سيطرت أجواء من التفاؤل الكبير علي نواب مجلسي الشعب والشوري أثناء الخطاب التاريخي الذي ألقاه الرئيس حسني مبارك أمس أمام الجلسة المشتركة لمجلسي الشعب والشوري مفتتحاً به دور الانعقاد العادي للمجلسين ونقل مبارك إلي الشعب عبر نوابه وممثليه الشرعيين الطمأنينة بمستقبل مصر المشرق والتأكيد علي مجموعة من الثوابت المصرية النابعة من داخلها. وفي الوقت الذي أكد فيه مبارك علي المسئوليات الهائلة الملقاة علي عاتق نواب البرلمانيين وما ينتظره الملايين منهم إلا انه أكد قدرة السلطة التشريعية بجناحيها علي اجتياز هذا العمل بنجاح مؤكدا ثقته في أبناء الوطن في إنجاز المطلوب حيث قدم مبارك توجيهاته للبرلمان والحكومة حزمة من القوانين الهامة التي ينتظر صدورها خلال هذه الدورة البرلمانية. حسم الرئيس مبارك خلال خطابه الجدل والاثارة التي تفجرت في مختلف المجالات المتولدة عن شائعات مغرضة محذرا النواب خلال مداعباته لنواب الأمة من خطورة تصديقها وحرص علي القول بألا تصدقوا الشائعات معيدا الأمور إلي نصابها ورد سهام الشائعات التي تسعي إلي إثارة البلبلة والقلق إلي صدور مطليقها.. في الوقت الذي تبادل فيه مبارك مع نواب الشعب العهد علي مواصلة العمل والعطاء حتي يتحقق لمصر الرفاهية والازدهار. وصل الرئيس إلي مقر البرلمان في الساعة الحادية عشرة و45 دقيقة ووقف وسط مستقبليه الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس المجلس وصفوت الشريف رئيس مجلس الشوري ووكلاء المجلسين وأميني عام المجلسين والرموز السياسية. نجحت أمانة مجلس الشعب وباقتدار بقيادة المستشار سامي مهران أمين عام المجلس في إعداد تنظيم بديع لهذا اليوم واستيعاب العدد الكامل من النواب داخل القاعة وفي البهو الفرعوني وكذلك ضيوف البرلمان والحكومة.. في الوقت الذي تولت فيه هدي عامر وكيل أول الوزارة لشئون الصحافة والإعلام تنظيم التواجد الإعلامي المكثف وقدمت كافة التيسيرات للصحفيين والمراسلين والقنوات التليفزيونية وعملت بهمة في إخراج هذا اليوم الذي يمثل عيداً لمجلس الشعب في أبهي صورة. حرص الرئيس مبارك علي مداعبة أحد نواب البحيرة من البدو عندما ألقي أبياتا من الشعر تحية للرئيس مبارك وقال: "لازم من الصعيد لأن الصعايدة عندهم الشعر" ورد النائب: أنا من البحيرة وحرص عدد من النواب علي مصافحة الرئيس مبارك باليد خاصة القريبين من المنصة عندما توجه الرئيس إلي المنبر لإلقاء خطابه السياسي الهام.. وحرص مبارك علي توجيه تحية خاصة لنائبات الكوتة وتمثيلها بهذا العدد في البرلمان. ركز الرئيس مبارك علي عدد من مشروعات القوانين الهمة المطلوب اصدارها وفي مقدمتها قانون التأمين الصحي.. وقال مبارك لا تصدقوا شائعات تحويل المستشفيات الحكومية إلي استثمار وقال دا تأليف وتلحين ومنبقاش بكل بساطة نصدق كل حاجة تطلع.. وتناول الشائعات حول تحويل منطقة الضبعة إلي مسار آخر بدلا من اقامة محطة نووية وقال لا تسمعوا الشائعات.. وطاف مبارك بنواب الشعب في كافة القضايا في حديث شامل اتسم بالصراحة والشفافية. سجل التاريخ رسالة للعالم ذات مغذي واضح شاهدها الملايين عندما جلس البابا شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في شرفة الزوار متوسطاً الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية. وشاهد الجلسة من الشرفات أيضا رؤساء الأحزاب وفي مقدمتهم الدكتور السيد علي السيد. وعقب انتهاء الرئيس حسني مبارك من كلمته أمام الجلسة المشتركة لمجلسي الشعب والشوري دوت القاعة بالتصفيق والهتافات تحية للرئيس الذي بادلهم التحية قبل أن يقوم بمصافحة عدد من النواب وتبادل أطراف الحديث معهم. حضر الجلسة المشتركة لمجلسي الشعب والشوري السيدة سوزان مبارك قرينة رئيس الجمهورية والدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء والدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب والسيد صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وقداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية والوزراء والنائب العام المستشار عبدالمجيد محمود والدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية وكبار قادة القوات المسلحة والشرطة والهيئات القضائية ورؤساء الأحزاب ورؤساء الجامعات ورؤساء تحرير المؤسسات الصحفية القومية ومحافظ القاهرة الدكتور عبدالعظيم وزير. كما حضر السيد علاء مبارك والسيد جمال مبارك الأمين العام المساعد أمين السياسات بالحزب الوطني الديمقراطي وعدد من كبار رجال الدولة. ثم غادر الرئيس مبارك القاعة حيث كان في وداعه الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب وصفوت الشريف رئيس مجلس الشوري والوزراء.