يعتبر التصالح مع النفس من أهم الموضوعات الهامة التي تهم الكثير من الناس، إذ يسمح الكثيرون منا لأنفسنا في الماضي بالتأثير بشكل كبير على شخصياتنا الحالية، وعلى طريقة تفكيرنا وشعورنا وتفاعلنا مع العالم في مرحلة البلوغ، لأن تجارب طفولتنا التي تشكل شخصياتنا في بداياتها تقابلها نسخ ساذجة وغير متمرسة من أنفسنا. كما نعجز عن وضع تلك التجارب في سياق حياتنا، وعن إدارة المشاعر القوية وغير المألوفة التي تنتابنا، فنحن نفتقر إلى تطور قشرة الفص الجبهي التي تمكننا من تكوين فهم ورؤية أوسع، ما يسمح لنا بالتعامل مع تجارب الطفولة المبكرة بفعالية أكبر،وفقا لموقع " psychologytoday ". 5 خطوات للتصالح مع نفسك في الماضي 1- التعاطف تبدأ رحلتك نحو السلام مع ذاتك الماضية بالتعاطف، فبدون القدرة على الشعور بما شعرت به في صغرك، لن تستطيع تقبّل تلك النسخة السابقة من نفسك، ناهيك عن احتضانها أو تقديم الدعم لها، مهما فعلت أو ظننت أنك فعلت في صغرك، عليك أن تدرك أنك لم تختر أن تكون كذلك، بل كنت ضحية لثقافتك (كالعائلة، أو الأقران، أو المجتمع)، وكنت تحاول فقط النجاة مما كان، في تجربتك الحياتية المحدودة، وضعًا صعبًا للغاية. 2- احتضن إنسانيتك أحد الأسباب الرئيسية التي منعتك من التصالح مع ذاتك السابقة هو شعورك بالخجل مما كنت تراه، كائنًا ناقصًا لا يستحق الحب أو الاحترام، فإن تلك الصفات التي أصبحت تكرهها هي في الواقع ما يجعلك جديرًا بهما، لأن تلك العيوب هي ما تجعلنا بشرًا. 3- التسامح انطلاقاً من الخطوتين الأوليين، وهما التعاطف وتقبّل إنسانيتك، يمكنك الآن أن تغفر لنفسك ما اعتبرته تجاوزات في شبابك. لم تكن شخصاً سيئاً بطبيعتك أو تربيتك، لم تختر أو تقصد فعل الشر، بل كنتَ ضعيفاً، سريع التأثر، محتاجاً، ولم تعرف سبيلاً آخر للتصرف. 4- عش أفضل حياة عندما تتصالح مع ذاتك السابقة، تتخلص من عبء الماضي وتتحرر لتعيش أفضل حياة ممكنة. ما معنى "أفضل حياة"؟ إنه سؤال شخصي للغاية، ولا أحد سواك يستطيع الإجابة عليه. 5- إصلاح الأخطاء لاتملك العودة بالزمن وتصحيح كل ما ندمت عليه هذه القدرة على السفر عبر الزمن، على الأقل ليس للعودة إلى الماضي، لكن لديك تلك القدرة التي تبدو سحرية على التقدم في الزمن، وهنا يمكنك إصلاح ما أفسدته، إلى أن تكتسب القدرة على السفر عبر الزمن، يبقى المستقبل هو المكان الوحيد لتكفير ذنوبك بالأعمال الصالحة.