ضمنت فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب التي اقيمت عدة ندوات منها ندوة تحت عنوان «الدولة المدنية.. مصطلح واحد ومفاهيم متباينة» تحدث فيها د. عبد المنعم تليمة وأحمد بهاء الدين شعبان وأحمد سالم. أكد تليمة أن رؤيته للدولة المدنية تتبلور في أربع كلمات هي الثورة والنهضة والاشتراكية والتوافق، وأن مصطلح الدولة المدنية يأتي في مواجهة الدولة الاستبدادية، فالدولة المدنية يشارك المصريون في إقامتها. وتحدث أحمد بهاء الدين شعبان عن أن قضية الدولة المدنية تعد من أهم القضايا الملحة التي يجب التوافق عليها، لأنها تعني السيادة للشعب وإعلاء القانون، وأن كل المؤسسات التي يتساوي فيها جميع المواطنين أمام القانون سواء دون تمييز بسبب الدين أو العرق أو النوع أو الثقافة. وأضاف شعبان أن فكرة الدولة المدنية ليست اختراعا أوروبيا كما يزعم البعض لكنها جزء من تراثنا وفكرنا وديننا، يجب أن نتفق عليه، لأن البعض يقيم تناقضا بين حب الدين وحب الوطن. وأكد شعبان أن من يصفون الديمقراطية بأنها كفر وأن التيارات العلمانية والليبرالية هم أعداء للثورة كل هذه التصريحات التي تطارد النخبة المثقفة من قبل بعض التيارات السلفية خطيرة جدا وتجرنا إلي النفق المظلم، وتساءل شعبان قائلا: لماذا يتصور بعض السلفيين أن الدولة المدنية تعادي الدين؟ في حين أن الدين يساوي بين الناس كأسنان المشط، وهو ما تتبناه فكرة الدولة المدنية. الربيع العربي وفي إطار الندوات المخصصة للثقافة التونسية - ضيف المعرض هذا العام - ألقي المؤرخ التونسي د. علي المحجوبي محاضرة تحت عنوان «من الطهطاوي وخير الدين إلي الربيع العربي» أكد فيها القواسم المشتركة بين فكر رفاعة الطهطاوي وخير الدين التونسي ومنها تأثرهما بالنهضة الحديثة وبفلاسفة التنوير، واعجابهما بالنظام السياسي الغربي، ومع هذا الانتفاح علي الغرب فأنهما حاولا الاستفادة من معرفته دون الخضوع له. وأضاف المحجوب قائلا: إن هذا الانفتاح قد تحقق في محور التعليم في عهد محمد علي وأحمد بية، فبعد أن كان قائما علي جامعي الأزهر والزيتونة، ومنحصرا في التعليم الديني ومتجاهلا للعلوم الأخري الإنسانية والاجتماعية، تأسست علي يد المفكرين مدارس حديثة في تونس ومصر، تدرس العلوم الحديثة. فقد عاد «رفاعة» من فرنسا مسجلا انطباعاته في كتاب «تخليص الابريز في تلخيص باريز» وكان هدفه أن تستيقظ الأمة من غفوتها، كما ساهم «خير الدين التونسي» في وضع أول دستور في تونس وألف كتابه المهم «المسالك في معرفة أحوال الممالك» طارحا فيه سؤالا مهما وهو: لماذا تقدم الغرب؟ احتفالية جاهين وضمن الاحتفاليات الخاصة التي يقيمها المعرض لرواد الأدب المصري أقيمت احتفالية للشاعر الراحل صلاح جاهين شارك فيها الشاعر محمد سيف الذي أكد أن جاهين كان أول من كتب القصيدة العامية الجديدة، وأنه عبر عن أحلام الجماهير وتطلعاتهم، فقد كانت ثورة يوليو 1952 ملهمة له فجاءت أعماله الشعرية والغنائية مجسدة لمعارك النضال الوطني في الخمسينيات. وأشار سيف إلي أن جاهين تأثر بنكسة 67 التي اصابته بالكأبة، مما جعله يكتب الرباعيات التي جاءت بأسلوب فلسفي قدم منها اطروحات سياسية واجتماعية وإن جاءت بشكل رمزي، وكان يكتبها بشكل اسبوعي، وهي اكتشاف لجانب فلسفي في شخصية جاهين. يذكر أن الهيئة العامة للكتاب قد أصدرت الأعمال الكاملة لصلاح جاهين، وتقع في سبعة مجلدات قدم لها الشاعر بهاء جاهين. الدراما والثورة كما اقيمت ندوة تحت عنوان «ثورة 25 يناير والتكنولوجيا» شارك فيها د. نبيل علي ود. نادر الفرجاني وإسراء عبد الفتاح وأدارها د. زين عبد الهادي. تناول المتحدثون أثر التكنولوجيا في الحراك الاجتماعي والسياسي قبل وبعد الثورة. وأكد المشاركون أن الثورة لم تزل مستمرة حتي تحقق أهدافها. كما أقيمت ندوة تحت عنوان «الدراما والثورة» شارك فيها الفنان صلاح السعدني وفريدة الشوباشي وأدارتها ماجدة موريس، أكد خلالها السعدني أن الحل الوحيد للخروج من المأزق الحالي هو التأكيد علي مدنية الدولة. وأضاف السعدني أن الدراما تحتاج إلي وقت أطول حتي تعبر عن الثورة، في حين يكون الشعر أسبق الفنون للتعبير عنها. واتفقت معه فريدة الشوباشي في هذا الإطار، وأضافت إلي أن العملية الديمقراطية في مصر الآن تمشي ببطء شديد، وأن تمثيل المرأة في مجلس الشعب جاء مخيبا للآمال نظرا لأن الأحزاب الفائزة كالإخوان المسلمين والسلفيين جاء هذا التمثيل للمرأة عاكسا وجهة نظرهم لها.