وزير التعليم العالي: تجهيز الجامعات الأهلية بأحدث الوسائط التعليمية والمعامل    «المحامين» تعلن بدء الإضراب العام الأربعاء المقبل بعد تصويت الجمعية العمومية    رئيس هيئة الدواء يستقبل وزير صحة موريتانيا لبحث التعاون في الرقابة الدوائية    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض    احتفالية " Egypt Car of the Year Award" في دورتها الخامسة عشرة تؤكد ريادتها إقليميًا ودوليًا    محافظ الغربية يتفقد المركز التكنولوجي بديوان عام المحافظة ويعقد لقاء المواطنين    تراجع البورصات الأوروبية وسط تصاعد التوتر في الشرق الأوسط    محافظ المنيا يوجّه بإخلاء عاجل لعمارة آيلة للسقوط بمنطقة الحبشي ويوفر سكن بديل ودعم مالي للمتضررين    مجلس التعاون الخليجي والخارجية السعودية يدينان الهجوم الإيراني على قطر    الاحتلال الإسرائيلي يشن غارات على جنوب لبنان    ميلوني تؤكد أولوية وقف إطلاق النار في غزة واستئناف المحادثات مع إيران    التونسى نبيل الكوكى يصل غدا إلى القاهرة استعدادا لقيادة المصرى    تحذيرات من حالة الطقس في مباراة تشيلسي والترجى التونسي    الجونة يُعين أحمد مصطفى "بيبو" مديرًا فنيًا للفريق خلفا لعلاء عبد العال    من 1929 ل 2025.. إسبانيا تحتل الصدارة ب24% في مواجهات الأهلي مع الأندية الأوروبية    وزيرة التخطيط تُشارك في الاحتفال ب «اليوم الأولمبي» وتُكرم لاعبة مصر بعد فوز منتخب السيدات بالميدالية البرونزية    محلل أداء الأهلي السابق: ريبيرو يختلف تمامًا عن كولر    إصابة شقيقين بطعنات على يد والدهما فى دندرة بقنا بسبب خلافات أسرية    حبس سيدة التجمع المتهمة بدهس 4 أسر داخل حى النرجس على ذمة التحقيق    إصابة 9 أشخاص فى حادث انقلاب سيارة أجرة ميكروباص بالوادى الجديد    ضبط مركز علاج طبيعي غير مرخص يديره أخصائي علاج طبيعي وينتحل صفة طبيب جلدية وتجميل بسوهاج    وزير الثقافة يلتقي شيوخ القبائل وأعضاء البرلمان في ختام زيارته لشمال سيناء    تزامنا مع الذكرى الثلاثين لرحيله.. "عاطف الطيب" على "الوثائقية" قريبا (فيديو)    استنفار بغرفة عمليات البيت الأبيض بعد قصف إيران قاعدة العديد الأمريكية في قطر    أسامة عباس: دخلت التمثيل بالصدفة.. وكنت أمارس المحاماة في البداية (فيديو)    جريدة مسرحنا تفتح ملف آمال المسرحيين وتتابع أبرز عروض الموسم في عددها الجديد    أحمد صالح رئيسًا للمركز القومي للسينما (تفاصيل)    مجمع البحوث الإسلامية في اليوم الدولي للأرامل: إنصافهن واجب ديني لا يحتمل التأجيل    دار الإفتاء توضح بيان سبب بداية العام الهجري بشهر المحرم    هل من حق الزوجة معرفة مرتب الزوج؟.. أمينة الفتوى تُجيب "فيديو"    هل يجب حضور الراغبين في الزواج معا لنفس مركز إجراء التحاليل؟ وزارة الصحة تجيب    وزير الصحة يفتتح اجتماع اللجنة التوجيهية الإقليمية ReSCO    جامعة القناة تطلق قافلة طبية وبيطرية إلى رأس سدر لخدمة أهالى جنوب سيناء    تركيا تبرم اتفاقية مع الأونروا لاستضافة مكتب تمثيلي للوكالة بأنقرة    أزمة في ليفربول بسبب محمد صلاح    تأجيل محاكمة 35 متهمًا في قضية "شبكة تمويل الإرهاب الإعلامي" إلى 26 يوليو    "حقوق إنسان النواب" تطالب بتعزيز استقلالية المجلس القومي وتنفيذ توصيات المراجعة الدولية    طائرتان تابعتان لسلاح الجو الألماني تقلان 190 مواطنًا من إسرائيل    الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على 5 أشخاص مرتبطين ببشار الأسد    فيلم "المشروع X" يواصل التألق 117 مليون جنيه في 5 أسابيع    الخميس 26 يونيو إجازة مدفوعة الأجر للعاملين بالقطاع الخاص    اعتراضا على رفع رسوم التقاضي.. وقفة احتجاجية لمحامي دمياط    سوكوف: رفع إيران مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 60% خطوة سياسية لا تكتيكية    السيسي يُعلن تدشين مقر جديد للمكاتب الأممية الإقليمية بالعاصمة الجديدة    مصرع عامل وإصابة اثنين آخرين في انفجار غلاية مصنع منظفات بأسيوط    وزيرة البيئة تبحث مع محافظ الوادي الجديد فرص الاستثمار في المخلفات    حوار - جوزيه يتحدث عن غضبه من مدير الكرة بالأهلي وعروض الزمالك.. ورأيه في كأس العالم للأندية    البورصة تواصل الصعود بمنتصف تعاملات اليوم    وظائف شاغرة في الهيئة العامة للأبنية التعليمية    سامو زين يستعد لبطولة فيلم رومانسي جديد نهاية العام | خاص    تناول هذه الأطعمة- تخلصك من الألم والالتهابات    مي فاروق تحيي حفلا بدار الأوبرا مطلع يوليو المقبل    وزير التعليم العالي يضع حجر الأساس لمركز أورام الفيوم    الطائفة الإنجيلية بمصر تنعى شهداء «مار إلياس» بدمشق    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 23-6-2025 في محافظة قنا    الحبس والحرمان، عقوبة استخدام الطلبة اشتراك المترو بعد انتهاء العام الدراسي    حكم الشرع في غش الطلاب بالامتحانات.. الأزهر يجيب    شديد الحرارة والعظمى في القاهرة 35.. حالة الطقس اليوم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خارج دائرة الضوء
نشر في المراقب يوم 17 - 06 - 2011

قبل أن يغادروا التحرير أثبتوا عمليا أن الثورة يعقبها عمل وإنتاج‏..‏ المهندس دويدار يا وزير البترول‏!‏
** وارد جدا أن تظهر هنا وهناك فوضي لفترة في أعقاب ثورة هائلة زلزلت وأسقطت نظام حكم فرد مستمرا من سنين طويلة طويلة تملك خلالها من مصر وامتلك فعليا مصر...
لكن غير الوارد وغير المقبول أن تستشري هذه الفوضي وتلك البلطجة وتتخطي كل الحدود بما يجعلها خطرا حقيقيا علي الوطن بأكمله لا الثورة وحدها...
ممكن جدا أن يكون جزء صغير من هذه الفوضي استمرارا للفوضي السابقة التي كانت موجودة في المجتمع نتيجة ظلم وفساد وإفساد وقانون أعرج يحمي مصالح بعينها...
وممكن أيضا أن يكون جزء من هذه الفوضي متعمدا وبفعل فاعل من أصحاب مصالح.. مصلحتهم لا تتفق مع العدالة والحرية والكرامة والمساواة...
وربما يكون قطاع من هذه الفوضي تقف وراءه أجهزة مخابرات أجنبية لخدمة مشروع قديم حديث قادم من الخارج اسمه الشرق الأوسط الجديد الهادف إلي تقسيم مصر والفرصة لا قدر الله باتت متاحة في ظل غياب القانون وانفلات الأمن وتضخم البلطجة.. متاحة لإشعال الخلافات بين من كانوا صفا واحدا في الثورة.. الفرصة متاحة للوقيعة الطائفية واللعب علي أوتار الفتنة ومن مشهد لا ينسي في التحرير لأقباط يحمون صلاة مسلمين إلي حرق كنائس وقتل أنفس.. والفارق بين المشهدين أيام!.
أيا كانت الأسباب فالأهم والثابت والواضح والمؤكد والذي لا يختلف مصري واحد عليه أن الفوضي والبلطجة وتدهور الإنتاج وعدم احترام القانون والخوف من كل لحظة قادمة وأمور سلبية أخري كثيرة.. راحت كلها ترسم ملامح جديدة مخيفة للمجتمع لا أحد فيه يعرف إجابة عن سؤال واحد يدور في الأذهان وموجود علي كل لسان: مصر إلي أين؟.
