معرض الكتاب.. أحد أهم الروافد الأدبية في مصر والعالم العربي

تنطلق فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام في أرض المعارض بمدينة نصر يوم 28 يناير الجاري ويستمر حتى 10 فبراير المقبل وتشارك فيه 31 دولة منها 16 عربية و15 أجنبية، فيما تشارك الدنمرك وبولندا وكازاخستان لأول مرة. ويشهد المعرض في عامه الثاني والأربعين طفرات هائلة.. حيث يصل عدد الناشرين المشاركين بالمعرض إلي 800 ناشر بزيادة 35 ناشرا عن العام الماضي منهم 63 ناشرا أجنبيا بزيادة 11 ناشرا عن العام السابق و200 ناشر عربي بزيادة 15 ناشرا، كما يشارك 538 ناشرا مصريا بزيادة 10 ناشرين عن العام السابق بالإضافة إلي الأنشطة الثقافية والأدبية والفنية.
إصدارات جديدة .. وعودة المقهى الثقافي
وهناك ثلاثة محاور رئيسية لموضوعات الأنشطة والندوات واللقاءات التي ستقام علي هامش المعرض، وهي الأزمة المالية العالمية وتداعياتها علي الاقتصادات العربية والاقتصاد المصري، والأوبئة في التاريخ والأدب، والرواية العربية.
ومن المقرر أن تقدم هيئة الكتاب هذا العام 92 عنوانا جديدا في مختلف فروع المعرفة منها كتاب روح الشرائع الذي لم يطبع منذ عام 1950، بجانب طبعة كاملة من أعمال أحد أدباء الرواية الواقعية في القرن التاسع عشر، فيودور دوستويفسكي (1821- 1881) التي لم تطبع من الستينيات، وكتابي أدب الخوارج في الإسلام وألف ليلة وليلة للدكتورة سهير القلماوى.
كما سيشهد المعرض عودة المقهي الثقافي الذي توقف نشاطه خلال الدورات الأخيرة للمعرض، لكن في شكل مختلف عن الدورات السابقة، وسيكون معدا وجاهزا لاستقبال رواده من المثقفين والأدباء العرب والمصريين والزوار منذ اليوم الأول للافتتاح، وكذلك سوق عكاظ لشعراء الأقاليم مستمر هذا العام.
روسيا.. ضيف الشرف الخامس
وسوف تكون روسيا هي ضيف شرف الدورة الثانية والأربعين للمعرض، فيما يقام علي هامش مشاركتها معرض فني للصور عن السد العالي بمناسبة مرور نصف قرن علي تدشين السد بجانب معرض آخر لأعمال الكاتب الروسي الراحل تشيكوف وندوات ثقافية وعروض فولكلورية من التراث الروسى.
وذكر الكاتب حلمي النمنم نائب رئيس هيئة الكتاب إن روسيا ستشارك من خلال جناحين موسعين إحداهما في سراي 15 ويضم أحدث الإصدارات الروسية وسيتم فيه الافتتاح الرسمي لضيف الشرف، والآخر جناح دائم يقدم فيه الجانب الروسي أحدث مطبوعات ضيف الشرف.
المعرض الأهم إقليمياً
ومعرض القاهرة الدولي هو من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط، بدأ في عام 1969، وكانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيا، فعهد إلي الكاتبة والباحثة سهير القلماوي بالإشراف علي إقامة أول معرض للكتاب - وكانت وقتها رئيسة المؤسسة العامة للتأليف والنشر (الهيئة العامة للكتاب حاليا) لهذا احتفلت دورة 2008 بالقلماوي باعتبارها شخصية العام.
ولم يقتصر دور المعرض علي عرض الكتب في فروع المعرفة المختلفة من مصر والدول العربية والأجنبية المشاركة، بل تحول إلي مناسبة ثقافية كبري يشترك فيها كبار رواد الفكر والأدب والفن عن طريق تنظيم ملتقي فكري وثقافي، وأقيم أول لقاء فكري عام 1982 مواكبا للمعرض الرابع عشر. ويعد معرض القاهرة الدولي للكتاب أحد أهم معارض الكتب العربية فضلا عن مكانته الدولية، حيث أصبح المعرض الدولي الثاني بعد معرض فرانكفورت الدولي، كما أنه يعد مكانا للالتقاء بين كل الاتجاهات الفكرية الجادة، وأحد أهم المعارض الدولية للكتاب من حيث عدد الكتب المعروضة.
ومعرض القاهرة هو الوحيد الذي يسمح للناشرين بعمليات البيع جملة ولا يفرض رقابة علي عدد الإصدارات أو النسخ لكونه أهم وأكبر معرض في المنطقة العربية، ولكن هناك أشكال للإشراف والرقابة من جهات غير إدارة المعرض، الأولي الرقابة علي المطبوعات الأجنبية (المجلات) وتتبع وزارة الإعلام، والثانية هي المصنفات الفنية وتتحرك حال تلقيها شكوى من المتضرر، والأخيرة خاصة بالأزهر.