تستعد مصر كلها وتشمر عن سواعدها وتشحن بطاريات أفكارها حول اسم رئيس الجمهورية القادم والذي يتم انتخابه لأول مرة في تاريخ مصر منذ آلاف السنين حيث كان الرئيس أو الفرعون يأتي بأساليب كثيرة بعيدة عن تدخل الشعب وحرية اختياره ولكنه كان يفرض إما بالتوريث أو بالثورة أو بالعقيدة كما كان يحدث أيام الفراعنة..لذلك وعلي مر تاريخ مصر فإن رئيس الدولة كان هو الفرعون الأول رضي الشعب أم أبي. وجاءت ثورة 25 يناير التي أطلقها الشباب والتف حولها الشعب وحماها وساندها الجيش لتغير كل هذه المفاهيم وتضع نظاماً جديداً لم تعرف مصر بكل تاريخها مثله منذ آلاف السنين وهو اختيار الرئيس وليس فرضه وذلك عن طريق انتخابه من الشعب ولمدد محددة الأولي 4 سنوات وبحد أقصي 8 سنوات. انطلاق الفكر الجديد لشباب الثورة في اختيار رئيس بلادهم بدأ لأول مرة أيضاً من خارج الحدود..هناك في166 دولة علي وجه الكرة الأرضية تتعامل معها مصر وتضم بين أحضانها مجموعة من أبناءالوطن الذين يحملون هويته وجنسيته. انطلقت الانتخابات عند أبنائنا في الخارج منذ أيام قليلة ولن تستمر كثيراً حتي تختتم يوم 17 من مايو الحالي يبدأ بعدها الفرز تحت اشراف السفارات والقنصليات المصرية في هذه الدول المنتشرة علي وجه الكرة الأرضية. سيبدأ الفرز ولن يستمر كثيراً حيث يجب الانتهاء منه قبل انطلاق التصويت في مصر يومي 22 و23هذا الشهر أيضاً. التجربة أثبتت نجاحها بشكل كبير رغم أنها ضربة البداية ورغم الجدل الدائر في مصر حول قضايا كثيرة وتراشقات قانونية بين أنظمة المحاكم من الادارية والادارية العليا.. والدستورية من جانب واللجنة العليا للانتخابات وبين إذا كانت هذه اللجنة ادارية أم قضائية من جانب آخر..وإذا ما كان كل المرشحين الثلاثة عشر سوف يدخلون حلبة السباق حتي النهاية أم نفاجأ بخروج أحدهما أو غيره.. وكذلك إذا ما كانت الانتخابات ذاتها سوف تستمر الي أن تعلن النتيجة النهائية وتعرف اسم الرئيس أم يتم نسف كل ما يجري ونعود الي مربع صفر. أقول وسط كل ذلك أقبل المصريون في الخارج علي الأدلاء بأصواتهم في اختيار الشخصية التي سوف تدير البلاد ولا أقول سوف تحكم مصر بعد تغير النظام واختصاصات الرجل الأول. والآن أصل إلي مربط الفرس كما يقولون حيث تنتهي عمليات التصويت قبل نهاية هذا الاسبوع وتدخل في دور الفرز بحضور مندوبين لكل المرشحين في جميع بلاد العالم وسوف يعرف كل مندوب موقف مرشحه وبالقطع لن يسكت أي أنه سوف يعلنه لمرشحه وينتشر موقفه في مصر كما هوفي العالم ومع تجميع أصوات المرشحين الذين حصلوا عليها في المرحلة الأولي من التصويت سوف يعرف موقف كل مرشح ومن هو الفائز بالسباق. لندخل بعد ذلك في الأهم لأقول ان نتيجة انتخابات المرحلة الأولي سوف تكون مؤشرا لمعرفة اسم الرئيس القادم وسيكون لها تأثيرها علي التصويت في مصر أو الاسم الأقرب بعد انحصار التنافس بين ثلاث شخصيات علي الأكثر ومنه يستطيع كل تيار أن يحدد موقف مرشحه من خلال نتيجة المرحلة الأولي وأصوات أبنائنا في الخارج. وقد يخرج من يقول انه لا يمكن لنصف مليون صوت -إذا وصلوا- ان يحدد اسم الرئيس..وأقول انها المؤشر الأول وفي علم النفس يقولون ان الجواب يظهر من عنوانه وعليه يمكن أن تعرف اسم الرئيس قبل أن يبدأ التصويت في مصر ويمكن أن يجرفك تيار تصويت المرحلة الأولي وتؤيده وتختار نفس الشخصية أو تدافع عن مرشحك وتختلف مع ترشيحات المرحلة الأولي ويبقي الأهم أنك عرفت طريقك إما باسم الرئيس القادم أو موقف مرشحك والله الموفق.