رفض القادة العرب في ختام اجتماعهم الليلة الماضية علي مستوي القمة العربية ال 23 التي عقدت في بغداد التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية مشددين علي التزامهم بالتضامن العربي والحفاظ علي سلامة الدول العربية كافة واحترام سيادتها وحقها المشروع في الدفاع عن استقلالها الوطني ومواردها وبناء قدراتها وعدم التدخل في شئونها الداخلية. أكدوا في بيانهم الختامي الصادر عن اجتماع القمة "إعلان بغداد" علي ضرورة تسوية الخلافات العربية بالحوار الهادف البناء والوسائل السلمية والعمل علي تعزيز العلاقات العربية والحفاظ علي المصالح القومية العليا للأمة العربية والإشادة بالمبادرة والجهود الرامية إلي تطوير وإصلاح منظومة العمل العربي المشترك وتفعيل آلياتها والارتقاء بأدائها بما في ذلك الدور الذي سيضطلع به البرلمان العربي ومجلس السلم والأمن العربي بالشكل الذي يساهم في إيجاد سياسات فاعلة لإعادة بناء المجتمع العربي المتكامل في موارده وقدراته لتحقيق العدالة الاجتماعية ومواجهة تحديات المرحلة ومواكبة التطورات السياسية التي تشهدها المنطقة العربية. تبني رؤية شاملة للإصلاح السياسي والاقتصادي بما يضمن صون كرامة المواطن العربي وتعزيز حقوقه في ظل عالم يشهد تطورا متسارعا في وسائل الاتصال وبما يلبي مطالب الشعوب العربية في الحرية والعدالة الاجتماعية والمشاركة السياسية التي جسدتها التطورات التي تعيشها شعوبنا العربية والعمل علي إتاحة الفرص أمام جيل الشباب لتمكينه من المشاركة الفاعلة في المجتمع وتوفير فرص العمل له وتطوير العمل العربي المشترك في إقامة المؤسسات التي ترعي مصالح الشباب ودورهم المؤثر في صنع مستقبل بلدانهم..وأدان القادة العرب الإرهاب بكافة صوره وأشكاله وأياً كان مصدره ومهما كانت دوافعه ومبرراته ضرورة العمل علي اقتلاع جذوره وتجفيف منابعه الفكرية والمالية وإزالة العوامل التي تغذيه ونبذ التطرف والابتعاد عن الفتوي المحرضة علي الفتنة وإثارة النعرات الطائفية وحث المؤسسات العربية المعنية علي زيادة التنسيق فيما بينها لمكافحته. أكد القادة أن المصالحة الفلسطينية ركيزة أساسية ومصلحة عليا للشعب الفلسطيني داعين القيادة الفلسطينية إلي الالتزام بتنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية الموقع في القاهرة بتاريخ الرابع من مايو 2011 وإعلان الدوحة بتاريخ السادس من فبراير 2012 لوضع حد للخلافات والانقسام الفلسطيني الداخلي وتوحيد الجهود من أجل إجراء انتخابات جديدة وتشكيل حكومة وحدة وطنية.. ويثمن القادة العرب الجهود المبذولة لإنجاح تلك المصالحة واستمرارها علي أسس من الحوار والتفاهم المشترك. دعا القادة العرب إلي تحقيق التكامل الاقتصادي العربي للنهوض باقتصادات الدول التي شهدت هذه التغيرات مما يتطلب دعما عربيا يؤمن مستقبلا آمناً وزاهراً لأجيالها. أشاد إعلان بغداد بالتطورات والتغييرات السياسية التي جرت في المنطقة العربية وبالخطوات والتوجهات الديمقراطية الكبري والتي رفعت مكانة الشعوب العربية وعززت من فرص بناء الدولة علي أسس احترام القانون وتحقيق التكافل والعدالة الاجتماعية وحيت القمة الشعوب التي قادت هذه الخطوات. أكد القادة أن الإصلاح المطلوب للجامعة العربية يتطلب دعما ماليا لموازنتها يتمثل كمرحلة أولي في إعادة النظر في هيكلها التنظيمي من أجل تطوير مؤسساتها المتعددة وإعادة تشكيلها وتفعيل أدائها والالتزام بقراراتها.. وأشاد القادة بجهود اللجنة المستقلة لبحث تطوير منظومة العمل العربي المشترك والعمل علي توفير الإمكانات اللازمة لمواصلة عملها حتي يتحقق الهدف من إنشائها في تعزيز مكانة الجامعة العربية بين كافة المنظمات الإقليمية والدولية ومواكبة التحديات التي تواجه الشعوب العربية في هذه المرحلة. 8 أعرب القادة العرب عن دعمهم الكامل لمدينة القدس وأهلها الصامدين والمرابطين علي أرضهم في مواجهة العدوان الاسرائيلي المتواصل عليهم وعلي مقدساتهم خاصة علي المسجد الأقصي المبارك.. معلنين دعم ومساندة نتائج مؤتمر القدس الذي عقد في الدوحة شهر فبراير الماضي لوضع حد للانتهاكات الاسرائيلية المستمرة علي هذه المدينة المقدسة.