أختتم مركز المحروسة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالتعاون مع شبكة الديمقراطيين في العالم العربي ونقابة العاملين بالجامعة الأمريكية، برنامج بناء التحالفات والتشبيك بين منظمات المجتمع المدني الذي تم بمقر الجامعة الأمريكية بالقاهرة يومي 20 و21 أغسطس 2014، وذلك بحضور 52 مشاركًا من قيادات المجتمع المدني والنقابي والفرق الشبابية ممثلين عن 27 منظمة ونقابة لإكسابهم مهارات التشبيك والعمل الجماعي والمشترك لخدمة احتياجات المجتمع المصري خلال المرحلة المقبلة التي تشهدها البلاد. بدأت الفعاليات بافتتاح هاني إبراهيم رئيس مجلس إدارة مركز المحروسة، البرنامج التدريبي بتعريف عن دور وأهداف مركز المحروسة كتجربة بدأت في وقت قصير منذ مارس 2011 واستطاعت تحقيق قفزة نوعية في مجال بناء قدرات المنظمات والنشطاء ومجموعات العمال والنقابات المستقلة والمحامين وتثقيفهم وتمكينهم للدفاع عن الحقوق والحريات في المجال الاقتصادي والاجتماعي، واستطاع مركز المحروسة تغطية 15 محافظة في جمهورية مصر العربية، وكل ذلك النجاح كان من خلال العمل الجماعي بين الشركاء، ومن خلال عمل مركز المحروسة يتضح أن النقابات المصرية ومنظمات المجتمع المدني عملت لفترة طويلة كجزر منعزلة عن بعضها لبعض وبشكل فردي أدى إلى ضعف المجموعة ككل، ومن هنا جاءت أهمية توحيد الجهود والأفكار لخدمة المجتمع المصري من خلال العمل الجماعي، وهذا ما تمثله فكرة التشبيك كي تصبح منصة للتعلم ووسيلة للعمل المشترك بين الشركاء بين منظمات المجتمع المدني للارتقاء بالعمل الجماعي على المستويين الحقوقي والتنموي بين المنظمات وذلك هو الهدف من البرنامج التدريبي المنعقد بالشراكة مع شبكة الديمقراطين في العالم العربي. وفي هذا الإطار، صرح صهيب البرزنجي المدير التنفيذي لشبكة الديمقراطيين في العالم العربي، أن تجربة نجاح شبكة الديمقراطين نبعت من تكوينها من مجموعة من المجموعات والمبدعيين الاجتماعيين والمنظمات الحقوقية، والرقابية، والإنسانية، والتربوية، فالشبكة نشأت بالأساس لخلق فكر حراكي للمجتمع المدني من خلال العمل على نشر الإنجازات والمشاريع والنماذج الناجحة والبحوث والتقارير والأنشطة والفعاليات التي من شأنها خدمة المجتمع المدني في العالم العربي، كذلك فإن الغاية من وراء إنشاء الشبكات هو التفكير التعاوني بشكل جماعي والذي من شأنه أن يخلق فرص وموارد أكبر في تحقيق أنشطة حقيقية تعود بالفائدة على المجتمعات العربية. كما شدد فوزي جوليد مسئول البرامج والمشروعات بشبكة الديمقراطين في العالم العربي، على أهمية التشبيك وبناء الشبكات لأنها فرصة لتبادل الخبرات بين الجميع من خلال التفكير خارج الصندوق أي التفكير خارج الروتين والنمطية المجتمعية المحيطة بالإنسان في مجتمعه ليستفيد الشركاء من تجارب بعضهم البعض، كذلك أكد جوليد على أن محور اهتمام شبكة الديمقراطيين هو تبادل الخبراء والتجارب الناجحة لتنمية المجتمع العربي وتسويق دور وأنشطة منظمات المجتمع المدني لتستمر هذه المنظمات في نجاحها وتقدمها في المجتمع. وتأكيدًا على أهمية العمل الجماعي أكدت مريم سليمان، المدير العام لمركز المحروسة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، على أهمية العمل الجماعي واحترام الرأي الآخر من خلال إشراك الحاضرين في " 12مجموعة عمل" تقوم كل منهما على تعريف مفهوم العمل الجماعي والاتحادات والائتلافات والشبكات والتشبيك، وتوصلت جميع المجموعات في النهاية إلى أهمية التشبيك وعرض الأفكار بشكل جماعي لتحقيق الاستفادة بشكل أكبر وأعظم. وكانت من أهم التوصيات التي خرج بها المشاركون في الجلسة الختامية التي طرحها البرنامج التدريبي تحت عنوان " ماذا بعد ؟"، عقد وتنظيم العديد من اللقاءات الشهرية وتبادل بيانات للمشاركين للتعاون وتبادل الخبرات بين بعضهم البعض، العمل الجماعي على أرض الواقع وتحقيق التنمية والحفاظ على الحقوق، طباعة كتيبات للخدمات الحكومية التي تستطيع أن تقدمها منظمات المجتمع المدني المصري للاستفادة القصوى من موارد وإمكانيات جميع منظمات المجتمع المدني المشاركة. وكانت من أهم النجاحات والآثار الإيجابية التي شهدها البرنامج التدريبي المنعقد بالجامعة الأمريكية: توقيع بروتوكول التعاون بين مركز المحروسة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ونقابة العاملين بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، قيام مجموعة شباب شبرا حلم بكرة وجمعية النهوض بالخدمة الاجتماعية والمتحف الرقمي للنساء بالتشبيك أو بالتعاون فيما بينهم على تنفيذ مبادرة "لمة إنسانية" كنموذج للتشبيك وتبادل التعاون والخبرات. كما طالب الحاضرين بضرورة التواصل مع الاتحادات النقابية لتفعيل العمل الحركى، وأن يكون مركز المحروسة هو حلقة الوصل بين الجمعيات المختلفة باعتبارة مبادرًا بفكرة التشبيك.