رئيس جامعة أسيوط يستعرض تقريراً حول الأداء البحثي خلال 2023    مجاهد نصار: عمال مصر سيظلوا جنود الوطن المخلصين في معركة البناء والتنمية    لا تهاون مع المخالفين.. تنفيذ 12 قرار إزالة في كفر الشيخ| صور    صندوق النقد: مصر تُنفذ خطة قوية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي    حماس: إسماعيل هنية يثمن دور مصر في مباحثات وقف إطلاق النار ب غزة    وزيرة البيئة تنعي رئيس لجنة الطاقة والبيئة والقوى العاملة بمجلس الشيوخ    مسؤول أممي إعادة إعمار غزة يستغرق وقتًا طويلًا حتى 2040    "كاف" يخطر الاتحاد المغربي بوصول خطاب تأهل نهضة بركان لنهائي الكونفدرالية    أتلتيكو يجد ضالته فى صفوف ريال مدريد    تفاصيل إصابة شخص صدمته سيارة أثناء عبوره الطريق في العجوزة    قرارات عاجلة بشأن امتحانات الترم الثاني المقرر انطلاقها 8 مايو بالمدارس    "مشنقة داخل الغرفة".. ربة منزل تنهي حياتها في 15 مايو    القناطر الخيرية تستعد لاستقبال المواطنين في شم النسيم    حصيلة 48 ساعة.. ضبط قضايا إتجار غير مشروع بالنقد الأجنبى بقيمة 35 مليون جنيه    شاهد.. سميرة سعيد تطرح كليب "كداب"    رسائل تهنئة شم النسيم 2024.. متي موعد عيد الربيع؟    معرض أبو ظبي للكتاب.. طالب الرافعي: يجب أن يمد مركز أبو ظبي جسور جديدة للمبدعين العرب    الفندق المسكون يكشف عن أول ألغازه في «البيت بيتي 2»    تفاصيل موقف غريب جمع بين محمد رشدي وبليغ حمدي في بيروت وما علاقته ب «العندليب»؟    أذكار بعد الصلاة.. 1500 حسنه في ميزان المسلم بعد كل فريضة    وزير الأوقاف ومحافظ جنوب سيناء: الخميس 25 يوليو انطلاق المرحلة الثانية لمسابقة النوابغ الدولية للقرآن    أردوغان يعلق على التظاهرات الطلابية بالجامعات الأمريكية لدعم غزة    أول رد من الكرملين على اتهام أمريكي باستخدام «أسلحة كيميائية» في أوكرانيا    الداخلية تضبط 12 ألف قضية تسول في شهر    ميقاتي يحذر من تحول لبنان لبلد عبور من سوريا إلى أوروبا    تمديد استقبال تحويلات مبادرة "سيارات المصريين بالخارج".. المهندس خالد سعد يكشف التفاصيل    عاجل.. هيئة الرقابة المالية تقرر مد مدة تقديم القوائم المالية حتى نهاية مايو المقبل    مصر تستضيف بوركينا فاسو 7 يونيو وتواجه غينيا 10 يونيو بتصفيات كأس العالم    محافظ شمال سيناء: رفح الجديدة صممت لاستيعاب 75 ألف نسمة «من الجيل الرابع» (تفاصيل)    مهرجان الجونة السينمائي يفتح باب التسجيل للدورة السابعة    منحة السفارة اليابانية MEXT لعام 2025 لطلاب الجامعات.. تعرف على التفاصيل    القوات المسلحة تنظم المؤتمر الدولي الثاني للطب الطبيعي والتأهيلي وعلاج الروماتيزم    انتبه.. 