سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هيكل يؤكد إتمام مخطط التوريث خلال العام الحالي ويكشف عن استعانة النظام بشارون لمنع اكتساح الإخوان للانتخابات .. وانتقادات عنيفة لرفض البابا الالتزام بأحكام القضاء .. وتحذير النظام من مصير ميلوسيفيتش إذا ماطل في الإصلاح .. ومطالبة بانتخاب المحافظين
نبدأ جولتنا اليوم من صحيفة " الدستور " المستقلة ، والتي احتفلت بمرور عام على عودتها للصدور ، وبهذه المناسبة أجرت الصحيفة حوارا موسعا مع الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل احتل ثلاثة صفحات كاملة ، وتصدرته عناوين ساخنة للغاية . وسوف نبدأ ببعض هذه العناوين ، ثم نعرض بعد ذلك لمقتطفات من بعض فقرات الحوار ، ومن أبرز العناوين " محمد حسين هيكل في حوار خاص ل " الدستور " : في الانتخابات المصرية الأخيرة اتصل شارون ببوش وقال له " الوضع خطير .. الإخوان سينجحون " وكان ما حدث في انتخابات الإعادة " .. إحدى الشخصيات المطلعة أكدت لي أن التوريث سيتم هذا العام .. لم أر في حياتي قمعا جاهلا وغلبانا وفقيرا ومدججا بالسلاح بقدر ما رأيت في جاردن سيتي .. الحكومة ذهبت خلال أسبوعين ثروة داجنة تقدر ب 8 مليار جنيه دون أن تتوقف ثانية واحدة لإعادة النظر .. عندما تغيب الرؤية يتحول الوزير من سياسي إلى بيروقراطي ويصبح كل همه البيع لأنه لا توجد قضية أو فكرة أو مشروع سياسي .. أمامك سلطة مشروعيتها موضع مساءلة كبيرة لكنها تراوغ في المشكلات ولا تحلها ولحظة الصدام آتية لا محالة .. نعم نعيش حالة فوضى ولكن وسك تلك الفوضى تتشكل قوى وتظهر أفكار وتلك هي الطريقة التي تجري بها الثورات والتطورات السياسية في العالم كله .. القضاة وحدهم لا يستطيعون ضمان نزاهة الانتخابات والبرلمان نفسه ليس تعبيرا عن الشعب وما دام الشعب خارج البرلمان غير قادر على أن يفرض إرادته مفيش فايدة .. لدينا حكومات عربية تستعين بإسرائيل لتسهيل مصالحها مع البيت الأبيض وتوسط شارون لحل مشاكلها مع الأمريكان .. ثقتي في الطبقة المالكة للأرض قديما أكبر من ثقتي في طبقة رجال الأعمال الحاليين .. الدرس السوري يجب أن يكون رادعا لفكرة التوريث وبصرف النظر عن جمال فالفكرة نفسها مهينة للجمهورية والشعب المصري وستكون مستفزة ونتائجها كارثية .. أريد للإسلاميين أن يعملوا دون أن يختزلوا وجودهم في شعار مغلق من قبيل " الإسلام هو الحل .. لا تستطيع أن تقول هذا الشعار ولديك 8 مليون قبطي وأنا أتمنى أن يكون الإخوان قد تغيروا " . ونتحول لعرض بعض الفقرات التي وردت في الحوار " * الدستور : ولاء حسني مبارك .. لمن ؟ . * هيكل : لديك مجموعة سلطة ومجموعة مصالح ، هذا هو ما يعبر عنه الوضع القائم ، وأريدك أن تأخذ في ذهنك دائما أن الصحافة لا تستطيع أن تنفصل عن العمل السياسي لأنها جزء منه ، الصحافة تصبح مستقلة يوم يصبح عندك قضاء مستقل قادر على الاستقلال ويوم تصبح عندك جامعات مستقلة ، يوم أن تكون عندك بيروقراطية – أي إدارة دولة - مستقلة عن أهواء الخنوع لاعتبارات السلطة ، لا يوجد شيء اسمه استقلال مؤسسة واحدة دون استقلال بقية المؤسسات لأن حركة مؤسسات أي مجتمع هي عملية تفاعلية . لقد وصلنا لأول مرة إلى حالة توازن بين قوة المجتمع وقوة السلطة ، وهذه هي اللحظة الخطرة التي نتحرك فيها ، اللحظة التي أخشى عليها أنا شخصيا ، بمعني أن هذا الدرب الطويل من التطور بداية من التجربة الناصرية وتجربة أنور السادات في الانفتاح ، ثم محاولات مبارك أن يمسك بالأمر الواقع ويجمده كما هو .. بالإضافة إلى التطور العالمي على صعيد التكنولوجيا والاتصالات ، هي العوامل مجتمعة وفرت وسائل قوة إضافية لهذا الشعب ووضعته لأول مرة في وضع فيه توازن مع قوة السلطة ، وهذه هي اللحظة الحرجة التي أتكلم عنها والتي نعيشها الآن ، فأنت الآن أمام قوى اجتماعية في البلد نمت لدرجة أنها