أوقاف الدقهلية تنظم أكثر من 150 قافلة دعوية حول مواجهة التنمر المدرسي    رئيس الوزراء: الدولة تدعم المحروقات ب75 مليار جنيه رغم الزيادات المقررة    وزير الخارجية يشارك في جلسة حوارية بالمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية في باريس    ياسين منصور نائبا ومرتجي أمينا للصندوق .. محمود الخطيب يعلن قائمته لخوض انتخابات الأهلي    هدف الشحات ينافس على الأفضل في الجولة التاسعة للدوري    شقيق عمرو زكي: أخويا معندوش أى أمراض وسنُقاضى مروّجي الشائعات    تعرف على نتائج الجولة السابعة من دورى المحترفين    22 لاعبا فى قائمة الإسماعيلى لمواجهة سموحة بالدورى    تعديل مواعيد قطارات بعض خطوط السكة الحديد السبت المقبل .. اعرف التفاصيل    بالصور.. هند صبري ويسرا اللوزي تدعمان المسرح الخطير في موسمه الجديد    محمود حجاج مؤلفًا لمسلسل مصطفى شعبان فى رمضان 2026    عبد الله الهوارى نجل غادة عادل يكشف سبب عدم إجرائه عملية التكميم    أوقاف الفيوم تنظم قوافل دعوية لمواجهة التنمر المدرسي    وزير الصحة يستقبل نائب رئيس البنك الدولي لتعزيز التعاون في مجالي الصحة والتنمية البشرية    قائمة ألمانيا لمواجهتي لوكسمبورج وأيرلندا الشمالية.. تواجد فيرتز وجنابري    خبيرة: نجاح المالية في جذب اكتتابات تتجاوز 9 مليارات دولار دليل على تحسن رؤية المستثمرين للاقتصاد المصري    معلم يعتدى على زميله بمدرسة فى قليوب.. وتعليم القليوبية تحيل الواقعة للتحقيق    السكة الحديد: تعديل مواعيد بعض القطارات على بعض الخطوط بدءا من السبت    موعد انتهاء العمل بالتوقيت الصيفي وبداية تطبيق التوقيت الشتوي 2025    وزير المالية: قانون الحياد التنافسي ساعدنا في ترسيخ المنافسة وبناء "شراكة الثقة مع القطاع الخاص"    الرسوم الجمركية الأمريكية تؤثر سلبًا على إنتاج الصلب الأوروبي (تفاصيل)    5 أفلام عربية تتألق في مهرجان ريو دي جانيرو السينمائي بالبرازيل    خيري الكمار يكتب: منة شلبي في حتة تانية    فيفا يعلن منح أذربيجان وأوزبكستان حق استضافة مونديال الشباب 2027    خالد الجندى: كثير من الناس يجلبون على أنفسهم البلاء بألسنتهم    رئيس لجنة تحكيم مسابقة بورسعيد: الدكتور عبد الكريم صالح شخصية العالم القرآنية في جائزة ليبيا الدولية    ما حكم التنمر بالآخرين؟ أمين الفتوى يجيب أحد ذوى الهمم    انطلاق مباراة روما وليل بالدوري الأوروبي    وزير الخارجية يتوجه إلى باريس    وظائف خالية اليوم.. فرص عمل جديدة في الأردن بمجال الصناعات الخرسانية    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 2أكتوبر 2025 في المنيا.... تعرف عليها    المنشاوي يعقد اجتماعًا لمتابعة المشروعات الإنشائية بجامعة أسيوط    سعر الدولار ينخفض لأدنى مستوى عالميًا