* في الوقت الذي احتفي فيه مهرجان كان بالمخرج الجزائري مرزاق علوش وعرض فيلمه التائب في نصف شهر الخريجين في دورته ..65 فالفيلم يراه الجزائريون نوعاً من الخيانة وتأليب المجتمع حيث إنه يطعن في ميثاق السلم والمصالحة الوطنية التي حدثت وأعادت مئات الشباب المتطرف من الجبال إلي أهاليهم بعد تصالحهم ومراجعاتهم الدينية مما خلق نوعاً من الأمل والهدوء إلي الجزائر لكن المخرج في فيلمه التائب يري أن هذا الأمل مزيفاً ومجرد تبييض لصورة القتلة دون حصول الضحايا علي حقوقهم وأكد علي رفضه لقانون الوئام الوطني. * الجزائريون يرون أن التصالح مهم وأنهم لا يريدون تأليب المجتمع وعودة العنف من جديد ومقتنعون بعودة الشباب إلي رشدهم واستيعاب المجتمع لهم من جديد لكن علوش يري أن هذا مجرد تصالح زائف لأن المجرم لم ينل جزاءه. * إنها خلافات في وجهات النظر ولكن المصلحة الوطنية هي الأهم فقد تجاوزت الجزائر هذه المرحلة ولا يريد الشعب الجزائري العودة لها من جديد لأنها تذكره بمآس وتاريخ قاس ويري أن المخرج يريد بفيلمه العودة إلي الصراع من جديد. * المخرج يري عكس ذلك من خلال فيلمه التائب من خلال شخصية رشيد الفتي التائب العائد من الجبال والذي رفضت قريته استقباله فيما عدا عائلة واحدة قبلوا توبته باسم الصداقة القديمة ويقودهم إلي قبر ابنتهما التي قتلت علي يد المتطرفين ويعترف بما فعل ويترك النهاية مفتوحة بلا إجابات أو ردود أفعال وكأنه يتساءل هل سيكفي أن نغرس رءوسنا في الرمال لتكون المصالحة ولماذا لم يحاكم المتطرفون علي عمليات القتل التي ارتكبوها ولماذا يصمت المجتمع وتصمت السلطات. * في النهاية يبقي معظم نسيج المجتمع ضد تأليب المواجع ويري أن المصالحة هي الحل الأمثل وأن من يري عكس ذلك متهم بالخيانة للوطن وسلمه.