الوسط الرياضي العالمي دخل في أجواء الدورة الأولمبية التي تقام في عاصمة الضباب لندن ابتداء من السابع والعشرين من شهر يوليو القادم بعد أن انطلقت رحلة شعلة الدورة من مدينة أولمبيا القديمة. وهو المكان الذي شهد انطلاق أول ألعاب أولمبية قبل 2800 عام وانيرت الشعلة لأول مرة بأشعة الشمس وتبدأ رحلتها إلي أن تصل إلي لندن ويتم إيقاد المشعل العملاق في الاستاد الأولمبي خلال حفل افتتاح أولمبياد 2012 في 27 يوليو. وتشهد دورة هذا العام أمورا فريدة فبعد إيقاد الشعلة بأشعة الشمس خلال مرآة مقعرة سلطت علي مشعلها فإن أحداث الدورة سوف تشهد أيضا لأول مرة في تاريخ الأولمبياد اشتراك لاعبة ترتدي الحجاب خلال منافسات ألعاب الخماسي الحديث منذ أن تم رفع الحظر المفروض عليه من قبل الاتحاد الدولي للسياحة.. ومن حسن الحظ أن تكون هذه اللاعبة مصرية هي بطلتنا العالمية آية مدني لاعبة نادي الشمس التي أصبح اسمها علي كل لسان منذ عام 2000 وحصولها علي بطولات العالم المختلفة في الفئة العمرية للناشئين علي مدي خمس سنوات متتالية إلي أن انتقلت للمشاركات في بطولات العالم للكبار لتحصد ثلاث ذهبيات وفضية. آية مدني المعيدة في الأكاديمية البحرية للعلوم والتكنولوجيا شاركت في أولمبياد أثينا في 2004 وكانت أصغر لاعبة في البعثة المصرية وحصلت علي لقب أصغر لاعبة خماسي حديث في العالم وأول لاعبة خماسي حديث مصرية تصل إلي الأولمبياد في تاريخ الألعاب الأولمبية. والمشاركة في أولمبياد لندن 2012 ستكون الثالثة ولكنها ستكون المرة الأولي التي سترتدي فيها حجابها في لعبتها الخماسية والتي تتألف من السباحة والرماية والعدو والفروسية والمبارزة. وقصة الحجاب مع آية مدني بدأت في 2010 عندما قرر الاتحاد الدولي للسباحة فرض حظر علي ارتداء اللاعبين ملابس سباحة ذات أكمام وسراويل طويلة مما أثر علي فراشتنا وأربكها بعد أن قررت ارتداء الحجاب في أواخر عام 2008 لكنها ظلت تشارك في بطولات العالم مرتدية الحجاب كاملا عدا مسابقات السباحة حتي أن اللاعبة وقفت في حيرة بين عقيدتها وقرارات الاتحاد الدولي حتي أنها فكرت في ثلاثة حلول إما أن تعتزل الرياضة أو تتخلي عن إيمانها بالحجاب حسب تعليمات دينها أو تشارك في المسابقات وتلتزم قدر المستطاع بلوائح الاتحاد الدولي وهو الخيار الأخير الذي شجعتها عليه أسرتها بعد أن تخلي عنها الاتحاد المصري للعبة ونظيره الأفريقي والقائمون علي الرياضة في مصر. ورغم اعتراف مدربي آية مدني بأن ارتداء ملابسها والحجاب قد أفقدها بعض المراكز المتقدمة في بطولات العالم نظرا لثقل الملابس التي ترتديها إلا أن اللاعبة ذاتها تجد في ارتداء هذه الملابس راحة نفسية لها وهي التي تعينها علي بذل مزيد من الجهد وتحقيق المراكز المتقدمة في بطولات العالم حيث تشعر بالراحة والسعادة وهي ترتدي الحجاب. إلي أن وافق أخيرا الاتحاد الدولي للسباحة بالسماح للاعبات المشاركات بارتداء الحجاب أثناء المسابقات وهو ما منح اللاعبة مزيدا من السعادة والراحة النفسية وهي تشارك في أولمبياد لندن وهي مرتدية ملابسها المفضلة. ولعل ذلك يكون حافزا أكبر أن تحرز فراشتنا آية مدني أول ميدالية أولمبية لمصر تحرزها فتاة في أقوي وأفضل مسابقات الرياضة ويكون الحجاب هو الفأل الحسن لها.