مع قلق الأسواق من الإغلاق الحكومي الأمريكي    استشهاد 53 فلسطينيًا فى قطاع غزة منذ فجر اليوم    رفع كفاءة وحدة الحضانات وعناية الأطفال بمستشفى شبين الكوم التعليمي    ضبط طن مخللات غير صالحة للاستخدام الآدمي بالقناطر الخيرية    حزب العدل ينظم تدريبًا موسعًا لمسئولي العمل الميداني والجماهيري استعدادً لانتخابات النواب    تركيا.. زلزال بقوة 5 درجات يضرب بحر مرمرة    وزير الإسكان يتابع موقف تنفيذ وحدات "ديارنا" بمدينة أكتوبر الجديدة    إخلاء سبيل سيدتين بالشرقية في واقعة تهديد بأعمال دجل    إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية مكثفة على مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة    المجلس القومي للمرأة يستكمل حملته الإعلامية "صوتك أمانة"    «العمل» تشارك في فعاليات تبادل الخبرات حول التوظيف الدامج لذوي الاعاقة    طرق الوقاية من فيروس HFMD    «أطفال بنها» تنجح في استخراج مسمار دباسة اخترق جدار بطن طفل    بقيمة 500 مليار دولار.. ثروة إيلون ماسك تضاعفت مرتين ونصف خلال خمس سنوات    14 مخالفة مرورية لا يجوز التصالح فيها.. عقوبات رادعة لحماية الأرواح وضبط الشارع المصري    ما يعرفوش المستحيل.. 5 أبراج أكثر طموحًا من غيرهم    وزير الري يكشف تداعيات واستعدادات مواجهة فيضان النيل    المصرف المتحد يشارك في مبادرة «كتابي هديتي»    الكشف على 103 حالة من كبار السن وصرف العلاج بالمجان ضمن مبادرة "لمسة وفاء"    استقالة 14 عضوا من مجلس الشيوخ لعزمهم الترشح في البرلمان    جاء من الهند إلى المدينة.. معلومات لا تعرفها عن شيخ القراء بالمسجد النبوى    ياسين منصور وعبدالحفيظ ونجل العامري وجوه جديدة.. الخطيب يكشف عن قائمته في انتخابات الأهلي    وزير الخارجية يلتقي وزير الخارجية والتعاون الدولي السوداني    جامعة بنها تطلق قافلة طبية لرعاية كبار السن بشبرا الخيمة    انهيار سلم منزل وإصابة سيدتين فى أخميم سوهاج    «الداخلية»: القبض على مدرس بتهمة التعدي بالضرب على أحد الطلبة خلال العام الماضي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أبوالغار :السلفيون أكبر خطر علي‮ الثورة‮
نشر في الوفد يوم 01 - 04 - 2011

أكد الدكتور محمد أبوالغار عضو الجمعية الوطنية للتغيير أنه لم‮ يكن‮ يوجد أحد علي‮ أرض مصر‮ يستطيع إجبار الرئيس السابق مبارك علي‮ التنازل عن السلطة أو‮ يمنع جمال مبارك من أن‮ يرث والده في‮ السلطة،‮ لكن ثورة‮ يناير أزاحت مبارك وابنه ومعهما جهاز أمن الدولة الرهيب والمرعب،‮ وأشار الي‮ أن الدولة تحتاج الي‮ حوار مجتمعي‮ بين الشعب والقيادات الموجودة في‮ المناصب الكبري،‮ وأوضح أبوالغار أن قيادات الشرطة التي‮ ترفض العودة الي‮ العمل لا تريد التعامل مع الشعب باحترام،‮ وتفضل العودة الي‮ المعاملات السابقة وترفض التخلي‮ عن المميزات المادية الخاصة التي‮ تحصل عليها‮.‬
