أختلف مع الطب الحديث رغم أنني لست طبيباً ولا تربطني بالطب أي صلة إلا من خلال الأطباء المعالجين الذين أزورهم بين وقت وآخر إذا شكوت علة أو مرضا فيعطونني العلاج المناسب. والسبب الذي جعلني أختلف مع الطب الحديث هو ما قرأته في صحيفة "الأهرام" أن هذا الطب- حماه الله ورعاه- أثبت أن تناول المصريين لطبق الفول في طعامهم يجلب لهم السعادة والهناء ويساعدهم علي تنظيم عملية النوم لأن هذا الطبق- أدامه الله عليهم- يزيد من هرمون السعادة "سيروتونين" كما أنه موصل عصبي يساعد علي أن ينام المصري نوماً هادئاً خالياً من الكوابيس!! لست أدري تاريخياً متي اكتشف المصريون طبق الفول ليتخذونه غذاء رئيسياً لهم. لكني نشأت منذ الطفولة وأنا أري هذا الطبق علي مائدة الطعام في الصباح أو أحياناً في الغداء والعشاء.. وكذلك نشأ آبائي وأجدادي وربما أجداد أجدادي علي هذه الحقيقة التي مازالت ماثلة أمامنا وستظل إلي ما شاء الله. لكن السؤال الذي أوجهه إلي الدكتور مجدي بدران الذي أخبرنا بهذا الاكتشاف الطبي: هل تري سمات السعادة تنعكس علي وجوه المصريين وهم يسيرون في الشوارع أو يتواجدون في أماكن عملهم أو عندما تغلق عليهم أبواب بيوتهم بعد يوم شاق من المعاناة مع مشاكل الحياة.. رغم أنهم أكلوا ما أكلوا من الفول؟! هل تري يا دكتور بدران أن السعادة ترفرف فوق رؤوس المصريين كحمامة سلام بيضاء. وهم يتظاهرون في الشوارع مطالبين بتعديل رواتبهم التي لم تتجاوز عند بعض الفئات 99 جنيهاً رغم أنهم تابعون مباشرة لمجلس الوزراء الذي في يده حق المنع والمنح؟! هل تراهم سعداء وهم يعانون أزمات الخبز والأرز والسكر والبوتاجاز؟! أو يسمعون ويقرأون عن مظاهر للفساد هنا أو هناك؟! أو وهم يعانون أزمة مرور أو مواصلات؟! لو كان طبق الفول يجلب السعادة للمصريين لرأيتهم يمشون في الشوارع متهللين مبتسمين. لا يتعصبون لمجرد أن قائد سيارة تخطي سيارة أحدهم في الشوارع.. ولا تقع الجرائم لخلاف علي ثلاثة جنيهات فيقتل الأخ أخاه أو الابن والده أو الجار جاره. أما السبب وراء تنظيم نومهم فإنهم تعودوا تناول الفول مع حزمة بصل أخضر الذي يجعل الدماغ ثقيلاً فيخلد إلي النوم وكأنه تناول مخدراً. سؤال أخير لمكتشف السعادة "الفولية": إذا كان هذا حالنا نحن المصريين ونحن نأكل طبق السعادة.. فماذا سيكون حالنا لو لم يتوصل أجدادنا لطبق الفول؟.