خط أحمر!! لا أحد يعترض علي التظاهرات أو الوقفات الاحتجاجية السلمية لأنها حق للجميع طالما أنها لا تؤثر علي الاستقرار وبعيدة عن إثارة الفوضي التي سادت في الآونة الأخيرة بسبب الأحداث التي وقعت بعد ثورة 25 يناير وأصبحت خطراً مما يقتضي مواجهة الانفلات ولاعادة الهدوء ودفع عجلة الانتاج إلي الامام. نتفق سوياً أن الطيران المدني خط أحمر لا يجب العبث في مقدراته أو الاقتراب منه لأنه باختصار أمن قومي وانظار العالم تترقب كل ما يحيط به وإثارة البلبلة داخله لها تداعيات علي تشغيل رحلات الطيران وحركة السفر. الاربعاء الماضي تظاهر آلاف العاملين بشركة الميناء منذ قرار رئيس الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية بمنح كل موظف مكافأة تعادل 300 جنيه بمناسبة شهر رمضان.. واعتبروا ان المبلغ ضئيل لا يتناسب مع متطلبات الشهر الكريم خاصة وان المكافأة تعادل نصف مكافأة العام الماضي. بداية من حقهم التظاهر والاعتراض علي القرار لكن في نفس الوقت ليس من حقهم التوجه إلي صالة السفر رقم "1" بمطار القاهرة الدولي والتهديد بمنع الركاب من السفر.. حدث ذلك أمام السائحين الذين تملكهم الخوف ورصدوا تظاهراتهم وهتافاتهم بالكاميرات التي يحملونها صوتاً وصورة في مشهد مخزي يندي له الجبين مما استدعي قوات الجيش للحضور تفادياًً لعرقلة حركة السفر ورحلات الطيران. نعم الخناق يضيق حول رقاب مسئولي الطيران المدني.. وقد جاءت التظاهرات للفت الانظار لهذا المرفق الحيوي منذ اندلاع شرارة ثورة 25 يناير لكن معظم المطالب فئوية بعضها مقبول والبعض الآخر غير مقبول.. وقد استجاب المسئولون لعدد من المطالب ومنها تعيين العاملين بالمكافأة الذين مضي علي خدمتهم عام وبدء مرحلة تعيين أبناء العاملين وزيادة المكافآت والحوافز.. لكن نبرة الصوت التي تزداد يوماً بعد يوم منذ ثورة الشباب وتنادي باقصاء العسكريين من مناصبهم واستبدالهم بمدنيين وبحجة عسكرة الطيران المدني.. المصطلح الذي يتكرر كثيراً هذه الأيام والصيحة التي يرددها بعض العاملين المحتجين وحاملي اللافتات الغاضبة والمعترضين علي الكثير من الأوضاع لابد من إعادة النظر فيها لأن هناك من أخلص وأدي جهداً وحقق نجاحات يشار لها بالبنان.. والبعض الآخر لم يقدم شيئاً ولدي الطيران المدني الكثير من المدنيين القادرين علي تحمل المسئولية يجب ان يأتي دورهم لاسناد المناصب لهم. علي العموم كلنا مصريون لا فرق بين عسكري ومدني.. الجميع من أبناء الوطن.. المهم اختيار الكفاءات القادرة علي تحمل المسئولية بشرف وأمانة لا أن نأتي بمسئولين مجرد "ديكور" وان تكون الأولوية لأبناء الطيران المدني الذين قضوا أعمارهم في العطاء ولم يبخلوا بجهد من أجل الارتقاء بهذا المرفق الحيوي وهم بالطبع كثيرون. * النافذة الأخيرة اللواء طيار لطفي مصطفي كمال وزير الطيران المدني الجديد جاء في وقت صعب وعليه ان يتحمل الأعباء القادمة ويقوم بلم شمل العاملين جميعاً ويوقن ان الحوار البناء والمصارحة والعمل الدءوب أولي خطوات النجاح.