النت ومواقع التواصل الاجتماعي.. أهم الأسباب التي أدت إلي الفراغ في الندوات والأمسيات الأدبية والثقافية في مصر وربما في العالم العربي ما مدي صحة هذه المقولة؟ وما الأسباب الأخري التي تؤدي لهجر المبدعين للأمسيات حتي بات من يشارك فيها.. من ليس له باع في النت.. أو ممن هرمت بهم السن.. وقلة من الشباب يبحثون عن الحضور.. أسباب كثيرة دفعت بالمثقف للعزلة خلف جهاز صامت يتواصل به وقتما شاء منذ طلوع الفجر وحتي مغيب شمسه وربما قطع اتصاله بهذا العالم الافتراضي فجأة.. وربما تخفي باسماء عديدة ليقول مالا يستطيعه في الندوات.. أشياء كثيرة تصب في قالب واحد تشكل ليكون أحد الأسباب في غياب الأدباء والمثقفين عن حلبة اللقاءات المباشرة وتبادل الخبرات والتواصل الإنساني الذي كان يحرص عليه كبار مبدعينا أمثال نجيب محفوظ في لقائه الأسبوعي في كازينو قصر النيل ثم فندق شبرد ود. طه حسين ولقاء الأربعاء من كل اسبوع.. وصالون العقاد إلي جماعة الجيل الجديد وبدايتها في قهوة فينكس ثم انتقالها لنقابة الصحفيين مع غيرها من الندوات والأمسيات والصالونات التي أثرت الحياة الثقافية سواء علي المستوي الرسمي المؤسسي أو الخاص.. هذا الغياب.. أصبح هجراً لهذه الامسيات التي استمرت حتي الآن وفي استطلاع رأي للأدباء والمثقفين جاءت رؤاهم: د. صلاح الراوي: علمياً لا يمكن ترجيح عامل واحد في بيان أسباب ظاهرة من الظواهر والندوات مهجورة من زمن بعيد.. من الأسباب: غياب الحريات التي تجعل لالتقاء العقول معني فاعلا في حركة المجتمع من خلال الفكر. غياب الثقة بالمؤسسات الرسمية وما في حكمها والتي تولت مهمة تنظيم الندوات خارج سياق الرؤية العميقة لدور الندوة والمؤتمر وحلقة النقاش والمحاضرة والخلط بينها. غياب القضايا الحقيقية أو تعويمها وتسطيحها. إعادة إنتاج الموضوعات نفسها بإصرار عنيد وبروز وجوه اتخذت من الندوات موضع قدم لتمرير ضحالتهم الفكرية استكمالاً للألقاب الفارغة التي يحملونها.. ومن الندوات ما اتخذ "سبوبة" بكل معني الكلمة وأصبح هناك محترفون لا تعنيهم الثقافة في شيء.. ثم هناك الدور القاتل الذي لعبه الإعلام في تسطيح الوعي العام وتهميش قيمة الفكر والتعليم علي الثقافة ومعناها الدقيق وتجريف مدلولاتها الجادة والحقيقية والتكريس في الوقت ذاته لمفاهيم نقيضة وفاعليات مريضة. * مني ماهر: ما يمنحه النت يختلف تماماً عما تمنحه الندوات.. سبب الهجران مواضيع الندوات ليس أكثر..فالمنصة تستأثر بالرأي الواحد والحاضرورن لا يشاركون في ابداء الرأي ولا يسمعون بعضهم البعض ولذلك ينصرفون عن الندوات.. أيضا الندوات تحتاج إلي مجهود في إعدادها ولكنها تؤدي مهمة التواصل بين الأدباء.. وهذا لا يوفره النت بالشكل المطلوب لأن الكلمات تتوه وتصبح ملكا للجميع عكس الندوات واللقاءات الأدبية. * سلوي الحمامصي: النت أفضل في حالة ظروف السفر والابتعاد عن الوطن وهناك تجربة وليدة وهي مجموعة اسمها كتابات عربية لاقت قبولاً من كتاب في أنحاء مختلفة وبلدان عديدة وربما يكون الهجران ناتج عن عدم الإعلان بشكل جيد أو الانشغال بمجريات الأمور.. ولكن النت يقربنا من الأوطان. * عادل الخطيب: رغم كوني لست من عشاق النت إنما الموضوع ثري ويحاول إخراجنا مما نحن فيه ككتاب وأبناء وطن تكالبت عليه الثعالب