لا ريب أن الطيران المدني المصري واجه صعوبات جمة بسبب ضعف التشغيل بعد الأحداث التي أعقبت ثورة 25 يناير وما صاحبها من تظاهرات ووقفات احتجاجية وإضرابات كان آخرها إضراب المراقبين الجويين وتوقف حركة الملاحة الجوية لمدة تصل إلي 36 ساعة كاملة. كل هذه التصرفات أدت إلي خسائر بملايين الجنيهات وكانت مصر للطيران هي ضحية هذه التصرفات غير المسئولة يليها المطارات إضافة إلي الإساءة بطريق غير مباشر إلي السمعة التي يتمتع بها قطاع الطيران المدني محلياً وعالمياً بعد الإنجازات التي حققها في كافة أنشطته بعد حصوله علي شهادات دولية تأهل من خلالها إلي العالمية فأصبحت مصر للطيران شركة عالمية والمطارات في مصاف المطارات الدولية.. لذا أصبح من الضروري نبذ الخلافات وأن تتكاتف الأيادي للعمل بإخلاص إذا أردنا فعلاً أن نحافظ علي مكاسب ثورة الشباب والانجاز الذي حققه الطيران المدني علي مدار السنوات الماضية. يوم الاثنين القادم تبدأ مصر للطيران الرحلات المكوكية لنقل ضيوف الرحمن إلي الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج هذا العام.. وطبيعي أن تستعد كافة الأجهزة العاملة بمطار القاهرة الدولي لاستقبال ضيوف الرحمن وأن يتم توفير كافة التيسيرات لهم.. وهذا العام سيتم سفر الحجاج وعودتهم من صالة الرحلات الموسمية لتفادي ظاهرة التكدس. نأمل التعاون المثمر من كافة العاملين لنؤكد للعالم أجمع أن المصريين باستطاعتهم تخطي المحن والصعاب وتحقيق النجاح وبخاصة أن حج هذا العام يأتي بعد نجاح ثورة 25 يناير التي شهد بها العالم وأصبحت مثار الإعجاب من الجميع. نريد أن تتوقف التظاهرات والوقفات الاحتجاجية والإضرابات وأن يكون هناك إحساس بالمسئولية تجاه الطيران المدني وقنوات شرعية لأصحاب المطالب الفئوية يتوجهون إليها لرفع مطالبهم ومظالمهم خاصة أن المسئولين يحرصون حالياً علي تنقية الأجواء وصفاء النفوس ومد جسور الحوار البناء لحل المشاكل. علي العموم معادن الرجال تظهر وقت الشدائد وهناك اختبار صعب لدي العاملين بكافة أنشطة الطيران المدني خلال موسم الحج الحالي والجميع ينتظر نجاح الموسم سواء خلال رحلات السفر أو رحلات العودة. عادة المصريين أن تظهر معادنهم الأصيلة وقت الشدة لتخطي الصعاب وتحقيق ما لم يقدر علي تحقيقه الآخرون