مصريون ملاعين وجبناء لا يملأ عيونهم سوي التراب.. للأسف الشديد هكذا يري كثيرون من جنسيات عربية متعددة في الخارج المصريين حين كنت التقي بهم وكانوا يشتمون ويلعنون هذا الشعب، ويصفونه بالجبن والضعف وأحياناً يتطاولون بالكلام، فينسبون له أوصاف الخيانة والتخاذل، كنت ساعتها أتمزق من القهر ويعصر قلبي الآلام علي هذا الشعب العظيم، الذي له تاريخ مشرف وعريق وبطولات لا تنسي علي مدار عصور مضت وقرون سجلتها هذه الشعوب الحرة، فكنت أدافع بكل قوتي وإيماني وحبي لهذا البلد وشعبه العظيم الذي برهن الآن عن بطولاته وأمجاده وعرف العالم كله من هي مصر وما هو شعبها وقدراته الخارقة وشجاعته التي ليس لها حدود، فكانوا يتهمونني بالتحيز قائلين لي أنت تدافعين عنهم من منطلق حبك وعواطفك لهم وعشقك لها البلد وشعبه، لكن المصريين غير ما تقولين أنه شعب جبان متخاذل ضعيف ليس عنده كرامة ولا مروءة أو رجولة ولا حتي قومية ووطنية.كانوا يقولون أنه شعب سلبي مبرمج حسب ما خطط له فتخلي عن عروبته وانسلخ عن جلده فلم تعد له أية سمة من سمات الأمة العربية، وأنا هنا أقدم اعتذاري علي هذا اللفظ ولكن لم اجد بداً من أن أكون أمينة وصادقة بما كنت اسمع وأتألم له لأنني متأكدة من أن شعب مصر ليس هكذا فأنا عشت وتعايشت معه واعرفه جيداً واثق بعروبته وقوميته وأنه ليس شعباً سلبياً.وكنت أقول لهم إنكم علي خطأ كبير بما تقولون، فأنا صحيح أحب مصر وأعشق شعبها الطيب المعطاء، وانتمائي له وإلي مصر، لا يقل عن انتمائي إلي بلدي سورية، هذا كله مؤكد وصحيح، لكن ليس هذا هو سبب دفاعي عن هذا الشعب، الذي لم يكن يوماً شعبا جبانا أو متهاونا في حقه القومي والوطني أو حقه المعيش أنه شعب مناضل وله تاريخ مجيد يشهد له فمصر انجبت عبد الناصر وزغلول وقاسم أمين وغيرهم الكثير لذا فهو شعب يستحق الدفاع عنه والتقدير والاحترام، لأنه ليس هو من وقع اتفاقية كامب ديفيد وطبع وتطبع مع إسرائيل ليس الشعب هو من سار علي ذات المنهج السياسي وغاص في وحل مستنقع كل هذه السنين وعزل هذه القوة الجبارة والمهمة بل الأهم بين الشعوب العربية عن أشقائها ووضع كل إمكانياته الهائلة تحت خدمة أمريكا وإسرائيل، ولم يكن هو من أقدم علي تحالفات مشينة وباع نفسه للشيطان ولم يكن هو سبب الجوع والفقر أو سلط زمرة من الحرامية علي أموال مصر وقال لهم اسلبوا وانهبوا ما طاب لكم من السلب أن مصر وشعبها أثيرة لكم لم يفعل شعب مصر كل هذا.الشعب المصري غلت إيديه هناك من قام بهذه المهمة نيابة عن الشعب المصري بإحكام وقوة جبارة أقوي من نضاله، وأشد من صوته الذي ذبح داخل حلقه فقد تمزق صوته قبل أن ينطلق فهو يحلم بالحرية وبعودة مصر إلي نصابها وأحضان أشقائها فيقال لي إذا كان ما تقولينه صحيح، لماذا هذا الصمت الطويل، لماذا يظهر بهذا الجبن والخوف؟وكنت أقول وأنا كلي إيمان وثقة، بما أقول أرجو أن لا يدخل اليأس إلي نفوسكم فهو سوف يصحو يوماً وينفض عنه هذا الخوف ويعلن عن ثورته وغضبه، سوف يخرج عن صمته ويكسر كل هذه الحواجز، إنه شعب صبور ولكنه عندما يثور يصبح كالبركان فيأكل كل شيء أمامه ولن تقف في وجهه قوة ولن يرحم من داس عليه بأقدامه وأذله أمام الشعوب العربية ترقبوا وأنا معكم أترقب.