بدأت خبرة مصر بالطيران المدني في العقد الأول من القرن العشرين.. كما تمت بها أول عملية طيران في المجال الجوي في 15 ديسمبر 1909 والتي قام بها "بهادي كارتر" في طائرة من طراز "فيرزون بيلان". هبطت شمال مدينة القاهرة. وتوالت بعدها النشاطات والرحلات الجوية التي أعلنت عن دخول مصر في عصر الطيران.. وقد جاءت فكرة إنشاء شركة طيران مصرية من خلال فكرة راودت مؤسسيها وعلي رأسهم كمال علوي منذ عام ..1929 حيث صدر مرسوم إنشاء مصر للطيران في 7 مايو 1932 معلناً مولد أول شركة طيران وطنية تحت اسم: "مصر للطيران".. من هنا كانت الريادة لمصر في مجال الطيران المدني والنقل الجوي فهي صاحبة تاريخ طويل.. ولأننا أصحاب تاريخ وريادة نجحنا في أن نقيم الأكاديمية المصرية لعلوم الطيران رغم أن هناك أكاديمية في دولة الأردن الشقيقة لكن تاريخنا يمكننا ويؤهلنا من تقديم ما يعجز عنه الآخرون.. في أعقاب أحداث ثورة 25 يناير عاني الطيران المدني من التظاهرات الفئوية في كافة الأنشطة من بينها الأكاديمية المصرية لعلوم الطيران. لكن المفاجأة التي لم نتوقعها قيام الطيار حسن محمد حسن رئيس الأكاديمية بتقديم استقالته للمهندس إبراهيم مناع وزير الطيران المدني بسبب مطالبة المتظاهرين برحيله. ورغم رفض الاستقالة إلا أنني كنت أنتظر من وزير الطيران قبولها وتعيين مسئول آخر لتحمل المسئولية. ولدينا خبراء في هذا المجال قادرون علي تقديم الكثير والكثير من أجل النهوض بالأكاديمية والتقدم بها إلي الأمام.. أزعم انني أعرف الطيار حسن محمد حسن عن قرب.. وأدرك مدي عشقه للنجاح والتميز وتحقيق إنجازات في كل موقع مسئولية يتولاه.. لكنني أختلف معه عندما تقدم باستقالته لأن المسئول القوي هو الذي يتحمل الشدائد ويواجه المحن والصعوبات بصدر رحب طالما انه مسئول فوق الشبهات.. أما الانسحاب من المواجهة أمر خطير ويدق ناقوس الخطر في كافة أنشطة الطيران المدني عندما تولد تظاهرات فئوية.. لكن واضح ان عددا كبيرا من المسئولين في الطيران المدني لديهم رغبة في الانسحاب بهدوء ولا ندري الأسباب.