5 أشخاص لا يجوز إعطاؤهم من زكاة المال| تعرف عليهم    فقدت ابنها بسبب لقاح أسترازينيكا.. أم ملكوم تروي تجربتها مع اللقاح    صحة الإسكندرية: فحص 1540 مريضًا في قافلة "حياة كريمة" ببرج العرب    الرعاية الصحية تطلق حملة توعوية حول ضعف عضلة القلب فى 13 محافظة    جرثومة المعدة.. إليك أفضل الطرق الطبيعية والفعالة للعلاج    شراكة استراتيجية بين "كونتكت وأوراكل" لتعزيز نجاح الأعمال وتقديم خدمات متميزة للعملاء    واشنطن تطالب روسيا والصين بعدم منح السيطرة للذكاء الاصطناعي على الأسلحة النووية    الإمارات: مهرجان الشارقة القرائي للطفل يطلق مدينة للروبوتات    ارتفاع حصيلة قتلى انهيار جزء من طريق سريع في الصين إلى 48 شخصا    أب يذبح ابنته في أسيوط بعد تعاطيه المخدرات    تزايد حالات السكتة الدماغية لدى الشباب.. هذه الأسباب    السكرتير العام المساعد لبني سويف يتابع بدء تفعيل مبادرة تخفيض أسعار اللحوم    «التنمية الحضرية»: تطوير رأس البر يتوافق مع التصميم العمراني للمدينة    كولر يعالج أخطاء الأهلي قبل مواجهة الجونة في الدوري    دعم توطين التكنولوجيا العصرية وتمويل المبتكرين.. 7 مهام ل "صندوق مصر الرقمية"    هيئة الجودة: إصدار 40 مواصفة قياسية في إعادة استخدام وإدارة المياه    لمواليد 2 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    بنزيما يتلقى العلاج إلى ريال مدريد    إعلامي: الخطيب طلب من «بيبو» تغليظ عقوبة أفشة لإعادة الانضباط في الأهلي    التنظيم والإدارة يتيح الاستعلام عن نتيجة الامتحان الإلكتروني في مسابقة معلم مساعد فصل للمتقدمين من 12 محافظة    هئية الاستثمار والخارجية البريطاني توقعان مذكرة تفاهم لتعزيز العلاقات الاستثمارية والتجارية    التضامن: انخفاض مشاهد التدخين في دراما رمضان إلى 2.4 %    تحديد أول الراحلين عن صفوف برشلونة    عميد أصول الدين: المؤمن لا يكون عاطلا عن العمل    مظهر شاهين: تقبيل حسام موافي يد "أبوالعنين" لا يتعارض مع الشرع    بروسيا دورتموند يقتنص فوزا صعبا أمام باريس سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



آمال فهمي‏:‏ للآن برنامجي يخضع للرقابة

تخرجت في قسم اللغة العربية بكلية الآداب‏,‏ فما أبرز الفوائد التي عادت عليك من دراسة لغة الضاد؟ دراستي للغة العربية لعبت دورا مهما . وكانت عنصرا أساسيا في نجاحي‏,‏لأنها لغة غنية‏,‏ ودراستي لها اتاحت لي ثروة لغوية‏ لا تجعل الكلمات تتوقف علي لساني‏,‏ كما أنني حفظت ألفية ابن مالك في قواعد اللغة‏,‏ وهذا ساعدني علي ألا أخطئ فيها‏,‏ والتعبيرات التي أستخدمها ولاقت استحسان الجمهور ترجع إلي دراساتي للغة العربية وآدابها‏,‏ فضلا عن حرصي علي دراسة الانجليزية وآدابها كذلك‏.‏
عملت صحفية ثم مذيعة‏,‏ فأي العملين أقرب إلي قلبك؟
لو تأملت عملي كمذيعة تجده عملا صحفيا‏,‏ وهوايتي الحقيقية الصحافة‏,‏ وكنت أتمني أن أبقي في الصحافة‏,‏ ولو قدر لي أن أستمر فيها لكنت بكل تواضع أكبر صحفية في بلدي‏.‏ ولكنت في مرتبة الصحفيين الكبار‏:‏مصطفي أمين وعلي امين ومحمد التابعي‏.‏ ولإيماني بأن الأسلوب الصحفي هو الاقرب للمستمع فقد عملت بالاذاعة باسلوب الصحافة‏,‏ وعلي الناصية ما هو إلا تحقيقات عن المجتمع والناس‏.‏ وأعتقد أنني بعد اعتزال الاذاعة سأعود لأكتب في الصحافة‏.‏
تتلمذت علي يد الصحفي الكبير محمد عودة‏,‏ فماذا تقولين عنه ؟
