تامر حسني باحتفالية مجلس القبائل والعائلات المصرية    وزير الصناعة الإيطالي: نرحب بتقديم خبراتنا لمصر في تطوير الشركات المتوسطة والصغيرة    أسعار الذهب في ختام تعاملات الخميس 25 أبريل    غدًا.. قطع المياه عن نجع حمادي لمدة 12 ساعة    الأغذية العالمي: هناك حاجة لزيادة حجم المساعدات بغزة    بعد خسارة الرجال والسيدات بكأس الكؤوس.. يوم حزين لكرة اليد الأهلاوية    محافظ الإسكندرية يستقبل الملك أحمد فؤاد الثاني في ستاد الإسكندرية الرياضي الدولي    حملات مكثقة في أحياء الزيتون وحدائق القبة لإزالة الأشغالات    تكريم المخرجة هالة جلال بمهرجان الإسكندرية الدولي للفيلم القصير    سفير تركيا بالقاهرة يهنئ مصر بذكرى تحرير سيناء    عضو «مجلس الأهلي» ينتقد التوقيت الصيفي: «فين المنطق؟»    4 أبراج فلكية يحب مواليدها فصل الصيف.. «بينتظرونه بفارغ الصبر»    محمد الباز: يجب وضع ضوابط محددة لتغطية جنازات وأفراح المشاهير    خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف مكتوبة 26-4-2024 (نص كامل)    طريقة عمل الكبسة السعودي بالدجاج.. طريقة سهلة واقتصادية    حمادة أنور ل«المصري اليوم»: هذا ما ينقص الزمالك والأهلي في بطولات أفريقيا    التنمية المحلية تزف بشرى سارة لأصحاب طلبات التصالح على مخالفات البناء    الجيل: كلمة الرئيس السيسي طمأنت قلوب المصريين بمستقبل سيناء    «القاهرة الإخبارية»: دخول 38 مصابا من غزة إلى معبر رفح لتلقي العلاج    عبد العزيز مخيون عن صلاح السعدني بعد رحيله : «أخلاقه كانت نادرة الوجود»    رغم ضغوط الاتحاد الأوروبي.. اليونان لن ترسل أنظمة دفاع جوي إلى أوكرانيا    بيان مهم للقوات المسلحة المغربية بشأن مركب هجرة غير شرعية    مواطنون: التأمين الصحي حقق «طفرة».. الجراحات أسرع والخدمات فندقية    يقتل طفلًا كل دقيقتين.. «الصحة» تُحذر من مرض خطير    بعد تطبيق التوقيت الصيفي.. تعرف على مواقيت الصلاة غدًا في محافظات الجمهورية    بالفيديو.. ما الحكم الشرعي حول الأحلام؟.. خالد الجندي يجيب    عالم أزهري: حب الوطن من الإيمان.. والشهداء أحياء    لماذا حذرت المديريات التعليمية والمدارس من حيازة المحمول أثناء الامتحانات؟    انخفضت 126 ألف جنيه.. سعر أرخص سيارة تقدمها رينو في مصر    جوائزها 100ألف جنيه.. الأوقاف تطلق مسابقة بحثية علمية بالتعاون مع قضايا الدولة    قبل تطبيق التوقيت الصيفي، وزارة الصحة تنصح بتجنب شرب المنبهات    أنشيلوتي يعلن موعد عودة كورتوا من الإصابة    فيديو.. مسئول بالزراعة: نعمل حاليا على نطاق بحثي لزراعة البن    أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية بالاستفزازية    10 ليالي ل«المواجهة والتجوال».. تعرف على موعد ومكان العرض    هشام نصر يجتمع مع فريق اليد بالزمالك قبل صدام نصف نهائي كأس الكؤوس    6 نصائح لوقاية طفلك من حمو النيل.. أبرزها ارتداء ملابس قطنية فضفاضة    إدريس: منح مصر استضافة كأس العالم للأندية لليد والعظماء السبع أمر يدعو للفخر    بيان مشترك.. أمريكا و17 دولة تدعو حماس للإفراج عن جميع الرهائن مقابل وقف الحرب    هل تحتسب صلاة الجماعة لمن أدرك التشهد الأخير؟ اعرف آراء الفقهاء    مصادرة 569 كيلو لحوم ودواجن وأسماك مدخنة مجهولة المصدر بالغربية    تحرير 498 مخالفة مرورية لردع قائدي السيارات والمركبات بالغربية    النيابة العامة في الجيزة تحقق في اندلاع حريق داخل مصنع المسابك بالوراق    «الداخلية»: ضبط قضايا اتجار في النقد الأجنبي ب 42 مليون جنيه خلال 24 ساعة    محافظ كفر الشيخ يتابع أعمال تطوير منظومة الإنارة العامة في الرياض وبلطيم    مشايخ سيناء في عيد تحريرها: نقف خلف القيادة السياسية لحفظ أمن مصر    إصابة 3 أشخاص في انقلاب سيارة بأطفيح    الرئيس السيسي: خضنا حربا شرسة ضد الإرهاب وكفاح المصريين من أجل سيناء ملحمة بطولة    أبطال سيناء.. «صابحة الرفاعي» فدائية خدعت إسرائيل بقطعة قماش على صدر ابنها    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    التجهيزات النهائية لتشغيل 5 محطات جديدة في الخط الثالث للمترو    خبير في الشؤون الأمريكية: واشنطن غاضبة من تأييد طلاب الجامعات للقضية الفلسطينية    معلق بالسقف.. دفن جثة عامل عثر عليه مشنوقا داخل شقته بأوسيم    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    الاحتفال بأعياد تحرير سيناء.. نهضة في قطاع التعليم بجنوب سيناء    ملخص أخبار الرياضة اليوم.. إيقاف قيد الزمالك وبقاء تشافي مع برشلونة وحلم ليفربول يتبخر    الهلال الأحمر يوضح خطوات استقبال طائرات المساعدات لغزة - فيديو    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سلفية الألوان بين عبد الرحمن عبد الخالق ومحمد حسان!!