وحذر من استئثار جزء من الشعب بالثورة‮ ينتهي‮ به الحال الي‮ انهاء وقفات ميدان التحرير،‮ وفيما‮ يلي‮ نص الحوار مع الدكتور محمد أبوالغار‮:‬
‮ كيف تري‮ الواقع المصري‮ بعد ثورة‮ 25‮ يناير؟
‮- أولا قبل‮ 25‮ يناير كنت أري‮ مصر دولة بدون مستقبل والشعب بدون أي‮ أمل نهائي‮ في‮ الإصلاح ولم‮ يكن‮ يوجد أحد علي‮ أرض مصر‮ يستطيع أن‮ يجبر الرئيس مبارك علي‮ الرحيل أو التنازل عن السلطة ولم‮ يكن أحد قادرا علي‮ أن‮ يمنع جمال مبارك من أن‮ يكون الوريث لأبيه والكثيرون قالوا ذلك وناضلوا وأنا منهم وظللت أحارب في‮ هذا الشأن بالكتابات والمواقف خارج الجامعة وداخلها لكن ثورة‮ 26‮ يناير أزاحت مبارك ومجموعة جمال مبارك بالكامل‮. كما أزاحت جهاز أمن الدولة المرعب والرهيب وهذا نجاح للثورة ما بعده نجاح والشعب حاليا‮ يتنفس رحيق الديمقراطية بتحديد مدة الرئيس وإنشاء الأحزاب بمجرد الاخطار وبالدستور الجديد الذي‮ يجري‮ إعداده‮.‬
القلق الشعبي
‮مع كل هذا لماذا‮ يوجد قلق شعبي‮ وتوجس مما هو آت؟
‮- هذا القلق موجود‮.. والناس قلقون من‮ غياب الأمن لأن المواطن المصري‮ مسالم بطبيعته ويخشي‮ علي‮ مكاسب الثورة وأولاده وحياته ويقلق من عدم وضوح المجلس العسكري‮ لعدم إتاحته النقاش والحوار في‮ القرارات التي‮ يتخذها ولا‮ يتحاور مع الشعب للتعرف علي‮ آرائهم ومواقفهم قبل أن‮ يتخذ قراراته علي‮ ضوء هذه المناقشات‮! وبالتالي‮ يتخوف الشعب من أن‮ يجد نفسه محكوما بالديكتاتورية مرة أخري‮.‬
‮ المجالس العسكرية دائما ما تتنافس فيما بينها فقط وغير معتادة علي‮ الحوار وتركز علي‮ إصدار القرارات‮.‬
‮- من الممكن أن‮ يحدث هذا لو كان الحكم ديكتاتوريا عسكريا‮ لكن المجلس العسكري‮ لم‮ يأت بسبب حكم ديكتاتوري‮ وإنما جاء بعد ثورة شعبية ليستمع الي‮ الشعب ويعرف آراءهم ومطالبهم ويعمل علي‮ إنجازها‮.‬
‮‬بل استمع اليهم وانحاز لمطالبهم وحدد إقامة مبارك وأسقط النظام؟
‮- ما قصدته هو أن‮ يستمع اليهم في‮ كل شيء في‮ التغييرات والقرارات ومثلا في‮ التعديلات الدستورية كان عليه أن‮ يستمع الي‮ عدد كبير من الشعب وهو الآن بصدد إصدار إعلان دستوري‮ لتنظيم الانتخابات القادمة‮ »‬رئاسية وبرلمانية‮« وكيفية إدارتها وهذا لابد أن‮ يخضع لحوار مجتمعي‮ وأن تعرف الناس فائدة هذا أو ذاك وأن‮ يعرف المجلس أيضا ويحصل علي‮ الخبرة لأنه ليس خبيرا في‮ شئون الحكم وإذا استعان بخبير أو مستشار فإن هذا لا‮ يكفي‮ لأنه سيكون فردا واحدا وله فكر معين واتجاه معين وعلي‮ الأقل‮ يجب الاستعانة بعشرة خبراء ولا نعرف هل اللجنة التي‮ قامت علي‮ الاستفتاء مستمرة أم لا؟ ولا‮ يعرف أحد شيئا عن المعاونين والمستشارين‮.‬
‮ تقصد إعادة ترتيب الأمور؟