أصحبت لأول مرة قادرة على أن تقف أمام السلطة ، لكن السلطة مازالت لديها أدوات ، سواء الأدوات القديمة الموروثة ، أو الجديدة المتمثلة في التكنولوجيا ، والتي يمكن أن تستخدمها كسلاح في صراعها أمام نمو المجتمع والنتيجة هي هذه اللحظة والتي أكرر أنها تثير مخاوفي ، فنحن أمام حالة قلق شديد جدا ، الطموحات تزيد وتزيد ، وهناك قوى اجتماعية تكبر وتتضخم وصور جديدة من التعبير عن الرفض وعملية غليان داخلي تحاول تلك القوى من خلالها أن تخرج لكن أمامك في المقابل سلطة قمع تواجهها وسلطة مال " سايب " ، أنت أمام حالة توازن قلق جدا ، صحي لكنه قلق . أخاف عندما نزيد الضغط أن ندفع إلى اليأس قوى قد تكون في أيدها أدوات للقمع لا تزال ، وهي قوى مزعجة ، سأضرب مثلا ، إذا أردت أن تعرف صورة البلد ، بما فيها الصحافة ، أذهب إلى جاردن سيتي حيث تقع السفارتان الأمريكية والإنجليزية ستجد كمية رهيبة من الرموز المشيرة إلى الجهل ، إنهم يشعرون بالخوف ، فماذا فعلوا ، وضعوا متاريس ، جلبوا قوات أمن ، قفلوا الشوارع ، وقلبوا الدنيا ، جعلوا الحياة مستحيلة في بقعة كانت جميلة ، إننا أمام جهل مطبق ونظم يلجأ إلى القوة بطريقة غير معقولة ولا يحفظ أمنه عن طريق معلومات أو أدوات مع أن لديه كل أساليب التكنولوجيا ، لكنه تركها جميعا ولجأ إلى المتاريس والمسدسات والرشاشات ، لم أر في حياتي قمعا جاهلا وغلبانا وفقيرا ومدججا بالسلاح بقدر ما رأيت في هذه المنطقة " جاردن سيتي " وهذا يعكس لك طريقة تعامل هذا النظام " . وأضاف هيكل " أن أكثر ما يقلقني هو تلك النظرة العصبية الموجودة في البلد ، العصبية التي تعالج بها الأشياء دائما ، العصبية التي عولجت بها أزمة أنفلونزا الطيور ، نحن أمام حكومة قررت من أول لحظة أن تخلي مسئوليتها فتثير الفزع وسط الناس ، ليس عندها ثقة في الناس والناس ليس عندهم ثقة في الحكومة ، والنتيجة هي أنك خلال أسبوعين من القلق ذبحت ثروة تقدر ب 8 مليارات جنيه ، ولم تستطع أن تتوقف ثانية واحدة للتفكير ، أحيانا أقول إن أكثر ما نريده في البلد هو " وقفة " نفكر خلالها " إحنا رايحين فين " ، لأننا لا نقوم بأي مراجعة . ما يحدث في البورصة والاقتصاد عندك لا يصنع نموا بشكل حقيقي ، فقط لديك حالة فوران مالي من الأموال القادمة من الخليج لأن هناك فوائض في البترول ، وهنا في مصر أصول يتم تسييلها ، خذ ما حدث في القطاع العام كدليل ، المشروعات التي أنشأت في زمن جمال عبد الناصر بل ومن أيام طلعت حرب يجري تسييلها ، الآن النظام يأخذ مدخرات هذه الأمة التي هي من حق أجيال كثيرة قادمة وينفقها ، وهذا أمر غريب ، في أحد الأيام كنت أتكلم مع أحد المسئولين ( بدون ذكر أسماء ) وقال لي يا أستاذ هيكل نحن نولد اليوم كمية من الكهرباء تساوى ما ينتجه السد العالي ثلاث مرات ، قلت له صحيح ، ولكن تلك الكهرباء تولد من البترول ، طاقة تحترق لتتحول إلى طاقة ، ومعظم البترول الباقي عندك هو الذي تم اكتشافه سنة 1964 في مرجان وبلاعيم ، يعني لم يتم إنتاج شيء جديد له قيمة ، أنت تأخذ ثروة من مدخرات الشعب المصري وتقوم بتسييلها . أنا ذكرت من قبل واقعة مهمة ، وهي أن إسرائيل لم تكن بعيدة عن الانتخابات البرلمانية الأخيرة وفي انتخابات الإعادة للمرحلة الثانية تحديدا ، حيث أجرى شارون مكالمة مع الرئيس الأمريكي جورج بوش قال له فيها " سيادة الرئيس ما يحدث في مصر الآن خطر للغاية ، الانتخابات أسفرت حتى الآن عن نجاح ظاهر للإخوان المسلمين والإخوان سيتصلون بحماس وحزب الله وأيضا بإيران ، هناك محور شديد الخطورة يظهر في المنطقة " ، وأنا قلت هذا الكلام كمخبر صحفي وليس كمحلل ، ولك أن تستنتج ما تشاء بعد ذلك ، هل تعرف أن لديك مجموعة من الحكومات العربية تستعين بإسرائيل لتسهيل مصالح مع أمريكا ؟ ، هناك حكومات تستعين بإسرائيل لحل مشاكلها مع الأمريكان ". وردا على عدة أسئلة للصحيفة حول توريث السلطة في مصر ، قال هيكل " لا أحد يعرف الحقيقة ، لكنا نتخبط مثل من يبحثون عن قطة سوداء في غرفة مظلمة ، زارني من أسبوعين شخص مطلع ، وأنا أعلم أنه يعلم ، وقال لي إن التوريث سيتم هذا العام، قلت له : معقول ؟ ، قال : التوريث لا بد أن يحدث العام الجاري لأن الظروف حاليا مع تنامي قوى المعارضة جعلت التوريث يجب أن يتم في وجود الرئيس ، لأنه إذا فاتت فرصة حضوره وقوته انتهى الموضوع ، هذا كان كلام الرجل العليم ، ولكن من ناحية أخرى أمامي تأكيدات أن ذلك لن يحدث ، هذا كله جزء من عملية " توازن القلق " وهو ما يؤدي إلى احتكاكات قد تؤدي إلى كوارث لكن تصحبه في نفس عملية تمويه وإخفاء للحقائق ، لدرجة تجعلني لا أعرف شيئا ، هناك شواهد تؤكد " نعم" ، وهناك شواهد أخرى تقول " لا " ، وتلك ليست " فوضى خلاقة " بل هي " غموض ثقيل " غموض غير طبيعي وعلى رغم كل ما يقال وينشر كل أسبوع لا يزال المجهول أكثر من المعروف لأن الحقائق الأساسية التي يجب أن يعرفها كل الناس لتكوين رأي معين غائبة . إن منطق التوريث في حد مهين للجمهورية والشعب المصري ، ثم أن مبارك نفسه قال في يوم من الأيام إن التوريث لن يحدث ، وكذلك قال جمال بنفسه إنصافا له ، وأنا اعتمدت على كلام الاثنين ، الأب والابن ، من جهة أخرى هناك قوى ومصالح تريد أن تدفع بجمال ، لكن السؤال إذا كان ذلك سيحدث أم لا يزال مجهولا ، يمكن أن يحدث ولكن ستكون له نتائج كارثية على هذا البلد لأنه استفزاز لا يحتمل في هذا الوقت . ثم أنه لا يليق أن يقول الباز إن مبارك سيترك البلد عندما يجد البديل ، لن يظهر بديل من اختياره ، البديل سيظهر عندما تترك حركة التفاعلات السياسية والفكرية مفتوحة لتؤتي ثمارها ، أنت في بلد شديد المركزية والسلطة فيه متركزة في يد واحدة ، وعليك أن تبدأ من هنا ، أن تفكك قبضة السلطة أو تقتنع بأن يكون لديك مجلس مستشارين داخل الرئاسة ، أنا اقترحت مرات إنشاء مجلس رئاسي بجوار الرئيس ، حتى تشهد هذه المؤسسة حيوية أوسع ربما تطرح بدائل " . ما جاء في حوار هيكل ، قام صلاح الدين حافظ في صحيفة " الأهرام " الحكومية ، بتلخيص مضمونه في مقاله اليوم ، والذي استعرض فيه مصير كل من صدام حسين وميلوسيفيتش، وكتب يقول " لم تكن الثورات والانقلابات والاغتيالات لتحدث, لو أن الضرورة الحياتية في التغيير والتطوير قد وجدت طريقها الطبيعي سالكا, نحو بلوغ الهدف الطبيعي للإنسان العادي, في العيش بحرية وكرامة واكتفاء.. والفارق الرئيسي, بين نظم الحكم المستنيرة التي تعتمد الديمقراطية أسلوبا ومنهجا وممارسة, وتلك الأخرى التي تمارس الاستبداد والقهر, يكمن في مدي الإحساس بحقيقة مشاعر الشعب ومطالب المواطنين العاديين, قبل وفوق مشاعر ومطالب الحاشية والمنافقين والمزايدين والمبررين! . وأحسب أننا نمر الآن بمرحلة فاصلة في تاريخ الأمة, وفي لحظة فارقة من عمر الزمن, تلك التي نحسب فيها بدقة ونحاسب بعدل ونتحاور بحرية, فإما أن نلبي حاجة الضرورة الحياتية في التغيير والتطوير وانتهاج الإصلاح الديمقراطي الحقيقي, وإطلاق الحريات العامة وإزاحة عصابات الفساد وتراث الاستبداد, وإما أن نبقي الحال علي ما هو عليه, نتحدث عن التغيير ونراوغه, نتغنى بالتطوير ونجهضه, نطلق الوعود والبرامج والتصريحات بالنهار, لكي يطويها ليل النسيان. المؤكد أن ليل النسيان لن يأتي علينا كما كان يخيم في الماضي, فقد تغير الزمن وتبدلت الظروف في الداخل ومن حولنا, رغما عن إرادتنا في الحقيقة, لأن من يمسك بزمام الأمور هنا, لا يمكنه أن يمسك بالزمن كله في كل مكان, ذلك أن عصر العلم والتكنولوجيا والحرية وتدفق المعلومات والإعلام, قد أحدث ثورة حقيقية في الحضارة الإنسانية المعاصرة لا ارتداد عنها ولا انقلاب!! " . ننتقل إلى صحيفة " الوفد " المعارضة ، حيث شن محمد أمين هجوما حادا على تجاهل الحكومة للأزمة الأخيرة