اندلعت ثورة الشباب في يوم 25 يناير وهو حدث تاريخي قلب موازين الحكم في مصر بعد أن نجح الشباب والشعب بفضل حماية الجيش لثورتهم في القضاء علي النظام الفاسد ولإرساء دعائم الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحلمنا بتحقيق كل هذه الأمنيات لمصر الجديدة. لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فقد شاهدنا أحداثا أعقبت نجاح الثورة لتعرقل هذه المسيرة بعد تفشي الفوضي لكن مصر قادرة علي تخطي كافة المشاكل الصغيرة بعد أن تحقق حلم المصريين في اشراق شمس يوم جديد بعيدا عن حكم ظالم وتفشي الفساد. البعض استغل الأحداث في التجرأ علي مطالب بعضها مشروع ويجب تنفيذه والبعض الآخر غير مشروع ويحتاج لدراسة قبل الموافقة عليها. المسئولون في كافة قطاعات الدولة أصابهم الضعف أمام مطالب العاملين معهم وخوفاً علي مقاعدهم لامناص من الاستجابة حتي لا تصلهم قرارات الاستغناء عنهم في وقت يجتهدون بكل قواتهم من أجل التمسك بالمقاعد التي تزول في وقت ما لان دوام الحال من المحال.. جيل يرحل وجيل يتولي القيادة. في الطيران المدني الصورة قاتمة ومخيفة خسائر بالملايين وأنشطة مهددة بالتوقف ومطالب العاملين عرض مستمر من بين هذه المطالب تعيين الأبناء لأنهم يعتبرون هذا المطلب مشروعاً ومن حقهم أن يأتوا بأبنائهم رغم أن لطفي مصطفي كمال لا يؤمن بمبدأ التوريث.. ولكن لا يختلف اثنان علي أن لهم كل الحق في التعيين بشرط أن يجتازوا الاختبارات بنجاح لأن العمل في انشطة الطيران المدني في غاية الحساسية ولا يقبل الخطأ لأن الخطأ قد يصل إلي كارثة في وقت نجد هناك تحديات وصراعات دولية الكل يجتهد من أجل البقاء واجتذاب ثقة الجميع.. ومنظمات وهيئات دولية تترقب كل صغيرة وكبيرة. في الطيران المدني الصورة مختلفة تماماً بعض الشركات أعلنت عن تعيينات وتزاحم الآلاف من الشباب الصاعد علي منافذ تقديم الأوراق من أجل التقدم للاختبارات والفوز بالوظيفة التي أصبحت حلما لكل شاب وفتاة.. وكانت تجري اختبارات اللغة الأجنبية في أماكن معتمدة لكن من أجل عيون العاملين استبعد المسئولون هذه الخطوة وتجري الاختبارات من خلالهم باختصار امتحانات صورية لأن الناجحين قد تم تحديدهم قبل الاختبارات والضحية هم الشباب الذين ليسوا من أبناء العاملين. بعض المسئولين قد انتهوا من اعداد ملفات العاملين حسب مواعيد خروجهم للمعاش لمكافأتهم بتعيين أبنائهم.. وما يثير الخجل هؤلاء العاملون قد شاركوا في إعداد الإعلان الذي يأتي في مصلحتهم. علي العموم اللعب بالنار مرفوض في كافة أنشطة الطيران المدني ومن يلعب بالنار لا يستحق من قريب أو بعيد أن يتبوأ منصبا قياديا اللهم قد أبلغت.. اللهم فأشهد.