‮- نعم إعادتها بشفافية لأنه بدأت تظهر احتجاجات‮ غير فئوية وليس لها علاقة بالإنتاج مثل احتجاجات الطلبة في‮ الجامعات علي‮ بعض رموز النظام السابق ومدي‮ علاقتهم به والضرر الذي‮ ألحقته بالطلبة والشعب،‮ ثم نجد أن المجلس العسكري‮ يقرر عدم تسريحهم وهذا قرار‮ غير سليم فلابد من إعادة تقييم تلك القيادات وعلي‮ غير الجيد منها أن‮ يترك منصبه فورا‮.‬
أولويات المجلس
‮ ألا تري‮ وجود أولويات‮ يجب أن‮ يبدأ المجلس العسكري‮ بها؟
‮- بالطبع لأنه عدد كل الثورات دائما ما‮ يحدث فوضي‮ وتخبطا لكن توجد أشياء أساسية وأولويات مثل الأمن العام ومع ذلك فإن المجلس العسكري‮ حتي‮ الآن‮ غير قادر علي‮ التفاهم مع الشرطة لأن رجال البوليس لا‮ يعجبهم الحال،‮ ولا‮ يريد الكثيرون منهم أن‮ يبدأوا عملهم لأسباب واضحة منها رفضهم التعامل مع الناس باحترام ورغبتهم في‮ التعامل بالطريقة التي‮ اعتادوا عليها كما انهم‮ يرفضون التخلي‮ عن الميزات الخاصة المادية وعلي‮ سبيل المثال فإن ضابط الشرطة الذي‮ يعمل في‮ الجامعة سواء في‮ الحرس الجامعي‮ أو أمن الدولة هو بالطبع‮ يقبض راتبه من وزارة الداخلية ومع هذا‮ يحصل علي‮ ضعف راتبه خمس مرات من ميزانية الجامعة وهذا شيء رسمي‮ ومثبت في‮ ميزانية الجامعة وبدون تزوير لكن بعد الثورة أصبح‮ يوجد شفافية في‮ التعاملات النقدية للجامعات،‮ وبالتالي‮ سيتم رفض تلك البنود التي‮ تدفع للشرطة فلماذا لم‮ يتفاوض المجلس العسكري‮ ومجلس الوزراء مع قيادات الشرطة ويشرحوا لهم أن مصر بعد‮ 25‮ يناير تغيرت وأنهم مواطنون شرفاء‮ يجب أن‮ يقوموا بعملهم للدفاع عن الشعب وأن الشعب لن‮ يتخلي‮ عنهم وماداموا ضباطا شرفاء فإن الشعب سيحترمهم ولن‮ يتحرش بهم والحكومة لن تتعسف ضدهم‮.‬
‮ وبالتالي‮ يوجد خطورة من البلطجية المنظمة؟
‮- النظام السابق أخرج البلطجية من السجون أثناء الثورة حتي‮ تعم الفوضي‮ بالإضافة الي‮ وجود آلاف البلطجية‮ يتم تمويلهم من النظام السابق وكل نائب برلماني‮ في‮ الحزب الوطني‮ لديه‮ 100‮ بلطجي‮ أو أكثر ليساعدوه في‮ الانتخابات والمشاجرات والهتافات والصراعات التي‮ كانت تتم للحصول علي‮ أراضي‮ الدولة التي‮ نهبوها واستولوا عليها وكانت المعارك تدار بالأسلحة لصالح الحيتان الكبار‮.. وهؤلاء كانوا‮ يقبضون من نواب الحزب الوطني‮ والآن النواب لا‮ يعرفون مستقبلهم السياسي‮ وأصبح البلطجية عاطلين لا‮ يقبضون رواتبهم التي‮ كان‮ ينهبها النواب من الشعب فخرجوا الي‮ الشارع‮ ينهبون الناس ويروعونهم بدلا من نوابهم‮.‬
مآخذ علي‮ المجلس
‮ ولماذا بدأت حوادث الفتن تطل برأسها بعد ثورة‮ 25‮ يناير؟
