم أثارتها مؤخرا عن خطورة إجراء الانتخابات وإمكانية نشوب صراعات بين القري والقبائل بسبب التنافس بين المرشحين يقول اللواء عادل لبيب محافظ قنا إن القبلية في الصعيد تعد في صالح العملية الانتخابية وليس العكس، مشير إلي أن الوضع اختلف عن السابق خاصة مع تغيير النظام الانتخابي والانتخاب بنظام القائمة النسبية التي تشمل أكثر من مرشح من أكثر من قبيلة، مشيرا إلي عدم وجود سبب يدعو للصراع بين القبائل.وبالنسبة للمرشحين الفردي يقول لبيب أن هناك تربيطات انتخابية بين العائلات والقبائل وهي تساهم في حماية العملية الانتخابية، وأشار إلي أن ترشح رموز القبائل واحترام أهل الصعيد للعادات والتقاليد والخوف من "العيب" يحمي العملية الانتخابية من أي تجاوزات.
وأكد لبيب أن هناك خطة لتأمين الانتخابات يشارك فيها الجيش والشرطة وكذلك اللجان الشعبية.وقال إن المشاركة الشعبية هي أكبر طمأنة لحماية الانتخابات.. إلا انه في الوقت نفسه أشار الي احتمال وقوع بعض الاشتباكات في بعض اللجان مثلما كان يحدث في الانتخابات السابقة.وقلل لبيب من أهمية تهديدات بعض فلول الحزب الوطني الخاصة بالقيام بأعمال شغب في حالة استبعادهم من الانتخابات المقبلة.
وحول تزايد انتشار الأسلحة، قال لبيب أن الأسلحة موجودة في الصعيد منذ عشرات السنوات إلا ان عملية الانفلات الأمني التي اعقبت الثورة ساهمت في دخول كميات كبيرة من الأسلحة من ليبيا والسودان.
ويقول الأستاذ محمود عبد الحميد موظف بجامعة جنوب الوادي وينتمي لقبائل أشراف قنا إن ما يحدث الان ليس انفلاتا أمنيا وإنما انفلاتا أخلاقيا، مشيرا إلي من يقوم بالعمليات الإجرامية أو من تسبب في المناوشات بين القبائل وبعضها البعض هم سفهاء القبائل، مشير إلي أن العادات والتقاليد تفرض علي باقي أفراد القبيلة مناصرتهم والوقوف بجانبهم.
أما المرحلة الثالثة فكانت محافظة الأقصر، وهي محافظة يهتم سكانها في المقام الأول بالسياحة، يعشقون الاستقرار لأنه مرتبط برواج السياحة، وربما كان حدوث اشتباكات بين القري في الأقصر مثلما حدث بين قرية أسمنت ونجع البركة أمر غريب علي أهل الأقصر، والأغرب أن سبب الاشتباكات هو دهس جرار زراعي لدجاجة.
ويري الدكتور عزت سعد محافظ الاقصر الاشتباكات والصراعات بين القري في الاقصر أنها جزء من عادات وتقاليد الصعيد مشيرا إلي أن الانفلات الامني ليس السبب الرئيسي إلا أن ساهم في إزكائها وكذلك تدهور الاوضاع الاقتصادية بسبب حالة الركود التي تعاني منها السياحة.
أما عن تأثير القبيلة علي الانتخابات فيقول سعد إن القبلية هي العنصر الحاسم في الانتخابات مشيرا إلي أن الاحزاب السياسية ليس لها وجود فعال في الصعيد. وقال إن أهالي الصعيد لا يقسمون المرشحين بين فلول وثوار انما يتم تقسيمهم حسب القبيلة أو العائلة التي تساندهم والخدمات التي قدموها إلي دوائرهم. وقال إن هناك مشكلة أساسية تواجه المسئولين في الصعيد هي انعدام ثقة الأهالي مشيرا إلي أنه استعان باللجان الشعبية لاستخدامهما كهمزة وصل بين المحافظة والأهالي للتغلب علي هذه المشكلة، إلا انه رفص الاستعانة باللجان الشعبية في الانتخابات وأرجع ذلك إلي إن وجود مثل هذه اللجان -التي من الممكن ان يكون لأعضائها انتماءات سياسية أو قبلية - من الممكن أن يؤثر سلبيا علي سير العملة الانتخابية.
