صدر عن "المجلة العربية" السعودية كتاب "الموسوعات الفردية .. المسيري نموذجاً"، للكاتب د. علي إبراهيم النملة، والذي يقع في 126 صفحة من القطع المتوسط. وبحسب السيد نجم بجريدة "البيان" الإماراتية، يستهل مؤلف الكتاب محاور بحثه بتوضيح حقيقة أن الموسوعات أو دوائر المعارف، تعد من أهم أوعية المعلومات، في مقابل الكم الغث من المعلومات التي قد يتعامل معها الأفراد من خلال وسائل الإعلام، أو حتى بعض الكتب البسيطة. ويصدق الكاتب على جهد المفكر الراحل عبد الوهاب المسيري، في موسوعته "حول اليهودية والصهيونية"، والتي تمثل موسوعة فكرية، أكثر من كونها موسوعة علمية. عد المؤلف المسيري من أبرز المؤلفين العرب حول اليهودية والصهيونية، بعد أن أمضى ثلاثين عاماً في بحثه، وخرج على القارئ العربي بموسوعته التي بلغت ثمانية أجزاء عرض فيها تجربة الحداثة الغربية بشكل عام، والعلمانية بصورة أكثر عمومية، مع ظهور الرغبة في العودة إلى الأخلاق، في عصر تلاشى فيه اليقين وتزعزعت الأساسات. كما صدرت له عشرات الكتب والدراسات والمقالات عن الكيان الصهيوني في فلسطينالمحتلة، والحركة الصهيونية في العالم. ولا يغفل المؤلف أن يلفت إلى انه هناك مؤشرات تلمح إلى ملاحقة اليهود للراحل المسيري، وتركيزهم على مهاجمته، ومنها سرقة منزله في نيوجرسي بالولايات المتحدة الأميركية بالكامل.. ومنها تهديده بالرسائل التي ترسل إليه، وفيها تهديد بالقتل له.. كما أشاعوا بأنه سيسافر إلى الكيان الصهيوني! كما له، ومع غموض قضية المصطلح، مجموعة كبيرة من المعارك الفكرية ومنها مصطلح "العلمانية". ويبين النملة أن المسيري كان يرى أن العبقرية اليهودية هي أهم تلك الأوهام المتداولة لدى الصهاينة، ولعلها الهم الأول، لأنها شائعة وتروج لها الصهيونية. فلم يمارس اليهود أي دور في نشوء الحضارة الإنسانية القديمة، سواء المصرية أو الرومانية أو الإغريقية وأيضاً الإسلامية. وهذا رغم اشتهار بعض اليهود في نشاطات الحضارة الإسلامية في مجالات الطب والصيدلة والتجارة والربا. ومن الأوهام فكرة المؤامرة اليهودية الكبرى، ويرى أن هذا ضرب من التفكير الساذج. كما يرى المسيري كذلك، في دحضه لاتهامات وأقاويل أخرى، أن البروتوكولات(حكماء صهيون)، صياغة المخابرات الروسية القيصرية للنيل من التحركات التحريرية واليهودية معاً. ويرى أن كتاب البروتوكولات يحتوي على اقتباسات حرفية ومطولة من كتاب حوار في الجحيم بين ميكافيلي ومونتسكيو، أو السياسة في القرن التاسع عشر.