نشر في المراقب يوم 27 - 06 - 2012


مدخل
يمثل الشيخان: عبد الرحمن عبد الخالق، ومحمد حسان، نموذجا عاما وهاما للسلفية المعاصرة، وقد انتشرا إعلاميا وجماهيريا انتشارا جعلهما من الشخصيات العامة؛ التي يحق للكتاب والمفكرين تسليط الضوء الكاشف عليهما، وديننا الحنيف يبين لنا أنه من المقت الكبير أن يقول المؤمنون ما لا يفعلون، والمحسوبون على العلم والعلماء من أكبر المؤمنين خصوصية في هذا المجال؛ فهم المتعرضون أكثر من غيرهم للقول نصحا وإرشادا، وفي المجتمعات المتقدمة تحظى الشخصيات العامة بتتبع أنشطتها بنقد وتحليل أدق ما يصدر عنها، فعمومية الشخصية مسئولية؛ وبالتالي يجب على الشخصيات العامة عدم الانزلاق إلى مواطن الفتنة، أو السقوط في مستنقعات الفكر المتطرف؛ فهناك من يحب ويقتدي من الجماهير المتنوعة، وعلى قدر المسئولية؛ يكون النقد ويرتفع وصولا إلى الخصوصيات. وأحب أن أعلن أنه لولا سلوكهما الدعوي غير المرضي وتلونهما غير المقبول لمعظم الواقفين على حاليهما ومخالفتهما قواعد الرجولة الإيمانية منهجا وأخلاقا؛ ما دخلت في هذا الموضوع الشائك، والذي يفهمه بعض أتباعهم وكأنه خلافات شخصية، أو ما يسمى بشخصنة الخلاف.
فمن غير المقبول أن نراهما يوجهان سهام التكفير والتشريك والتبديع في نقدهما للشعب المصري المتدين المحب للسادة أهل البيت وأولياء الله الصالحين، والبحث عن أي سلوكيات خاطئة للمصريين؛ تبرر الاتهام في العقيدة، وفي الوقت نفسه لا يجرؤ أحدهما على نقد أي وضع مخالف لدي سادتهما وأولياء نعمتهما في الخليج عامة، أو للمنهج الوهابي خاصة، بل رأينا أنه بمجرد قولهما رأيا بخلاف ما عليه أولياء النعمة مما يخص مصر والمصريين، كحديثهما عن منهج الشيخ سيد قطب رحمه الله وتأييدهما للثورة المصرية ومشاركتهما الاحتفال بعيدها الأول قام أولياء النعمة بسبهما واتهامهما وفرض التوبة عليهما.
وأقول سادتهما وأولياء نعمتهما؛ بسبب طاعتهما لهم وتنازلهما عن صميم ما يؤمنان به؛ إرضاءً للسادة، قبل أن يكون إرضاءً لله عز وجل ودليلي: نقضهما التوبة غير النصوح بعد ذلك الإذلال المهين لهما بها.
ومن خلال اختلافي معهما بسبب ما سبق فإنني لن أكون أشد اتهاما لهما من أولياء النعمة، وإن كنت أرى أننا في مصر أولى بتقويمهما؛ لأن نقدهما موجه لمصر والمصريين كثيرا، كما أنهما من بني جلدتنا.
ويستطيع المرء من خلال رصد ممارستهما للفعل الدعوي، والمظهر العام أنهما محسوبان على سادتهما هناك، وأن ولاءهما الأكبر لهم؛ يظهر ذلك في لغة الخطاب والاتهام بلسانهم، والتزيي بزيهم شكل الزي خليجي شماخ وغترة وأهم شيء التحدث والكتابة بغزارة عن (التوحيد) وهو أمر أبسط مما يتحدثون ويكتبون؛ فما على المسلم إلا أن يقول لصحة إسلامه: لا إله إلا الله محمد رسول الله، وهذا النطق هو ما رضيه النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وقبله وقبل من قاله وصار قائله من المسلمين، ولا يجوز لأحد اتهامه بدليل: (هلَّا شققت عن قلبه) ولكن هذين وأشباههما يدينون لأولياء النعمة بتوحيد جديد هو بدعة يعتمد على التثليث: (توحيد الإلوهية، وتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات) الذي ما قال به أحد من السلف أهل القرون الثلاثة الأولى، وفرق كبير بين السلف الصالح والتسلف الطالح!.
فالشيخ عبد الرحمن، رضي أن يطلق عليه ويوضع بعد أو قبل اسمه الوصف الآتي: (مؤسس السلفية المعاصرة) كما أن الشيخ محمد حسان، صار أشبه ما يكون بالمتحدث الرسمي باسم جماعة علماء الدعوة والإصلاح، وهو أيضا نائب لرئيس جماعة أنصار السنة المحمدية، ورئيس مجلس إدارة فرعها في المنصورة، ولكل ما سبق رأيت أن اكتب في هذا الموضوع؛ منبها ومحذرا من آثار سقطات، وتلون هذين الشيخين متحريا الدقة قدر استطاعتي متمنيا الإصلاح والصلاح لهما ولجماهيرهما العريضة، و والله الذي لا إله إلا هو لا توجد علاقة حقد أو غل أو غش بيني وبينهما؛ فإني لا أعرفهما شخصيا ولم أقابلهما يوما ما، وقد قابلت من السادة العلماء من هم فوقهما علما وصلاحا، بل قابلت من يعدون أساتذتهما، وحاورت البعض واتفقنا واختلفنا دون رواسب نفسية لأن بعض أحباب الشيخين يتهموننا لاختلافنا الواضح مع فكرهما وطريقة دعوتهما نعم أكره أفعالهما وتصرفاتهما المتلونة التي سأروي نماذج منها إن شاء الله في ثنايا الكتاب، وكذلك من شابههما من سابقيهما وغيرهم؛ فالكراهية واللوم على ما يحصل منهم، وكما جاء في الأثر عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه : "هم إخواننا نكره أفعالهم، فإن تابوا عنها؛ فهم إخواننا) ولو تراجعا لم أقل تابا كما فرض عليهما سادتهما بصدق عن وصف قبور الصالحين بالأصنام والذي يحمل معنى ضمنيا وأحيانا صريحا بأننا نعبد تلك الأصنام ووصفهم حبنا للصالحين وقبورهم التي هي بفضل الله من رياض الجنة؛ لسعينا إليهم معتذرين ومقبلين الرؤوس، ففرق كبير بين الحب والعبادة، يا أشباه الخوارج!.
ثم ما لذي يجعلني أحقد أو أحمل غلا لهذين الشيخين، وإن من المعهود عني بين من يعرفونني بأن اختلافي وغضبي ومشاكلي مع الغير تزول بمجرد انتهائها، وأذهب للنوم ولله الحمد وليس في قلبي غلٌ أو غشٌ لأحدٍ من المسلمين، وهذا ليس تزكية لنفسي، وإنما هو واقعي الذي أعيشه، وأسوقه الآن؛ تحدثا بنعمة خالقي، واعترافا بفضل ربي؛ حتى لا يسيء البعض بنا الظنون؛ فالحمد والشكر لله رب العالمين.
عندما كتبت عن محمد حسان؛ سألني البعض: لماذا لم تقابله وتحاوره وتعرض عليه ما تراه من أخطائه؟ وكان جوابي: قد حاولت ولم أنشر ما كتبت إلا بعد أن أرسلته له على موقعه، وفي رسائل صفحته على الفيس بوك، كما أرسلته إلى قناته عن طريق بريدها.
