يتناول مسلسل أحلام سعيدة عدد من القضايا والمواضيع المختلفة، التي تتنوع بتنوع واختلاف شخصياته على المستوى الاجتماعي والطبقي، الحكايات الرئيسية لسيدات مختلفات تجمعهم الظروف وفق بناء درامي أعدته وكتبته هالة خليل وأخرجه عمرو عرفة، وجميعهن لديهن مشاكل مع النوم بسبب اضطرابات نفسية، وتكون مجموعة الثيرابي النفسية هي مكان لقائهم، ومن ضمن المشاكل عقدة الشعور بالذنب، التي تعاني منها شيرين –غادة عادل- حيث تسببت بسياراتها في حادث لفريدة –يسرا- ونتج عن الحادث فقدان الأخيرة لبصرها. حاولت شرين التقرب من ديدي ومساعدتها بكل الطرق من خلال دعمها نفسيا أو ماديا واصطحبتها لمنزلها بعد تعمق الصداقة بينهما للعمل على خدمتها ومساندتها في ظروفها، دون علم فريدة بشخصية المتسبب في الحادث. تُعرّف ديانا لالور، أخصائية نفسية أسترالية، الشعور بالذنب بأنه حالة عاطفية يشعر فيها الفرد بالصراع عند القيام بشيء يعتقد أنه لم يكن يجب علينا فعله أو على العكس من ذلك، وهذا يمكن أن يؤدي إلى حالة شعور لا تزول بسهولة ويمكن أن يكون من الصعب تحملها على المستوى النفسي، وفق ما ورد في موقع "cottesloecounselling" للاستشارات النفسية. ويعتبر الشعور بالذنب عاطفة قوية ملحة وغير سارة بصورة شديدة قد تنجم عن الانتهاكات الحقيقية أو الوهمية المتخيلة للمعايير الشخصية أو الاجتماعية، أو السلوكيات الأقل من المستوى المطلوب أو المواقف التي تسبب أذى لشخص آخر، وفق ما ورد في كتاب "Guilt and conscience in major depressive disorders"، ويعد فرويد من أوائل المنظرين النفسيين الذي استخدم مصطلح الذنب باعتباره محصلة لتأنيب وتوبير الأنا الأعلى لذات الفرد. وبالعودة إلى المسلسل، وإذا تتبعنا تصرفات شرين سنجدها تبالغ في اهتمامها تجاه فريدة بالإضافة باهتمامات أخرى مثل معاونة أبناء أختها، وانخراطها الشديد في العمل ومساعدة صديقتها الأخرى ليلى، وبالبحث عن ذلك في علم النفس، تفسر لالور ذلك بأن أحد أعراض الشعور بالذنب هو الشعور الزائد بالمسؤولية ومحاولة الفرد جعل حياة من حوله أفضل وزيادة الانغماس في العمل، والاستعداد لفعل أي شيء لإسعاد الجميع، بالإضافة إلى الحساسية المفرطة، ومحاولة إظهار إنكار الذات والسخاء في حل مشاكل الآخرين. ضمن تفاصيل الحادث الذي فعلته شيرين غير متعمدة، فهي لم تساعد فريدة بعد اصطدامها بسيارتها بل تحركت مسرعة من مكان الحادث، ما ضاعف شعور الذنب لدى شيرين وجعلها تعتقد أنها بسبب تأخرها في إنقاذ فريدة فقدت بصرها، كما أنها لا تتقبل ما حدث. وتقول لالور: "إذا فعلت شيئًا خاطئًا أو مؤذيًا، فسيتعين عليك قبول أنه لا يمكنك تغيير الماضي ولكن يمكنك تعويض سلوكك، إذا كان ذلك مناسبًا، افعل ذلك أو اعتذر أو عوض عن السلوك غير اللائق في الوقت المناسب، لأنه كلما ركزنا أكثر على الاعتقاد بأننا بحاجة إلى القيام بشيء أكثر للخلاص من شعور بالذنب كلما استمر في هذا الشعور في إزعاجنا والتدخل في علاقاتنا مع الآخرين، ولكن إذا أدركنا السلوك وتقبلنا أننا ربما نقع في الخطأ، فسوف نشعر بتحسن تجاه الأشياء وكذلك الشخص الآخر، بينما الاستسلام التام لهذا الشعور وعدم تقبله يحافظ على استمرار المشاعر السيئة". ولا يعد ما تقوم به شيرين سلوكا سيئا تجاه فريدة، بل إن المتخصصين يدعمونه في مسارات العلاج للتقليل من الشعور بالذنب، حيث تنصح أندريا براندت، أخصائية نفسية أمريكية، بالتكفير عن التصرف السلبي، من خلال وضع الندم موضع التنفيذ لتقليل الضرر الذي وقع نتيجة هذا الفعل، وتضيف أنه إذا لم يستطع الفرد التأثير بشكل مباشر على الشخص الذي وقع عليه الضرر من الممكن مساعدة شخص آخر، ويسمى هذا الفعل بالتعويض، فهو ليس عقابا للذات وإنما تصرف إيجابي لشفاء الروح، بالإضافة إلى أهمية التسامح مع الفعل وتقبل السلوك الخاطئ كجزء من طبيعتنا البشرية، بحسب ما ورد في مجلة "psychologytoday". ونلاحظ أن أحد أسباب تواجد شيرين لدى الطبيبة النفسية، إلى جانب التعرف على فريدة، هو معاناتها من قلة النوم، وهي أحد أعراض الشعور بالذنب، حيث تقول تانيا جاي بيترسون، المتخصصة النفسية في كتابها عن القلق: "يميل الأشخاص الذين يعيشون مع القلق إلى إلقاء اللوم على أنفسهم وتحمل مسؤولية سعادة الآخرين، ويعيش الأشخاص في دائرة مفرغة بين القلق والشعور بالذنب، القلق يسبب الشعور بالذنب والذي بدوره يؤدي إلى مزيد من القلق". ومن الأعراض التي ذكرتها بيترسون، الصداع وآلام المعدة والتوتر والانفعال ونوبات الهلع، الذي نلاحظ إضافة مشاهد خاصة لها في المسلسل، حيث تصاب شيرين بنوبات هلع أكثر من مرة لتوضيح سوء حالتها النفسية مع مرور الأحداث.