أستاذ عظيم وأب حنون‏,‏ ولا أنسي رعايته لي‏,‏ وقد تنبأ لي بأنني سأكون في مقدمة العاملين بالاذاعة‏,‏ وظلت تربطني به علاقات الصداقة حتي آخر لحظة‏,‏ وبجانب أنه صحفي رائع‏,‏ فهو إنسان ودود يحب تلامذته‏.‏
كنت أول من أدخل التحقيقات الاذاعية في برامج الاذاعة‏,‏ فكيف خطرت الفكرة ؟ وكيف استقبلها المسئولون آنذاك؟
استقبلوها بحالة دهشة وكادوا يرفضونها‏,‏ لأن هذا الشكل غير معروف لهم في الاذاعة‏,‏ ولكني صممت علي فكرتي‏,‏ وكان اول برنامج اقدمه في الاذاعة هو برنامج حول العالم حرصت علي ان احقق فيه السبق برغم انه كان برنامجا اسبوعيا‏,‏ وكنت في كل حلقة اقدم دولة من دول العالم‏..‏ موقعها‏,‏ مساحتها‏,‏ عدد السكان‏,‏ وكل ما يتصل بها‏,‏ بالاضافة الي ماسبق‏,‏ لذا فقد حرصت عندما قدمت المانيا مثلا ان اقدم صوت هتلر وهو يخطب في الجماهير‏,‏ وكذلك صوت موسوليني‏,‏ وكان هذا شكلا جديدا غير مسبوق‏,‏ كما كان لي سبق ادخال الفوازير للاذاعة عام‏1955‏ وكان يكتبها بيرم التونسي ومن بعده صلاح جاهين‏.‏ وعندما اسند الي برنامج علي الناصية حرصت كذلك علي تقديم التحقيقات الاذاعية غير المسبوقة‏,‏ وقد قاتلت من اجل تغيير الشكل الروتيني للعمل الاذاعي‏,‏ وتحويله الي ما يطلق عليه التحقيق الاذاعي‏,‏ أو هو في الواقع التحقيق الصحفي‏.‏
عملت سكرتيرة للحزب النسائي الوطني مع فاطمة راشد عام‏1947‏ فماذا تذكرين عن تلك الحقبة‏,‏ والفرق بين المرأة آنذاك والمرأة اليوم ؟
الفرق هائل‏,‏ وعندما عملت مع فاطمة راشد لم يكن يوجد في مصر سوي حزب درية شفيق وحزب فاطمة راشد‏,‏ ورشحت نفسي ونجحت كسكرتيرة للحزب النسائي الوطني‏,‏ وفي تلك الحقبة لم يكن للمرأة حق الانتخاب‏,‏ ولم يكن لها حق الترشيح‏,‏ بل لم تكن تحظي بأي شكل من اشكال الحقوق السياسية او الشخصية‏.‏
وكنت اول سيدة تعين مديرة لاذاعة الشرق الاوسط‏.‏
وفي رأيي بعض النساء اليوم لم تتفهمن طبيعة المساواة بين المرأة والرجل‏,‏ وأسأن فهمها‏,‏ وكان هذا سببا رئيسيا في رفع نسبة الطلاق‏.‏
وكيف ترين المساواة علي وجهها الصحيح ؟
أري ضرورة الالتزام بالادوار‏,‏ المرأة عليها ان تقوم برعاية اطفالها‏,‏ وتتفرغ لهم‏.‏
ومسألة أطفال المفاتيح أي ان تسلم الأم اطفالها الي حضانة او الي مربية مسألة مؤذية جدا وهؤلاء الاطفال بحاجة الي امومة حقيقية‏.‏ المساواة ليست معناها خروج المرأة للعمل وترك اولادها في البيت اسوة بالرجل‏,‏ هذا غير مقبول‏,‏ ايضا مسألة سفر الزوجة بدون إذن الزوج اختلفت مع الدولة فيها‏,‏ وقلت إن هذا امر لا يتفق مع التقاليد ولا مع العرف‏,‏ وطالبت بالغاء هذ الامر من قانون الاحوال الشخصية ونجحت بفضل الله وحمده‏.‏
كنت أول فتاة تسجل اسمها في جدول الانتخابات عام‏1949‏ ما الحكاية؟