وخلافي مع السلفية الجدد وهو أحد ممثليها الكبار معروف، ولقد قابلت ألطفهم عندي الدكتور محمود شعبان، واتفقنا على اللقاء للحوار معه ومن خلاله فتح نقاش موسع مع التيار السلفي وأهم مآخذي ومآخذ الغير؛ فوافقني وأعطاني تليفونه للتواصل وتحديد الموعد، وعند استئذاننا من بعضنا والسلام وضعت في يده ورقة فيها المحاور التي يمكن أن نختلف أو نتناقش حولها وفيها رقم تليفوني وانتظرت أن يتصل بي، ولم يحدث؛ فحاولت الاتصال به أكثر من مرة، بل مرات، ولم أجد ردا، وقلت ربما لم تعجبه نقاط الحوار التي في الورقة، وكنت أتمنى أن يبين لي أسباب الرفض بعد العهد والاتفاق بيننا!.
ومن جهتي أقول: من أنكر أو استبعد شيئا موجودا في هذا الكتاب؛ فليطالبنا بالدليل، وأدلتنا جاهزة والحمد لله، ومن أراد الرد؛ فهذا حقه ونحن طوعه، ومستعد لنشر رده في كتاب لي كما ورد منه مع حقي في التعليق، ولنعلم أن الحقيقة سافرة، ولكن العمى يحجبها، والغشاوة تشوهها.
تعريف السلفية
السلفية في اللغة: اسم نسبة إلى من اتصفوا بصفات السلف، والسلف كل ماضٍ سابق، وما بعده خلف؛ ولذلك جاء الدعاء المتداول: "جعلك الله خير خلفٍ لخير سلف". فالمرء سلف لولده، والولد خلف لأبيه.
وفي الاصطلاح: هم التابعون لسيد الخلق وأصحابه من أهل القرون الأولى.
وهم المعنيون بالحديث الشريف الوارد في الصحيحين: "خيرُ الناسِ قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، فلا أدري في الثالثة أو في الرابعة قال: ثم يَتَخَلَّفُ من بَعْدِهِم خَلًفٌ تَسْبِقُ شهادةُ أحدهم يمينَه ويمينُه شهادتَه".
ومن هذا نعلم أن السلفية تضم كبار شيوخ الإسلام الذين ورثوا علم النبي وأهل بيته الكرام صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم كما ورثوا علم الصحابة والتابعين وتابع التابعين كأئمة الفقه الإسلامي التسعة، وأشهرهم الأئمة الأربعة الذين يقدح فيهم ويطعن في علمهم وعقيدتهم رواد السلفية المعاصرة، ويتعصبون لأئمة لم يدركوا تلك القرون الأولى المباركة: كالشيخ ابن تيمية وابن القيم، والبربهاري في القديم، وحديثا: محمد بن عبد الوهاب، وابن باز، وابن عيثمين، وابن جبرين، واللحيدان، والفوزان، وفي مصر: محمد حامد الفقي مؤسس أنصار السنة محمد عبد المجيد الشافعي، وعبد الرحمن الوكيل، وعبد الرازق العفيفي، والهراس، ومحمد صفوت نور الدين وهو شيخ محمد حسان وموصلة ومعرفه بابن باز والمراكبي، وبداية من الفقي، إلى المراكبي وحسان كل هؤلاء يرتبطون ارتباطا وثيقا بعلماء الوهابية التكفيريين، ومعظمهم عملوا هناك في المملكة السعودية ومنهم من وصل إلى عضوية لجنة الإفتاء والبحوث والدعوة والإرشاد، هناك.
إنهم يتعنصرون لهؤلاء العلماء بغيرهم، ويشككون، بل ويسبون أحيانا سواهم من أئمة ديننا، وليس ببعيد ما رواه العلامة الشيخ محمد الغزالي عن مؤسس أنصار السنة الشيخ محمد حامد الفقي أنه قال صراحة بكفر الإمام أبي حنيفة.
وأقولها لوجه الله: إن هؤلاء: (السلفية الجدد) لا يمثلون السلفية المعروفة في أذهان المؤمنين (التي هي خير القرون) الناصعة المشرقة بنور الإيمان، والتي هي دعوةٌ إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، لا تعتمد على تكفير وتشريك وتبديع أهل لا إله إلا الله محمد رسول الله.
إن محاولة السلفية الجدد القفز على الزمان الجميل، ووصف أنفسهم بالسلفيين، وإلحاق أنفسهم وحدهم بالسلفية في خير القرون الأولى؛ وصف يجافي الحقيقة ويخالف الواقع الصحيح للسلفية الأولى الطيبة المباركة، وتصرفات السلفية الجدد وبالأخص عبد الرحمن وحسان؛ يجعلنا نصنفهم باطمئنان ضمن الجزء الثاني من حديث خير القرون: "خيرُ الناسِ قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ، فلا أدري في الثالثة أو في الرابعة قال: ثم يَتَخَلَّفُ من بَعْدِهِم خَلًفٌ تَسْبِقُ شهادةُ أحدهم يمينَه ويمينُه شهادتَه". فإنه من الواضح أنهم ليسوا خير القرون، ومن الواضح والفاضح أن الكثيرين منهم يحلفون وهم كاذبون، بل يحلفون بالله كثيرا على كفر أو شرك فلان أو المجتمع الفلاني، بل طال حلفهم الكاذب وأيمانهم الفاجرة أئمة الإسلام وشيوخه! وتلك معجزة من معجزات الحبيب صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في الإخبار عن حالهم؛ فالحلف أن فلان كذا جمع بين اليمين ووصفه بالكفر أو الشرك هو نوع من الشهادة، بل أخطر الشهادت صدقت يا سيدي يا رسول الله؛ فكم رأينا وسمعنا وقرأنا لبعضهم، مثل هذه اليمين والشهادة: (والله الذي لا إله إلا هو ما فعلت كذا وشهادتي كذا، وقولهم: إن الصوفية يعبدون البدوي، ثم يقسم على ذلك، بل شهد عبد الرحمن شهادة زور بأن السيد البدوي لم يصل لله ركعة! وكم أشهدوا الله على ما في قلوبهم، ثم أ ليس البحث في سرائر الناس وشق قلوبهم لاتهامهم في عقائدهم والحلف على ذلك كثيرا هو من سبق الشهادة لليمين، أو اليمين للشهادة؛ ولهم حرية التقديم والتأخير، والله كاشف زيف ما يحلفون ويشهدون والله أعلم بالسرائر.
حلف محمد حسان بأنه ما ذهب للقذافي وعائشة ابنته إلا داعيا ، وكتب عن أحد الصحفيين بأنه تأكد من مصادره أنه حصل على مائة ألف دولار من عائشة القذافي
قال محمد حسان إنه لم يفتِ بتحطيم الأصنام (الآثار) في التوك شو، وأحضر له المتابعون فتواه بطمسها من على قناته!
