تنطلق فعاليات الدورة الثالثة والأربعين لمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى 22 يناير الجارى وتستمر حتى 7 فبراير المقبل بأرض المعارض بمدينة نصر بمشاركة 745 ناشرا من 29 دولة، منها 17 دولة عربية و12 دولة أجنبية. ويشارك فى المعرض 498 ناشرا مصريا و 215 ناشرا عربيا ، بالاضافة الى 32 ناشرا أجنبيا ... كما يشارك 93 كشكا لبيع الكتب من سور الازبكية الشهير بالقاهرة، و 167 عضوا باتحاد الناشرين ، كما تحل تونس كضيف شرف للمعرض لهذا العام .
ويعتبر المحور الرئيسى للمعرض "عام على ثورة 25 يناير" بجانب الأنشطة الثقافية والفنية التى تقدم للجمهور متعة فكرية وثقافية وفنية من خلال الندوات والأمسيات المختلفة.
وتعتبر مجموعة إبداعات الثورة، محورا تتفرد به الهيئة العامة لقصور الثقافة ضمن مشاركتها في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وتضم 18 كتابا ما بين إبداعات أدبية وفكرية ، وسيتم إعداد حفل توقيع لهذه الأعمال بجناح الهيئة في المعرض .
ومن الأعمال الإبداعية الأدبية، ديوان "أنا صرت غيرى" للشاعر محمد فريد أبو سعدة، وديوان "وجوه من الميدان" للشاعر حسن فتح الباب، و"25 ميدان التحرير" للشاعر عبد العزيز موافى، ورواية "ما تبقى من البدايات البعيدة" للكاتب محسن يونس .
ومن الأعمال الكاملة، سيتم إصدار الأعمال الكاملة للشاعر الراحل صلاح جاهين، وكذلك الأعمال الكاملة للشاعر محمد آدم على جزأين ، ومن الأعمال التوثيقية وشهادات المبدعين، "الثورة الآن" للكاتب سعد القرش، و"الثورة من الجانب الآخر أو 18 يوما أبهرت العالم" لعبد المنعم حلاوة، و"باب العزيزية" للروائي محمد جبريل.
ومن أهم الأعمال الفكرية لقصور الثقافة فى معرض الكتاب ( تاريخ البطارقة) وهو عنوان متوالية تاريخية من 10 أجزاء تتناول تاريخ مصر بدءا من القرن الأول الميلادى وحتى نهاية القرن العشرين ... وهذه المخطوطة التي تركها ابن المقفع وحققها عبد العزيز جمال الدين، تعد شاهدا على ما يوصف بالتاريخ القبطى الذي كتبه البطارقة ، لكن جمال الدين قام بتأريخ مواز لها لنصبح أمام كتاب موسوعي يبتعد كثيرا عن التاريخ الرسمى المكتوب من زاوية السلطة.
وتصدر هذه المتوالية ضمن المشروع العام للنشر بالهيئة العامة لقصور الثقافة، وذلك ضمن مشاركتها في معرض القاهرة الدولى للكتاب. ومن المنتظر إصدار مجموعة أخرى من الكتب الفكرية منها "الديمقراطية" ترجمة الدكتور حسين نصار، و"أصل المجتمعات المتحضرة" لشتون كولبورث، وتتوج ب"التاريخ السرى لاحتلال إنجلترا مصر" للسير الفريد سليكون بلينت، و"حكاية ثورة الصعيد" للدكتور نبيل السيد الطوخى .
كما تصدر سلسلة الذخائر كتاب "أنوار التنزيل وأسرار التأويل من تفسير البيضوي" في جزأين، ويعد من أهم التفاسير الصوفية للقرآن الكريم. وفي إطار مشروع دعم الدولة المدنية، تصدر الهيئة كتيبات "قاموس المصطلحات السياسية"، "الحياة الحزبية الجديدة بعد 25 يناير"، "خريطة الحركات الإسلامية بعد الثورة"، "العلمانية وعلاقة الدين بالسياسة".
وتعتبر استضافة تونس كضيف شرف فى معرض الكتاب هذا العام فرصة تاريخية للتعانق الحضارى بين الثورتين التونسية والمصرية ، وتعتبر مشاركة تونس فى المعرض خطوة في اتجاه تفعيل التعاون الثقافي بين مصر وتونس . وفى تصريح لرئيس اتحاد الناشرين التونسيين- فى مؤتمر صحفى عقد مؤخرا- ذكر ان تونس تقدر لمصر استضافتها للناشر التونسى وإبداعات الشعب التونسى ، مشيرا إلى أن المشاركة التونسية تأتى تحت شعار (الكتاب حامل الثقافة العربية).
واشار الى انه خلال المعرض سيتم التعرف على الإبداع التونسي الجديد والمبدعين الشباب الذين كانت الأنظمة القديمة تحرمهم من التعبير .. معربا عن أمله في أن تحقق المشاركة التونسية بعدا جديدا للثورة والحرية والتحالف مع المثقف العربى . وذكر ان الناشرين التونسيين عانوا كثيرا وآن الأوان لكى تعطى الثورتان وضع الشراكة للناشرين التونسيين والمصريين " ..موضحا أن المشاركة التونسية لن تقل عن 15 ناشرا بالمعرض .