الأمور التي تدور في أذهاننا جميعا كثيرة ومتعددة ومستغربة وأرجو أن أوفق في طرحها علي حضراتكم في هذه النقاط:
1 الشباب الذي قام بتفجير هذه الثورة أين هو؟
هذا الشباب حقيقة وقعت مثلما الثورة حقيقة حدثت.. هذا الشباب أعطي نموذجا بهر العالم عندما قرر إعادة الميدان إلي رونقه ومكانته ليراه العالم في الصورة التي تتناسب ومكانة المكان والحدث...
شباب الثورة الذي ناضل حتي نجحت ثورته وعمل لإعادة مكانة ميدانه.. هذا الشباب وجه رسالة للجميع أنه بعد الثورة يأتي العمل والإنتاج لأجل أن تستمر الحياة وتبدأ مسيرة التقدم والازدهار..
شباب الثورة هذا الذي رآه العالم ينظف ويبني ميدان التحرير قبل مغادرته له.. أين ذهب ولماذا هو صامت؟
كل يوم نسمع عن ائتلاف جديد للثورة وأنا لا أستنكر هذا وليت كل شباب مصر هو ائتلاف الثورة لأن اللقب مسئولية لا وجاهة وضمانة أكيدة إلي أن الثورة يعقبها عمل وإنتاج ونظام والتزام للأخذ بيد وطن يستحق أن يكون أعظم الأوطان...
كل يوم نسمع عن ائتلاف ثورة ولا نري عملا وإنتاجا.. إنما نفجع بفوضي وبلطجة وصلت الميدان نفسه...
عند هذا المشهد لا بد أن يظهر شباب الثورة الذي هو حقيقة حدثت ووقعت.. يظهر ويتكلم ويدين الفوضي والبلطجة التي طالت الميدان نفسه!.
2 القبض علي الجاسوس الإسرائيلي الذي تسلل إلي الميدان وعبث وأفسد وحرض بل ودنس المساجد ودخلها وتكلم وأوعظ!.
هذا الجاسوس دليل علي أن الصهاينة هم ألد أعدائنا وأنهم لن يتركونا يوما في حالنا وإثبات علي نار الفتنة التي حرقت كنيسة صول ومن بعدها كنيسة إمبابة.. هذه النار للصهاينة من خلال جواسيسهم دور فيها.. وكيف نستبعد ذلك والجاسوس له صورة داخل مسجد يجلس أمام القبلة ويعظ ويقول وربما صلي إماما بمصلين والمؤكد أنه لن يدعو إلي السماحة والمواطنة!.
صور التحريض وإثارة الفتن كثيرة ودول كثيرة لها مصلحة فيها وعند هذا الحد لا بد لشباب الثورة أن يعود ويتكلم ويتحاور تحت عنوان: حماية الوطن من الخلافات المؤدية إلي تقسيم مصر.. وهذا مشروع أمريكا المعلن من سنوات وهدف يعمل عليه الصهاينة ليل نهار!.
يعود شباب الثورة لأجل عنوان آخر هو الاتفاق لا الخلاف!. لا بد أن نصل إلي نقاط اتفاق في أي قضية وهذا ممكن ونقدر عليه لو خلصت النيات وتوقفت حملات الإثارة.. ممكن لو عاد شباب الثورة قوة ضغط لأجل أن نتفق ونتحد ولا نسمح لأي خلافات سياسية بأن تمزق وحدتنا نحن المصريين...
3 ما علاقة الثورة بفوضي الشارع مثلا ووقوف السيارات ثلاثة وأربعة صفوف في الشوارع الرئيسية بما يوقف حال البلد كله؟. ما دخل الثورة في فوضي السير بالسيارات والموتوسيكلات ومعها الآن التوك توك عكس الاتجاه ومن لا يعجبه ينفلق نتيجة الشلل المروري الناجم عن السير عكس الاتجاه؟.
يعني إيه أفندي طويل عريض يقف في الممنوع أو يسير عكس الاتجاه وعندما يحاول رجل مرور أن يكلمه يرد بمنتهي الاستخفاف: الكلام ده كان زمان ونحن الآن في الثورة؟.