‮- علي‮ المجلس العسكري‮ مآخذ في‮ حادثتين الأولي‮ هدم كنيسة الشهيدين في‮ صول مع انه قام بعمل شيء رائع جدا وكان علي‮ مستوي‮ المسئولية عندما قام ببناء الكنيسة لكن المذهل والمفاجأة أن الذين قاموا بهدم الكنيسة معروفون بالاسم ولم تتم إحالتهم الي‮ التحقيق وما أقصده محاكمة عادية مدنية وليست عسكرية والحادثة الثانية قطع أذن قبطي‮ في‮ محافظة قنا والسؤال‮: كيف‮ يوافق الجيش علي‮ صلح عرفي؟ هذا‮ غير مقبول علي‮ الإطلاق‮!!‬
‮ كل الذين خرجوا في‮ الميادين العامة أثناء الثورة قالوا‮: »‬لا‮« للتعديلات الدستورية وكانت المفاجأة بالنسبة لهم خروج نتيجة التصويت ب»نعم‮«.. ما تفسيرك لهذا؟
‮- تفسيري‮ أنه‮ يوجد‮ 2‮ مليون مصري‮ مقتنعون ب»لا‮« أقنعوا‮ 2‮ مليون معهم من المسيحيين وعدد أقل من المسلمين فجاء التصويت‮ 4‮ ملايين ب»لا‮« وكان هناك‮ 2‮ مليون مصري‮ مقتنعين ب»نعم‮« لكنهم أقنعوا‮ 21‮ مليونا آخرين لم‮ يكن لهم موقف ب»لا‮« أو ب»نعم‮« ولم تكن تفرق معهم لكنهم استخدموا الدين في‮ إقناعهم بأن‮ »‬لا‮« ضد الشريعة الإسلامية‮.. ثم إن طريقة عرض التعديلات لم تكن عادلة لأن‮ »‬نعم‮« جاءت في‮ دائرة اللون الأخضر الذي‮ يحبه المصريون وبها تفسير‮ 20‮ بندا و»لا‮« كانت في‮ دائرة سوداء وليس لها أي‮ تفسير والناس لم تكن تعرف اذا قالت‮ »‬لا‮« ماذا سيتم‮« وهذا كان أيضا لأن الناس تطالب بالاستقرار وتخشي‮ الفوضي‮ فانحازوا الي‮ »‬نعم‮« والمدن كانت نسبة التصويت فيها ب»لا‮« أعلي‮ من نسبة التصويت في‮ العشوائيات والأحياء الفقيرة والقري‮ التي‮ كان التصويت فيها ب»نعم‮« .‬
المخاطر علي‮ الثورة
‮ أهم المخاطر التي‮ تحيط بثورة‮ 25‮ يناير؟
‮- أكبر الأخطار تتمثل في‮ أن هذه الثورة قام بها‮ 12‮ مليون مصري‮!! من الاسكندرية الي‮ أسوان كان الشباب في‮ المقدمة وباقي‮ الشعب من خلفه‮.. ومفهوم أن ال12‮ مليونا‮ يجب أن‮ يشاركوا في‮ صناعة مستقبل مصر وفي‮ برلمان مصر وفي‮ رسم السياسة المصرية،‮ ولو لم‮ يحدث هذا واستأثر جزء من الشعب بالثورة ولن‮ ينتهي‮ هذا الأمر،‮ وسيبدأ ميدان التحرير من جديد وسيظل عدم الاستقرار مستمرا وعلي‮ المجلس العسكري‮ إدراك ذلك ولابد أن تؤكد القوانين الدستورية والانتخابات توزيع السلطة علي‮ كل من شارك في‮ الثورة‮!!‬
‮ لم تذكر المخاطر من فلول النظام السابق؟
‮- إذا كنت تقصد الثلاثة الكبار‮ »‬زكريا عزمي‮ وفتحي‮ سرور وصفوت الشريف‮« فإن هؤلاء ليس لهم الآن قيمة سياسية أو فعلية ولا‮ يستطيعون فعل شيء وحكاية أنهم‮ يحركون ويديرون هذا كلام فارغ‮ والمفترض أن الشعب لا‮ يضيع وقته أو‮ يشغل باله بهؤلاء لأن المشكلة الآن ليست فيهم‮!‬
‮ إذن أين تكمن المشكلة؟
‮- في‮ فساد المحليات ورجالها وفي‮ الوزارات والجامعات وهؤلاء هم الذين عليهم الرحيل لأن المحليات تضغط علي‮ الشعب وكان لها دور كبير في‮ نسبة التصويت ب»نعم‮« في‮ الاستفتاء‮.‬
ركوب موجة الثورة
‮ يوجد الآن من‮ يحاول أن‮ يركب موجة الثورة؟