ومن جانبه، يقول اللواء أحمد ضيف صقر مدير أمن الأقصر إن زيادة أعمال العنف في الصعيد ترجع إلي دخول كميات كبيرة من الأسلحة إلي الصعيد التي دخلت البلد من ليبيا و والتي تدخل أيضا عبر السودان وسيناء.أما عن احتمال نشوب صراعات قبلية في الصعيد بسبب الانتخابات فيقول صقر أن نزاهة الانتخابات تحول دون وقوع مثل هذه الصراعات مشيرا إلي أن عمليات التزوير كانت السبب الرئيسي في الصراعات خلال الانتخابات السابقة.وقال ان قوات الجيش والشرطة قامت بتأمين الانتخابات والخروج بها إلي بر الآمان في الأقصر وهي قادرة علي تحقيق ذلك في باقي محافظات الصعيد.
أما عن مدي تواجد الأحزاب علي الساحة السياسية في الأقصر يقول مهندس أسعد مصطفي إن الاختيار في الاقصر لا يعتمد علي الاحزاب لأن أفكار هذه الأحزاب لم تصل بعد إلي الصعيد، كما أن الانتخابات في الصعيد تحكمها القبلية.وأكد أن انتشار الأسلحة يعد أكبر عقبة أما إجراء الانتخابات، وشدد علي ضرورة مشاركة الجيش في تأمين العملية الانتخابية.
وأرجع ظهور العديد من الظواهر السلبية في المجتمع الصعيدي إلي الانفلات الأمني بعد الثورة مشيرا إلي أن ظواهر غريبة مثل عمليات الخطف والخطف المتبادل لا توجد في عادات وتقاليد الصعيد.
وقال إن ضياع هيبة الدولة وسلبية الشرطة أدي إلي زيادة الاعتماد علي المحاكم الشعبية والجلسات العرفية لحل الصراعات بين العائلات والقبائل وأرجع حالة الصراع بين القبائل والعائلات إلي حالة تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع معدل البطالة.
بورصة السلاح
علاقة الصعيد بالسلاح علاقة وثيقة، هذه العلاقة اكتسبت أهميتها من عادات وتقاليد قبائل وعائلات الصعيد التي تجعل اقتناء السلاح ضرورة لعدة أسباب منها قتل الخصوم في عادة الثأر والحماية فيما بعد من انتقامهم، وكذلك الوجاهة الاجتماعية والتباهي بين العائلات اما الهدف الثالث فهو الحماية من الحيوانات الجبلية المفترسة مثل الذئاب التي تهاجم القري النائية القريبة من الجبال. وفي كل الأحوال فإن اقتناء السلاح ضرورة حتمية حتي عند الفقراء قبل الأغنياء. ومن المعروف أن سوق السلاح في الصعيد لاتعاني من الركود ويقول أحد تجار السلاح الذي التقينا به خلال الجولة في محافظة قنا ورفض الكشف عن هويته أن سوق السلاح في الصعيد لا تعاني من الركود طوال العام نظرا لسباق التسلح بين العائلات.

البندقية الألماني : من الأسلحة العادية ذات الخمس طلقات ألمانية المنشأ ثمنها يتراوح ما بين 10 إلي 12 الف جنيه.
الرشاش الجرونوف : من الأسلحة التي بإمكانها أن تحمل ألف طلقة ويصل سعره إلي 35 ألف جنيه البندقية الآلي روسية الصنع:
البندقية الإسرائيلي : وهي تحمل 20 طلقة ويصل سعرها إلي 20 ألفا إلا أنها انتشرت بشكل كبير خلال الفترة الماضية بسبب رخص سعر ذخيرتها حيث تصل سعر الطلقة إلي 7 جنيهات بينما يصل سعر الطلقة للبندقية الروسية الصنع إلي 14 جنيها.
البندقية الآلية روسية الصنع : ويتراوح سعره من 18 إلي 20 ألف جنيه وهي الأكثر انتشارا في الصعيد.
السلاح الالي العراقي : يصل سعره إلي 6 آلاف جنيه.
