خطأ كبير وقعت فيه لجنة تسيير الأعمال باتحاد كرة القدم عندما قامت بتسريب أخبار حول العقوبات المنتظر توقيعها علي النادي المصري علي خلفية مباراة الموت التي جمعته بالنادي الأهلي تلك الجريمة التي هزت وجدان العالم بأسره والتي تضمنت فيه الجبلاية لاتخاذ قرار بهبوط المصري وحرمانه من اللعب باستاد بورسعيد لمدة ثلاثة أعوام.. وهو خطأ كبير وقعت فيه اللجنة لأنها بذلك أشعلت غضب شعب بورسعيد والذي يرفض شكلاً وموضوعاً تعميم العقوبة علي محافظة بأكملها نتيجة جريمة ارتكبها حفنة من القتلة ومن حرضهم عليها.. ولديهم قناعة بأن العقاب الجماعي لبلدهم وناديهم مرفوض لأن اللوائح لا تنص علي هبوط المصري وذلك طبقاً لظروف المباراة التي اكتملت وكان لاعبو المصري خلالها مع لاعبي الأهلي قمة في الالتزام والسلوك الرياضي والطاعة لقرارات الحكم وبالتالي لم تحدث أي مشكلة داخل المستطيل الأخضر.. ولذلك فإن لاعبي المصري ومجلس إدارتهم أبرياء من تلك الكارثة التي وقعت بعد نهاية المباراة رسمياً بصافرة حكم المباراة والذي يتحمل جزءاً من مسئولية تلك الكارثة ومعه مراقبا المباراة ولجنة المسابقات والأجهزة الأمنية ببورسعيد ولذلك تمت إدانتهم جميعاً في لجان تقصي الحقائق المختلفة لعدم الغاء المباراة قبل اقامتها أو مع بدايتها أو أثناء سيرها وبين الشوطين لمنع وقوع هذه الكارثة.. وانطلاقاً من هذا الواقع وطبقاً للوائح التي لا تنص علي هبوط المصري في مثل هذه الظروف ولكنها تنص علي اعتماد النتيجة لصالح الأهلي ونقل مباريات فقط للمصري خارج ملعبه فإن نصيحتي للجنة تسيير الأعمال باتحاد الكرة بعدم التسرع في إعلان العقوبات رسمياً إلا بعد المؤتمر الصحفي للنائب العام والذي سيعلن فيه نتائج التحقيقات القضائية وتحديد الجناة الذين ارتكبوا ونفذوا تلك الجريمة الشنعاء واحالتهم للجنايات لتوقيع العقوبات الرادعة عليهم.. وتلك التحقيقات ستخلي ساحة لاعبي المصري ومجلس الإدارة من تلك الكارثة وتمنحهم صك البراءة الرسمي الذي يحميهم من اتخاذ أي قرارات استثنائية من شأنها عزل واقصاء النادي المصري من الرياضة المصرية.. لأن مثل هذه القرارات الاستثنائية تعني قتل الرياضة في المدينة الباسلة التي يحظي شعبها بدور نضالي في تاريخ مصر الوطني الحديث وكلنا يعرف ويثق ويعلم أن النادي المصري يمثل جزءاً عزيزاً وعريقاً في تاريخ الكرة المصرية وشعب بورسعيد يرفض بكل أطيافه تلك الكارثة والتي يجب حصرها علي كل من ارتكبها وخطط لها.. والسؤال الذي يفرض نفسه علي كل من يطالب بهبوط النادي المصري كفريق كرة من دوري الكبار سواء من الإعلاميين الفاسدين وفضائيات الاثارة والتهييج والتي تبحث عن السبوبة ونسبة المشاهدة وجذب الإعلانات حتي لو كان المقابل مئات الضحايا مثلماً كانوا يطالبون بعودة الدوري في ظل هذه الأجواء الحزينة والمضطربة التي تعيشها البلاد.. أسأل هؤلاء جمعياً هل لو كانت هذه الكارثة وقعت في مباراة القمة بين جماهير الأهلي والزمالك وكان موعد اقامتها بعد مذبحة مباراة الموت ب 96 ساعة هل كنتم سوف تطالبون بهبوط أحد قطبي الكرة لأن جمهوره اعتدي علي جمهور الفريق الآخر بعد المباراة وسقط فيها ضحايا.. أعتقد أن الاجابة بالطبع.. لا.. وألف لا.. بل ولن يجرؤ أحدكم لا داخل اتحاد الكرة.. ولا في الإعلام الفاسد وفضائيات التهييج والفتن الصفراء.. أو يطلب.. أو حتي يقترح هبوط الأهلي أو الزمالك. سبق وقلت في هذا المكان اتركوا قضاء مصر العادل يأخذ ويحكم بالقصاص من هؤلاء القتلة.. وتعالوا نتصالح رياضياً ونبحث عن حلول جذرية لأزمة الاحتقان ومظاهر التعصب بين جماهير الكرة من خلال مبادرات لتحقيق المصالحة الكبري داخل أسرة الكرة المصرية وجماهيرها الشريفة من أجل اعلاء الوجه الحضاري لمصر المحروسة أمام بلدان وشعوب العالم..