حلف ممجدا مبارك والقذافي وعائشة، ثم ناقض قوله ووصفهم بالطغاة؛ مما جعل فضيحته على لسان سيف الإسلام القذافي وخاطبه ومن معه بأنهم كانوا يلحسون أحذية القذافي وآل القذافي!.
لماذا عبد الرحمن، وحسان؟
إن ما بين هذين الشيخين من تشابه أمرٌ عجيب بحق، وأخطر ما في العجب أنهما قد تعرضا للذل والهوان بالتوبة للبشر، أو بأمر من البشر، أو خوفا من البشر، المهم أنها لم تكن توبة نصوحا نابعة منهما بالأصالة؛ بدليل النقض والتحرر منها بعد حين، وقد تم نشر توبتيهما في المنتديات والكتب وأشرطة التسجيل واليوتوبات، كما تم كذلك نشر التشكيك في توبتيهما؛ بسبب نقضهما التوبة وتمردهما الاضطراري للحصول على غنيمة المؤقت على منهج شيوخهما: ابن باز، وابن عيثمين، وابن جبرين، كما لا ننسى تدخل الفوزان، والريس، وغيرهم.
إن الجوامع المشتركة بينهما كثيرة، ومن أهمها أمران، الأول: التبعية للمنهج الوهابي للحصول على تزكيات العلماء هناك؛ لفتح أبواب الرزق والثراء، والثاني: محاربة الصوفية عامة، وسيدي أحمد البدوي، خاصةً واتهامه بالجاسوسية الفاطمية، كما أنهما يصفانه بأنه صنم يُعبد من دون الله عز وجل وعبد الرحمن عبد الخالق يدندن كثيرا في لقاءاته ومناظراته عن الصوفية بأن السيد البدوي لم يركع لله ركعة، ويكتب ويقول ذلك للكويتيين الذين لم يزوروا السيد البدوي، بل إنه في مناظرته للسيد يوسف الرفاعي ذكر ذلك؛ مما دفع السيد يوسف أن يقول له: "السيد عندكم في مصر". وقد رد عليه أحد الكتاب في جريدة الوطن الكويتية بعنوان: (عذرا سيدي أحمد البدوي) ذكر فيه مجموعة من مناقب السيد البدوي، كما أن محمد حسان ذكر أنه ذهب إلى ساحة السيد البدوي متخفيا وقابل امرأة ممن يعبدن السيد، ولا أدري في أي زي كان متخفيا عندما قابل تلك المرأة!.
أ ليس عيبا عليهما وسوء أدب وخُلُقٍ منهما أن يتهما المصريين من أحباب أهل البيت بأنهم قبوريون جريا على سنة سادتهما ووصفهما من نعتقد أنه ولي من أولياء الله الصالحين بأنه صنم؟!.
هل سيدي أحمد البدوي المعلم المربي المجاهد الفارس الملثم سليل بيت النبوة صنم بحق، والذي زاره ويزوره سادة وأئمة في العلم والفقه والرأي، وقد ضريت مثالين فقط لما حدث من كرامات وتحدث به إمامان عظيمان: الإمام الأكبر الدكتور عبد الحليم محمود، شيخ الأزهر الأسبق، ومولانا العلامة إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي، فهل كذب علينا هذان الإمامان المُقتدى بهما، وهل زارا صنما، كما يقول عبد الرحمن عبد الخالق ومحمد حسان ويقول سادتهما؟!.
ألا يعلم هذان الببغاوان أن معني القبورية عند سادتهم هي عبادة القبور، ومعنى أن سيدنا البدوي صنم، أي أن المصريين يعبدونه من دون الله؟!.
وإليكم الدليل على التبعية العمياء والولاء العقدي، أو البترودولاري التكفيري المتطرف، وقد أوردته في كتابي: (حب السادة أهل البيت بين التشيع والتصوف والتطرف) منذ سنوات، وإليكم النص بعنوانه:
تكفير البلاد والعباد، وإنكار التكفير
حدثني أحد الزملاء العاملين في المملكة العربية السعودية وكان متأثراً شيئا ما بهذا الفكر المتطرف حدثني عن كتاب اسمه (دمعة على التوحيد) وما فيه من اتهامات لزوار أضرحة السادة أهل البيت، والصالحين من عباد الله، ووصفهم للزوار بأنهم: قبوريون (أي: يعبدون تلك القبور التي يزورونها) وغير ذلك من الاتهامات التي يشقون بها عن القلوب، ويبحثون عن السرائر؛ فطلبت من الزميل إحضاره معه بعد سفره والعودة بسلامة الله.. وأحضر الزميل الكتاب بطريقة ما.
ومن خلال قراءتي رأيت عجباً!! فقلت وأقول: إن كتابات ومحاضرات متطرفي الوهابية مليئة بتكفير، وتشريك، وتبديع المسلمين، ولم يكتفوا بتكفير الأفراد والفئات المختلفة، إنما ذهبوا إلى أبعد من ذلك؛ حيث امتدت شظايا تكفيرهم لتشمل الدول كذلك، ومن أغرب ما قرأت لهم أنهم يقولون بعدم تكفير المسلمين، وكذلك قولهم بأنهم لا يُكَفِّرون معيناً، وللأسف فإن كتبهم طافحة بتكفير المسلمين بلاداً وعباداً، معينا وغير معينٍ، وإليكم بعض نصوصهم التكفيرية؛ ففي سلسلة (كتاب المنتدى الإسلامي) عدد1419ه، فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر صدر كتاب(المنتدى الإسلامي) عنوانه: (دمعة على التوحيد.. حقيقة القبورية وآثارها في واقع الأمة) وفي الصفحة الخامسة والخمسين، وتحت عنوان(من لهذه الوثنية المتعددة) كتب الشيخ: إسماعيل بن سعد بن عتيق ما يلي: "كتب الله لي أن ازور كثيراً من عواصم العالم الإسلامي، ورأيت في كل صقع من أصقاعه من يتهافت على تلك الأوثان: حباً وتعظيما وخشية وإنابة وتضرعاً وافتقاراً، ولا حرج في التمثيل وذكر بعض الأمثلة لتلك الدول التي تبنت الإسلام شعاراً لا عقيدة. ومع الأسف فهي محسوبة على الإسلام!! والله المستعان.
وأترك أسماء المدن لفطنة القارئ؛ ليستنتج مواقع هذه الأوثان ومواطنها.
1 قبر مزعوم للحسين يحج له الناس، ويتقربون إليه بالنذر والقربات، وتجاوزوا ذلك إلى الطواف به، والاستشفاء، وطلب قضاء الحاجات عند الملمات.
2 السيد البدوي له مواسم في السنة أشبه بالحج الأكبر، يقصده الناس من خارج البلاد وداخلها، سنة وشيعة ..