الخذندارية.. قرية تعرف معني الفقر
بلاشك الفقر هو القاسم المشترك بين غالبية أهالي الصعيد، لكن إذا أردت أن تبحث عن أفقر قرية في الصعيد وربما مصر فلن تتملكك الحيرة كثيرا ..هي الخذندارية التي خذلتها الطبيعة وتخلت عنها الحكومة. تعاني هذه القرية من ضيق رقعتها الزراعية، وكذلك لا توجد بها أية مشروعات استثمارية ولا حتي وظائف .وعندما تحدثنا إلي أهالي القرية عن أهم المشاكل التي تواجههم، أجابوا ساخرين، من الممكن أن تسألنا ما هي المشاكل التي لا توجد بالقرية. أما عن هذه المشاكل فتبدأ من من الصحة حيث يعاني عدد كبير من اهالي هذه القرية من السرطان والفشل الكلوي نتيجة عدم وجود مياه شرب نظيفة،فهم يعتمدون حتي الآن علي مياه الطلمبات الحبشية وإن كان تم البدء في توصيل المياه، لا توجد بهذه القرية أية خدمات أو هيئات حكومية، حيث تتواجد غالبية هذه الهيئات التي تعتمد عليها الخذندارية في مركز طهطا الذي يفصلها عنه نهر النيل و تربط بينهما عبارة نهرية معطلة في غالبية الوقت. وإذا نظرت إلي الشوارع في الخذندارية فهي شوارع ترابية غير ممهدة غالبا ما تغرقها المياه الجوفية التي تملأ هذه الشوارع في موسم فيضان النيل. تعتمد القرية في اقتصادها علي رحلتي الشتاء والصيف، رحلة الشتاء حيث يتوجه أهالي القرية إلي القاهرة وبعض المدن الجديدة للعمل في أعمال البناء حتي يتمكنوا من توفير مصاريف المعيشة لأبنائهم في فترة الشتاء، أما رحلة الصيف فهي تعد أكبر مصدر دخل للأهالي حيث يتوجه حوالي 80٪ من أهالي هذه القرية إلي الأسكندرية للعمل في شواطيء الأسكندرية وكذلك استئجار محلات في الاسكندرية وباقي المدن الساحلية. يري أهالي الخذندارية أنها الأجدر بأن تعتلي منصة القري الأكثر فقرا في مصر.
السمطا..قرية علي رأس عفريت
قبل أن أذهب إلي السمطا حذرني العديد من الأهالي والقيادات الأمنية في قنا من القيام بهذه الزيارة، وقالوا إنها بؤرة إجرامية معروفة بتجارة السلاح والمخدرات ولن يقبلوا بتدخل شخص غريب في شئونهم.
لم أعر هذه التحذيرات اهتماما كبيرا واعتمدت علي خلفيتي الصعيدية ومعرفتي بالكثير عن عادات وتقاليد اهل الصعيد وقدرتي علي التعامل معهم وقررت الذهاب إلي السمطا.
وعندما نزلت إلي أهل السمطا وجدتهم أشخاص بسطاء يحترمون "الضيوف" ويعانون مثلما يعاني اهل الصعيد من الفقر والجهل والمرض والإهمال، وعلي الرغم من ذلك السلاح والمخدرات هما الأكثر حضورا في القرية .
كرم الضيافة في السمطا كان من نوع خاص فهو عبارة عن مخدر الأفيون والحشيش، وهو ما قدمه لي عمي السيد وعندما رفضت بحجة أني مرهق من الرحلة والشغل أكد لي انه سوف يساعدني في شغلي "ويخليني زي الحصان".
تنقلت في السمطا ووسط شوارعها الضيقة التي يصعب فيها سير السيارة، وعندما سألت عن سبب كثرة المشاكل في السمطا كان الرد من أحد كبار السن "أنها قرية بنيت علي رأس عفريت
المشهد المتكرر في السمطا هو السلاح، و يقول رضوان فيصل من السمطا قبلي إن أهالي السمطا يرون ضرورة كبيرة في اقتناء السلاح فمن الممكن أن تري عاملا زراعيا لا يزيد دخله اليومي علي بضع جنيهات معدودة يشتري سلاحا آليا يتجاوز ثمنه آلاف الجنيهات. المشاكل بين أبناء السمطا يقوم بحلها كبير العائلة، هذا ما أكده محمد الأمين أبوزيد وهو من عائلة عريقة وشقيق عضو مجلس شوري سابق .ويقول أبو زيد إن كبير العائلة من الممكن أن يدفع مبالغ مالية كبيرة من ماله الخاص لحل مشاكل بين أبناء القرية، كما أن كلامه واجب التنفيذ علي جميع أطراف المشكلة.ويضيف المجالس العرفية هي التي تحل المشاكل بين عائلات وقري الصعيد، وحول مشكلة السمطا مع قرية الشويخات وينتسب أهلها إلي قبيلة الاشراف والتي تبادل فيها الطرفان الاختطاف يقول أبوزيد أن المشكلة تسبب فيها عدد من "الشباب الطائش" وساهم كبار العائلات من القريتين والقري المجاورة في تهدئتها إلا انها لازالت تنتظر الحل، مشيرا إلي أن هناك 3 أشخاص من السمطا لا يزالون مفقودين، وهناك دلائل علي أن أهالي الشويخات هم من اختطفوهم. ومن غرائب أهل السمطا أنه علي الرغم من وجود تاريخ دموي بين عائلات القرية وسباق تسلح بين ابنائها إلا أنه في حالة نشوب صراع مع قرية أخري يقوم الجميع قومة رجل واحد ويتناسون مشاكلهم وصراعاتهم لأن هناك خطرا أكبر علي القرية، هذا ما أكده الحاج احمد عبد الرحيم0


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.