وجدت ان السائق عندنا يذهب ليدلي برأيه في الانتخابات‏,‏ وانا طالبة جامعية وليس من حقي اختيار النائب الذي يمثلني‏,‏ فشعرت بإهانة شديدة جدا‏,‏ واتجهت الي قسم عابدين وقابلت المأمور‏,‏ وصممت علي قيد اسمي في جداول الانتخاب‏,‏ فقال لي إن القانون يمنع ذلك‏.‏ وليس لديه تعليمات بذلك‏,‏ فقلت له‏:‏ لابد ان تقبلني فرفض‏,‏ فقمت برفع دعوي‏,‏ ورفضوا قيدها في سجل الدعاوي بحجة ان هذا يخالف الدستور الذي ينص علي ان ليس للمرأة حق الانتخاب‏,‏ فوجئت بعد ذلك بصوري تحتل الصفحات الاولي في كل الصحف‏,‏ وكأنني جئت شيئا إدا‏,‏ في حين اني كنت اطالب بحق مشروع لفتاة متعلمة تطلب الادلاء برأيها في النائب الذي سيمثلها في البرلمان‏.‏
ارتباطك بامبراطور الاذاعة محمد علوان ماذا اضاف لك ؟ وانفصالك عنه ماذا أفقدك ؟
هو استاذي والانسان الوحيد الذي كنت اقبل منه النقد‏,‏ وكان يغضبني ان يوجه لي أي إنسان نقدا‏,‏ لانني كنت واثقة من نفسي ومتفوقة في عملي‏,‏ اما علوان فكان الانسان الوحيد الذي كان عندما يوجه لي نقدا أمتثل لرأيه‏,‏ وكنت اطيع تعليماته الاذاعية‏.‏ أما عن الانفصال فلم يكن انفصالا بالمعني المفهوم‏,‏ وانما كان ابتعادا لستة اشهر فقط واعتز بارتباطي به نفسيا وروحيا‏,‏ وما زالت صوره تملأ أرجاء بيتي‏..‏ رحمه الله‏.‏
كنت الاذاعية الوحيدة التي حصلت علي جائزة مصطفي و علي أمين لتحقيقاتك الاذاعية‏,‏ كيف استقبلت الخبر؟
بفرحة لا مثيل لها‏,‏ ومفاجأة‏,‏ لان الجوائز كثيرة والتكريمات أكثر‏,‏ وانا التي اختار من يكرمني‏,‏ وأكاد أدعي للتكريم كل اسبوع‏,‏ ولكنني اعتذر‏,‏ لانها تأتي من شخصيات لا تستحق ان اتسلم منها جائزة‏.‏
وعندما اتصل بي مصطفي بك تليفونيا‏,‏ وقال لي‏:‏ انت اول مذيعة اختارك لجائزة الصحافة‏,‏ لان عملك بالاذاعة هو صحافة مسموعة‏,‏ وطلب مني ان القي كلمة في الاحتفال‏.‏ وكان هذا تكريما من شخصية أكن لها كل احترام وتقدير‏.‏
من زملاء دفعتك بالاذاعة‏:‏ طاهر ابو زيد وجلال معوض ومن السابقين عليك‏:‏ صفية المهندس وزوجها بابا شارو محمد محمود شعبان و عبد الحميد الحديدي‏..‏ فما ذكرياتك مع هؤلاء جميعا؟
طاهر ابو زيد أطال الله عمره زميل منافسة‏,‏ ولم اشعر بالمنافسة إلا معه‏,‏ وكنا نتبادل النجاح اسبوعا باسبوع‏,‏ جلال معوض لا يوجد صوت يعوضه‏,‏ ولا ازال حتي هذه اللحظة أضع صوته علي برنامج علي الناصية
صفية المهندس هي الام الروحية‏,‏ وهي اجمل صوت عرفه ميكروفون الاذاعة‏.‏ وبابا شارو وعبد الحميد الحديدي لم اكن تلميذة لاحدهما‏.‏ ولم تكن لي صلة وثيقة بهما‏.‏
لقبوك ب ملكة الكلام فمن اطلقه عليك وما مغزاه؟
هي مسابقة اجريت في بيروت‏,‏ واتصل بي الاستاذ موسي صبري وكان اول من نقل لي الخبر‏.‏
ومغزاه ان من تحصل عليه فهي لبقة‏,‏ تحسن الاستماع كما تحسن الكلام‏,‏ ولم أجرح في حياتي إنسانا‏.‏ ولم أنتقص من قدر مخلوق‏.‏ وهذه كلها صفات رشحتني لان اكون ملكة الكلام‏.‏
يقال إنك وفدية بحكم الانتماء للتيار الليبرالي فما تعليقك؟
وقت ان كنت طالبة بالجامعة‏,‏ وبعد التخرج بسنوات قليلة كنت وفدية‏,‏ ولكن عندما عشت دهاليز السياسة كرهتها‏,‏ لانني وجدت بها كثيرا من النفاق والتلون‏,‏ وفي رأيي ان سر نجاحي هو الكلمة الصادقة الأمينة‏.‏
ما أول وما آخر أجر تقاضيته ؟
أول أجر تقاضيته وانا صحفية‏3‏ جنيهات‏,‏ واول أجر في الاذاعة كان راتبي‏17‏ جنيها وفرحت به جدا واعتبرته ثروة‏.‏