التي ضربت البورصة المصرية ، مما كبدها خسائر تجاوزات عشرة مليارات جنيه ، وكتب يقول " يتصور البعض أن انهيار البورصة فجأة في يوم الثلاثاء الأسود، كان هدفه إحراج الدكتور نظيف في لندن، بينما كان يتحدث عن الإصلاح الاقتصادي في مصر.. وهو احتمال على كل حال قد يصيب وقد يخطئ، لكنه قبل ذلك وبعده يكشف عن وجود خلل في النظام.. كما يكشف عن انعدام المناعة وإصابة البورصة »بالإيدز«، مما أدى إلى تعرضها لانهيار مفاجئ، وربما أيضاً بسبب حالة أنفلونزا عارضة.. والغريب أن الدولة بكامل هيئتها تحدثت عن الكارثة بأنها »عادية«، وأنها تحدث في بورصات كثيرة على مستوى العالم.. وفى دول مجاورة خاصة السعودية والكويت، وبالتالي فنحن لسنا بدعة، وكلنا في " الهوا سوا".. وقال نظيف ومحيى الدين إن مرجع ما حدث سببه بعض كبار رجال الأعمال والمستثمرين وهم أجانب.. لأن المصريين لا يفعلون ذلك.. وهو كلام إنشائي وتحليل غريب، ولم يذكر أحد أن ما حدث قد يكون سببه أن الحكومة تقريباً كان نصفها في لندن، ونصفها الآخر يحزم حقائبه إلى نيويورك.. في إطار بعثة "الشحاتة"، التي يسمونها تأدباً "طرق الأبواب"!! . مآسي كثيرة وكوارث عديدة تطرق أبوابنا، ونرجع أسبابها إلى أن هناك من يريد إحراج الحكومة، أو إلى الصراع بين الحرس القديم والحرس الجديد.. وأنا أسأل هل كانت أنفلونزا الطيور هدفها إحراج نظيف.. وهل كانت كارثة غرق العبارة تستهدف شيئاً من هذا القبيل ". وأضاف أمين " أتصور أن الحكومة قد تقول أيضاً إن فضيحة صفقة عمر أفندي كان لها نفس الغرض، بما صاحبها من ضجة إعلامية أو بلاغ للنائب العام، ثم سكتت الحكومة بحجة أنه من غير اللائق التعرض لصفقة كهذه، سواء بالتلميح أو التصريح قبل أن يصدر قرار النائب العام(!!)، وهو مبرر قد نقبله في هذا الإطار.. وقد نقول إن مهمة الحكومة أن تتحدث عن سياسة الخصخصة بشكل عام، وليس عن صفقة بعينها.. لذلك ليس غريباً أن نسمى ذلك هروباً.. وكم هربت الحكومة من التعرض لقضايا ملأت الدنيا وشغلت الناس.. كأنها لم تحدث من حال الأصل!! . الذين يتحدثون عن إحراج، أظنهم يلتمسون الأعذار للدكتور نظيف وينحازون إليه، ويقولون إنه "مستهدف" من الإعلام.. والذين يقولون إنه "هروب" أو "فشل" أقرب إلى الواقع، ومع ذلك فنحن إزاء كوارث.. العرض فيها مستمر.. ويمكنك أن تحصر خلال الشهرين الماضيين العديد من هذه "البلاوي"، حتى قيل إن هناك "أعمالاً سفلية" لهذه الحكومة، مما يجعلها تخطو خطوات سلبية يجنى آثارها الرأي العام الذي مازال يقاسى الأمرين، والله أعلم ما الذي يحمله المستقبل.. ونسأل الله السلامة!! . والصفقات والكوارث في حكومة نظيف مرتبطة ببعضها تمام الارتباط كوجهي العملة.. إحداهما "ملك" والأخر "كتابة.. بينما أتوقف مذهولاً أمام حكم محكمة أمريكية، قدرت تعويض 50 مليون دولار لمدخن أصيبت رئتاه بالسرطان.. نتيجة تدخين نوع معين من السجائر.. وهو ما يشعرك بالفارق الكبير بين البني آدمين.. وبين المصريين؟! " . نتحول إلى صحيفة " روز اليوسف " الحكومية ، حيث وجه الكاتب القبطي جمال أسعد انتقادات حادة لرفض البابا شنودة حكم محكمة القضاء الإداري بإلزام الكنيسة بتزويج من صدرت لهم أحكام قضائية بالطلاق ، وكتب يقول أثار تصريح البابا شنودة المستفز الرأي العام حيث إنه قد وضع حكم المحكمة في مقابل مخالفة تعاليم الإنجيل ، كما أن التصريح يحمل صراحة رفضا صريحا لتنفيذ حكم محكمة القضاء الإداري ، فما هي الإشكالية هنا ، لا شك أن تغليف تصريح البابا بمسحة الدفاع عن تعاليم الإنجيل يدخل القضية في غير موضعها وكأنه يصور ، خاصة للمسيحيين وفي اجتماع روحي بالكنيسة ، كأن المحاكم تصدر أحكاما تصدر تعاليم الإنجيل ؟