أكد بيان حزب الجبهة اليوم بشأن استفتاء تقرير المصير لجنوب السودان إلي أن السودان الشقيق يمر بمرحلة حاسمة يواجه فيها أخطر محنة يتعرض لها وطناً وشعباً منذ أكثر من 50 عاماً وقد تشهد هذه المرحلة بداية تفكك السودان وإنفراط عقده بسبب سياسات نظام يعمل وكأنه يرفع شعار " يزول السودان ويبقى البشير " ولفت البيان الى إن سياسات القهر السياسي والتسلط الدموي باسم الشريعة الإسلامية التي يمارسها نظام البشير وسعيه إلى إقامة ما يسمى بالدولة الإسلامية النقية لم يسلم من اذاها مسلم أو مسيحي أو يهودي أو أهل أي معتقد أخر وطالب البيان إن ترفع كل القوى الديمقراطية السودانية شعار " يزول البشير ويبقى السودان " وأن بقاء السودان موحداً مستقراً هو ضرورة من ضرورات الاستقرار والأمن والسلام والتنمية لشعوبه وشعوب وادي النيل وشرق أفريقيا بل والقارة الإفريقية كلها والعالم. وأكد البيان أن خيار انفصال الجنوب في الاستفتاء الذي يجرى في 9 يناير الحالي هو الخيار الأقرب إلى الواقع بسبب عوامل عديدة على رأسها الظلم الذي تعرض له الجنوبيون على مدى أكثر من 30 عاماً وبسبب الحروب وما خلفته من ضحايا وخراب وأكد أن فشل القوى السياسية السودانية في إقامة نظام سياسي يحترم التعددية والتنوع والقانون وحقوق الإنسان والتداول السلمي للسلطة كان سبباً جوهرياً من أسباب انتشار الحروب داخل السودان وزيادة الميل إلى النزعة الانفصالية عن النظام الديكتاتوري الدموي الحاكم في الخرطوم . كما شدد البيان على أن حالة الفوضى والحروب الأهلية والتوتر بين الأعراق السودانية يمثل تهديداً مباشراً للأمن القومي المصري ومن هذا المنطلق فأننا فى حزب الجبهة الديمقراطية لا ننظر إلى استقرار السودان بوصفه واحداً من ضمانات الأمن المائي المصري واستمرار تدفق المياه من أعالي النيل إلى مصر فقط وإنما ننظر إلى أي خطر يهدد هذا الاستقرار على أنه تهديد لمصر ولشعبها في كل المجالات غير أننا ندرك في الوقت نفسه أن استمرار نظام البشير وسياساته يمثل نذير شؤم لنا وللسودانيين وللأفارقة جميعاً وندعو جميع القوى الديمقراطية في السودان إلى التكاتف من أجل وضع نهاية لهذا النظام وسياساته التي تقوم على القمع الدموي والمتاجرة بالدين سياسياً لغرض تثبيت ديكتاتوريته حتى لو أدى ذلك إلى تفتت السودان وانتهائه كدولة كما نعرفها الآن .