آخر اجر فانني أتقاضي ألف جنيه عن كل حلقة من حلقات علي الناصية وهو اجر متواضع وهذا هو شأن الاذاعة للاسف‏.‏
عاصرت العهد الملكي ثم عهد محمد نجيب وعبد الناصر والسادات ومبارك فما ذكرياتك مع كل هذه العهود ؟
ايام الملك فاروق كنت طفلة اغني الاغاني التي كانت تغني للملك‏.‏ وبعد ذلك قامت الثورة‏,‏ وانا اعتبر نفسي وزملائي في السن نفسه شباب الثورة‏,‏ دعونا لمبادئ الثورة فآمنا بها‏.‏ نشعر بالولاء لعبد الناصر وذكراه‏,‏ وما زلنا نعتبره فارس الثورة وواضع مبادئها‏.‏
الرئيس السادات كان فنانا يعشق الفن‏,‏ وكثيرا ما اتصل بي ليسألني عن اغاني اسمهان التي كان يعشق صوتها‏.‏ الرئيس مبارك ارتفع في عهده سقف الحريات خاصة الفضائيات‏.‏ محمد نجيب شاهدته في حياتي مرة او مرتين وشعرت انه رجل طيب ولكنه لا يصلح للرئاسة‏.‏
ماذا عن حلقات علي الناصية التي سببت لك مشاكل ؟
برنامج علي الناصية لا يزال حتي هذه اللحظة موضوعا تحت الرقابة‏.‏ وهناك بعض المحاذير لان الكلمة الصادقة متوافرة فيه‏,‏ ولم يحدث ان منعت مواطنا من الادلاء برأيه‏,‏ ولكن المسئولين كان يغضبهم هذا‏,‏ وبسبب علي الناصية تعرضت للمساءلة كثيرا‏,‏ وابعدت عن البرنامج‏8‏ سنوات‏,‏ لانني سمحت لبعض المواطنين بعرض شكاواهم بأن الكهرباء لم تدخل قريتهم برغم دخولها قرية مجاورة‏,‏ فاتخذ وزير الاعلام آنذاك محمد فايق قرارا بحجب برنامج علي الناصية وتوقفت‏8‏ سنوات ومنعت من السفر‏,‏ وأعادني الرئيس السادات‏.‏ وللآن توجد رقابة علي البرنامج تمنع التحدث في الامور التي لا يرضي عنها النظام‏.‏
أبرز من قمت باستضافتهم علي الناصية وذكرياتك معهم ؟
علي الناصية استضاف كل نوعيات المواطنين إضافة للمشاهير‏,‏ واحيانا كان المستمعون يتحاملون ضدي‏.‏
سجلت حلقات في اماكن خطيرة جدا مثل حلقة الجندي الجزائري وسط حرب التحرير وحلقة عمال المناجم في عمق‏200‏ م تحت سطح الارض‏..‏ ألم تشعري بالخوف ؟
الخوف لا يعرف طريقه إلي قلبي‏,‏ وعندما دخلت الجزائر قبل خروج الفرنسيين‏,‏ واخترقت الجبل‏,‏ ونمت ليلة سمعت خلالها طلقات الرصاص وعواء الذئاب‏,‏ وسجلت مع هواري بومدين وجميل بو عزة لم اشعر بالخوف‏.‏ وعندما ذهبت الي منجم الحمراوين في صحراء مصر الشرقية‏,‏ لم أتردد عندما علمت أنني سأنزل‏200‏ م تحت الارض‏,‏ واستقبلني العمال بالهتاف والتصفيق‏.‏ واذكر ان والدي وانا في الخامسة من عمري نزع مني مشاعر الخوف بحكاياته عن قتاله ومقاومته للانجليز منذ تلك السن الصغيرة‏.‏ وعلمني ان اجمل شيء في الحياة ان اكون فدائية لبلدي‏.‏
حكمة تؤمنين بها وترددينها دائما ؟
قول شوقي‏:‏
وما نيل المطالب بالتمني
ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وقول حافظ‏:‏
نحن نجتاز موقفا تعثر الآراء
فيه وعثرة الرأي تردي
قضية كرست جهدك لمحاربتها وفشلت ؟
الواسطة‏.‏
الفرق بين مذيعة اليوم والأمس ؟
الفرق بين الجهل والثقافة‏,‏ مذيعة الامس كانت مثقفة‏,‏ ملمة بالتاريخ بالآداب وكل ما يدور حولها‏,‏ مذيعة اليوم ملمة بألوان الشعر والمكياج والعدسات اللانسز‏!‏