وهذان نموذجان في دولة واحدة من أقدم الدول العربية والإسلامية في التعليم النظامي، وفيها أكبر مؤسسة تعليمية نظامية منذ القرن الثالث الهجري، والتي كان لدعاتها وعلمائها الأثر الطيب في نشر الإسلام والدعوة إليه، ولكن كما قيل:
كالعيس في البيداء يقتلها الظما = والماء فوق ظهورها محمول".
انتهى كلام الشيخ ابن عتيق عن مصر طبعاً، والتي ذكر فيها سيدنا الإمام الحسين وسيدنا أحمد البدوي رضي الله عنهما وهذا الأمر لا يحتاج إلى الفطنة التي تركها للقارئ، وكلام ابن عتيق هنا موجز إلا أنه يحمل الكثير من معالم التكفير، ولولا محاولة إظهار حقيقة المتطرفين، وبيان مدى نظرتهم إلى المجتمع؛ ما حللنا هذا الكلام الذي لا يصدر إلا عن زيغٍ، وجهل، ولو كان هذا الكاتب الداعية الوهابي يحمل أدب الإسلام في صدره؛ ما صدر عنه مثل هذا التكفير للبلاد والعباد، ومعلوم لصغار طلاب العلم أن ألف باء الدعوة تكون بالحكمة والموعظة الحسنة، كما أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يكونان بمنكر أفظع؛ يتمثل في تكفير البلاد والعباد، يا شيخ إسماعيل بن عتيق.
ومن النظر في عنوان الكتاب؛ نجد ما يفيد البكاء على التوحيد الذي أصيب أو مات كما يزعم العنوان غير الموفق للكتاب، كما يوحي كذلك بأن المتطرفين الوهابيين هم من يبكي على التوحيد؛ خوفاً وحزناً، كما أن عنوان مقال ابن عتيق الذي اختاره (من لهذه الوثنية المتعددة)؟ يوحي بالتكفير حيث (الوثنية المتعددة والوثنية) نسبة للوثن (الصنم) ويوحي كذلك بأن الزائرين يتقربون بعبادة تلك الأوثان، والدليل من كلام ابن عتيق على عبادة هذه الأوثان؛ إطلاقه بعض الألفاظ التي لا تليق ولا تكون إلا لله عز وجل حيث قال: "من يتهافت على تلك الأوثان: حباً وتعظيما وخشية وإنابة وتضرعاً وافتقاراً" وربما قال بعض المدافعين عن الوهابية أمثال ابن عتيق وابن منيع وغيرهم، ربما قالوا هذا ليس تكفير ا وهم دائما يتشدقون بأنهم لا يُكَفِّرون أحداً؛ نقول لهم: إذن ما معنى أن يقول شيخكم هذا عن دولة مثل مصر وغيرها: " ولا حرج في التمثيل وذكر بعض الأمثلة لتلك الدول التي تبنت الإسلام شعاراً لا عقيدة. ومع الأسف فهي محسوبة على الإسلام!!" أليس هذا الكلام تكفيراً صريحاً لمصر، ووصفها بأنها: "تبنت الإسلام شعاراً لا عقيدة" ، والشعار هنا مخالف للعقيدة حيث أثبت الإسلام شعاراً ونفاه عقيدة، وكأنه شق عن القلوب، ورأى الكفر فيها ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ثم ما معنى قوله، وتعجبه: "ومع الأسف فهي محسوبة على الإسلام!!". وهل يريد ابن عتيق ألا تحسب مصر على الإسلام؟!! ولننظر إلى اعترافه في نهاية نصيب مصر من التكفير بأن مصر: "من أقدم الدول العربية والإسلامية في التعليم النظامي، وفيها أكبر مؤسسة تعليمية نظامية منذ القرن الثالث الهجري، والتي كان لدعاتها وعلمائها الأثر الطيب في نشر الإسلام والدعوة إليه" أ ليس في هذا تناقض منه؟ أم أن مصر كانت كذلك قديماً، وزال عنها هذا حديثاً؟!.
إن أمثال هذا الشيخ هم من دعاة الفتنة والتفريق بين أهل الإسلام، ولا أدري كيف سمحت دولة شقيقة مثل المملكة العربية السعودية بطباعة مثل تلك الكتب المُكَفِّرة للعباد والبلاد؟!! ومن العجب كذلك أن يدخل هذا الكتاب فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية!! وأن يكون ضمن سلسلة (المنتدى الإسلامي) جمعاً ونقلاً عن ثلاثة أعدادٍ من مجلة (البيان) كما جاء في المقدمة. فكلام ابن عتيق بهذا قد اتخذ وسيلتين أو أكثر من وسائل النشر الرسمية في المملكة هما: مجلة (البيان) التي نقل عنها هذه المقالات المتطرفة في التكفير، ثم هذا الكتاب الأشد تطرفاً في عنوانه ومضمونه: (دمعة على التوحيد).
والسؤال: هل يستطيع عبد الرحمن وحسان أن ينتقدا هذا الكلام الوارد عن أولياء النعمة، أم تشابهت قلوبهما، وتكاتفت تصرفاتهما مع سادتهما؛ لتكفرينا بلادا وعبادا؟!
وهذا التشابه يذكرنا بما فعله محمد حسان وزمرته عندما حضر عبد الرحمن عبد الخالق إلى مصر بعد غياب أكثر من ثلاثين عاما صار خلالها شيخاً لسلفية الكويت، وجمعية إحياء التراث الكويتية، وحصل على الجنسية الكويتية مؤخرا، ودخل مصر على أنه كويتي فقد احتفلوا به احتفال الفاتحين، واستقبله المشايخ: محمد عبد المقصود، محمد حسان، أبو إسحق الحويني في المطار استقبال المانحين؛ لدرجة أن الشيخ الحويني كان مستقبلا له على كرسي متحرك!.
لقد استقبلته قناة حسان (الرحمة) وقناة الناس، وكانت تجتمع من أجله هيئة كبار علمائهم، وقد شاهدناهم يثني بعضهم على بعض، وعندما تطرق بهم الحديث عن ثورة 25يناير في ذكرى عامها الأول؛ رأينا الشيخ عبد الرحمن في حضور الشيخ محمد عبد المقصود والشيخ محمد حسان يجيز الاحتفال بها؛ لأنها من أيام الله، بينما في مذهبهم أنه لا يجوز الاحتفال بذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ولكنها المجاملات الرخيصة والتسلق على الثورة، والسؤال: متى كنتم تجيزون الثورة، أو الخروج على الحكام، يا عارا على السلفية والإسلام؟! وتصريحاتكم قبل الثورة وفي بدايتها محفوظة للخواص والعوام، ولا يمكنكم أن تقولوا بأن تحريمكم للثورة والخروج كان في المنام، أو عالم الأحلام؛ فأقوالكم وفتاواكم وتصريحاتكم مسجلة عليكم!!!.