وهناك تجربة أجريناها في ندوة يسري عز الدين في المنصورة وكانت القاعة ممتلئة بالحضور وقمنا بالاستعانة بمهندس اتصالات وعرضنا الندوة "بالفديو كونفرانس" وشارك معنا بالحضور في الوقت في محافظات أخري مثل العريش. وقنا. والأقصر. كانوا معنا بالصوت والصورة.. النت سلاح ذو حدين وعلينا اختيار ما نريده منه. * مجدي عبدالرحيم: الندوات هامة جداً للتواصل بين الأدباء ولا يمكن الاستغناء عنها بمواقع التواصل الاجتماعي ولعل من أسباب هجر الندوات انشغال الادباء في لقمة العيش والسعي خلفهما وربما يجد الإنسان بعد فترة أن الندوات لا تضيف له شيئا خصوصاً إذا كانت الأعمال التي تناقش دون المستوي رغم أن هناك الكثير من الأعمال الجيدة لا تلتفت إليها الندوات لحياء أصحابها أيضا غياب النقد الموضوعي المفيد ولا أعمم ولكن المجاملات الصارخة من النقاد وشهوة الكلام لدي البعض تدفع المبدع للندم علي استقطاع جزء من وقته علي حساب بيته وعمله ليذهب لهذه الندوات. * نفيسة عبدالفتاح: غبنا في الأحداث الكبيرة عن ندواتنا الجميلة.. الواقع الساخن جزء من قضية هجر الندوات ولعل ما يحدث في مصر منذ أكثر من عام هو رد علي السؤال. * رمضان عبداللاه إبراهيم: الندوات اسبوعية أو شهرية أما النت فيومي ولحظي. * عبدالحميد بسيوني: فقدت الندوات أهميتها وقدرتها علي الاتصال والتواصل قبل نمو نشاط الشبكات الاجتماعية علي الانترنت.. ولا يبدو وضوح تأثير تلك الشبكات علي هذا النشاط. * بهاء الدين رمضان: مواقع التواصل الاجتماعي خلقت نوعاً من التواصل والحميمية بين الادباء كنا نفتقده فعلا.. لأننا نسمع بعضنا ونعبر عن رأينا بحرية ربما لا تتيحها لنا الندوات بفعل ضيق الوقت أو المشرفين عليها إن هذه المواقع لم تؤد إلي فراغ الندوات بل علي العكس الإعلان الجيد علي تلك المواقع يخدم الندوات وأنا أتحدث من منطلق وجودي في الصعيد ومثلاً نادي أدب طهطا توقف لسنوات لم يكن يقدم سوي أمسيتين في العام ومع التواصل علي النت أصبح النادي شعلة نشاط وخرج من دائرة الثقافة كجدران إلي العامة والشوارع والنوادي وكذلك خرجت جماعة حلم الجنوب بدأت فكرتها علي النت.. أيضا من خلال هذه المواقع ترجم لي العديد من الأعمال ولي أعمال تدرس في جامعة بأندونيسيا. * أشرف حجازي: الندوات مهمة في مرحلة من حياة الأديب قد لا يحتاجها فيما بعد. * إبراهيم عبدالمنعم: ضعف الإعلان عن الندوات وعدم تشجيع المواهب الجديدة.. مع وجود قنوات ثقافة تسهل عملية الحصول علي المعلومة الأدبية هذا كله ساهم في الحد من اقبال الأدباء علي الندوات والأمسيات الأدبية. * عبده العباسي: سيطرة أصحاب المعاشات علي نوادي الأدب والحركة الأدبية للاستفادة وأخذ فرص الآخرين.. أدي لعدم رضا الادباء عن التواجد وخاصة الانتماء السياسي لهؤلاء "العواجيز". * محمد المخزنجي: من المؤكد أن النت ومواقع التواصل الاجتماعي ضمن الاسباب الكثيرة التي أدت إلي الفراغ في الندوات الأدبية ومن هذه الاسباب المكان والزمان وغالبا ما يكون المكان وبعد المسافة والوقت غير المناسب وأسباب أخري لكنه مؤكد سبب مهم. * ميسرة صلاح: أعتقد أن هذا ليس صحيحاً.. لأن الانترنت أتاح للمهتمين معرفة معظم الأنشطة الموجودة في اليوم الواحد وبالتالي يكون لديه فرصة أكبر في الاختيار ورغبة أكبر في التنوع.