الدموع والزغاريد والسجود شكراً لله والهتاف "الله أكبر" كانت هي المشاعر التي اختلطت جميعاً أمام بوابة سجن مزرعة طره حال استقبال الأمهات والزوجات والأشقاء لذويهم الذين غادروا الزنازين يحلقون بأجنحتهم في السماء يتنفسون هواء الحرية عاقدين العزم علي التوبة الصادقة وعدم ارتكاب أي مخالفة حتي لا يعودوا للقضبان مرة أخري. عيد الثورة والشرطة جلبا الخير علي 1014 من السجناء الجنائيين الذين شملهم قرار العفو الذي أصدره اللواء محمد إبراهيم يوسف وزير الداخلية وذلك بعد أن حددت اللجان القانونية التي فحصت ملفات 3 آلاف سجين أحقية من شملهم القرار في العفو والذي يأتي في اطار تنفيذ القرار الذي أصدره المجلس الأعلي للقوات المسلحة رقم 313/2012 بشأن العفو عن باقي المدة لبعض المحكوم عليهم وذلك بمناسبة ثورة 25 يناير. في الساعات الأولي من الفجر كان الآلاف قد احتشدوا أمام باب سجن المزرعة بطره لم تمنعهم الأمطار التي هطلت طوال الليل ولا برودة الجو عن الحضور لمشاركة ذويهم الفرحة عند مغادرتهم السجن بلا رجعة والكل يرسم في خياله كيف سيري من تشوق لرؤيته وهو حر طليق بعد أن قضي الليل وحيداً خلف القضبان والكل يرسم آماله للمستقبل في عيش هادئ هانئ عن طريق لقمة عيش بالحلال وحياة بلا مشاكل ولا خلافات لا مخدرات ولا قتل ولا سرقة فيها. الثامنة صباحاً كانت العيون تتعلق بالبوابة الرئيسية للسجن حيث حضر اللواء محمد نجيب حسن مساعد الوزير لقطاع مصلحة السجون وكان في انتظاره اللواء عبدالله صقر ومأمور وضباط السجن وماهي إلا دقائق حتي فتحت أبواب العنابر التي كان قد وقع فيها من شملهم قرار العفو لتعلوا صيحات سكانها مهللين "الله أكبر" وبعضهم يصرخ بأعلي صوته "أحمدك يارب" عشرات يسجدون علي الأرض شكراً لله وآخرون توجهوا إلي رئيس مصلحة السجون ومن معه من الضباط مؤكدين أن المعاملة كانت طيبة وإنسانية من كافة المتواجدين في السجن من ضباط وأفراد ومجندين وقد حرص مساعد الوزير وكبار الضباط علي لقاء من أفرج عنهم وحثهم علي ضرورة الالتزام وعدم ارتكاب أي شئ مخالف قد يعود به مرة ثانية إلي السجون وقد حرص اللواء نجيب علي تقديم التهنئة لأسر من تم الافراج عنهم وقد أصرت والدات بعض السجناء علي تقبيلهم من فرط سعادتهن بخروج الأبناء وعودتهم إلي حياة الحرية مرة ثانية. المفرج عنهم أبدوا سعادة كبيرة حيث أكد محروس محمود محمد الذي كان محبوساً في قضية مخدرات انه تعلم الدرس ولن يقترب مرة ثانية من تلك السموم والتي كانت سببا في قضائه مدة من أفضل سنوات عمره خلف القضبان محروما من رغد العيش بين أسرته وذويه. قال إبراهيم عبده إبراهيم "مخدرات" رغم أنني سعيد بالإفراج عني إلا أنني حزين علي سنوات عمري التي ضاعت بسبب الكيف اللعين وأنصح كل الشباب بعدم الاستجابة لأي دعوات يوجهها لهم تجار السموم أو المدمنون لتعاطيها لأن مصيرهم سيكون الحبس. أشار عرفة حسن محمد "ضرب أفضي إلي الموت" إلي أن سعادته بالعودة للحياة خارج السجن لا توصف معلنا ندمه عن عدم تملك غضبه والذي كان سببا في المشكلة التي