‮- في‮ أي‮ ثورة في‮ العالم‮ يوجد دائما من‮ يحاول أن‮ يركبها وهذه أشياء متوقعة ولكن الجيش اذا سأل واستفسر وشارك مع القائمين عليها‮ يستطيع أن‮ يمنع ذلك‮.‬
‮يا دكتور من هم تحديدا الذين‮ يريدون ركوب موجة الثورة؟
‮- الأجنحة السياسية تريد أن تفوز بالثورة وهذا أمر طبيعي‮ ومن حقهم لكن المشكلة في‮ الغرباء عن الثورة وأقصد السلفيين وهم بأعداد كبيرة جدا وظهروا الآن مع أنهم كانوا‮ يعيشون في‮ أحضان أمن الدولة وطوال عمرهم كانوا‮ يقولون لا علاقة لنا بالسياسة وأن الخروج علي‮ الحاكم حرام شرعا فماذا حدث حتي‮ يغيروا رأيهم ويتواجدون بكثافة‮ غير أن اللعبة أعجبتهم ويريدون أن‮ يحصلوا علي‮ السلطة ولا أقصد السلفيين العاديين بل أقصد زعماء السلفية‮.‬
التيارات الدينية
‮ هل التخوف من السلفيين فقط؟
‮- لا وإنما من كل التيارات الدينية،‮ لأن الحكم الديني‮ دائما نهايته الظلام والكوارث والتاريخ‮ يؤكد ذلك لأن فترة الحكم الديني‮ في‮ أوروبا سميت بعصور الظلام ويوجد حكام في‮ التاريخ الإسلامي‮ قهروا الشعوب عندما حكموا باسم الدين ولننظر الي‮ الأوضاع في‮ السودان وأفغانستان وإيران فأي‮ معارض إيراني‮ يوضع في‮ السجن ويعذب وقد‮ يختفي‮ نهائيا لأن نظام‮ »‬الملالي‮« فوق البرلمان وعندنا فإنه منذ‮ 3‮ سنوات تم إقرار مشروع الإخوان والذي‮ ينص علي‮ أن مكتب الإرشاد فوق البرلمان وأعتقد أنهم‮ غيروا ذلك لأنه لا‮ يتماشي‮ مع الزمن‮.‬
‮‬البعض رأي‮ أن تجريم الاعتصامات ردة علي‮ مكاسب الثورة؟
‮- الاعتصام والإضراب حق طبيعي‮ للمواطن في‮ أي‮ مكان في‮ العالم والاعتصامات الفئوية لأناس مظلومين ومقهورين علي‮ مدي‮ سنوات طويلة مع أنهم بدأوا قبل الثورة لكن بعد الثورة أصبح المجال مفتوحا أمامهم ليعبروا عن مطالبهم والحل ليس تجريم الاعتصامات بل وضع جدول زمني‮ لتحسين أوضاعهم ورفع رواتبهم بحيث‮ يهدأ الناس ويكون لديهم أمل صادق‮.‬
‮ هل انتهي‮ الحوار بتجريم الاعتصامات؟
‮- لا،‮ لم‮ ينته بل حيز الحوار ضاق جدا بين الحاكم العسكري‮ وبين الشعب‮!!‬
‮ لماذا لم نر إجراءات حاسمة وسريعة بعد الثورة حتي‮ تهدأ الأمور؟
‮- في‮ الحقيقة إن المجلس العسكري‮ يحاول أن‮ يجعل الأمور تسير في‮ شكلها الطبيعي‮ ويعطي‮ القضاء العادي‮ صلاحياته كاملة وهذا أمر جيد ومهم لأن القضاء العسكري‮ يخلق مشاكل عديدة وقوية‮.‬
القوائم السوداء
‮‬ظاهرة القوائم السوداء هل من الممكن أن تقسم المجتمع؟
‮- هذه أشياء تظهر بعد كل الثورات لكن أتمني‮ من هذه الثورة أن‮ يحدث فيها نوع من التصالح والصفح في‮ مستوي‮ معين لأن الحزب الوطني‮ كان‮ يدعي‮ أن لديه‮ 3‮ ملايين عضو وبالطبع‮ 90٪‮ منهم موظفون صغار وفراشون وإذا كان شخص لديه شركة صغيرة فإنه‮ يصبح عضوا في‮ الحزب الوطني‮ حتي‮ لا تتم مضايقته،‮ فهؤلاء الصغار علي‮ الثورة أن تتسامح معهم‮.. أما القيادات الكبري‮ المؤثرة الذين أفسدوا الحياة السياسية والاقتصادية وأفسدوا مصر لابد أن‮ يكونوا عبرة لمن‮ يعتبر في‮ المستقبل ولا‮ يكون هناك تسامح معهم‮.‬
