فوق السحاب.. طارت طموحات المرأة العربية حيث نجحت عدة فتيات وسيدات عربيات خلال الأعوام الأخيرة فى الفوز برتبة "كابتن طيار" بجدارة، وهكذا أسدلن الستار على سنوات طويلة من احتكار الرجال لهذه المهنة المحفوفة بالمخاطر وسط المطبات الهوائية والقرصنة الجوية ومصاعب الإقلاع والهبوط بالمطارات عبر القارات، دون مبالاة بمصاعب الدراسة ورهبة المغامرة وتأجيل بعضهن لأحلام الزواج. أول طيارة مصرية وحظيت المرأة المصرية بالريادة العربية والإفريقية فى هذا الميدان على يد لطفية النادي التي صممت على الالتحاق بمدرسة الطيران، رغم معارضة والدها وقراره بعدم دفع مصاريف الدراسة، وأصرت على تحقيق حلمها وعملت بمصر للطيران واستطاعت تغطية تكاليف دروس الطيران من مرتبها. وبعد 3 أشهر فقط من التحاقها بمدرسة الطيران حصلت علي رخصة الطيران الخاص، وكان ترتيبها ال34 على مستوى مصر - أي تخرج قبلها 33 رجلا فقط - وأكد مدربها أنها تتميز بالجرأة وقوة الملاحظه وسرعة البديهة. وفي عام 1933، فازت بالمرتبة الأولى في السباق الدولي الرسمي الذي أقيم بمصر "الإسكندرية - القاهرة للطيران"، وتفوقت على نظيراتها الأوروبيات. وبعد نجاحها الفائق اقتنع والدها بمهنتها، خصوصاً بعد أن اصطحبته في جولة طيران حرة شاهد خلالها الأهرامات من نوافذ الطائرة، كما ساهمت لطيفة النادي في إنشاء "نادي الطيارين" وظلت السكرتير العام للنادي لمدة 20عاماً. لكنها اختتمت رحلاتها في مطلع الخمسينيات من القرن ال20 بحادث مأساوي أثناء هبوطها بالطائرة، تسبب في إصابتها بكسور في العمود الفقري مع ضرر شديد بالوجه، مما اضطرها إلي السفر في رحلة علاج طويلة بسويسرا حتى توفيت عام 2002. وتعد كابتن عزيزة محرم فهيم من أوائل المصريات اللاتي اقتحمن مجال الطيران المدني، وكان والدها نقيب المحاميين الشرعيين الأسبق. وقد تخرجت في مدرسة الليسية عام 1943 لتدرس بمعهد مصر للطيران عام 1945، ونجحت في أن تصبح معلمة طيران بالمعهد، وأصبحت أول مديرة للمعهد عام 1958، بعد أن طارت 22 ألف ساعة، منها رحلة فوق جامعة القاهرة لتلقي إعلانات تدعو الطالبات لتعلم الطيران. وكرمتها رابطة الخطوط الجوية بعد أن خرجت 300 طيار مصري وعربي وإفريقي. ومنحها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر نيشان الجمهورية عام 1959، ثم منحها الرئيس حسني مبارك وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1983. وتوفيت في 20 أغسطس/ آب عام 1997. وتعتبر نهى عبد الرحمن أول سيدة في مصر والوطن العربي تقود طائرة ركاب بعد 4 آلاف ساعة طيران كمساعد طيار. وبدأت خطواتها الجوية عقب تخرجها في كلية الهندسة قسم الميكانيكا، فالتحقت بمعهد الطيران المدني بعد اجتياز اختبارات القبول. وعندما أعلنت شركة الطيران الوطنية عن وظائف جديدة، تقدمت نهى إلى وظيفة مساعد طيار ونالتها بعد اجتياز عدة اختبارات. وبعد 8 سنوات من الخبرة التي اكتسبتها على طائرات طراز "ايرباص" أصبحت كابتن طيار. و لديها توأمين "عمر وريم" - عمرهما الآن 10 سنوات - اعتادا على أسلوب عملها، وأثناء سفرها تحرص على الاتصال بهما وبزوجها المهندس هشام ربيع الذي يتفهم طبيعة عملها ويدعمها. ورغم أن كابتن طيار حسناء تيمور محمد لطفي خريجة كلية الصيدلة إلا أن حبها للطيران جعلها تدرس بالمعهد القومي للطيران، وتحترف العمل بشركة مصر للطيران منذ عام 1995 كمساعد طيار، ثم صارت قائد طائرة. وقد كرمها وزير السياحة زهير جرانة في يوم السياحة العالمي في 27 سبتمبر/ أيلول 2009.