بصرف النظر عن تسلل الكثيرين من الفلول من مخلفات فاروق حسني. الي معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام. وسيطرتهم علي كثير من الأنشطة والندوات كما لو كان فاروق حسني مازال موجودا!! فإن المعرض هذا العام شهد قضايا مهمة جدا ومناقشات ساخنة حول الواقع الراهن والمصير المنتظر. في ظل النهضة المفاجئة للشعب العربي. وثوراته البطولية ضد طغيان الخونة والعملاء أمثال: زين العابدين ومبارك والقذافي وصالح والأسد. من القضايا التي أثيرت في ندوات المعرض قضية الدستور والخروج من النفق المظلم.. أو "أزمة صياغة الدستور" وقد شارك فيها جورج اسحق والمستشارة تهاني الجبالي وأدارها د. محمد نور فرحات الذي أكد أن مصر لم تشهد مثل هذه الخلافات حول أي دستور في تاريخها . منذ دستور 1923. وخاصة مسألة "المادة الثانية" من دستورنا الحالي والمزمع كذلك.. وأكد خطورة أن تستأثر فئة بعينها تسيطر علي مجلس الشعب بتشكيل لجنة صياغة الدستور.. وتساءل: هل يعني هذا ان كل فئة تسيطر علي البرلمان مستقبلا تعطي لنفسها حق تعديله وتغييره؟! لابد أن يشارك المصريون جميعا في صياغة دستورهم ..وذكر جورج اسحق أننا دخلنا نفقا مظلما حينما اخترنا هذا الطريق لعمل الدستور. وقد نجح التونسيون في تلافي هذا الخطأ الذي وقعنا نحن فيه. وقرروا وضع الدستور أولا. والمطلب الأول الآن أن تكون لجنة الدستور توافقية. تمثل فيها النقابات والاتحادات وشرائح المسلمين والمسيحيين وغيرهم. لتكون محايدة.. وتعجب جورج من حديث بعض السلفيين عن فرض "جزية" علي المخالفين لهم في الدين!! أكدت المستشارة تهاني الجبالي علي خطورة ربط المسار الدستوري بالبرلمان فقد يحل البرلمان ويطعن في دستوريته. ندوة ثانية مهمة عقدت بعنوان : "عام علي ثورة 25 يناير".. ومحورها الحديث عن "الدولة المدنية .. مصطلح واحد ومفاهيم متباينة" .. شارك فيها د. عبد المنعم تليمة وأحمد بهاء الدين شعبان وأحمد سالم. وتغيب عنها د. عصام العريان. واستعرض خلالها د. تليمة أسباب قيام الثورة وحدد رؤيته للدولة المدنية في كلمات بعينها هي "الثورة والنهضة والاشتراكية مع التوافق". وذكر أحمد بهاء الدين شعبان أن مصطلح الدولة المدنية تعرض للتحريف والتزييف. والصقت به تهمة معاداة الدين. والكفر. وهو ما يخالف الحقيقة.. فالدولة المدنية تعني ان السيادة للشعب. وتعلي من القانون. والمواطنون متساوون فيها في مؤسسات الدولة.