، وهذه لا شك مخاتلة مقصودة ، خاصة في ظل هذا المناخ المتوتر الذي نعيشه الآن ، وبالتالي لا يجب وليس من حق البابا أن يعلن رفض حكم محكمة بهذا الشكل الذي يتجاوز تقدير القانون واحترام الأحكام ، فهناك إجراءات قضائية من حق البابا أن يطعن على هذا الحكم من خلالها ، وهذا غير رفض الحكم بما يعني عدم تطبيقه وعدم احترامه بما يجعل المجتمع يجنح للفوضى وكأننا نعيش بدل القانون بقانون الغاب ، كما أن الواجب كان يحتم الطعن في الحكم وهذا حق قضائي للبابا وذلك قبل إصدار هذا التصريح المغلف والتغليف هنا هو الاستناد إلى تعاليم الإنجيل . وهنا لا أحد يمكنه أن يسقط أو يتجاوز تعاليم الإنجيل – والنص الإنجيلي هنا هو نص يخضع تفسيره إلى التعامل مع روح النص وليس حرفيته حسب ما جاء بالإنجيل ، وقضية الطلاق لا شك أنها قضية شائكة للغاية" . وأضاف أسعد " لماذا هذا التصريح الذي يسقط تنفيذ الأحكام في تحد سافر بهذا الشكل ، هل هو استغلال للمناخ المتوتر الناتج عن محاولة تدويل قضية الأقباط في الأممالمتحدة ، وهل لو أصر البابا على عدم الطعن في الحكم حسب الإجراءات القضائية المعروفة وأصر أيضا على عدم تنفيذ الحكم ، ألا يكون ذلك تحديا لا يجب للمنظومة القانونية والأحكام القضائية ، وهل بهذه الطريقة تسقط القوانين ، وهل تكون القضية مادة لبعض أقباط المهجر للعب بها وتصوير الأمور وكأن القوانين ضد المسيحية ؟ . من الذي يشرع للأقباط الدولة أم الكنيسة ؟ ، وهل الكنيسة بديلا عن مجلس الشعب . التصريح فيه تصعيد غير مطلوب ويفتقد الحكمة التي اتصف بها البابا في أيام سابقة ، وأتمنى ألا يسفر هذا الموقف وكأنه نتيجة لضعف الدولة مع الكنيسة مجاملة للخارج ، فالقانون قانون المصريين ويطبق على جميع المصريين ، ولا بد للبابا أن يدرك أن هناك حالات طلاق تصل إلى عشرات الآلاف وكلها تمثل قنابل موقوتة ، مع العلم أن المغالاة في ذلك نتائجه خطيرة ، فتمسك الكنيسة الكاثوليكية بعدم الطلاق حتى مع علة الزنا ، جعل الغالبية الغالبة من الكاثوليك ، يتزوجون زواجا مدنيا بعيدا عن الكنيسة ، فهل يريد البابا أن نصل إلى تلك النتيجة " . نتحول إلى صحيفة " المصري اليوم " المستقلة ، حيث دافع سليمان جودة عن فكرة اختيار المحافظين بالانتخاب بدلا من التعيين ، لافتا إلى أن هذه الفكرة قديمة ، لكن توجد العديد من العوائق والمشكلات التي تمنع تنفيذها ، وكتب يقول " تتجدد هذه الأيام، دعوة قديمة، إلي انتخاب المحافظين.. وليس هناك عاقل، يستطيع أن يقف في وجه دعوة من هذا النوع، خاصة أن دولاً عربية سبقتنا في هذا الميدان، وتخلفنا نحن عنها بمراحل. فالإمارات العربية، مثلاً، فيها سبع إمارات، كل إمارة بمثابة جمهورية شبه مستقلة ، صحيح أن حاكمها لا يأتي بالانتخاب، ولكنه يمارس عمله، بعد مجيئه، باستقلالية لا يتمتع بها المنتخبون علي أي مستوي في بلادنا التي تزهو بما ليس عندها.. وكان السادات قد فكر في عام 77، في أن يجعل المحافظ في محافظته، رئيساً للجمهورية، علي نحو أو آخر، وقرر البدء في تنفيذ الفكرة فعلاً، بغير انتخاب طبعاً، واقترنت الحكاية بضجة إعلامية هائلة يذكرها الجميع، لولا أن كل شيء، شأن الكثير من أمورنا، قد تحول إلي ما يشبه الموضة، التي لا تلبث إذا ظهرت في الربيع، أن تختفي تماماً في الخريف!!.. ولا يعود لها أثر!! " . وليس هناك شك، في أننا نتمنى أن تكون كل المستويات القيادية عندنا، بالانتخاب، بدءاً من عميد الكلية، ورئيس الجامعة، مروراً بالعمدة في أي قرية، وانتهاء بالمحافظ في شتي الأقاليم.. لولا أن هناك ثلاثة موانع، في تقديري، تعترض هذه الفكرة. الأول، أن بلادنا بطبيعتها يقوم نظام الحكم فيها، علي فكرة الأمن، باعتبارها محوراً أساسياً فيه، وقاعدة ينهض عليها، ولا ينهض علي سواها.. ومن شأن سطوة فكرة الأمن، وسيطرتها علي هذه الصورة، أن تجعل الدولة التي تعمل بها، دولة شديدة المركزية في كل شيء، بحيث تبدأ مختلف الأمور، من القاهرة، وتنتهي عندها.. وتحديداً من عند قصر الحاكم!.... والمركزية، بطبيعتها هي الأخرى، ضد أي انتخاب، ونقيض له علي طول الخط! " . وأضاف جودة " المانع الثاني، أن حكوماتنا المتعاقبة، عودتنا علي أن تتبني الأفكار عديمة القيمة، والتي لا شأن لها، وعودتنا أيضاً علي أن تغض البصر، عن أي فكرة محترمة، وبالتالي فقد نشأ الناس، منذ صغرهم، علي هذا الأساس المتهاوي...