من حرب الله لهما
ومن حرب الله لهما ونصره لأوليائه؛ ما حدث للشيخين من فضح لهما على أيدي بني جلدتهما المدعين للسلفية مثلهما حيث رأينا من يصف الشيخ عبد الرحمن بأنه حزبي قطبي مبتدع ناكر لجميل أساتذته عليه.
وقرأنا لمن وصف الشيخ محمد حسان بأنه من الخوارج القطبيين السروريين المتلونين الكاذبين المنافقين الذين يقسمون بالله كذبا، وسترون ذلك من خلال النصوص لعناصر سلفية مهمة، وصدق الله فيما رواه عنه حبيبه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم "من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب...".
نعم إنه تشابه قبيح بين الشيخين، وإن كنت أرى من خلال متابعتي لهما أن الشيخ عبد الرحمن أكثر تطرفا، بينما الشيخ محمد أكثر تلونا، مع فارق السن بينهما؛ فالأول قد تجاوز السبعين، والآخر قد دخل في الخمسين.
إنهما متطرفان متلونان، ولكن هناك فروق فردية بينهما، هذا أكثر في جانب، بينما الثاني أكثر في الجانب الآخر، وسأثبت ذلك من خلال تصرفاتهما الدعوية التي لا يقبلها مسلم؛ فضلا عن حمله لقب (شيخ).
فإن غضب كثرة من المخدوعين في بعض رموز التيار السلفي هو أكثر ما يحزن الباحث المحب لدينه، ويشعره بالقلق على هؤلاء الطيبين الذين قبلوا أن يكونوا محبين مؤيدين لمثل هؤلاء المتلونين كما وصفهم أساتذتهم وأولياء نعمتهم وبعض زملائهم وانساقوا وراءهم بعاطفة نبيلة؛ جعلتهم يرونهم علماء وقادة، بل إن بعض الطيبين يرون أنهم أهم علماء العصر.
تلك الصورة الخادعة التي يبثها هؤلاء المتعالمين المتسلفين الذين ضخمتهم أموال النفط وجعلت لهم قنوات فضائية يخاطبون عن طريقها عواطف الناس في غير أمانة علمية، أو رؤية واضحة لشمولية الإسلام التي تجعل المسلمين تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم هي أسوأ صور الرياء والنفاق العملي.
إن هؤلاء المفتونين الفاتنين يريدون تقسيم المسلمين إلى فرق وطوائف ويظهرون من خلالها أنفسهم وداعميهم أنهم هم وحدهم أهل السنة والجماعة، ونسوا أو تناسوا أن أكثر من تسعين في المائة من المسلمين على غير ما هم عليه.
إنهم يشككون في عقيدة أهل السنة من الأشاعرة الذين هم جمهور المسلمين، ويكتبون في كفرهم وضلالهم وضلال كل من يندرج تحتهم من صوفية وغيرهم، ووصل الفجور بإمامهم الأكبر في مصر الشيخ محمد حامد الفقي، مؤسس جماعة أنصار السنة أن يعلن كفر الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه الذي هو عالم ركن في ديننا وقد تواتر لدى العلماء تلقيبه بالإمام الأعظم، وكأنهم يقولون للعالَم من المسلمين وأعدائهم: إن أعظم إمام للمسلمين كافرٌ؛ فيا لَكفر من يندرج تحت إمامته! وكذلك يوحون لأوليائهم وسادتهم الوهابيين بأننا على منهجكم التكفيري سائرون وفي غيكم سادرون، وتكفيرهم للسواد الأعظم من المسلمين ولأحد أهم أئمة المسلمين؛ هو موطن من مواطن تطابق منهجهم الفكري التكفيري الخبيث مع مناهج وأفكار المحاربين للإسلام؛ مما دفع أسد الإسلام الشيخ محمد الغزالي رحمه الله إلى الرد عليهم في عقر دارهم بمحاضرة عنوانها: (أبو حنيفة الكافر)!.
إن مؤسس التطرف الوهابي المصري ذهب ليرفع صوته في الحرم: (كفرت بالحسين) مخاطبا الحضور مجاملة لسادته الوهابية، وكأن الفقي يقول لذوي التوحيد التمويلي: إني لكم تبع على توحيدكم، وإن المصريين يعبدون الحسين؛ وهذا يستوجب أن أكفر به بين أيديكم هنا في المملكة، وأقول إنه يقصد العبادة (عبادة الحسين) كما قال سيده ابن عبد الوهاب، وما عليه المنهج هناك، وإلا فمن كفر بالحسين؛ فقد كفر بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وكفر بالله عز وجل الذي أنعم على سيدنا الحسين وجعله سيدا لشباب أهل الجنة سلام الله عليه ورضي الله عنه وهذا فيه تكفير صريح للمصريين؛ لأنهم يعبدون الحسين من دون الله؛ فنعم الكافر بالحسين عندهم، المؤمن بوهابيتهم المكفِّرة لغيرهم!.
إن الأزهر الشريف الذي هو قبلة المسلمين العلمية منهجه في العقيدة أشعري، وكم حارب هؤلاء الأزهر واتهموا علماءه، والآن يحاولون الرجوع للأزهر بهدف ماكر خبيث حذرت منه وأرسلت للإمام الأكبر في ذلك، وقلت: (إنهم يريدون أن يكون لهم عضو أو أكثر في مجمع البحوث الإسلامية (هيئة كبار العلماء سابقا) ليضفوا على فتاواهم وكتاباتهم وقنواتهم شرعية الأزهر، بعد أن نبذهم كثرة من المؤمنين غير المخدوعين، فهل صار الأزهر الآن حلالا، بعد أن كان حراما، والله كنت أسمع السخرية منهم بوصف من يحاورهم من العلماء بأنه (أزهري) أي عقيدته زائغة، أو تابع للحكومة، ولم ينظروا إلى أنفسهم واعترافات بعضهم عليهم بأنهم كانوا عملاء لأمن الدولة! وقد كتب البعض عنهم: (عملاء لا علماء) ولله في خلقه شئون!.
لقد زاد طلبهم وتمسحوا في الأزهر أكثر عندما رد عليهم العلماء الأجلاء الذين لم يتحصلوا على جزء من نجوميتهم ردوا عليهم وأظهروا خيبتهم وخيبة منهجهم ومشربهم الوهابي التكفيري، كما جاء وزير أوقاف المملكة السعودية الشيخ صالح آل الشيخ؛ زائرا للأزهر، وصرح بأن الأزهر قبلة أهل السنة؛ وهكذا إذا قال سادتهم؛ اتبعوهم، وترجموا قولهم إلى أفعال، ولو لم يؤمنوا بها.
