دلالات عديدة لجمعة القصاص يبرز من بينها مشاعر القلق التي تسيطر علي قطاع عريض من الشعب وخاصة من شاركوا في ثورة 25 يناير وهو قلق مبرر لا يمكن تجاهله وقد سبقه استخدام مفرط للقوة في ميدان التحرير مهما كانت اسبابه أو مبرراته وسبقه أيضاً مشاعر ارتباك من المحاكمات التي تجري لمتهمين بتخريب الوطن وقتل ابنائه يضاف إلي ذلك الخلاف الذي تشهده الساحة الآن بين مختلف القوي السياسية بشأن أولويات الأجندة الوطنية والتي من ابرز أمثلتها الخلاف بشأن الانتخابات أولاً أم الدستور لكن ثمة دلالة ايضاً لا يمكن تجاهلها وهو الشعار - جمعة القصاص - والتي غاب عنها الاخوان وهو شعار مأخوذ من قوله تعالي (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) وهو ما يضيف إلي شرعيته القانونية شرعية سماوية أيضاً ربما في لحظة كهذه يكون مطلوب منا جميعاً إدراك أن البذرة التي تتحول إلي شجرة تؤتي أُكلها من فورها لا وجود لها إلا في الجنة عندما يشتاق الزّراع من أهلها إلي الزراعة فيستأذنون الرب فيأذن لهم فينثرون الحبوب ثم يحصدونها من فورهم وتلك أرض الدار الأخرة أما في الدنيا فكل بذور يعوزها الماء والملاحظة والعناية لتصير شجراً له ثمر و هكذا الثورات لا تؤتي أُكلها من فورها بل يتبعها نضال قد يطول من أجل جني الثمار لكن ذلك لا يعني إهمال الثورة والدخول في نوبة نوم بل يعني المزيد من اليقظة حتي لا تنحرف الثورة عن مسارها وتتحقق مطالبها ...صحيح أن لكل ثورة محظوظها مثل إعلامي صنعته أحداثها أو نتائجها أو بائع متجول استرزق من أعلامها و استيكراتها أو ضابط شرطة نال إجازة بأجر ما كان يحلم بها ... لكن الأغلبية لا تحصد من فورها ثمر الثورة حتي من استشهد ومن أصيب فإن موسم حصادهم الدنيوي قد يتأخر والبعض قد يمل فيلعن الشجرة وقد يكفر بها وقد تموت فيندم حين لا ينفع الندم ..نحن بحاجة إلي مزيد من اليقظة ...مزيد من الرقابة ...مزيد من الصبر.