‮ هل من الممكن أن‮ يفرض علهيم حجر سياسي؟
‮- القيادات الكبري‮ في‮ الحزب الوطني‮ سيتم الحكم علي‮ معظمهم جنائيا وسوف‮ يتم منعهم وحبسهم بقوة القانون والشعب سيرتاح منهم بالتأكيد لكن التسامح الذي‮ أقصده مع الصغار كما فعل‮ »‬نيلسون مانديلا‮« عندما تصالح مع المواطن الأبيض وعلينا أن نفعل مثله مع أن معظم الشعب كان‮ غاضبا من إرهاب الرجل الأبيض‮.‬
تغيير العمداء
‮ وماذا عن مطالب الطلبة بتغيير العمداء؟
‮- في‮ العالم المتقدم الأستاذ‮ يقدم تقييما للطالب والطالب‮ يقدم تقييما للأستاذ في‮ كل محاضرة باقتراع سري‮ في‮ صندوق ويتم الفرز والتقييم عن طريق الكمبيوتر كل شهر وإذا كان الأستاذ مرفوضا تتم مناقشته وإقناعه بأنه مرفوض بسبب ما‮ يقوم به وإذا‮ غير أسلوبه‮ يستمر في‮ عمله وإذا رفض‮ ينهي‮ مجلس الجامعة تعاقده‮.‬
‮ ولماذا إذن لا‮ يبت المجلس العسكري‮ في‮ هذه الإضرابات؟
‮- المجلس العسكري‮ أصدر قراره باستمرار جميع العمداء في‮ الجامعات والدكتور سامي‮ عبدالعزيز لا‮ يعتبر الاضرابات تمس كرامته الشخصية ويري‮ أنه عميد للكلية وأن من حقه أن‮ يستمر لآخر ولايته هذا من وجهة نظره‮.‬
‮‬وماذا عن وجهة نظر الطلبة؟
‮- يري‮ الطلبة أن هذا الرجل كان اليد اليمني‮ الدعائية للنظام السابق ولجمال مبارك تحديدا وأنه كان‮ يقوم بالتشجيع الرهيب علي‮ الفوضي‮ والفساد في‮ البلاد وأن واحدا بهذه العقلية والتفكير لا‮ يستحق أن‮ يكون عميدا للكلية وهذه وجهة نظرهم‮.‬
دور حركة‮ 9‮ مارس
‮ وأين دور حركة‮ 9‮ مارس من تلك الأزمة؟
‮- بالطبع لنا دور‮. لكن الحركة بعد الثورة تأكدت من أن أشياء كثيرة كنا نطالب بها‮ يتم‮ تحقيقها مثل خروج الحرس من الجامعة وبالفعل خرج الحرس بعد ثورة‮ يناير وأيضا خروج أمن الدولة من الجامعة بل وخروج الفساد السياسي‮ الذي‮ كان متمثلا في‮ جمعية المستقبل التابعة لجمال مبارك وكل هذه الأشياء كنا نطالب بها ولكن الذي‮ لم‮ يتحقق بعد هو طريقة انتخاب العمداء ورؤساء الجامعات فمازلنا نطالب بأن تكون هذه المناصب بالانتخاب وليس بالتعيين‮.‬
‮‬وماذا عن اقتحام الشرطة العسكرية الحرم الجامعي‮ وهذه سابقة لم تحدث من قبل؟
‮- هذه الواقعة خطأ فظيع جدا والمفترض أنها لم تكن تحدث أبدا لكنهم ادعوا انهم اقتحموا الحرم لأن الطلبة كانوا‮ يحتجزون الدكتور سامي‮ عبدالعزيز،‮ والطلبة قالوا‮: إنهم معتصمون فقط ولم‮ يتعرضوا له وهو الذي‮ كان‮ يخشي‮ الخروج ولكن حدث الاقتحام وقامت الشرطة العسكرية بتفريق الطلبة مع انه من المستحيل أن‮ يحدث الاقتحام إلا في‮ ظروف خاصة عندما‮ يكون هناك أناس معرضين للموت أو توجد إصابات خطيرة‮.‬