إن هذه التفرقة بمثل هذه الاتهامات والأفكار تحدث تطابقا مع ما يهدف إليه أعداء الإسلام، وهذا ما يقر أعين الأعداء؛ لوجود اتفاق ضمني بينهم وبين هؤلاء، بل إن البعض كتب عن وجود اتفاق فعلي واستدل بمذكرات مستر همفر البريطاني، والحاج فيليب، وهذا لا نميل إليه، وإنما نرى التوافق، لا الاتفاق، وهذا يكفي العدو ويحقق غايته بأيدٍ إسلامية.
إن احتكارهم لمنهج أهل السنة والجماعة، وادعاءهم بأنهم حنابلة أكذوبة كبرى شهد بهذا معظم أعلام وعلماء الإسلام، كشيخ الأزهر الأسبق الإمام الظواهري الذي كتب عنهم: (يهودا لا حنابلة) والإمام الفقيه ابن عابدين (أبو حنيفة الصغير) الذي وسمهم بالخوارج، وكالشيخ أحمد الدردير (مالك الصغير) والشيخ المفسر الصاوي، والعلامة الكوثري والعلامة الدجوي، والشيخ أبو زهرة، والإمام الجعفري الإمام الشعراوي، والشيخ محمد الغزالي، والشيخ القرضاوي، والسيد محمد علوي المالكي، والسيد يوسف الرفاعي، وشيخ الأزهر الحالي الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، كل هؤلاء العلماء طعنوا في الدعوة الوهابية، ومنهم من وصفهم بالضلال، ومنهم من أدرجهم تحت الفرق الضالة، وليس أهل السنة والجماعة كما يصفون هم أنفسهم ويصفهم أتباعهم هنا في مصر.
ناقشني كثرة من الأحباب حول ما أثيره عن قناتي الناس والرحمة وبعض القنوات المساعدة، وعن شيوخ تلك القنوات، وبادرني أحد محبيهم قائلا كلاما معناه: "أؤمن بصدقك وصدق شفافيتك وقد لاحظت كثيرا صدق توقعاتك، وصواب رأيك في الكثير من الأشخاص والقضايا التي طلبت رأيك فيها، إلا أنني أختلف معك في نظرتك لأشخاص وأنصار الدعوة السلفية؛ فإن تلك القنوات وهؤلاء الأشخاص لهم جماهير كبيرة ومنتشرة". فسألته: أستحلفك بالله أن تجيبني بأمانة، وعرضت عليه الأسئلة الآتية بيني وبينه، وأمام أكثر من جمع للأحباب في صورة سؤال واحد، وقد تنوعت الأسئلة وزادت أو قلت طبقا للحوار وتعدده وتعدد الجمع؛ فقلت: هل شعرت في يوم أني أحقد على أحد، أو أكره أحدا من خلق الله، هل تشك بأن قلبي يحمل سوادا، هل كرهت الخير لأحد قال، هل رأيتني مقصرا نحو قضايا ديني، أو رأيتني لا أعترف بأخطائي، هل رأيتني متلونا أو مداهنا، أو منافقا؟ فأجاب على كل ما سبق بالنفي، وقال الكل يشعر بسلامة قلبك ويثق فيك؛ فقلت له: هذا من فضل الله تعالى على عبده المسكين، وقد ذكرته والحاضرين بمقولتي التي قلتها منذ حوالي عشرين عاما، ودائما أرددها، وهي: "والله لو سجدت لله طيلة حياتي؛ ما وفيت شكر نعمة واحدة من نعمه عليَّ، ألا وهي: سلامة القلب". كما أن الله رزقني حب الناس لي، وهي من أهم النعم التي أعجز عن شكرها، بل إن أحد الذين يختلفون معي حول هؤلاء القوم أقسم لي أكثر من مرة أنه حاول حقيقة أن يكرهني ولم يستطع، وهذا ما يشهد به لي معظم من عرفت من الناس؛ فالحمد والشكر لله رب العالمين.
قلت لأخينا ليس حب الجمهور لهم، وكثرة الأتباع والنجومية الإعلامية هي مقاييس العلم، أو حب الله لهم كما يتحدث البعض فمقابل هؤلاء كثرة من العلماء والمثقفين يكرهون وجود هؤلاء ويكرهون أحاديثهم وتلونهم وتقلبهم في كهف المادة وحب الظهور ذات اليمين وذات الشمال، كما قلت: إنك لن تجد من جمهورهم، إلا أقل من ربع مثقف، ولو كان حاصلا على أعلى المؤهلات، أو معتقدا أنه يفهم، أما ربع المثقف ومن فوقه فإنهم لا يطيقون سماعهم؛ لكثرة أغلاطهم وخلطهم وعدم وجود مادة فكرية لديهم، أو إمداد إلهامي وروحي، وما أكثر البسطاء المخدوعين فيهم المحبين لهم بحسن نية، وعاطفة دينية طيبة!.
وقلت لقريبي هذا وأشهدت الناس على الآتي: (إنك خطيب يد يعني مبتدئ يدور باليد، ولم يصل لمرحلة الخطيب المتطور بالموتور وإنني مستعد أن أجعل منك نجما خلال ثلاثة أشهر من الآن، ولك جمهور عريض عن طريق فضائياتهم ومثيلاتها شريطة أن تدفع التكاليف الآتية، وهي: طبع كُتيب من حوالي ثلاثين ورقةً، تجعل عنوانه: (التوحيد والشرك) أو (عقيدتنا وعقيدة المشركين) أو (دمعة ساخنة على التوحيد) تتهم فيه بعض البلاد والعباد بالشرك، مثل: مصر والعراق والشام؛ لأن فيها أصنام تُعبد من دون الله، وتثني ثناءً عظيما على الإمام ابن تيمية دون غيره من العلماء، وتمدح توحيد أهل نجد ودعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب، الذي حطم الأصنام وأزال الشرك وعبادة غير الله، وتقصد بالأصنام أولياء الله الصالحين، كالإمام الحسين والسيدة زينب والسيد البدوي) أستغفر الله رضي الله عن سادتنا الصالحين وتعهدت أن أطبع له ثلاثة آلاف نسخة نوزعها على قنوات وتيارات التكفير والتشريك هنا وعلى سادتهم في الخارج، وتحديت إن لم يكن نجما يتحدث عنه الناس، وله جمهوره، نعم لن يكون كمحمد حسان أو الحويني، وإنما سيكون كغيرهم من تلاميذهم، ويكون له حديث يومي أو أسبوعي أو حلقات مسلسلة، وسيتصل به الكثيرون ويحمل لقب شيخ كبير، ويا حبذا لو غير اسمه، واستعمل الكنية، أبو فلان، أو أبو فلانة، وسيكون على الأقل كالشاب الذي لم يفرق في القراءة بين (التقْوَى والتقوِّي) في قناة الناس، الذي سأورد قصته الآن، ولا زلت عند وعدي، واشترطت عليه بعد النجومية أن يتوب ويقول كما قال الشيخ يعقوب (كانت مزحة) وألا ينسى نفسه وتأخذه النجومية وأموال النفط، التي يمكن أن يحرق بها المجتمع، وقلت له: فكر في الأمر والكتاب جاهز، ومواضع التكفير في مراجعهم كثيرة، وسأكفيك كل هذا خلال أقل من أسبوع، وإن زدت في مدح شيوخ الوهابية المعاصرين، مثل: ابن باز، وابن عيثمين، وابن جبرين، والفوزان، واللحيدان رحم الله من رحل ووفق للصواب من بقي ووصفتهم بأنهم العلماء الربانيون كما وصفهم محمد حسان وأنهم أئمة الهدى ومصابيح الدجى؛ فسيجعلونك تدرس في الجامعة مادة العقيدة رغم أن تخصصك رياضيات، والعبرة بالترويض والرضا، لا بالرياضيات.