كيف تستقيم الأمور وأي مسئول في أي عمل بات مستحيلا عليه أن يحاسب واحدا من مرءوسيه علي خطأ أو غياب أو عدم إنتاج.. لا أحد بإمكانه أن يسأل لأن الرد جاهز: نحن بعد الثورة؟. فوضي وبلطجة وتجرمة, الثورة وأي ثور بريئة منها ولا علاقة لها بها!.
أنا لا أعرف إن كانت هذه الفوضي مخططا مدروسا يراد به الإساءة للثورة وتشويه صورة الثورة وإثارة حنق الناس علي الثورة.. أم أن هذه الفوضي مخزون قديم موجود من زمن وخرج ويخرج نتيجة التساهل الحكومي وغياب القانون والأنامالية التي جعلتنا نتفرج علي الفوضي وكأن ما يحدث لا يعنينا.
أيا كانت الأسباب التي تقف وراء الفوضي والبلطجة... مطلوب منا كشعب أن نتخلي عن سلبيتنا ونخرج عن صمتنا ونتصدي ونرفض وندين.. ومطلوب من الحكومة الحزم والحسم وتطبيق القانون.. لا الطبطبة وغض البصر وإعطاء إجازة للقانون...
4 لماذا لا يعيش لنا أي مؤتمر وفاق؟. لماذا نختلف قبل أن نبدأ؟. هل هناك أيد خفية وراء خلق المشكلات بين طوائف المجتمع؟. هل نجحت هذه القوي الخفية في أن تجعل القوي السياسية تتفق علي ألا تتفق؟. لماذا لا ننحي جانبا كل ما هو محل خلاف بين القوي السياسية لأجل أن نتفرغ جميعا لمواجهة غول الفوضي والبلطجة الذي أمسك بجسد الوطن؟. لماذا لا تكون هناك إدانة جماعية من كل القوي لكل أنواع ومظاهر وأشكال الفوضي والبلطجة؟ لماذا لا نتفق علي تسمية الأسماء بأسمائها والحق حق والفوضي فوضي؟!.
5 يعني إيه قرية في مركز من مراكز محافظة الجيزة يحدث فيها خلاف بين عائلتين فينقلب الخلاف إلي معركة بكل أنواع الأسلحة بداية بالبنادق الآلية ومرورا بالخرطوش ونهاية بالطبنجات...
وارد أن يحدث ذلك نتيجة القبليات والثقافات والسلوكيات الخاطئة المكتسبة من سنين طويلة.. وارد أن يتحاور الناس في بلدنا لهذه الأسباب بالبنادق بدلا من الكلام..
لكن غير المتصور علي الإطلاق أن يتطور حوار البنادق وهو جريمة إلي جريمة أكبر تمس هيبة حكومة وتضر بوطن!.
الأخوة الأعداء أبناء القرية الواحدة جانب منهم لم يعجبه ما انتهت إليه الأمور فماذا فعلوا؟.
قطعوا خط السكك الحديدية ما بين القاهرة والصعيد.. ولماذا لا يفعلون ومن قبل حدثت هذه الجريمة والحكومة تتفرج! ولأن الحكومة تتفرج علي هذه الأحداث فإن البلطجة تتضخم وتتطور بدأت بقطع السكك الحديدية وتطورت إلي قطعها ومنع حركة القطارات مع سرقة القضبان الحديد نفسها والقادم الاستيلاء علي القطارات نفسها وأسر ركابها!.
20 ألف مواطن اتوقف حالهم ساعات طويلة هي عمر المفاوضات بين من دهسوا القانون وبين من بأيديهم سلطة تنفيذ القانون!.
وانتهت الحدوتة والصلح خير وضاع حق وطن وشعب وبقي وقوي وتعاظم مبدأ قطع السكك الحديدية الذي هو في واقع الأمر قطع رأس القانون ودهس هيبة القانون!.
6 يعني إيه بلطجية لم يعجبهم قرار فراحوا يهاجمون قسم شرطة في كوم حمادة وعندما فشلوا ذهبوا إلي الحيطة المايلة السكة الحديد وحرقوا محطة كوم حمادة؟.
حتي لو هؤلاء أصحاب قضية ولهم حقوق.. مرفوض تماما أن يقوموا بالبلطجة علي الدولة ونجاحهم فيها معناه سحق أي مواطن في الدولة لا يعجبهم شكله!.