زجت به في السجن داعيا كل انسان الي ضرورة "كظم الغيظ" حتي لا يجد نفسه محبوساً ثمناً للحظة لم يستطع فيها مواجهة الشيطان قال إسماعيل نور توفيق "عاهة مستديمة" إنه لم يكن يتصور أبدا ان يدخل السجن ولكن عدم سيطرته علي نفسه وانسياقه وراء الغضب كان السبب في ذلك وأشار إلي ان كل انسان عليه أن يحكم العقل خاصة في أوقات المشاكل حتي لا يجد نفسه وأسرته في مهب الريح وتتبخر كل أحلامه. أضاف علي أحمد قاسم "مخدرات" أنه يسجد لله شكراً علي نعمة العفو عنه وأنه لم يكن يتخيل ان يشمله قرار العفو موضحاً أنه يعاهد الله علي عدم ارتكاب أي مخالفة قد تكون سببا في عودته للسجن..قالت بهية. ك. ع والدة أحد المفرج عنهم أنها حضرت من الدقهلية كي تشارك ابنها فرحته وأكدت أنها تشكر رجال الشرطة الذين كانوا يعاملونها وأسرة المفرج عنه معاملة طيبة أثناء الزيارة وأشارت إلي أن نجلها عاهدها علي عدم المخالفة مرة أخري. أضافت ابتسام. ج. ع زوجة أحد المفرج عنهم في قضية مخدرات أن زوجها كان يعاند نفسه ولم يستجب للنصحية منها ومن باقي أفراد الأسرة وقد عاقبه الله ورب ضارة نافعة فقد عقدنا العزم علي اقامة مشروع سيعود علينا بالنفع بعد ان تعلم زوجها الصبر داخل السجن. أوضحت رشا. م. م شقيقة أحد السجناء المفرج عنهم "سرقة" أن دخول شقيقها السجن كان محل معايرة من جميع أهل بلدتها في الجيزة وبعض أفراد الأسرة امتنعوا عن زيارته ولكنها كانت حريصة علي الاقتراب منه طوال فترة العقوبة وانه عاهدها علي عدم العودة لطريق الشيطان وهي واثقة أنه سيلتزم خاصة أن رفقاء السوء هم الذين كانوا قد شجعوه علي السير معهم في طريق الشر. قالت هانم. ر. س شقيقه أحد المفرج عنهم في قضية قتل خطأ أن شقيقها طيب ولولا الظروف التي وضع فيها ما كان سيرتكب تلك الجريمة وهي واثقة انه سيعود أكثر استقامة بعد ان حفظ عدة أجزاء من القرآن الكريم داخل السجن واقترب من ختامه. من جانبه أكد اللواء محمد نجيب مساعد الوزير لقطاع مصلحة السجون ان قرار الافراج عن السجناء يأتي مشاركة من الوزارة في احتفالات ثورة 25 يناير المجيدة وعيد الشرطة وانطلاقا من ا لحرص علي تعميق مفاهيم المواطنة وتطور أواصر العلاقة بين الشرطة والشعب من خلال الاستجابة لتطلعات ومتطلبات المواطنين واستثمار هذه المناسبة لتعميق أواصر التواصل الاجتماعي للنزلاء واتاحة الفرصة لهم لمشاركة ذويهم الاحتفال بهذه المناسبة. قال العميد محمد عليوة مدير ادارة الإعلام والعلاقات بمصلحة السجون ان القطاع سيبدأ اليوم تنفيذ قرار اللواء محمد إبراهيم يوسف وزير الداخلية بالسماح للسجناء بزيارة استثنائية حتي 24 من فبراير المقبل ولا تحتسب هذه الزيارة من الزيارات المقررة لكل سجين وذلك وفقا للتعليمات واللوائح المنظمة لذلك ربما لا يتعارض مع أمن السجون ومراعاة السماح لكل سجين بقبول الأطعمة والحلوي التي ترد اليهم في حدود استهلاك يوم واحد وذلك في اطار مواكبة الفكر الحديث للتنفيذ العقابي من خلال منظور شامل وبعد واع يتخذ من التأهيل والرعاية سبيلا والإصلاح والتقويم هدفا.