مذيعة تتوقعين انها ستخلفك؟
منال العارف‏,‏ وانا اعتبرها تلميذتي الاولي‏,‏ واتوقع لها مستقبلا باهرا‏.‏
تكاثر الفضائيات كيف ترينه ؟
انا حزينة بسبب تكاثر الفضائيات لانها تدور في فلك واحد وتهتم بالاثارة وتبتعد عن الموضوعية‏,‏ وفيها اسفاف وعرض قضايا تافهة‏,‏ واتمني ان تهتم الفضائيات بالقضايا الحقيقية للمواطن‏.‏
الامر المحزن كذلك ان كثيرين من خارج الوسط الاعلامي اقحموا انفسهم في العمل الاعلامي دون ان يمتلكوا الادوات اللازمة التي تمكنهم من اداء العمل بشكل مهني راق‏,‏ والامثلة كثيرة‏!!‏
ذكرياتك مع هؤلاء‏:‏ أحمد بن بيلا‏,‏ هواري بومدين‏,‏ جعفر نميري‏,‏ الملك حسين‏,‏ رائد الفضاء الروسي جاجارين‏,‏ أم كلثوم د‏.‏ زويل‏!‏
أحمد بن بيلا وطني مؤمن بالعروبة‏,‏ وفي لقائي به شعرت انه يحب مصر‏,‏ ويؤمن بأنها كل الدنيا‏.‏ هواري بومدين مقاتل شجاع وطني التقيت به اثناء وجودي في الجبل وقت مقاومة الفرنسيين‏.‏ وتعاون مع مصر وعبر عن ذلك الحب في برنامج علي الناصية‏,‏ لأن مصر قدمت له الكثير من الدعم العسكري لمقاومة الغزاة‏.‏ جعفر نميري كان من الشخصيات التي تعشق مصر‏,‏ وتؤمن بوحدة وادي النيل‏,‏ واذكر عندما التقيته ان قدم لي بعض المشغولات من العاج من الصناعة السودانية‏,‏ ما زلت احتفظ بها‏.‏ والملك حسين تعرفت عليه وعلي اسرته‏,‏ وهو اب حنون لاولاده ويشتهر بجهارة الصوت الذي لا يتناسب مع نحافته‏.‏ أما جاجارين أول رائد فضاء فاذكر انني المذيعة العربية الوحيدة التي اجرت حديثا معه فوق برج القاهرة‏.‏ وبرغم معرفته بالانجليزية فقد اصر علي اجراء الحديث بالروسية اعتزازا بها‏,‏ فاحضرنا مترجما‏.‏ واذكر انني سألته عن أثار خياطة في وجهه وقلت له‏:‏ هل هذا الجرح من الارض ام من السماء ؟فأجابني بان اخطار الارض احيانا تكون اكبر من اخطار السماء‏!‏
وسألته عن معرفته بالموسيقي العربية فقال انه لا يعرفها
فأسمعته اغنية‏:‏ عشانك يا قمر اطلع لك القمر واعطاني الاستاذ كامل الشناوي جنيها مكافأة علي اختيار الاغنية‏.‏ أما ذكرياتي مع ام كلثوم‏,‏ فأذكر انني كنت اقرب مذيعة لها‏,‏ واذكر انني اول مذيعة سجلت لها كلاما ليس غناء‏,‏ في مسابقة فوازير رمضان سجلت لها دقائق وسألت المستمعين‏:‏ صوت من هذا؟ فجاءت الاجابات انه صوت د‏.‏ سهير القلماوي‏.‏
د‏.‏ احمد زويل‏:‏ انا التي قدمته للشعب المصري عندما كان مقيما في لوس انجلوس ولم يكن يعرفه أي انسان في مصر‏,‏ وكنت اسجل له سنويا قبل حصوله علي نوبل ب‏14‏ عاما‏.‏ وانا التي توسطت له لشراء ارض له بجوار الهرم وقام اصدقائي ببناء بيت له هناك يعتبر نموذجا للبيت الفرعوني الجميل‏.‏
كاتبك المفضل ؟
يوسف ادريس واحسان عبد القدوس‏.‏
المطرب المفضل ؟
عبد الحليم حافظ‏.‏
اهلاوية ام زملكاوية ؟
كنت اشجع الزمالك وعندما كثرت المشاكل ابتعدت عن تشجيع الكرة نهائيا‏.‏
تحبي تسمعي ايه ؟
اغنية قلبي لكامل الشناوي وفيها يقول‏:‏
لست قلبي أنا إذن إنما أنت قلبها‏!‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.