قال لي: لماذا لا تصنع أنت النجومية هذه لنفسك؛ فقلت: إنك تعلم أنه قد عُرض على شخصي أكثر وأكبر من ذلك، ورفضت من باب المروءة والخوف من المداهنة أو النفاق، ولا يمكن أن أقبل جاها أ ومنصبا أو أموال الدنيا ثم أُوضع قي مثل أوضاعهم المتلونة أو المهينة، وللعلم معظم الأحباب يعلمون ذلك ويعرفون ما رفضته من جاهٍ ومال، ولا يزال الأحباب يلومونني لعدم صعودي، ويرون أني أكثر علما وفكرا وثقافة من الكثيرين منهم؛ فكنت أجيبهم بأبياتٍ من قصيدتي:
بعض البشر
سوق النفاق ربيعهم
سوق المبادئ عندهم قِدَما جبر
بعض البشر
صعدوا على جثث الورى
فهوت بهم مستنقعا يا للعِبر
بعض البشر
جعلوا التملق حرفة
يا ويحهم سجدوا لأصنام البشر
بعض البشر
كهف الأمان جنابهم
أفضالهم تُرجى إذا دهم الخطر
بعض البشر
سهروا لكل فضيلةٍ
والله لولا الله ما كان السهر
بعض البشر
حب الإله نصيبهم
يا فوزهم بسجودهم وقت السحر.
إنهم يحفظون ويعظون دون فقه صحيح لما يقولون، وعندما يريدون النقد لأي حدث أو حادثة؛ تجدهم يبنون نقدهم في الأغلب الأعم على قواعد عاطلة أو باطلة؛ ولذلك أغتاظ من فكرهم عندما استمع إليهم صدفة، ويعلم الله أن سماعي لهم من باب الصدفة، أو وجود وتوقع حدث ما، ومن غرائبهم أنهم عند وقوعهم في الخطأ الواضح يجادلون، وإن اعتذروا كان عذرهم أقبح من الذنب في أكثر الأحيان.
ومن عجائب القدر أننا ذهبنا ذات يوم ومعي قريبي هذا والأحباب لزيارة مريض؛ فرأينا وسمعنا عجبا! رأينا الشيخ خالد عبد الله في قناة الناس يستضيف أحدهم ليرد على رجل معجون بماء الفقه وأصوله هو الدكتور سعد الدين الهلالي، في مسألة شرب النبيذ الشهيرة، فماذا قال عالمهم الضيف؟ لقد قال كلاما يضحك ويبكي في آنٍ واحدٍ، ويشهد الأحباب أنني قلت في بداية حديثه؛ متعجبا: هل هذا سيرد على الدكتور الهلالي؟! وجاءت المهزلة التي تثبت ما سبق أن قلته للجميع: (نصوصيون لصوصيون، يحفظون ولا يفقهون ما يحفظون) وجاء إثبات كلامي بلسان الحال الواقعي؛ فقال الشيخ: إنني سأرد على الدكتور الهلالي من خلال كلام الفقهاء الأحناف، ونظر في النصوص الحنفية الورقية التي أعدها وجهزها للرد وقرأ النص كالآتي: (... ويجوز شرب النبيذ للتقْوى على طاعة الله) فضحكت كثيرا وقلت: اسمعوا، هل سمعتم ما قال؟! وكررها للتقوى التي هي بمعنى الخشية، وهي في حقيقتها (للتقِّوي) من القوة، وقلت: تفضلوا اسمعوا من يرد على الدكتور الهلالي؛ إنه جاء بالنص، وقرأه أكثر من مرة، ودليل عدم فهمه تكرار القراءة الخطأ للكلمة، وقد اتصل البعض لتصحيح الخطأ.
أخوكم سيد سليم
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
تجمع شعراء بلا حدود
عضو رابطة الأدب الحديث
عضو اتحاد الكتاب العرب على الإنترنت
عضو مؤسس موسوعة الشعر العربي بالمغرب
مشرف سابق صفحة أدب وثقافة، جريدة صوت العروبة
الإصدارات:
دواوين شعر
نفثات روح 1997 ، الجمعية المصرية لرعاية المواهب
أصداء نفس ، الجمعية المصرية لرعاية المواهب
نفحات قلب في حب أهل البيت ، الجمعية المصرية لرعاية المواهب
ط2 أصداء نفس، دار وعد للنشر والتوزيع 2011م
روض الأحاسيس، دار وعد للنشر والتوزيع 2011م
كتب
من كنوز الشعر والحكمة ، دار النيل للطباعة والنشر
أحلى عشرين قصيدة في حب أهل البيت ، دار النيل للطباعة والنشر
الجماعات المتطرفة معايشة وحوارات ، دار النيل للطباعة والنشر
ط 2،أحلى عشرين قصيدة في حب أهل البيت ، دار غريب للطباعة والنشر
حب السادة أهل البيت بين التشيع والتصوف والتطرف، ط. دار طابا للنش والتوزيع، طبعة حديثة 2008
أهل البيت بين الروافض والنواصب، الدار المصرية للنشر والتوزيع 2010
أشعار وأغاني ثورة 25 يناير المصرية ط. دار وعد 2012
* الجوائز والتكريم :
جائزة في اللقاء القمي للشعراء الشبان 1994
الميدالية البرونزية وشهادة تقدير في اللقاء الإبداعي 1997
جائزة في المسابقة الفكرية الكبرى 1998
الجائزة الأولى في مسابقة رواد الفكر1998
درع السادة الأشراف، دولة الكويت2005
جائزة من مؤتمر صلة الأول للسادة الأشراف القاهرة 2009
[email protected]
تليفون 01003821799
-------------------------------------------------------
المراقب يتشر المقالات في إطار عرض الرأي والرأي الآخر ، وكاتب المقال مسئول مسئولية كاملة عما جاء بها من أفكار


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.