رفض جنوب السودان عرض الرئيس عمرالبشير بالتنازل عن حصة الشمال في النفط مقابل الحفاظ علي الوحدة الأمر الذي يؤكد من جديد ان الانفصال صار الخيار الارجح والمفضل لأهالي الجنوب. وهذا الخيار ليس جديدا بل يندرج تحت سيناريو غربي تقوده أمريكا واسرائيل معد منذ سنوات طويلة يهدف في النهاية الي تقسيم السودان الي دويلات هشة يسهل تطويعها ونهب ثرواتها. لقد عمل الغرب بقيادة واشنطن وتل أبيب علي مدار سنوات طويلة علي إقناع اهالي جنوب السودان بالانفصال عن الوطن الام تحت دعاوي الاستقلال واسترجاع الحقوق التي تسلبها حكومة الخرطوم.. ووفقا لهذا السيناريو . قام الغرب بتقديم الدعم المالي والعسكري الذي يشجع أهالي الجنوب علي رفض البقاء في السودان الموحد. وفي اتجاه متزامن. عملت القوي الغربية علي إضعاف الحكومة السودانية بالعقوبات وتهديد الرئيس السوداني عمر البشير بمذكرات الاعتقال وإطلاق المزاعم التي تشوه سمعته بين أبناء وطنه من أجل إجباره علي تقديم تنازلات لصالح انفصال الجنوب. مع هذه المؤشرات التي تؤكد اتجاه جنوب السودان لاختيار الانفصال عن الوطن الام في الاستفتاء المزمع اجراؤه في التاسع من يناير المقبل. يتعين علي أهالي جنوب السودان إدراك ان ما يسمونه بالاستقلال عن السودان الموحد لن يجلب إليهم الخير. بل سيكون نكبة عليهم لانه ظهرت بالفعل بوادرانقسامات بين قيادات الجنوب حول توزيع الثروات وعوائد النفط بجانب المساعي الغربية بقيادة الولاياتالمتحدة واسرائيل لنهب هذه الثروات.