باختصار وفي كلمتين.. هذه فوضي وبلطجة يستحيل قبولها أو تبريرها أو اختلاق الأعذار لها...
الخطر أنها تتزايد والأخطر أنها باتت تهدد وطنا بأكلمه...
وهل هناك أسوأ من شارع ضاعت منه معالم النظام ومواطن افتقد الأمن والأمان...
.........................................................
** محمود دويدار.. تخرج في الجامعة السنة الماضية.. واحد من خريجي كلية الهندسة المتخصصين في البترول. واحد من ضمن شباب وضع العمل في قطاع البترول وشرف الانتماء إليه حلما وهدفا يستحق الاجتهاد والتفوق والتفرغ للدراسة في سنوات التعليم بالمدرسة لأجل أن يدخل كلية قمة ويخرج منها مهندسا في البترول.. واللقب والتخصص يضعانه علي أول الطريق المؤدي إلي قلعة البترول المصرية.. أو الجهة المدنية الوحيدة بمصر أو ربما تكون الوحيدة التي فيها نظام والتزام وعمل وإنتاج في أي وقت وكل مكان...
المهندس الشاب تخرج وشهادته ودراسته وتخصصه للعمل في البترول ولا شيء غير البترول...
محمود دويدار المهندس الشاب عمل ما عليه.. اجتهد وذاكر وسهر وتفوق وحصل علي تقدير جيد جدا والثاني علي دفعته في مشروع التخرج وحصل علي عدة برامج دراسية متقدمة في اللغة الإنجليزية والكمبيوتر وخاض ست مرات تدريبا في شركات بترول...
المهندس الشاب كان يعرف مثلما كل مصر تعرف أن باب العمل في أي مجال بالمحروسة مغلق ومقفول وعليه دستة أقفال أمام من هم علي باب الله.. وأن نفس الباب مفتوحة ضلفتاه أمام الواسطة والمحسوبية وأبناء أهل الثقة المحاسيب...
المهندسون الشباب الذين لم يجدوا فرصة عمل نظموا تظاهرات احتجاجية أمام وزارة البترول للمطالبة بفرص عمل وهذه التظاهرات كانت قبل الثورة وبطل قصتنا واحد ممن وقفوا علي رصيف الوزارة وتشبثوا بآخر فرصة إلي أن أمر الله أمرا كان مقضيا وقرار من وزير البترول السابق بحصر كل الأسماء وتعيينهم.. أسماء من شاركوا في الوقفات الاحتجاجية يوم19 يناير الماضي...
القرار قوبل بفرحة غامرة من الشباب.. لكنها فرحة ما تمت بالنسبة للمهندس الشاب دويدار الذي اكتشف أن اسمه غير موجود ضمن ال785 مهندسا الذين صدر قرار بتعيينهم.. لماذا؟ لا يعرف!.
المهندس الشاب وجد نفسه علي الرصيف وال785 الذين كانوا معه وهو معهم صدر قرار تعيينهم وتسلموا عملهم بالفعل وهو لم يتم تعيينه لأن اسمه سقط سهوا من الكشف الذي تم حصر أسماء أصحاب الوقفات الاحتجاجية فيه...
المهندس الشاب جاهد لأجل إجلاء الحقيقة لكن صوته لم يسمعه أحد ولم يعد أمامه إلا ملء استمارة وتقديمها وأدرج اسمه ضمن2000 اسم ينتظرون التعيين والله وحده الأعلم متي يكون..
خطأ إداري حرم مهندسا شابا متفوقا من التعيين.. والوقفات الاحتجاجية أدت إلي تعيين785 مهندسا والقرار رضوخا لموقف واستجابة لضغط وفي كل الأحوال أمر رائع أن تختفي المحسوبية وأروع أن يحصل785 شابا علي فرصة عمل.. ولكن!.
مبدأ تكافؤ الفرص تم إهداره وضاع وسط صخب الصوت العالي والخوف أن يصبح هذا الأمر هو القاعدة وما عداها استثناء!.
نعم لانتهاء المحسوبية والواسطة ونعم لإتاحة فرص العمل أمام الجميع لكن دون إغفال بأن تكون الأولوية للمتفوق وفق درجات التخرج...