وقفات تأييد الرئيس السابق
‮ لماذا ظهرت بعض الوقفات التي‮ تطالب بعودة الرئيس مبارك وهي‮ تحمل الصور واللافتات؟
‮- هذه أشياء ضعيفة ومحدودة ولن تؤثر في‮ شيء وليس لها قيمة ويقف وراءها أناس فقدوا الميزات التي‮ كانوا‮ يحصلون عليها من الحزب والحكومة ولا نعيرها اهتماما‮.‬
‮ هل من الممكن أن تنجرف الثورة الي‮ تصفية الحسابات؟
‮- لابد أن تحدث تصفية حسابات لكن الي‮ حد معين من مستويات القيادة من أعضاء الحزب الوطني‮ وكوادره المتمثلين في‮ جمال مبارك ورجاله الذين كانوا‮ يساعدونه في‮ إدارة الدولة ويسعون به الي‮ التوريث فكرسوا الفساد والتدليس والتزوير ونهب ثروات الدولة‮.‬
‮ هؤلاء مازالوا متواجدين في‮ الحياة العامة؟
‮- أشك في‮ ظهورهم وسط الناس ويوجد صديق حدثني‮ تليفونيا عن أن عمر سليمان في‮ نادي‮ السيارات‮ يتناول عشاءه وأنا عضو في‮ هذا النادي‮ فذهبت وبحثت عنه في‮ كل مكان في‮ النادي‮ ولم آره ولذلك أشك في‮ نزول هؤلاء وسط الشعب خشية سبهم أو الاعتداء عليهم فجميعهم الآن‮ يتوارون من الناس‮.‬
‮ معني‮ هذا أن الثوار متحفزون وواعون لما‮ يحدث من تحركات؟
‮- بالفعل هم متحفزون ولكنهم انقسموا الآن وهذا ليس بالخطأ لأنهم قادمون من خلفيات سياسية متنوعة منها اليسار واليمين والأصوليون والليبراليون أثناء الثورة لكن بعد الثورة الكل اتجه الي‮ حزبه‮.‬
‮تقصد انقساما أيديولوجيا؟
‮- نعم هو انقسام ايديولوجي‮ وليس اختلافا علي‮ الهدف والمسار فالجمعية الوطنية للتغيير كانت تقود الثورة بلجنة عليا وكنت عضوا فيها ويشارك معنا الاخوان والشيوعيون والليبراليون والوسطيون وكل الاتجاهات الفكرية والسياسية والحزبية لأنها كانت جمعية وطنية تقوم بالثورة ثم عاد الجميع الي‮ أحزابهم بعد نجاح الثورة‮.‬
انقلاب عسكري
‮ هل تخشي‮ من انقلاب عسكري؟
‮- بالطبع أخشي‮ من الانقلابات العسكرية لأن مجتمعنا عاني‮ من الانقلاب العسكري‮ في‮ يوليو‮ 1952‮ وحتي‮ نتجنب هذا الانقلاب لابد من التشاور ووجود علاقة متصلة بين الشعب والمجلس الأعلي‮ للقوات المسلحة ليتأكد المجلس من أن الشعب‮ يرفض الانقلابات العسكرية،‮ والأحزاب السياسية أيضا لها دور مهم وفاعل في‮ الحياة السياسية خاصة حزبا‮ »‬الوفد‮« و»التجمع‮« لأنهما الآن أكبر الأحزاب علي‮ الساحة والمفترض أن تزداد عضوية وجماهيرية هذين الحزبين لأنه بعد ثورة‮ يناير‮ يوجد ‮21 مليون مصري‮ قرروا الالتحاق بالأحزاب فكم منهم سينضم الي‮ »‬الوفد‮« و»التجمع‮« وعلي‮ الحزبين أن‮ يقررا ماذا سيفعلان في‮ الأيام القادمة حتي‮ تستمر مصر دولة مدنية تؤمن بالمواطنة والعدالة الاجتماعية والمساواة بين المواطنين،‮ وحتي‮ يكونا حزبين قويين ومؤثرين في‮ الحياة السياسية بما لهما من ثقل سياسي‮ وتاريخي‮ في‮ الواقع المصري‮.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.