وسوف تكون المناداة بانتخاب المحافظين، فكرة صادمة للثقافة العامة، التي شاعت وسادت، وسوف تبدو أيضاً غريبة في بلاد غريبة، كأنها نبت شيطاني لا صلة له بهذه الأرض!! أما المانع الثالث، وربما يكون الأهم بينها، فهو أن أحداً لم يفصح، عما إذا كان المحافظ الذي سوف ننتخبه، سوف يكون من العمال، أم من الفلاحين،.. وإذا كانت نغمة السخرية تبدو ظاهرة، في هذه النقطة، فهي ليست صحيحة ولا هي مقصودة!!.. لأن المشكلة قائمة فعلاً، ومن الجائز جداً، أن تخرج أصوات من بيننا، وقت انتخاب المحافظين، تطالب بأن يكون لكل محافظ منتخب، فردة أخري من العمال!! فإذا لم نأخذ بهذا الطلب، طعن عليه كثيرون، لأن انتخاب المحافظين، بغير تحديد ما إذا كانوا عمالاً أو فلاحين، سوف يتصادم علي نحو مباشر، مع الدستور". نتحول إلى صحيفة " الأهرام " الحكومية ، حيث قدم الدكتور عبد العزيز حمودة ما يمكن اعتباره رؤية من الخارج لمراحل وصول أنفلونزا الطيور إلى مصر ، حيث كان في ذلك الوقت في رحلة إلى الصين ، وكتب يقول " كانت الأخبار تتوالي يوما بعد يوم بوصول أنفلونزا الطيور إلي دولة عربية بعيدة, ثم إلي دولة عربية قريبة, إلي دول الخليج مرة والي تركيا وإسرائيل مرة أخري, إلي أن أصبحت تلك الأنفلونزا تحيط بنا في مصر إحاطة السوار بالمعصم, وبرغم ذلك كانت تتوالي البيانات الحكومية المصرية عن خلو مصر من أنفلونزا الطيور اللعينة, وكأن مصر محجبة بعد أن أوكلت الحكومة إلي بعض الشيوخ الموثوق في قدراتهم الخارقة علي كتابة بعض أحجبة لحمايتنا من هذا البلاء, وكنا نتابع بالطبع ذلك الإنجاز الرائع بكثير من ابتسامات السخرية!! وفي أثناء ذلك كله, من باب التذكرة فقط, لم نتوقف أنا وزوجتي عن أكل الفراخ التي لا نحبها كثيرا. في تلك المرحلة الأولي, مرحلة الإنكار قبل الإعلان عن وصول الأنفلونزا أخيرا إلي مصر, كان سلوك المسئولين نمطيا وتقليديا, فقد اعتدنا لسنوات طويلة أن يقوم المسئولون بالإنكار سواء تعلق الأمر بالكوليرا أو الحمي القلاعية أو جنون البقر وهو سلوك يعني واحدا من أمرين أو الأمرين معا, أولا: انعدام الثقة في الشعب المصري, وقدرته علي التعامل مع الأحداث بنفس نضج الشعب الصيني أو الشعب الاندونيسي أو الشعب التركي, ومن ثم يلجأ المسئول في موقعه إلي الإنكار, وثانيا أن المسئول في موقعه, في أي وزارة كان, يضع نفسه منذ اللحظة الأولي في موقف الدفاع عن النفس حتى يضمن أولا تجنب موجة الغضب الشعبي المتوقعة عليه, وحتى يقنع المسئولين الأعلى منه بحسن أدائه وتصرفه حرصا علي كرسي السلطة, انه بذلك يرسل رسالة إلي رئيس الوزراء أو رئيس الجمهورية ببريء بها نفسه مما حدث, دون أن يدرك أن السلوك الحضاري الناضج يتطلب شجاعة الإعلان عن الحقائق أولا بأول مع اتخاذ كل التدابير الفعالة للتعامل مع الأزمة في أبعادها الحقيقية, وحينما فقدت انجلترا منذ بضع سنوات ثروتها الحيوانية بالكامل إثر انتشار مرض جنون البقر, لم تسقط حكومة توني بلير آنذاك, لأن المعول في المحاسبة تمثل في قدرة الحكومة علي التعامل مع حقائق الأزمة وليس في انكارها ". وأضاف حمودة " كان الموقف أكثر إثارة للأشجان حينما اضطرت الحكومة, أخيرا, إلي الإعلان عن وصول أنفلونزا الطيور إلي مصر, وقد أبدي الجميع دهشتهم لذلك الإعلان الفجائي عن وجود آلاف الحالات وفي أكثر من عشر مزارع علي ما أذكر, وفي رأيي أنه لا مجال للدهشة هنا, إذ كان من الضروري أن يتم الإعلان بالطريقة التي تم بها بعد شهور من الإنكار, فالحكومات التي تثق في شعوبها تعلن عن حالات الأنفلونزا يوميا, سواء