في قضيتنا الباب انفتح وفرص التعيين لاحت لكنها أهدرت مبدأ الأولوية للمتفوق وعليه فإن مهندسين شبابا تسلموا عملهم بالفعل ضمن785 مهندسا وتقديراتهم مقبول بينما مهندس شاب مثل محمود دويدار حاصل علي جيد جدا والثاني علي الدفعة في مشروع التخرج ولم يتم تعيينه...
سيدي وزير البترول المهندس عبدالله غراب..
هذا المهندس الشاب المتفوق ضاع حقه في العمل نتيجة خطأ لا ذنب له فيه.. ورفع الظلم عنه أمر لا أحد غيرك يملكه يا سيدي.. ويقيني أنك لا تتحمل بقاء مظلمة علي مظلوم.. وقاك الله وإيانا شر الظلم والظالمين...
.........................................................
** أن يخطئ وزير في قرار وارد وممكن.. لكن غير الممكن أن يستمر الخطأ بعد التعرف عليه!.
لدينا غلطة وزير من المتوقع أن تتسبب في خسارة خزينة الدولة لمبلغ300 مليون جنيه؟.
المؤكد أن الوزير لم يقصد الخطأ والواضح أن حمي التصريحات الإعلامية هي التي ورطت الوزير بالإعلان عن قرار قبل موعد تطبيقه بشهر وهذا ممكن ووارد في مجالات كثيرة إلا في القرارات المالية وتحديدا الخاصة برفع الأسعار في السلع الاستهلاكية...
الحكاية أن السيد وزير المالية وهو يستعرض الموازنة الجديدة أعلن أن أسعار السجائر سوف تزيد ابتداء من أول يوليو...
التصريح أعطي للتجار وغير التجار دافعا لأكبر حملة تخزين لسلعة مضمون ارتفاع سعرها ما بين50 و75 قرشا في العلبة الواحدة بعد شهر واحد...
المسئول عن الاستثمار في مصر أعلن في تصريح صحفي أن خزانة الدولة متوقع لها أن تخسر مبلغ300 مليون جنيه نتيجة الإعلان عن رفع ضريبة السجائر قبل تطبيقها بشهر وأن هذا المبلغ سيدخل جيوب التجار الذين قاموا بشراء وتخزين السجائر قبل رفع سعرها...
الشيء الذي يجنني أنها ليست المرة الأولي التي يحدث فيها نفس الخطأ بنفس القرار في نفس السلعة...
رئيس الشركة الشرقية للدخان في تصريح له قال إن وزير المالية السابق وقع في نفس الخطأ عام2008 عندما أعلن عن ضريبة جديدة علي السجائر قبل موعد تطبيقها ب41 يوما وأن خزانة الدولة ضاع عليها قرابة ال800 مليون جنيه نتيجة تخزين التجار للسجائر في سعرها القائم
وبيعها بعد ارتفاع سعرها...
الذي لا خلاف عليه الآن أن مسئولا بدرجة وزير قام بنفس الخطأ الذي وقع فيه الوزير الذي سبقه.. وإن كنت علي يقين بأن خطأ الوزير الحالي ناجم عن عدم خبرة بمقتضيات هذا المنصب...
إن كان الخطأ الأول أضاع علي خزينة الدولة800 مليون جنيه فإنه لا يجب أن نلدغ من نفس الجحر وتخسر الدولة300 مليون جنيه أخري علي نفس الخطأ...
وبما أن الوزير هو الذي أخطأ بالإعلان عن ضريبة علي سلعة قبل تطبيقها بشهر.. فعليه أن يصلح خطأ مثلما فعل وتراجع عن الضريبة الخاصة بالبورصة...
علي الوزير أن يدبر للموازنة قيمة الضريبة الخاصة بالسجائر وصرف النظر عن هذه الضريبة حاليا.
علي الوزير إلغاء الضريبة الجديدة علي السجائر لأجل منع تخزين السجائر علي أن يتحمل فكر وجهد وتدبير قيمة هذه الضريبة في الموازنة العامة للدولة من بنود أخري وفيما بعد.. بعد سنة أو أقل أو أكثر يطبق الضريبة الجديدة علي السجائر بقرار مفاجئ علي غفلة يتم تطبيقه في اليوم التالي لإعلانه!.
السؤال الآن: هل يصلح الوزير خطأه أم أن الملايين عندنا كثيرة وليس مهما ضياع300 منها!.
نقلا عن جريدة الأهرام


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.