ويضم البرنامج الثقافى لمشاركة تونس بمعرض القاهرة الدولي للكتاب ، ندوات (من الطهطاوي وخير الدين إلى الربيع العربي) للدكتور على المحجوبى ، و(الكلمة لهن) عن الكتابة النسائية التونسية، و(النشر والربيع العربي) وهو لقاء بين أعضاء اتحاد الناشرين في كل من مصر وتونس .
كما يضم البرنامج ندوة (الثورة التونسية والثورة المصرية بعيون متقاطعة) ويشارك فيها منصف وناس من تونس وكارم يحيى من مصر ، ويضم أيضا مائدة مستديرة تحت عنوان (المدونون ودورهم في الثورتين التونسية والمصرية) ويشارك فيها مدونون من مصر وتونس ... وأخيرا ندوة حول (أدب السجون) يشارك فيها فتحي بلحاج وسمير ساسي من تونس والكاتبة سلوى بكر من مصر، فى 3 فبراير المقبل .
ويتضمن البرنامج عروضا موسيقية، تحت عنوان (عيون الكلام) لمجموعة آمال الحمروني ، بالإضافة إلى عروض سينمائية طويلة وقصيرة ووثائقية وعروض مسرحية (خويا ليبر) لجمال المداني يوم 31 يناير الجاري . ويشمل البرنامج أمسيات شعرية لشعراء بارزين كآدم فتحي وفوزية العلوي ومنصف الوهايبي ونجم الدين الحمروني ، كما سيناقش (الرواية والثورة) في محور خاص يوم 27 يناير .
ويحتفل البرنامج الثقافي التونسي بمئوية الكاتب الشهير محمود المسعدي في ندوة تحت عنوان (محمود المسعدي والثورة)، تشارك فيها فاطمة لخضر من تونس، وفريال غزول من مصر ، يوم 31 يناير الجاري .
وقد اقيمت الدورة السابقة لمعرض الكتاب بأرض هيئة الكتاب فى شارع فيصل فى أغسطس الماضى - وذلك نظرا لقيام ثورة 25 يناير فى توقيت افتتاح المعرض - وحقق المعرض - كما ذكر وقتها د.احمد مجاهد رئيس هيئة الكتاب - هدفه الأساسي فى عمل حراك ثقافى وتعويض الناشرين عن إلغاء معرض القاهرة الدولى للكتاب العام الماضى ولاقت حركة البيع رواجا كبيرا منذ اليوم الأول عقب الافتتاح مباشرة وعلى مدار عشرين يوم ظلت حركة البيع فى تزايد مستمر حتى وصلت إلى 300 ألف جنيه ، وزار المعرض حوالى 25 ألف زائر ،وشارك بالمعرض 85 ناشر منهم 11 ناشر من أربع دول عربية.
ويعد معرض القاهرة الدولى للكتاب أهم وأقدم معارض الكتاب فى العالم العربى ، كما يصب فى مصلحة حركة النشر ، وهو أحد الأماكن الشهيرة التى أخذت على عاتقها تجميع الشعوب فى وقت واحد لتتحاور وتتبادل وجهات النظر فى كافة الموضوعات ، وتخرج بأهداف مثمرة تفيد ولا تضر.
وبدأ سطوع هذا الحدث على العالم من أرض الجزيرة بالقاهرة منذ أواخر الستينيات (1969) كمشروع قومى عربى يجمع الشعوب العربية تحت لواء العلم والمعرفة فى ظل ريادة مصرية تأخذ بيد الجميع نحو التقدم والتوحد،وشاركت فيه 47 دولة وبلغ عدد الناشرين462 وعدد الكتب 100 الف وعدد السرايات اثنين .. وبداية المعرض كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفى فقرر وزير الثقافة آنذاك د.ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيا ، فعهد إلى الكاتبة والباحثة الدكتورة سهير القلماوى بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب - وكانت وقتها رئيسة المؤسسة العامة للتأليف والنشر (الهيئة العامة للكتاب حاليا) لهذا احتفلت دورة 2008 بالقلماوى باعتبارها شخصية العام.
وقد سار هذا الحدث بخطى حثيثة تحت ظل ورعاية حماة الثقافة وبمجهودات عظيمة تذكر لكل من ساهم فى خروجه كحدث مهم فى حياتنا الثقافية المصرية والعربية، إلى أن جاء فى نسخته الثالثة والأربعين هذا العام وهو يحمل الكثير والمتنوع لزواره ورواده.
ويهدف معرض القاهرة الدولى للكتاب الى تحقيق فرص للتبادل الحر للكتاب فى الشرق الأوسط، والتعرف على أحدث ما وصل إليه الفكر والكلمة المطبوعة، وعقد الاتفاقيات للنشر والتوزيع، وتذليل صعوبة تسويق الكتاب من خلال تبادل حقوق التأليف والنشر والترجمة، ومنح التوكيلات لمنطقة الشرق الأوسط، ودراسة الوسائل والأساليب التى تساعد على نشر الثقافة والفكر، ويتيح المعرض الفرصة لتبادل الخبرات بين الناشرين، والموزعين، والمؤلفين، والأدباء، ورجال الأعمال، والمهنيين، وأساتذة الجامعات والمعاهد والمدارس، والمنظمات العربية والدولية.