كانت خمس أو عشر حالات, بل حالات الوفيات بين البشر إن وجدت أولا بأول, أما نحن فقد ظللنا ننكر وصول المرض إلي أن أصبح وباء حقيقيا أعلن عنه دون كياسة سياسية أو اقتصادية, لم يقل لنا مسئول قبل ذلك الإعلان بشهر مثلا أن ثلاث دجاجات شعرت بصداع قوي, وبعد الكشف عليها تأكد للمسئولين انه صداع نصفي تم التعامل معه وأعيدت الدجاجات الثلاث إلي أصحابها في صحة جيدة, أو أنه تم الاشتباه في سبع دجاجات أخري أصيبت بالانتفاخ وبعد الكشف الرسمي عليها تبين أنها مصابة بحالة اكتئاب مفاجيء نتيجة المعاملة اللاانسانية التي يمارسها مربو الدواجن معها!! ". نعود إلى صحيفة " المصري اليوم " حيث تطرق حسنين كروم إلى الجدل الذي أثارته صفقة بيع شركة " عمر أفندي " ، لافتا إلى أن أبواق لجنة السياسات لم تكتف بالدفع عن الصفقة وعرابها الأكبر الدكتور محمود محيي الدين وزير الاستثمار ، ولكنها ذهبت أيضا إلى حد اتهام الحكومة بعدم الدفاع عن محيي الدين في محاولة منها لكبح جماح الصعود السياسي لمحيي الدين ، وكتب يقول " إن النظام انتهي تاريخياً وواقعياً، وأن مصر طوت صفحته وبدأت في فتح صفحة جديدة، ومهما برزت أمامنا من مظاهر قوة وبطش له، بل مهما قدم من تنازلات جزئية، فليس ذلك دليل قوة وثقة، لأن الأهم، أن قوي التغيير برزت علي الساحة، وبدأت تتحرك، وتزداد جرأتها، لا في تحدي النظام، وإنما في تحمل ضرباته رغم تنوع أساليبها: وتجتذب إليها قوي جماهيرية كانت بعيدة عن العمل السياسي ، إلا أنها تحت وطأة مشاكلها الاقتصادية بدأت تدخل حلبة تحدي النظام، والضغط عليه بالتظاهر دفاعاً عن مطالبها الخاصة، والتي سرعان ما ستتحول لقوة ضغط سياسي . ولذلك لم تكن مصادفة، أن تندفع كل مجموعة تُصاب أوضاعها بالضرب إلي التجمع والتظاهر، وأحدثها مظاهرات أصحاب محال بيع الطيور والمزارع الصغيرة، وبعض عائلات الذين غرقوا في فضيحة العبارة «السلام 98»، وقبلها عائلات المعتقلين بقوانين الطوارئ وآلاف الاعتصامات والمظاهرات في مختلف المحافظات، كل مجموعة لها مشكلة لا تستطيع حلها مع أي مسئول تسرع للاعتصام والتظاهر حتى لو كان عدوها عشرين أو ثلاثين بعد أن كانت تموت رعباً منه، ومن يلجأون لهذا الأسلوب لا انتماءات سياسية لهم وإنما تحركهم مصالحهم الضيقة أو الفئوية، ودون أن يكون بينهم رابط تنظيمي حتى صغار المستثمرين في البورصة، تظاهروا أمامها، بعد الخسارة التي لحقت بهم، ولو تمعنّا في الظاهرة، سوف نلمس رباطاً يجمع كل هذه التحركات وهو الإسراع باتهام النظام بأنه المسئول عن خلق مشاكلها أو تعمد عدم حلها وبالفساد وحماية الفاسدين ". وأضاف كروم " لا أعرف إن كان منا من لاحظ أن بعض المرتبطين بأمانة السياسات بالحزب الوطني، لم يدافعوا عن وزير الاستثمار فقط، وإنما اتهموا رئيس الوزراء وعدداً آخر منهم بالتآمر علي الوزير، لقطع الطريق عليه ليكون رئيس الوزراء المقبل، باعتباره الأصغر سناً، والأكثر شهرة وجرأة. ودليل المؤامرة أن مجلس الوزراء لم يتحرك دفاعاً عنه، وبعدها أدلي الدكتور نظيف بتصريحاته عن توافر الشفافية في عملية الخصخصة ومنها بيع عمر أفندي، رغم أن القضية أمام النيابة، أي أن الاتهامات بالتآمر علي الفكر الجديد تركت الحرس القديم مثل صفوت الشريف وكمال الشاذلي، وطالت أصحابه، ولا نعرف من الذي يريد منهم قطع طريق محيي الدين لرئاسة الوزارة، نظيف، أم يوسف بطرس غالي، أم سامح فهمي، أم أن هناك أجهزة أخري أصبحت تري في سياساته خطراً علي الأمن القومي أو الاجتماعي.. ربكم الأعلم ". ننتقل إلى صحيفة " الأهرام " حيث أبدى صلاح منتصر استغرابه من الكميات الضخمة التي يتم ضبطها من أقراص "الفياجرا" أثناء محاولة إدخالها للبلاد ، وكتب يقول " هل معقول كل هذه الملايين التي نسمع عن ضبطها من أقراص الفياجرا علما بأن القاعدة المعروفة هي أن ما تتمكن الأجهزة من ضبطه لا يتجاوز, في أحسن الأحوال 15 أو20 في المائة وربما عشرة في المائة من التي ينجح الآخرون في تهريبها, ولا يتم ضبطها, فهل وصلت السوق المصرية إلي هذا الحجم من الطلب علي الفياجرا؟ . سألت أكثر من صاحب صيدلية ممن لهم علاقة مباشرة ومعرفة بما يحدث في السوق, وخرجت من إجاباتهم بما يلي: أغرب حقيقة اكتشفتها هي أن الشباب هو المستهلك الأكبر لهذه الأقراص الزرقاء, بينما الذين أنتجوها أصلا كان هدفهم مساعدة الأزواج الذين تقدمت بهم السن وتجاوزوا الستين. اعترف لي صاحب صيدلية بأن أخاه سنه35 سنة وله خمس سنوات وهو يستخدم الفياجرا لأن عمله يستهلكه ويعود إلي بيته مهدودا فيحاول عن طريق الحبة الزرقاء استعادة بعض قواه. قال لي صيدلي آخر إن قلة الفلوس جعلت الكثيرين يحجمون عن الزواج ويدبرون أحوالهم بطريقة غير مشروعة, وعندما يتزوجون يكتشفون أنهم يعانون الضعف الذي يعالجونه بالفياجرا. قال لي صيدلي ثالث إنه علي عكس ما يبدو من زيادة مصادر المعرفة, فإن الصورة التي يراها تكشف عن عدم معرفة معظم شبابنا بما سماه الثقافة الجنسية مما جعل عددا كبيرا منهم يتجه إلي الفياجرا وغيرها بنفس الطريقة التي تعود أن يلجأ بها إلي الآلة الحاسبة ليتولى جمع أو ضرب أو طرح أي أعداد بعد أن تجاهل حفظ جدول الضرب مثل الأجيال القديمة! " . نختتم جولة اليوم من " المصري اليوم " حيث شكك محمد البرغوثي في تصريحات الدكتور أحمد نظيف حول تحسن أوضاع الاقتصاد خلال الفترة الماضية ، متسائلا عن المصدر الذي اعتمد عليه نظيف للإدلاء بهذه التصريحات ، وكتب يقول " عندما يصر الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء علي أن الاقتصاد المصري استرد عافيته وحقق معدلات نمو لم يكن هو شخصيا يتوقعها.. فعلينا أن نصدقه، بوصفه رئيس وزراء بلد آخر لا نعرفه، ولا نتلطم يوميا في شوارعه وقراه وحقوله ومصانعه فلا نعثر فيها إلا علي مزيد من الترهل والانهيار والفساد علي كل الأصعدة. الرجل يتحدث عن معدلات نمو بلغت 6.1% خلال الربع الأخير من السنة المالية الماضية، أي في الشهور الثلاثة التي تبدأ من 4/1 وتنتهي في 6/30 من عام 2005 ، وهي ذاتها الفترة التي شهدت صخبًا سياسيا غير مسبوق في تاريخ حكومات الحزب الوطني الذي كان مشغولاً ومعه حكومة نظيف آنذاك بطبخ المادة (76) من الدستور بطريقة ماهرة تؤدي في نهاية المطاف إلي إعادة انتخاب الرئيس مبارك لفترة رئاسة خامسة، وتمهيد الأجواء بعد ذلك لتوريث مقعد الرئاسة إلي السيد جمال مبارك ". وأضاف البرغوثي " من أين أتي نظيف بهذا النمو الذي فاق توقعاته؟! الحقيقة أن رئيس الوزراء يستند إلي تقارير أجهزته بالإضافة إلي التقرير الأخير للبنك المركزي المصري الصادر في فبراير الماضي، وهي تقارير تذهب إلي أن صادرات مصر في السنة المالية 2004/ 2003 بلغت 451،10 مليار دولار، ثم ارتفعت في السنة المالية التالية 2005/ 2004لتصل إلي 13.833 مليار دولار، ولكن الوقوف عند خانة الصادرات دون النظر إلي الواردات عن نفس الفترة، هو الذي يؤدي إلي انطباعات مضللة، والتقارير ذاتها تشير إلي أن واردات مصر في سنة 2004/2003 بلغت 18.286 مليار دولار، ثم ارتفعت في العام التالي لتصل إلي 24.193 مليار دولار. ورغم أن هذه الأرقام في حد ذاتها تشير إلي عجز واضح في الميزان التجاري، فإن الجانب الأخطر من التضليل يكشفه التقرير الأخير الذي صدر قبل أيام عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، والذي يؤكد أن 95% من الزيادة في صادرات مصر جاءت من زيادة معدلات بيع البترول الخام والغاز الطبيعي، وتلك في حد ذاتها كارثة استراتيجية، خصوصا إذا علمنا أن الغاز مثلا يباع بربع ثمنه، وأن كل المصانع المصرية تعمل بنصف طاقتها لأنها تعاني من أزمة طاقة طاحنة، وهناك تقارير محترمة تؤكد أن مصر بعد 7 سنوات فقط ستضطر إلي استيراد البترول ذاته لتغطية الاحتياج المحلي من الطاقة! ".