لا أظن ان في مصر مواطنا واحدا ينتمي لتراب هذا البلد يمكن أن يقبل بالعدوان علي شبر من أرضه.. حتي لو كان هذا العدوان من جانب الأشقاء الذين ندافع عنهم وننتصر لقضيتهم العادلة.. وفي هذا الصدد نحن نطمئن كثيرا بتأكيد المشير حسين طنطاوي في كل مناورة عسكرية علي ان قواتنا المسلحة الباسلة قادرة علي أن تكسر أي رجل تعبر حدودنا بطريقة غير مشروعة. وإخواننا في غزة.. وفي حركة حماس تحديدا.. يعرفون جيدا ان الشعب المصري يتعاطف مع قضيتهم ضد الاحتلال الصهيوني الغاشم.. ومستعد أن يساندهم بالروح والمال ويقتسم معهم لقمة العيش الصعبة التي يكد من أجلها.. لكنه أبدا لا يمكن أن يتسامح مع أي عدوان علي أرضه.. يأتون إلينا من الباب الشرعي وفق قواعدنا وقوانيننا ومن خلال السلطات الرسمية فأهلا بهم وسهلا وما دون ذلك مرفوض مرفوض. هذه رسالة واضحة ومحددة لا تقبل التأويل.. ولا يختلف عليها مصريان.. ولذلك كان غريبا في هذه المرحلة أن يتم تسريب أخبار عن سيطرة ميليشيات حماس علي مدينتي رفح والشيخ زويد واقتحام مسلحين يرتدون الملابس الباكستانية للمدينتين وترويع الأهالي بهدف تأسيس إمارة اسلامية.. واعتراف مصادر أمنية وعسكرية واستخباراتية بأن المدينتين أصبحتا خارج السيادة والسيطرة المصرية ووقعتا تحت الاحتلال والسيطرة الكلية لقوات من حماس وفصائل فلسطينية أخري جهادية ويقابل هذا تواجد أمني ضعيف لا يقوي علي التصدي لهذا الاحتلال. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد.. بل ان هناك طبقا لهذه التسريبات الخطيرة معلومات استخباراتية تؤكد ان الجماعات الجهادية والفلسطينية بسيناء تنسق لتوجيه ضربة لمقرات الأمن ويتوقف ذلك علي نتيجة الانتخابات الرئاسية. ماذا تريد أن تقول هذه التسريبات في هذا الوقت تحديدا؟.. وما هي الرسالة التي تحملها؟.. وما هي الجهة التي لها مصلحة في ترويج هذا الكلام الخطير؟ الرسالة الواضحة هنا تتماهي مع ادعاءات اسرائيل الكاذبة بأن مصر غير قادرة علي ضبط حدودها وان سيناء لم تعد آمنة بعد أن تركت لتنظيم القاعدة وحزب الله وحماس والجهاد.. ومن ثم فإن لإسرائيل الحق في الدفاع عن حدودها الغربية وضمان أمنها بإعادة احتلال شريط في سيناء. وتريد هذه التسريبات أن تقول للناس ان حماس هي العدو وهي الخطر وليس أحد سواها.. هي الشيطان الذي يجب أن يحذره المصريون ولا يتعاطفون معه.. حماس تحتل مدينتين عزيزتين في سيناء بينما اسرائيل تحترم تعهداتها واتفاقها معنا ولم تعتد علي أرضنا أبدا. أما الحديث عن مخطط مهاجمة قوات الأمن بعد نتيجة الانتخابات الرئاسية فهو دعاية انتخابية سوداء وفجة.. لكنها مكشوفة جدا وساذجة جدا.