أثار كتاب حوارات مع الدكتور عبد الوهاب المسيري .. مسيرة فكر ورؤية مفكر الذي تمت مناقشته ضمن فعاليات النشاط المهني للناشرين في معرض الكتاب كثيراً من الجدل .صدر الكتاب عن دار الفكر بسوريا و ضم معظم آراء الدكتور المسيري وتحليلاته وتعريفاته في كافة فروع المعرفة. الكتاب مقسم إلى أربعة أجزاء الجزء الأول الثقافة والمنهج الثاني العلمانية والحداثة والعولمة الثالث الهوية والحركية الإسلامية الرابع الصهيونية واليهودية .أدارت النقاش الإعلامية سوزان حرفي التي قامت بإعداد وتحرير هذا الكتاب مستخدمة صيغة السؤال والجواب التي تيسر للشباب عملية القراءة والاستيعاب علي عكس السرد المستمر.بداية اعتبر دكتور سيف الدين عبد الفتاح، أستاذ السياسة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن هناك نسباً حضارياً يجمع بين ابن خلدون والمسيري في اكتشافهما لعِظَم الإنسانية؛ فابن خلدون أكد أن الظلم مُؤذن لخراب العمران، بينما أضاف المسيري بعدها أن الظلم مؤذن بخراب الإنسانية، كما أشار لفكر المسيري في الإسلام فهو صاحب مصطلح الإسلام الإنساني؛ إذ كان يري عِظَم الإسلام في تقديره للإنسانية التي تتسامي فوق اختلافات العرقيات والدين واللون.من جانبها قالت سوزان حرفي أن المسيري كان يصور نظرتنا إلي الغرب في طرفة صغيرة فلسفية يحكيها لتلاميذه، وهي أن رجلاً فقيرًا لا يملك قوت يومه، ويريد أن يتزوج ابنة السلطان ويؤكد دائما أنه سيتزوجها، ولما سأله الناس قال أنا موافق وأمي موافقة وأبي موافق، يتبقي أن توافق هي، وأوضحت حرفي أن الرجل الفقير هو العرب الذي مازال يؤمن بهيبة الكيان الصهيوني والغربي، دون أن يحاول معرفته، أي أن هناك جهلاً منا وتغافلاً كبيرين. مؤكدة علي أن النموذج الإسلامي لدي المسيري لم يكن تجديدا، بل كان يؤمن بالتفسير الأعمق، وخلق نموذج حقيقي، لذا كان معجبا بالانتفاضة الفلسطينية التي تتعامل بما يتوافر لديها، فكان يحاول أن يخلق للإنسان اختيار ثالث من خلاله يقدر يبني ويصنع تنمية .وقال الدكتور احمد عبد الحليم عطية، أستاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعه القاهرة، إن كتاب المسيري يمثل نقداً للحياة الغربية والتصور الأخلاقي للعالم، ويسعي لخلق خطاب إسلامي جديد، مؤكداً علي أن الإسلام دين سمح وأن الاختلاف في الرأي حق.وأضاف أن الكتاب فكر موسوعي كبير، في السياسة والتاريخ والديانات، ويستطيع أي إنسان بثقافته وبساطته أن يتعامل مع الكتاب دون تعقيد. و العبارة التي كتبها المسيري في كتابه الانتفاضة وهي حقوق الطبع محفوظة للأمة دليل علي إيمانه برسالته الإنسانية.بينما قال الدكتور محمد هشام إن ما قدمه المسيري ليس بجديد ، ولكنه تناول المعلومات بشكل مختلف، فقام بتتبعها ووضعها في موضعها الصحيح ، ومنها المعلومات التي تتجاهلها الصهيونية.